البعث : جدار الاعظمية مؤشر اخر علي انهيار الاحتلال ويهدف الي تقسيم بغداد طائفيا في اطار فدرالية تقسيم العراق
البعث : جدار الاعظمية مؤشر اخر علي انهيار الاحتلال ويهدف الي تقسيم بغداد طائفيا في اطار فدرالية تقسيم العراقبغداد ـ القدس العربي : اعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي قيام قوات الاحتلال الامريكية ببناء جدار في منطقة الاعظمة مؤشرا لانهيار الاحتلال في العراق، واضاف الحزب في بيان تسلمت القدس العربي نسخة منه رغم الهزيمة التي لحقت بالاحتلال الامريكي – الايراني للعراق بفضل نضال شعبنا وقواه الوطنية كافة فان الاحتلال مصر علي مواصلة سياسة الارض المحروقة وايصالها الي نهايات انتقامية تدميرية يريد بها تحويل العراق الي خراب كامل.لقد فشلت محاولاته هو وايران لاشعال الفتنة الطائفية نتيجة وعي كافة ابناء العراق وتمسكهم بهويتهم القومية العربية واحترامهم للاقليات الاخري، واسقطت المقاومة العراقية الباسلة خطة امن بغداد وحولتها، كما وعدت قبل تطبيقها، الي مأزق اخر وهزيمة اخري للاحتلال اشد وطأة عليه من نتائج خططه البائسة السابقة. ونتيجة لهذا الفشل بدل القيادات العسكرية الامريكية ومنح القيادة الجديدة صلاحيات اضافية في التعامل مع شعب العراق الثائر، سعيا وراء امل مستحيل وهو اضعاف المقاومة المسلحة والبعث. ان عملية نسف الجسرين في بغداد كانت تمهيدا منطقيا لتنفيذ خطط اخري جديدة في العراق، لكنها قديمة خارجه اقترنت بعار التمييز العنصري، وهي خطط العزل والمعازل بين اماكن سكن البشر، لاسباب عنصرية وعسكرية وامنية، كما كان الحال في جنوب افريقيا وفي فلسطين المحتلة وفي الاحواز العربية المحتلة من قبل ايران. لقد بني الاحتلال الامريكي جدارا حول حي الاعظمية البطل بحجة حمايته من هجمات الصفويين عليه لكنه، قبل ان يبلع كذبته هذه، اعلن انه يريد بناء سياج اخر حول حي العامرية وغيره من الاحياء المحررة، والتي تشكل قواعد للمقاومة الشعبية للاحتلال! وبسرعة وبفضل حس مرهف ووعي شعبي عميق تحرك ابناء الاعظمية وخرجوا يتظاهرون ضد الجدار وأعلنوا انه جدار يراد به تقسيم بغداد الي مناطق علي اساس طائفي مقيت وان ذلك هو الهدف الاساس في خطة الاحتلال.كما ان كافة ابناء بغداد، وبعد التجربة الاجرامية للتطهير الطائفي الدموي البشع، التي نفذها جيش المهدي بدعم كامل من الاحتلال عقب تفجيرات مرقد الامام علي الهادي عليه السلام، ادركوا ان العراق ومستقبله ووحدته الوطنية وهويته العربية هي المستهدفة، وان تقسيم العراق يجب ان يبدأ من بغداد، لذلك ارتدت المؤامرة الي نحورهم وفشلت جرائم جيش المهدي في تقسيم بغداد طائفيا نتيجة صمود اهل بغداد وتمسكهم بعروبتهم. والآن يأتي جنرالات امريكا مباشرة لاكمال ما بدأه، بامر منهم ومن ايران جيش المهدي، وهو بناء جدار عازل بين مناطق بغداد علي أساس طائفي! ويجب ان لا يغيب عن البال ان هذه الخطوة الامريكية الايرانية تأتي في سياق هزيمة الاحتلال ومحاولاته انقاذ مشروعه في العراق لذلك علينا ان نحدد ما هي الاهداف الكاملة لهذه الخطوة الجهنمية:1 – ان الهدف الاساسي لبناء الجدار هو تقسيم بغداد علي اساس طائفي وهو تنفيذ دقيق لاحد اهم اركان دستور المحاصصات الطائفية العرقية للعراق، فبعد فدرالية تقسيم العراق الي ثلاثة اقاليم (وتترجم واقعيا الي دول)، تأتي خطوة محاولة تقسيم العاصمة بصفتها الرمز الاعظم لوحدة العراق ومصدر اشعاعه الوطني. بدون تقسيم بغداد سيبقي الرمز التوحيدي للعراق قائما وقويا وموحيا، لذلك يجب ان تكون بغداد اول مدينة تذبح علي اساس طائفي. ولو ان تقسيم بغداد نجح بعد جريمة جيش المهدي في عام 2006 لكان ممكنا تصور ان كل مدن العراق الاخري قد تساقطت واحدة بعد الاخري في مستنقع التقسيم والحرب الاهلية.2 – لقد فشلت خطة امن بغداد مع انها عدت المحاولة الاخيرة من قبل الادارة الامريكية لتحقيق تغيير في معادلات الصراع لصالح امريكا، لذلك فان الصلاحيات التي منحت للقيادة العسكرية في العراق تخولها القيام بكل ما من شأنه تخفيف عوامل الهزيمة. ان اقدام الاحتلال علي بناء الجدار بهذه السرعة يكشف عمق مأزق الاحتلال وانهياره لان هذه الخطوة تذكر العالم بحالات سيئة ادانها العالم الغربي بشكل خاص والعالم برمته بشكل عام، وهي عمليات اقامة جدران فصل عنصري مثل:أ – المعازل العنصرية في جنوب افريقيا.