لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري : قالت مصادر مطلعة لـ’القدس العربي’ ان القرار الذي اتخذه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بتعيين الامير مقرن وليا لولي العهد، يأتي ضمن ترتيبات سيعلن عنها في الفترة القادمة لترتيب مسألة العرش في السعودية.
واضافت المصادر في مجمل حديثها لـ’القدس العربي’ بأن العاهل السعودي سيستنسخ التجربة القطرية، وانه بالفعل اتخذ القرار لكنه لم يحدد بعد موعد الاعلان عن تنازله عن العرش لاخيه سلمان بن عبد العزيز، وتباعا سيكون الامير مقرن وليا للعهد ثم يصعد للعرش، خاصة وان صحة الملك عبدالله لا تسمح له بإدارة شؤون البلاد.
واشارت المصادر الى ان ولي العهد الامير سلمان (79 عاما) يعاني من تدهور في صحته. وقالت مصادر مقربة من دوائر القرار في المملكة ان من المحتمل ان يطلب عدم توليه العرش.
وقالت المصادر ان العاهل السعودي يهدف ايضا من هذه القرارات التي وصفها مراقبون بـ’الجريئة’، لتثبيت ابنه مستقبلا للوصول الى العرش. واكدت المصادر في حديثها لـ’القدس العربي’ بان الملك السعودي طلب من هيئة البيعة الموافقة على تعيين الامير مقرن وليا للعهد بعد تولي الامير سلمان العرش على ان يحل الامير متعب مكان الامير مقرن نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، وهو امر يضمن وصول متعب للعرش مستقبلا.
كما اضافت المصادر في مجمل حديثها لـ’القدس العربي’ ان الأمير سلمان ‘أصر على تعيين نجله الأمير محمد وزيرا للدفاع’.
واضافت المصارد لـ’القدس العربي’ ان العاهل السعودي استرضى اغلب الامراء من خلال تثبيت ابنائهم ايضا، حيث اوضحت المصادر بان هناك تغييرات جذرية ستحدث في اغلب الوزارات ومناصب امراء الامارات في الفترة القادمة.
وقال دبلوماسيون ان الامير مقرن (69 عاما) الذي تولى رئاسة جهاز الاستخبارات بين العامين 2005 و 2012 من المقربين جدا من الملك و’محل ثقته’.
وتأتي هذه التغييرات والقرارات بالتزامن مع وصول الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الرياض. ويرى المعلقون الصحافيون الأمريكيون فيها أهمية خاصة لأنها جاءت بعد خلاف علني بين البلدين حول سوريا وإيران ومصر.
وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية ان اوباما سيبحث مع الملك عبد الله خطوات ‘ترتيب انتقال سلس للسلطة دون مشاكل في ظل تقدم قادة المملكة في السن وما يعانونه من مشاكل صحية’.
واضافت ان الامريكيين ‘لا يحبذون المفاجآت في اول بلد مصدر ومنتج للنفط في العالم نظرا لانعكاساتها المحتملة على سوق الطاقة والامدادات النفطية’.
وقالت مصادر لـ’القدس العربي’ ان الرئيس اوباما بحث الجمعة مع العاهل السعودي كيفية دعم المعارضة السورية المعتدلة، وان واشنطن تهدف إلى إرضاء السعوديين عبر طرح برنامج سري لتدريب المعارضة في الأردن وشمالي سوريا، ودعم للمجالس المحلية، وتفكير في تقديم أسلحة ثقيلة. واسهبت المصادر بان الرئيس اوباما بات مقتنعا الان بان التصعيد العسكري هو وسيلة لدفع الأسد نحو التفاوض.
وقال مساعد مستشارة الامن القومي بن رودس للصحافيين ان احد المواضيع الرئيسية للمحادثات هو ‘كيف يمكننا تعزيز وضع المعارضة المعتدلة داخل سوريا سياسيا وعسكريا كثقل موازن للاسد وايضا بصراحة كوسيلة لعزل الجماعات المتطرفة داخل سوريا’.
وتابع ان العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ‘تشهد تحسنا منذ الخريف’ بسبب التنسيق الافضل للمساعدات المقدمة للمعارضة السورية.
الا انه رفض في المقابل تأكيد مضمون تقارير امريكية اعلامية من ان اوباما يميل الى تأييد قيام السعودية بتسليم صواريخ ارض جو محمولة على الكتف من نوع مانباد واخرى مضادة للدبابات الى المعارضة.
وبحث العاهل السعودي وأوباما المسألة الإيرانية والتي تمكن أوباما من التوصل إلى إبرام اتفاق حولها مع طهران في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي رغم مطالبات الملك السعودي بحسب تسريبات’ إلى قطع رأس الحية’.
ورفض ديبلوماسي في السفارة الأمريكية الإفصاح عما إذا كان الرئيس الأمريكي يحمل تعهدات من انه لن يأخذ من إيران ضمانات حول ملفها النووي، فيما يترك إيران تعبث في أمن المنطقة في ظل سعي إلى توسيع نفوذها وتهديد استقرار دول المنطقة عبر تحريك الطائفة الشيعية في هذه الدول.
واكتفى بالقول مع عدد محدود من الإعلاميين في الرياض ان ‘المفاوضات في المخيم الملكي ستكون شاقة… ولكن الرئيس اوباما مستعد لها’.
وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما وصل الجمعة إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض في ثاني زيارة له إلى السعودية بعد زيارته الأولى في حزيران/يونيو 2009 ثم جرى اصطحابه إلى مقر إقامة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في مخيمه الربيعي في روضه خريم (60 كيلو مترا شرقي مطار الرياض)، وعقدت القمة بين الطرفين مساء الجمعة، وسيجتمع الرئيس الامريكي مع اعضاء السفارة الامريكية في الرياض السبت ولا يوجد على جدول زيارته اي اجتماعات رسمية اخرى.
التاريخ يثبت ان من يعتلي العرش لن يتنازل عنه الا بعد ان يلف بالكفن