بعد صدور البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي صباح الاثنين الماضي، وقف ستة من السفراء العرب خارج قاعة مجلس الأمن لتوضيح أو تبرير التراجع عن مشروع القرار، والاكتفاء بصدور بيان رئاسي. وراح بعضهم يسهب في شرح أهمية صدور هذا البيان بالإجماع حول الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، لأول مرة منذ 2016 عندما اعتمد القرار 2334 الذي طالب بوقف الاستيطان تماما.
في البداية أؤكد بكل ثقة، أن الذي قرر سحب مشروع القرار قبل التصويت عليه وقبول البيان الرئاسي هي السلطة الفلسطينية وحدها، التي ساومت على سحب مشروع القرار مقابل وعود أمريكية، بعد اتصال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بالرئيس محمود عباس في نهاية الأسبوع. وقد ذكرت من اليوم الأول عندما تم توزيع المسودة الأولى لمشروع القرار، أن الولايات المتحدة تسعى لاستبداله ببيان رئاسي، إذ كنت أحس ومن تجربتي الطويلة، بأن الحلقة الأضعف هي السلطة، التي رهنت قرارها وتمويلها وأمنها في يد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وأي محاولة تجميلية للبيان الرئاسي هو ذر للرماد في العيون، ودفاع بقرون من طين. قرار التراجع اتخذ في رام الله، بعد الاتصال الأمريكي المذكور ووحده من يتحمل المسؤولية. وأود أن أضع القراء العرب في صورة ما حدث بموضوعية، وأتحدث عن الشكل والمضمون في ما ذكر في مشروع القرار الذي استبدل بالبيان الرئاسي، وسأوضح لماذا لا تريد الولايات المتحدة أن تطرح مشروع القرار للتصويت.
الفرق بين القرار والبيان الرئاسي
تصدر عن مجلس الأمن أربعة مخرجات: قرار، بيان رئاسي، بيان صحافي وأخيرا عناصر بيان صحافي. والقرارات تنقسم إلى قسمين، قسم يصدر تحت البند السابع وهو واجب الإلزام والتنفيذ والفرض، حتى لو استخدمت القوة، والنوع الثاني من القرارات هي التي لا تصدر تحت الفصل السابع، ويفهم ضمنا أنها تحت الفصل السادس، من دون ذكر الفصل وهي ملزمة لجميع الأعضاء حسب البند 25 من ميثاق الأمم المتحدة وتحمل وزنا قانونيا لا يموت بالتقادم، ويثبت في أرشيف ووثائق الأمم المتحدة ويصبح مرجعية لما يترتب عليه من إجراءات، أو قرارات، أو سياسات لاحقة. أما البيان الرئاسي فلا يحمل قوة قانونية، ولكنه يعبر عن موقف موحد للمجلس، ويدخل ضمن أرشيف المجلس فقط. وبما أنه لا يصدر إلا بالإجماع، فاللغة عادة تهبط فيه إلى نقطة تتقاطع فيها المواقف السياسية للدول الخمس عشرة. وقد جرت عدة محاولات لإصدار بيان رئاسي حول موضوع شهداء مسيرات العودة، إلا أن الولايات المتحدة أثناء إدارة ترامب عطّلت ذلك. أما البيان الصحافي فلا يعني أكثر من كونه موقفا موحدا لمجلس الأمن يعرض على الصحافة، وإذا لم يتفق على البيان الصحافي يخرج رئيس المجلس، ويذكر النقاط التي اتفق عليها فقط، والتي لم تكتمل لتشكّل بيانا صحافيا.
