الخرطوم- «القدس العربي» : قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن مخرجات قمة إيغاد الأخيرة تأثرت بتدخلات إقليمية ودولية، مؤكداً أن استجابتهم للمبادرات الخارجية لا تعني التخلي عن حقهم السيادي في حل مشكلة السودان بواسطة السودانيين.
وأعلنت الحكومة رفضها المشاركة في قمة إيغاد المزمع عقدها الخميس المقبل في أوغندا، مشيرة إلى أنه ليس هناك ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقدت «إيغاد» قمة طارئة لدفع الأطراف السودانية نحو التسوية، ودعت البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى اجتماع مباشر. إلا أن حميدتي اعتذر قبل ساعات قليلة عن اللقاء الذي كان من المقرر انعقاده في 28 ديسمبر/ كانون الأول، لدواع فنية، وفقاً لـ «إيغاد».
وفي وقت تتعثر مبادرة إيغاد، تمضي الأمم المتحدة في تحركات لتيسير حوار بين الأطراف السودانية.
وحسب مجلس السيادة السوداني «أطلع البرهان، أمس الأحد، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، على انتهاكات «الدعم السريع» على الدولة ومؤسساتها والبنى التحتية وضد ممتلكات المواطنين وتهجيرهم وإذلالهم».
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لوقف العدائيات
وقدم له شرحاً للتطورات التي حدثت في البلاد في مرحلة ما قبل الحرب، وفي أثنائها وما بعدها.
وتطرق الاجتماع لمساعي الحل السلمي، وقال البرهان إن حكومته ملتزمة بالتحول الديمقراطي وبفترة انتقالية تنتهي بانتخابات عامة.واستعرض مخرجات منبر جدة ومبادرات دول الجوار و»إيغاد»، مشيراً إلى تدخلات إقليمية ودولية في نتائج القمة الأخيرة.
وأعرب العمامرة عن تفاؤله بإمكانية تحقيق السلام والاستقرار وإنهاء الحرب في السودان وعودة الحياة إلى طبيعتها بتضافر جهود السودانيين.
وأكد ضرورة وقف الأعمال العدائية في السودان والتركيز على استعادة الاستقرار، مشيراً إلى إجراءه مشاورات خلال زيارته للسودان مع كل من نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، ووزير الخارجية المكلف علي الصادق، وعدد من المسؤولين وشرائح المجتمع المدني، تناولت مجريات الأحداث في البلاد وضرورة إيجاد حل سلمي عاجل للأزمة السودانية.
وبين أن هذه اللقاءات أسهمت كثيراً في اطلاعه على حقائق الأوضاع بالسودان وعلى وجهة النظر الرسمية السودانية تجاه بعض المبادرات الرامية للحل السلمي وإطلاق عملية سلام تؤدي للحل المنشود الذي يسمح للشعب السوداني في استعادة الحياة الكريمة في ظل دولة مستقلة ذات سيادة تؤدي دورها في القارة الأفريقية والعالم العربي والساحة الدولية، وفق بيان المجلس السيادي السوداني.
وقال: «إنه خرج من اللقاء مع رئيس المجلس السيادي مزوداً بمعلومات دقيقة ومفيدة حول موقف الدولة السودانية تجاه عدد من الملفات»، مؤكداً أنه سيعمل جاهداً مع كل الأطراف لبلورة الدور الإيجابي للأمم المتحدة في هذا الصدد.
وأشار في بيان على حسابه في (أكس) إلى أن محادثاته مع القادة السودانيين كانت بناءة، مؤكداً أنهم يحتاجون إلى الشجاعة لاتخاذ القرارات الصعبة والصحيحة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام. وأضاف: «نحن نؤيد عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد».
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن لعمامرة عن تحركات للأمم المتحدة تهدف إلى تسهيل الحوار والمفاوضات بين الأطراف المختلفة والعمل على تعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة في السودان.
وبصفته مبعوثاً شخصياً للأمين العام إلى السودان، أجرى يوم الخميس محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في القاهرة حول إمكانية تعزيز التعاون الدولي للمساهمة في الحل السلمي للأزمة السودانية. وتأخرت تحركات الأمم المتحدة، وفق لعمامرة، بسبب تدخلات قامت بها دولة عربية، لم يسمها.
وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال في منشور على (أكس): «إن هناك دولة عربية تقوم بعرقلة مهامه عن طريق قوات الدعم السريع»، مشيراً إلى أن مثل هذه النشاطات لا تخدم بأي صلة وحدة السودان وشعبه». وطالب تلك الدولة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية.
والجمعة، قال حميدتي إنه ناقش عبر اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، الأوضاع في السودان والآثار السلبية الناجمة عن الحرب وسبل تخفيف المعاناة الإنسانية عن المدنيين.
واتهم الجيش بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين بما يتضمن قصف الطيران والقتل والاعتقال على أسس عرقية، إلى جانب منع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين والتضييق على العاملين في الحقل الإنساني.
وأعرب عن ترحيبه بتعيين رمطان العمامرة مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، وأكد التزامهم التام بالتعاون معه ومع جميع منظمات الأمم المتحدة بما يساهم في معالجة الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المدنيون في مناطق سيطرتهم.
في الأثناء، تواجه قمة إيغاد المزمع عقدها الخميس، نذر الفشل بعد رفض الحكومة السودانية المشاركة، بينما رحب بها حميدتي وأكد حضوره القمة.
والسبت، قالت الحكومة السودانية إنها تلقت دعوة من «إيغاد» لحضور قمة في العاصمة اليوغندية كمبالا بتاريخ 18 يناير/ كانون الثاني الجاري؛ لمناقشة ما يدور في السودان.
وفي بيان موقف، قالت الحكومة إنها ظلت تتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات وبشكل خاص جهود «إيغاد» في الوصول إلى سلام في السودان، مشيرة إلى أن «إيغاد» لم تلتزم بتنفيذ مخرجات القمة الأخيرة في جيبوتي بلقاء رئيس مجلس السيادة وزعيم قوات الدعم السريع، ولم تقدم تبريراً مقنعاً لإلغاء اللقاء الذي دعت له بتاريخ 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بينما أعلنت أن حميدتي لم يتمكن من الحضور لأسباب فنية في الوقت الذي كان يقوم فيه بجولة لعدد من دول «إيغاد» في التاريخ ذاته.
ورأت حكومة السودان أنه ليس هناك ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة، مشددة على أن ما يدور في السودان هو شأن داخلي وأن استجابتهم للمبادرات الإقليمية لا تعني التخلي عن حقهم السيادي في حل مشكلة السودان بواسطة السودانيين.
في المقابل، أكد زعيم قوات الدعم السريع مشاركته في القمة، مشيراً إلى تلقيه دعوةً من سكرتارية «إيغاد» للحضور والمشاركة في الدورة الاستثنائية الثانية والأربعين لمجلس رؤساء وحكومات دول إيغاد في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني الجاري.
وقال إن موقفه المعلن هو دعم الحل السلمي الشامل، الذي ينهي مرة واحدة وللأبد الحروب في السودان عامةً، وحرب الخامس عشر من أبريل/ نيسان خاصةً.