واشنطن- الأناضول- قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، إنه “لا يوجد شروط معينة على أعمار المقاتلين، لدعم الجماعات في سوريا” تعليقًا على وجود مقاتلين بسن صغيرة ظهروا في صور نشرتها القيادة المركزية الأمريكية الأسبوع الماضي.
وأثيرت موجة من الجدل بسبب صور نشرتها القيادة المركزية الأسبوع الماضي، على حسابها بموقع “تويتر”، تظهر تلقي “مقاتلين” صغار السن، أسلحة وزّعتها عليهم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شمالي سوريا.
وزعمت الولايات المتحدة أن الأسلحة والمعدات العسكرية، قُدمت لـ”التحالف العربي السوري” المنضوي تحت مظلة “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يشكل تنظيم “ب ي د”، الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية، العمود الفقري لها.
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي، وفي رده على سؤال للأناضول حول الصور المذكورة والسن اللازمة للقتال، قال المتحدث باسم البنتاغون، جيف ديفيس، إنه لا يملك أي معلومات بهذا الخصوص.
وأضاف ديفيس “لا أعرف سن القتال، وكل شخص قادر على حمل السلاح يشكل تهديد”.
من جانبها، ذكرت القيادة المركزية في بيان لها ردًا على سؤال للأناضول، أن “الولايات المتحدة لا تغض الطرف عن المقاتلين الأطفال، ونأخذ على محمل الجد مسؤولياتنا بخصوص قوانين القتال المسلح”.
وأضافت البيان “نقوم بفحص المجموعات التي ندربها ونجهزها، وننتظر التزام الجماعات التي ندعمها بقوانين النزاعات المسلحة وحقوق الإنسان”.
ورفضت القيادة المركزية الإجابة على سؤال حول وجود بند (شرط) متعلق بتجنيد المقاتلين الأطفال ضمن شروط دعم قوات سوريا الديمقراطية.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول في البنتاغون للأناضول، مفضّلا عدم نشر اسمه، إنه لا يذكر وجود شرط كوجود عمر معين لدى القيادة الأمريكية من أجل تجنيد مقاتلين ودعمهم ضمن الجماعات المنضوية تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية.
وأردف “بالتأكيد من غير المقبول منح سلاح لشخص تحت سن الـ18 وإرساله للقتال، ولكن في حال وضعنا بعين الاعتبار الوضع والبنية الثقافية في المنطقة فإن ذلك غير مستغرب، فنحن ندعمهم فقط من أجل قتال تنظيم داعش”.
ونفى المسؤول وجود أي قانون في الجيش الأمريكي يتضمن شرط عدم تجنيد الأطفال (دون 18) مقابل الدعم العسكري المقدم لبلدان أجنبية.
واستدرك “إلا أنه بشكل عام يتم إيلاء أهمية للامتثال لحقوق الإنسان وقوانين النزاعات المسلحة، وحتى لو كان هناك قانون كهذا، فالعملية في سوريا مختلفة عن باقي البلدان”.
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير منظمات دولية لفتت إلى تجنيد أطفال من قبل منظمة “بي كا كا” وامتدادها السوري “ب ي د/ ي ب ك”، كما أن “ب ي د” لم تنفذ قرارها بإخراج المقاتلين الأطفال من صفوفها، وهو ما أكدته منظمة “هيومن رايتس ووتش” عام 2015.
وكان “ي ب ك” الذراع المسلح لـ”ب ي د”، وقّع “تعهد” في 5 يونيو/ حزيران 2014، مع منظمة “نداء جنيف” يتضمن سحب المقاتلين دون سن 18 من جبهات القتال في غضون شهر، إلا أنه لم يمتثل لتعهده.
ونداء جنيف هي منظمة غير حكومية تكرس جهودها لتعزيز احترام المجموعات المسلحة غير الحكومية للمعايير الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف.
وبموجب القانوني الإنساني الدولي ونظام روما الأساسي، فإن تجنيد القوات المسلحة أن المنظمات المسلحة لأطفال دون سن 15 يعد جريمة حرب.