واشنطن: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان أن الطائرة المسيّرة التي استهدفت ناقلة مواد كيميائية السبت قبالة سواحل الهند “أُطلقت من إيران”، ما يؤشر إلى توسع مخاطر الشحن البحري إلى ما بعد البحر الأحمر.
وهذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها البنتاغون بشكل علني إيران باستهداف السفن منذ أن شنت إسرائيل عملية عسكرية في قطاع غزة لاجتثاث حماس المدعومة من طهران.
وتأتي الضربة السبت في المحيط الهندي بعد سلسلة هجمات شنّها من اليمن متمردون حوثيون مستهدفين سفنا تجارية في البحر الأحمر على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وأضاف البيان أن الهجوم وقع قرابة الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (06,00 ت غ) ولم يسفر عن وقوع إصابات على متن السفينة المملوكة لشركة يابانية، مشيرا إلى أن حريقا نشب على متنها وتم إخماده.
وتابع البنتاغون أن الجيش الأمريكي “لا يزال على اتصال” بالناقلة “كيم بلوتو” التي ترفع العلم الليبيري وتديرها شركة هولندية “بينما تواصل الإبحار نحو وجهة في الهند”.
وحدد البنتاغون موقع الهجوم على بعد 200 ميل بحري (370 كيلومترا) قبالة سواحل الهند، مضيفا أنه لم تكن هناك أي سفن تابعة للبحرية الأمريكية في المنطقة المجاورة.
من جهتها، أشارت شركة أمبري للأمن البحري إلى أن السفينة “مرتبطة بإسرائيل”، مضيفة أنها “توقفت في السعودية وكانت متوجهة إلى الهند”.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الشركة الهولندية التي تدير الناقلة “مرتبطة بقطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر”.
وأفاد مسؤول في البحرية الهندية أنه “تم إرسال طائرة إلى الموقع وتمكنت من الوصول إلى السفينة والتأكد من سلامتها وسلامة طاقمها”.
وأضاف “أُرسلت كذلك سفينة حربية تابعة للبحرية الهندية إلى الموقع لتقديم المساعدة اللازمة”.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
والشهر الماضي، تعرضت سفينة تجارية إسرائيلية لأضرار اثر هجوم بمسيرة يشتبه في أن الحرس الثوري الإيراني نفذه في المحيط الهندي، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أمريكي .
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” في منشور على منصة اكس أن المدمّرة “يو اس اس لابون” التابعة للبحرية الأمريكية تمكنت السبت من إسقاط أربع طائرات مسيّرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الاحمر، مضيفة أنه لم يُسجل وقوع إصابات.
وقالت إن طائرة مسيّرة اقتربت أيضا من الناقلة “ام في بلامانين” التي ترفع العلم النرويجي ، في حين أصابت طائرة مسيّرة الناقلة “ام في سايبابا” التي ترفع العلم الهندي دون وقوع إصابات.
وأضافت “سنتكوم” أن المتمردين الحوثيين أطلقوا صاروخين بالستيين مضادين للسفن على خطوط الملاحة في البحر الأحمر السبت دون الإبلاغ عن إصابة أي سفينة.
ودفعت هجمات الحوثيين كبرى شركات الشحن إلى تفادي مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وتغيير مسارها نحو الطرف الجنوبي من إفريقيا، على الرغم من ارتفاع التكاليف.
والسبت حذر مسؤول في الحرس الثوري الإيراني من إغلاق ممرات مائية أخرى إذا لم توقف إسرائيل حربها ضد حماس.
وقال مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم للأنباء “فيما تستمر الجرائم، يجب على أمريكا وحلفائها أن يتوقّعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى”.
وأضاف “يجب عليهم أن يتوقّعوا إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق وممرات مائية أخرى قريبا”.
ويؤكد الحوثيون أن هجماتهم التي تطال سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو تبحر من موانئها أو إليها، تأتي “نصرة للشعب الفلسطيني” في الحرب بين إسرائيل وحماس التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وحذّروا من أنهم سيواصلون هجماتهم حتى إدخال ما يحتاجه سكان قطاع غزة من ماء ودواء.
ومع تعطل حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.
(أ ف ب)