حسب التعريف الإسرائيلي، كل فلسطيني إرهابي حتى تثبت إدانته وكل قول أو فعل له علاقة بفلسطين فهو إرهاب
لماذا لا تريد الولايات المتحدة استخدام الفيتو الآن؟
قد يسأل أحد وهل يضير الولايات المتحدة أن تستخدم الفيتو مرة إضافية، بعد أن استخدمته لخمس وأربعين مرة لحماية الكيان الصهيوني؟ والجواب نعم الولايات لا تريد الآن استخدام الفيتو لثلاثة أسباب:
أولا- لأن الجمعية العامة اعتمدت قرارا في 26 نيسان/أبريل الماضي بالإجماع، بضرورة مساءلة كل دولة تستخدم الفيتو. على سفير تلك الدولة أن يجلس أمام الجمعية العامة خلال عشرة أيام لتوضيح موقف بلاده أمام 192 دولة، والرد على تساؤلاتهم. لقد تم اعتماد ذلك القرار أصلا لإحراج الاتحاد الروسي وهو يستخدم الفيتو وراء الآخر في موضوع أوكرانيا ومن قبلها سوريا. لكن الفخ الذي نصبوه لروسيا قد يطبق فكيه أيضا على الولايات المتحدة في حالة ما استخدمت الفيتو وهو ما لا تريده الولايات المتحدة؛
ثانيا- لأن أمريكا تنتقد تعطيل مجلس الأمن في موضوع أوكرانيا من قبل روسيا بسبب الفيتو، ولا تريد الآن أن تتساوى مع روسيا ويقال لها أنت أيضا تعطلين دور المجلس باستخدام الفيتو، فما الفرق بين روسيا وأمريكا ـ كلتاهما تعطلان دور مجلس الأمن؛ ثالثا- سيكون توقيت الفيتو غير مناسب، في وقت يصل مستوى التوتر في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى أعلى مستوى، خاصة مع اقتراب شهر رمضان. فاستخدام الفيتو سيضع الولايات المتحدة في صف الكيان الصهيوني بكل وضوح، وسترتفع نسبة الحنق والإحباط من الولايات المتحدة، وقد تترجم إلى تحريض في العالم العربي والإسلامي والعالم ضد الولايات المتحدة.
التراجع عن مشروع القرار واستبداله ببيان رئاسي
وزعت المسودة الأولى لمشروع القرار يوم الأربعاء 15 شباط /فبراير، أجريت عليه بعض التعديلات وأقحمت فيه فقرة تدين الإرهاب، ثم دخل يوم الجمعة فترة الصمت التي تنتهي السبت الساعة الثالة بعد الظهر بتوقيت نيويورك. قامت بريطانيا بكسر الصمت قبل انتهاء الفترة، أي إعادة مشروع القرار للمفاوضات. فوجئنا بعدها بسحب مشروع القرار واستبداله ببيان رئاسي. والفرق بين المخرجين كبير جدا. تغيرت اللغة بين النصين وهبط البيان في مستواه وتحول إلى إدانة للمقاومة الفلسطينية بدل أن يكون إدانة للاستيطان. فقد جاء في البيان «يعرب المجلس عن قلقه واستيائه العميقين من إعلان إسرائيل في 12 فبراير 2023، عن المزيد من عمليات البناء والتوسع في المستوطنات و»تقنين» البؤر لاستيطانية». استياء وقلق بدل الإدانة.
– كما أقحم في نص البيان «حق جميع الدول في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليا»، ولا نعرف أين حدود تلك الدولة المسماة إسرائيل.
وتابعوا معنا هذه الفقرة الخطيرة التي دخلت لغة البيان: «يدين مجلس الأمن جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك الأعمال الإرهابية، ويدعو إلى تعزيز الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب بطريقة تتفق مع القانون الدولي، ويدعو جميع الأطراف إلى إدانة جميع أعمال الإرهاب بشكل واضح والامتناع عن التحريض بالعنف، ويكرر التزام جميع الأطراف في ما يتعلق بمتابعة المساءلة عن جميع أعمال العنف التي تستهدف المدنيين، ويذكر بالتزام السلطة الفلسطينية بالتخلي عن الإرهاب ومكافحته».
فالبيان يذكر كلمة إرهاب أربع مرات، والمقصود به هنا أي نوع من أعمال المقاومة ضد الاحتلال، ثم يطالب السلطة الفلسطينية «بالتخلي عن الإرهاب ومكافحته»، ما يعني ضمنا أنها ضالعة في الإرهاب، وأن مهمتها الحالية هي مقاومة ما يسمونه الإرهاب، أي ليس فقط التنسيق الأمني بل القيام بقتل أو اعتقال أو التعاون في قتل أو اعتقال كل المقاومين الفلسطينيين، الذين يرفضون الذل والرضوخ والاستسلام. وحسب التعريف الإسرائيلي، كل فلسطيني إرهابي حتى تثبت إدانته وكل قول أو فعل له علاقة بفلسطين فهو إرهاب. كما يطالب البيان «التزام الهدوء وضبط النفس، والامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتحريضية والخطاب التحريضي، بهدف جملة أمور منها تهدئة الوضع على الأرض، وإعادة بناء الثقة». والمقصود هنا أي حديث أو خطاب أو أغنية أو نشيد أو مسيرة ضد الاحتلال. مثلا تسمية الشهيد بالشهيد تحريض، والمسيرات الجماعية في جنازته تحريض وخطابات التعزية تحريض وانتقاد إسرائيل على جرائمها تحريض. مطلوب من الفلسطينيين أن يسموا الشهيد قتيلا وإرهابيا وأن يحاكموا كل من يقوم بعمل مقاوم أو تعبئة ضد الاحتلال.
الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أن مشروع القرار الأصلي كان جيدا في مجمله مع تكرار بعض الجمل العمومية المتعلقة بمناهضة الإرهاب بشكل عام، لكن كان في جله موجها ضد الاستيطان ومستذكرا كل القرارات السابقة، خاصة القرار 2334 (2016)، أما البيان الرئاسي، فقد تحول إلى قيود وإدانة للفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال، يطالبهم بالسكون وتجرع الذل ويحوّل القيادة الفلسطينية إلى جهاز ضبط وتحكم وتهدئة وتصدٍ للفلسطينيين لا ضد الاحتلال. ما جرى في نابلس يوم الأربعاء الماضي في وضح النهار وعلى مرأى من العالم قد يكون أول ثمار «التخلي عن الإرهاب ومقاومته»، كما جاء في نص البيان.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوحرسي
كل الشكر د. عبد الحميد للتناول المهني لهذا الموضوع الذي للاسف يعكس غياب الحكمة عند كل من ساهم في اتخاذ قرار سحب مشروع القرار وبالتالي مكّن امريكا من الظهور بوجه من لم يعطل الارادة الدولية، وجنّب اسرائيل موقف دولي ساخط، والادهى من ذلك ان الذي اصبح تحت المطرقة في هذا البيان هي المقاومة الفلسطينية بدل ان يكون الاحتلال. ولعل الاخطر على الاطلاق هو اللغة التي ستصبح لغة اجماع في المستقبل. من يمكنه بعد هذه البيان بهذه اللغة ان يقنع في المستقبل اي دولة عضو في المجلس ان توافق على نص اي قرار دون ادانة المقاومة الفلسطينية. حينها ستقول الدول نحن نستخدم لغة تم التوافق بشأنها سابقا. لو بقينا دون قرار او حتى تم نسف القرار بفيتو امريكي وبريطانيا لكان افضل مليون مرة من اعطاء اسرائيل هذه المكتسبات وتسجيل سابقة في اللغة ستستخدم ضدنا في المستقبل. اي بؤس وصلنا اليه!!!!
ليست قرارات مجلس الأمن ما ينقص لإضفاء شرعية المقاومة الفلسطينية لأنها تُعد بالعشرات فأهم ما يطبع الأحداث في الآونة الأخيرة هي الخطوات التصعيدية من طرف الإحتلال مثل تسريع بناء المستوطنات و عملية التسليح الجماعي للمستوطنين بشكل واسع ، هذه الخطوات تمثل الحافز المعنوي الحقيقي للشعب الفلسطيني و وضعه أمام النقطة الحرجة و عدم الرجوع إلى الوراء و تطوير سبل النضال ،أما الأمل في إصلاح السلطة فلا يتجاوز حدود إتخاذها موقف الحياد بين المحتل و الحركات النضالية الداعية لإعادة النظر في طرق المقاومة .
سؤال للدكتور صيام , بعد التحية ومزيد من الإحترام :
ما هي الفائدة من قرار لن يتم تنفيذه ؟
ماذا عن القرارات السابقة ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
المقال يتحدث عن بيان لا عن قرار.
شكرا استاذ عبد الحميد على هذه الانارة… و ذكاءك السياسي …
أتفق مع الكاتب فيما ذهب إليه، وأشير أنني نشرت مقالا في جريدة القدس المقدسية بنفس المضمون يوم ٢٢/٢. أختلف معه من حيث أن مقدم الطلب رسميا هي دولة الإمارات العربية المتحدة وهي التي سحبته، وقد أشارت إلى ذلك لانا نسيبة ممثلة الإمارات في مؤتمر صحفي. يعزز ذلك أن السلطة ليستولة عضو بالأمم المتحدة. هذا التعليق ليس دفاعا عن أحد ولكن بيانا للحقيقة المجردة
الامارات هي العضو العربي في مجلس الامن وتمثل المجموعة العربية فيه. واذا كان هناك اي تحرك، فانه يبدأ في المجموعة العربية وبطلب وموافقة من فلسطين، وبعدها يتم تكليف الممثل العربي في المجلس ليقوم بالتحرك. لكن لا يمكن للممثل العربي في مجلس ان يقوم بالتحرك من تلقاء نفسه. والعملية تبدأ بطلب من فلسطين، يتم التوافق عليه عربيا، وبعدها يتم التحرك. واذا كان هناك مداولات مغلقة داخل المجلس يقوم العضو العربي بابلاغ فلسطين ويتم طلب توضيح موقف من الدولة المعنية. يعني لو قالت فلسطين انها غير موافقة على البيان الرئاسي، لقامت المجموعة العربية بابلاغ الامارات بذلك وتم رفض النص المقدم. لكن هذا يشبه بالتمام سحب فلسطين لتقرير غولدستون والقاء المسؤولية على باكستان حينها، مع ان الكل يعلم ان باكستان تحركت كممثل للدول الاسلامية التي لا تتخذ موقفا في الامم المتحدة الا بعد موافقة فلسطين. اقول ذلك كعربية عملت في مجلس الامن في الامم المتحدة واعرف كيف تسير الامور.
