البنتاغون لم يتخذ أي إجراء عسكري يدل على احتمال توجيه ضربات لإيران بسبب قصف أرامكو

حسين مجدوبي
حجم الخط
1

مدريد-“القدس العربي “:

عادت بعض وسائل الإعلام الدولية للحديث عن احتمال شن الولايات المتحدة حربا ضد إيران بسبب ما يفترض أنه مسؤولية هذا البلد في الاعتداءات التي تعرضت لها منشآت النفط التابعة لأرامكو شرق البلاد، لكن كل معطيات الواقع العسكري تؤكد صعوبة هذا الاختيار في الوقت الراهن.
وتتعالى الأصوات التي تشير إلى فرضية ضرب الولايات المتحدة لإيران مع اندلاع كل أزمة ومنها الأزمة الحالية، لكن هذا الاختيار مستبعد للغاية في الوقت الراهن اعتمادا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال منذ يومين أنه الاختيار الأخير، لكن المعطيات العسكرية هي التي تعتبر حاسمة.
والأسباب التي تحول دون الحرب متعددة، وعلى رأسها الحرب لن تكون عملية عقابية محدودة، أي قصف أمريكي لبعض المنشآت الإيرانية، فالبنتاغون يدرك أن طهران سترد بشكل كبير سيجعل الأوضاع تتطور الى حرب مفتوحة. وأبانت إيران عن جرأة عندما أسقطت طائرة التجسس غلوبال هاوك خلال يونيو الماضي.
في الوقت ذاته، تدرك الولايات المتحدة القدرة الصاروخية الإيرانية ومستوى الرصد المتطور، وعليه، فإذا قررت الولايات المتحدة الحرب ستعمل على سحب جنودها من القواعد في الخليج العربي تجنبا لخسائر بشرية كبيرة، وهو ما لا ترغب فيه الولايات المتحدة. وسيكون البنتاغون مجبر على سحب جنوده بسبب غياب منظومة دفاع صاروخية في المستوى، فالولايات المتحدة تتوفر على منظومة الباتريوت في قواعدها في الخليج العربي، وهذه المنظومة التي تمتلكها السعودية أبانت عن غياب القدرة على اعتراض الصواريخ الحوثية، وعليه، كيف ستعترض الصواريخ الإيرانية الأكثر تطورا؟
في الوقت ذاته، خوض الحرب كما وقع في حرب الخليج الأولى والثانية وكذلك ضد صربيا ومن قبل الفيتنام يتطلب الاستعداد الكبير ويتجلى ذلك في: الرفع من مستوى التداريب وخاصة الطيران والقوات الخاصة التابعة للمارينز، اشتغال مصانع الدخيرة بشكل مضاعف لضمان حاجيات الهجوم من صواريخ وقنابل وقذائف. ويضاف إلى هذا هو تجمع حاملات الطائرات بالقرب من مكان النزاع وتحريك السفن العملاقة التي توفر الدعم اللوجيستي مثل الدخائر الحربية والأكل وتلك التي تعمل على شاكلة مستشفيات.
ولا توجد أي حالة استثناء في الجيش الأمريكي وفق مختلف الصحف الرقمية العسكرية الأمريكية، بينما لا توجد أي سفينة عسكرية أمريكية كبرى في الخليج العربي، إذ تستمر حاملة الطائرات أبراهام لنكولن راسية في بحر عمان والمدمرة بوكسر توجد عند مدخل البحر الأحمر جنوبا، بينما حاملة الطائرات رونالد ريغان توجد بالقرب من مياه اليابان لمراقبة الصين والتايوان والأخرى مثل أيزنهاور راسية في موانئ الولايات المتحدة أو تخضع للصيانة. وهذه أول مرة في تاريخ تواجد السفن العسكرية الأمريكية في الخليج العربي لا توجد أي سفينة أمريكية. والخريطة المرافقة للمقال والصادرة عن المعهد البحري القومي الأمريكي هذا الأسبوع تبرز غياب سفن حربية من الخليج العربي.
وكانت صحيفة “القدس العربي”، قد أشارت في مناسبات متعددة خلال السنوات الأخيرة اتخاذ البنتاغون قرار عدم خوض أي حرب مع إيران إلا في حالة إذا كان الأمن القومي الأمريكي مهدد بالفعل وقد تتعرض البلاد لكارثة أو تعرضت لاعتداء مباشر. ويعود حديث الكثير من وسائل الإعلام الدولية عن الحرب في كل مناسبة الى غياب الوعي بالواقع العسكري الجديد في منطقة الشرق الأوسط خلال العشر سنوات الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد الشمري:

    أمريكا لم ولن تجرؤ على التحرك والجميع أصبح يعلم مسرحية العدا الوهمي والتمثيل السخيف الذي مل الجميع منه

إشترك في قائمتنا البريدية