ب – جدار الفصل العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة.ج- الجدران التي اقامتها ايران في مناطق الاحواز العربية المحتلة لاجل تسهيل تفريسها. ان تحمل امريكا الاقدام علي هذه الخطوة رغم اضرارها بسمعتها العالمية يؤكد ان الهدف الاساسي هو عسكري وامني وهو مواجهة الانهيار الامريكي بسلسلة اجراءات هدفها تقليل هجمات المقاومة والسيطرة علي حركة المقاتلين. وهذا هو نفس ما فعله الاحتلال في الفلوجة عقب المعركة الثانية معه حينما طوقتها قواته وزودت ابناءها بهويات ومنعت دخول غيرهم اليها. ان المطلوب الان هو ادخال اسماء وصور كل ابناء الاعظمية في قوائم الكومبيوتر لضمان عزلهم عن كل العراقيين والانفراد بهم عسكريا وامنيا ومنع النجدة من الوصول اليهم اثناء تصفيتهم جسديا. نعم يا ابناء الاعظمية الابطال ان الجدار ما هو الا الخطوة الاولي علي طريق احكام السيطرة علي الحي تمهيدا لتصفية ابنائه والتخلص من قدرته علي مواصلة مقاومة الاحتلال.3 – ان النجاح في اقامة جدار في الاعظمية سيشجع علي اقامة جدران اخري في مناطق بغداد المحررة الاخري، كالفضل والعامرية والدورة وحي الجامعة وشارع حيفا وغيرها، لاجل احكام الاحتلال سيطرته الامنية علي بغداد، الامر الذي يؤكد ان الهدف الحقيقي لبناء الجدران هو انقاذ خطة امن بغداد وتحويل فشلها الي نجاح.4 – ان النجاح في بغداد، وكما اعلنت سلطات الاحتلال، سيكون مقدمة لتطبيق نفس الخطة في مناطق اخري خارج العاصمة، لان السيطرة علي بغداد هي مقدمة ضرورية لتحويل الموقف الدفاعي للاحتلال الي موقف هجومي. هذا هو المخطط الجديد للاحتلال، وتلك هي اهدافه الخطيرة لذلك فان المصلحة الوطنية العراقية ومستقبل الثورة المسلحة وتحرير العراق مرتبطة بما يجري في بغداد الان. ان قبر هذه المؤامرة وهي في بدايتها ضرورة امنية ووطنية عاجلة، وعلي كافة المناضلين والمجاهدين من كافة التيارات الوقوف سوية متحدين لاحباط خطة تقسيم بغداد بجدران عازلة تحدد حركة المقاومة المسلحة وتقلل من مرونة انتقالها من جبهة قتال الي اخري. اما ادعاء الاحتلال انه يريد منع القتل الطائفي فهذه كذبة كبري لان من خطط ونفذ عمليات القتل الطائفي وزرع الفتن الطائفية ومول فرق الموت التي تقتل علي الهوية هو الاحتلال الامريكي وشريكه الاحتلال الايراني. اننا نطالب الامم المتحدة بالتدخل الفوري لمنع اقامة هذا الجدار وغيره، خصوصا وان الاحتلال لايحق له اجراء تغييرات في البلد المحتل. كما ندعو الجامعة العربية ولجان حقوق الانسان العربية والعالمية لرفع صوتها ضد هذه الخطوة كما وقفت ضد الجدار الصهيوني وضد الفصل العنصري في جنوب افريقيا. ونذكر هنا بان هذا الفصل مخالف كليا للاعلان العالمي لحقوق الانسان وكافة الشرائع الدولية. ان حـــــزبنا يؤكد للجماهير العراقية والعربية بان اسقاط هذه الخطة لن يتم الا بالعمل المسلح ودعمه بالعمل السياسي كالتظاهرات والاحتجاجات وتهديم الجدار، ولذلك فان الحزب مصمم علي تشديد النضال العسكري والسياسي ضد الاحتلال واعوانه من اجل اسقاط الاحتلال وطروحاته واجراءاته غير الشرعية كافة.ويغتنم حزبنا هذه المناسبة لتأكيد دعواته القديمة لإقامة افضل اشكال التعاون بين الوطنيين العراقيين كافة، خصوصا فصائل مقاومتهم المسلحة، وتجنب كل ما من شأنه احداث الفرقة والصراعات بين مناهضي الاحتلال.