لا حل سياسي اطلاقا ولا حتى قرارات محلس الامن
فلسطين لن ولن تتحرر الا بالمقاومه المسلحه
تمثل كتاباتك يا سيد عبد الحميد صرخة الالم الفلسطيني من تامر دول العالم على الشعب الفلسطيني ومن فشل السلطة الفلسطينية التي بدت كالأنظمة العربية التي لا يهمها الا مصلحة القادة. سبق ان طالبت وطالبي الكثير ممن تهمهن القضية الفلسطينية بانه من الضروري قيام الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية ولمنظمة التحرير الفلسطينية.
المقاومه المقاومه المقاومه بكافة اشكالها العسكريه والسياسيه والسلميه والمتضامنة والرافضة للاحتلال وتوحيد الصف والارض على برنامج اقتلاع الاحتلال وادواته مطبعيه والتنازلين والمتخاذلين والخونه.
القرارات هي شاهد تاريخي على ظلم الامم المتحده لفلسطين والفلسطينيين. وشاهد ظاهرا للعيان بان قرار الاعتراف بالكيان الصهيوني كدوله ما هو الا خرقا لميثاق الامم المتحده ويجب الغاءه وتفكيك هذا الكيان الغاصب الظالم المتمرد على القوانين الدوليه ورافضا للعدل والحقيقه.
شعبنا البطل بصموده ومقاومته هو صاحب القرار بالنصر القريب وعودة اهل الحق لاراضيهم وبيوتهم.
شعبنا لن يهداء او يستكين الا بالتحرير وبناء دولة فلسطين.
معا ويدا بيد لنصرة شعب فلسطين ونصرة الحق والوقف صفا واحدا مع الابطال الصامدين على تراب فلسطين.
لقد ان الاوان ان نتحول من مشاهدي برامج الاخبار الى دور المشاركه والمساهمة بالنصر وهذا نصر ١٤ مليون وجميع الاحرار من الامه العربيه والاسلامية والشرفاء في هذا العالم الذين يدينون هذا الكيان الفاشي العنصري المغتصب للحقوق والارض تحت قرار إعترف الامم المتحده. العالم اجمع يعلم بان فلسطين محتله ومغتصبه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اقسم بالله بعد قراتي للمقال شعرت بارتفاع الضغط ليس من أمريكا فقط ولكن من الذين لا يتعلمون من كثرة الخداع الأمريكي والغرب في قضية مثل القضية الفلسطينية هل اصبحنا بهذه السذاجة الوثوق بالغرب وامريكا لخراج قرار لصالح القضية الفلسطينية لماذا نحن بهذا الهبل لماذا لا نتعلم من اكثر من 75 عام مراوغة والاستهتار بنا لماذا نصدق هؤلاء القوم ونحن نعلم انهم يشتغل ونانا لماذا هذا الذل لماذا نقبل على انفسنا كل هذا ونحن أصحاب حق يقتل الطفل الفلسطيني امام العالم وكل يوم مجازر وتهدم بيوتنا ويتم تشريد الشعب الفلسطيني وسجن وقتل الشباب عندما يدافعون عن ارضهم وفي نهاية المطاف الشعب الفلسطيني إرهابي ومن بجاحه الغرب أوكرانيا ابطال ويدافعون عن انفسهم ورضهم. حسبي الله ونعم الوكيل. وشكرا
شكرا اخي عبدالحميد على الشرح والتوضيح المهني الحقيقة المرة ان عدونا الاول هو الولايات المتحدة وهي التي تملك كل خيوط الحل حسب قناعة السلطة الفلسطينية. وعدونا الثاني هو الاحتلال البغيض وهو ما يعرفه كل فلسطيني طفلا ام كهلا ولكن المأساة الكبرى ان نكون نحن اعداء انفسنا من خلال السلطة التي كلما كان عندها مستمسك قوي في مجلس الامن او المحكمة الدولية تتراجع وتريح الاحتلال من اية عواقب او ازمات قد نكون قادرين على الحاقها به. فهذه ليست المرة الاولى ولا الجنى الخامسة اذا يبدو ان لا امل كما يقول الشاعر:
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها اضاءت ولكن انت تنفخ في رماد.