الخرطوم ـ «القدس العربي»: زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أرتيريا، أمس الثلاثاء، وبحث مع رئيسها أسياس أفورقي «قضايا ذات اهتمام مشترك».
ووفقا لبيان مجلس السيادة، فإن المباحثات تطرقت إلى تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح المجلس أن البرهان «أعرب عن تقديره البالغ لمستوى العلاقات السودانية الارتيرية في مختلف المجالات وموقفها التاريخي النبيل في الحرب التي تشهدها البلاد عبر استضافتها للشعب السوداني في محنته وتقديم المساعدات والعون له».
وأفاد إعلام مجلس السيادة بأن البرهان «أطلع الرئيس أفورقي على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيا التمرد الإرهابية ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها». وأكد عزم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، والقوات المعبأة، على القضاء على الميليشيات ودحرها وهزيمتها.
بينما عبّر أفورقي عن التزام بلاده الثابت بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار.
بحث مع أفورقي تطورات الأوضاع وجهود تحقيق الاستقرار
في الأثناء، بحث وزير الخارجية السوداني علي يوسف، مع وزير الخارجية الإثيوبي قيديون تموثيت، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها.
واتفق الوزيران خلال لقاء عقد في أديس أبابا على عقد اجتماع للجنة السياسية العليا بين البلدين وتعزيز التعاون، إلى جانب عقد اجتماعات اللجان المشتركة بين الولايات الحدودية لتفعيل التعاون والتجارة وتسهيل حركة الأفراد.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن الوزير تموثيت أكد خلال لقائه نظيره السوداني التزام أديس أبابا بدعم الحل السلمي للصراع الدائر في السودان بطريقة تحترم سيادة البلاد وسلامة أراضيها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أهمية الحوار المباشر والمتابعة المستمرة للاهتمامات المتبادلة بما في ذلك المفاوضات بشأن سد النهضة.
السياسي والناشط في شرق السودان، هيثم كيرياي، قال إن زيارة البرهان لا تخرج عن سياق التنسيق الأمني والاستخباري وتمتين العلاقات ورد الشكر فيما يتعلق بموقف الحكومة الإرتيرية الداعم للجيش السوداني.
ولفت إلى أن أرتيريا كانت قد استضافت على أرضها مجموعات مسلحة من شرق السودان انخرطت مؤخراً في القتال إلى جانب الجيش السوداني في عدة محاور «تأمين ريفي كسلا وهمشكوريب والقتال في محوري الفاو والخرطوم بحري».
ونوه إلى أن الزيارة تأتي كذلك لطمأنة حكومة أرتيريا بعدم وجود تقارب بين الخرطوم وأديس أبابا وللتنسيق في عدة ملفات تشغلها.
أما عن زيارة وزير الخارجية السوداني لأديس أبابا فرأى كيرياي، أنها تأخذ سياق تبريد الأجواء عقب تصريحات الوزير في مؤتمر في القاهرة عن دعمه للموقف المصري في مسألة سد النهضة وحديثه عن اللجوء للخيار العسكري في حال تعنت أثيوبيا في عدم الوصول إلى اتفاق في هذا الملف.
وأوضح أن الزيارة تأتي عقب استدعاء الخارجية الإثيوبية للسفير السوداني وتوجيه رسالة شديدة اللهجة عقب تصريح الوزير السوداني، مؤكداً أن الزيارة تهدف إلى رأب الصدع وطمأنة الجانب الأثيوبي فيما يتعلق بملف المياه وكذلك التنسيق الأمني بين أسمرا والعاصمة الإدارية المؤقتة في بورتسودان والذي قد يتخوف منه الجانب الأثيوبي خاصة بعد التقارب المصري الصومالي والارتيري الذي يرى الخبراء أنه يستهدف أديس أبابا. وعلى صعيد آخر، بحث اجتماع رباعي، الإثنين ضم المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات والولايات المتحدة، سبل حل الأزمة السودانية وذلك على هامش اجتماع وزاري لدول مجموعة السبع في مدينة فيوجي الإيطالية.