هانوي/ واشنطن: أعلن البيت الأبيض اليوم الأربعاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وكيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية سوف يوقعان بيانا مشتركا في ختام اليوم الثاني من قمتهما في العاصمة الفيتنامية هانوي غدا الخميس.
ووفقا للبيت الأبيض، من المقرر تنظيم حفل توقيع البيان عند الساعة.52 مساء(0705 بتوقيت غرينتش) فى هانوي، ومن المقرر أن يغادر ترامب هانوي في وقت لاحق من نفس اليوم.
وفي وقت سابق اليوم ،عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الأربعاء في مستهل قمتهما الثانية في هانوي عن تفاؤل بتحقيق نتائج بعد ثمانية أشهر على لقائهما التاريخي في سنغافورة.
وتوقع ترامب قمة “ناجحة جداً”، معرباً عن أمله في أن يكون هذا اللقاء الثنائي الذي سيركز على مسألة نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية “مماثلاً أو حتى أفضل من اللقاء السابق”.
ومرتدياً ملابسه التقليدي، أعلن كيم، متوجهاً لترامب، بعدما تصافحا لوقت طويل، أنه سيفعل ما بوسعه للخروج بنتيجة “هذه المرة يرحب بها الجميع”.
والرئيس الأمريكي الذي يرغب بتحقيق نجاح حيث فشل الرؤساء الآخرون يتعرض لضغوط لتوضيح مضمون بيان القمة الأولى التي عقدها مع كيم في سنغافورة في حزيران/يونيو الماضي والذي بقي تفسيره مبهماً في ما يتعلق “بنزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية”.
ويريد ترامب أيضاً أن يصرف النظر عن ما يحصل في واشنطن حيث وجه إليه محاميه السابق مايكل كوهين شتائم أمام الكونغرس لدى الإدلاء بإفادته بجلسة علنية بشأن قضايا تخص الرئيس.
ولدى سؤاله عن هذه القضية بحضور كيم جونغ أون، أدار ترامب وجهه مبدياً بوضوح شعوره بالضيق.
وكان عدد الصحافيين الذين سمح البيت الأبيض بحضورهم في اليوم الأول من القمة قليلاً، أقلّ مما جرت عليه العادة. وأرجع البيت الأبيض ذلك إلى “الطبيعة الحساسة” للقاء.
ولم يعط ترامب ولا كيم جونغ أون أي مؤشرات واضحة على ما يمكن أن يتم إعلانه في اليوم الثاني والأخير للقمة الخميس في العاصمة الفيتنامية.
وفي ختام لقائهما المباشر الأربعاء، شارك القائدان في عشاء صغير في فندق “سوفيتيل ليجند ميتروبول” الفخم في وسط هانوي.
وقبل ساعات من اللقاء، وعد الرئيس الأمريكي مرةً جديدة “صديقه كيم جونغ أون” بتحقيق نمو اقتصادي مذهل إذا قبلت كوريا الشمالية التخلي عن ترسانتها النووية.
ولطالما شدّد الرئيس الأمريكي على نموذج فيتنام، الدولة الشيوعية التي اعتمدت الرأسمالية وطوت صفحة المواجهة مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تغريدة على “تويتر” إنّ “فيتنام تزدهر بطريقة لا مثيل لها إلا في أماكن قليلة في العالم. يمكن لكوريا الشمالية أن تفعل الأمر نفسه وبسرعة كبيرة إذا قرّرت نزع سلاحها النووي”.
وأضاف “الإمكانيات رائعة. فرصة عظيمة، ربّما لم يسبق لها مثيل في التاريخ، لصديقي كيم جونغ-أون. سنعرف قريباً جداً. أمر مثير جداً للاهتمام!”.
وغالباً ما يستخدم ترامب في تغريداته كتابة بعض الكلمات بالحرف العريض للتشديد على معناها.
ورد ترامب على الانتقادات الكثيرة لعدم إحراز تقدم ملموس في هذا الملف، طالبا من خصومه الديموقراطيين الكف عن أن يقولوا له ما يجب القيام به، وأن يسألوا أنفسهم “لماذا لم يتعاملوا مع باراك أوباما بالطريقة نفسها طوال ثماني سنوات”.
ومن المتوقع أن يذهب القائدان، اللذان تبادلا الإهانات والتهديدات لوقت طويل، أبعد في لقائهما هذا من اللقاء الأول الذي رآه بعض المحللين بأنه كان عبارة عن مسرحية.
ومنذ ذلك الحين، لم تقم بيونغ يانغ بأية خطوة لتقليص ترسانتها. ويرى مسؤولو الاستخبارات في الولايات المتحدة أن الزعيم الكوري الشمالي مصمم على الحفاظ على أسلحته باعتبارها تشكل أساس استمرارية نظامه.
وحاول ترامب أن يسحب إعلاناً من “القائد كيم” لإسكات منتقديه، مثل التعهد بوقف مفاعل يونغ بونغ عن العمل، وهو المفاعل الذري المركزي في كوريا الشمالية.
ويمكن للولايات المتحدة من جهتها أن تقبل ببوادر رمزية من كوريا الشمالية، مثل فتح مكتب اتصال وإعلان رسمي بإنهاء الحرب الكورية التي انتهت عام 1953 بإعلان عن وقف إطلاق النار.
وترتدي هذه القمّة الثانية بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي أهمية بالغة ويأمل ترامب أن تثمر عن نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ.
لكن يكرر ترامب القول بأنه غير مستعجل على إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها، طالما واصلت الأخيرة امتناعها عن إطلاق صواريخ والقيام باختبارات نووية.
وأكد ترامب قبل مغادرته إلى واشنطن “لا أريد استعجال أحد”، في ما بدا أنه محاولة للتخفيف من مستوى الآمال المعقودة مسبقاً على قمة فيتنام.
وفي قمة سنغافورة، فاجأ ترامب حتى معاونيه بإعلانه عن وقف تدريبات عسكرية مع كوريا الجنوبية، وهي تدريبات تستنكرها بشدة كوريا الشمالية وتعتبرها تحضيرات لغزو محتمل لأراضيها.
وتطالب الولايات المتحدة كوريا الشمالية بأن تتخلّى عن ترسانتها النووية بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه.
لكنّ بيونغ يانغ تربط نزع أسلحتها النووية بتحقيق سلسلة شروط من أبرزها رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها ووقف ما تصفه بالتهديدات الأميركية، أي الوجود العسكري في كوريا الجنوبية والمنطقة عموماً.
وحذر كيلسي دافنبورت من مركز “آرمز كونترول” أن “النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد لتحقيق تقدم دبلوماسي مع كوريا الشمالية” ولذلك يجب أن “تركز القمة الثانية على الجوهر”.(وكالات)