لندن-“القدس العربي”:
كتب مراسل صحيفة “التايمز” في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر تقريرا عن تعاون أكراد سوريا الخائفين من تركيا مع نظام بشار الأسد.
وقال إن التعاون يأتي رغم تعهد المسؤولين بالوقوف معهم وخطط قادتهم للتعاون مع نظام بشار الأسد لتسليمه المناطق التي يسيطرون عليها في ضوء الانسحاب الغربي المتوقع.
وأشار الكاتب لما قاله مستشار الأمن القومي جون بولتون أن الانسحاب الأمريكي لن يتم بدون هزيمة تنظيم “الدولة” والحصول على ضمانات تركيا بعدم مهاجمة الأكراد. بل وذهب أبعد عندما قال إن نوعا من الدعم سيستمر لجيب في جنوب سوريا (التنف) لمنع إيران توسيع حضورها السوري.
وفي تناقض واضح مع تصريحات مستشار الأمن القومي قال ترامب يوم الأحد إن القوات الأمريكية ستعود إلى أمريكا. وقال للصحافيين “تركنا أثرا عظيما وسنقوم بسحب القوات” وعن المدى الزمني للانسحاب أجاب إنه “سيكون سريعا”. وكانت قوات حماية الشعب الكردية قد أقامت منطقة مستقلة في شمال-شرق سوريا بعدما واجهت هجوما من تنظيم “الدولة” على بلدة كوباني. وأصبح مصير المنطقة في مركز السياسة الأمريكية بعد إعلان الرئيس ترامب عن سحب القوات الشهر الماضي.
وتعهدت تركيا عضو الناتو وقف نشوء ما تطلق عليها “دولة بي كي كي” على حدودها. وتعد وحدات حماية الشعب الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الجماعة الانفصالية التي تخوض حربا ضد الدولة التركية منذ أربعة أعوام. ويقول قادة وحدات حماية الشعب أن انسحاب الأمريكيين لا يترك أمامهم خيارا إلا التفاوض مع النظام لحماية منطقتهم من هجوم تركي. ومنعت القوات التركية والجماعات السورية الموالية لها من توسع سيطرة الأكراد في شمال- غرب سوريا، حيث سيطرت القوات التركية على بلدة عفرين. وقال صحافيون سوريون يوم السبت إن سيبان حمو، المسؤول العسكري لوحدات حماية الشعب قام بجولات بين دمشق وموسكو والقاعدة العسكرية الروسية في حميميم حيث ناقش صفقة مع نظام الأسد. وعرض تسليم المناطق الحدودية للنظام مقابل ضمان الاستقلالية الداخلية لمناطق الأكراد التي يطلق عليها “روجافا”.
وليس من الواضح ما إن قبل جانب النظام الذي مثله علي مملوك مدير مكتب الأمن القومي ووزير الدفاع الجنرال علي عبدالله أيوب عرض الجانب الكردي. ويقال إن النظام عرض تقديم نوع من الاستقلالية للأكراد، ولكن ليس على مثال الإقليم المستقل في شمال العراق والذي ضمنته القوى الكبرى بعد حرب الخليج الأولى. وهي المنطقة التي أصبحت قاعدة متقدمة للمصالح الغربية. ويضيف سبنسر أن المستشارين الروس كانوا حاضرين في اللقاءات حيث أصبحت موسكو ضامنا للصفقة.
واستقال وزير الدفاع جيمس ماتيس الشهر الماضي بعد إعلان ترامب. وكان ماتيس الوجه العام للسياسة الأمريكية من ناحية الحفاظ على وجود عسكري حتى بعد هزيمة تنظيم “الدولة” والتأكد أنه لن يعود مرة أخرى كما فعل في العراق والحد من تأثير إيران. وكان ماتيس يعتقد أن تحقيق هذه الأهداف لن يتم بدون التعاون مع القوات الكردية. وفي نهاية الأسبوع استقال كيفن سويني، رئيس طاقم البنتاغون وعبر عن رغبته بالعودة للعمل في القطاع الخاص. ووعد ترامب بمنع تورط أمريكا في حرب لا نهاية لها. وقال في الأسبوع الماضي أن إيران يمكنها عمل ما تريد في سوريا. وقام بولتون بزيارة لإسرائيل حيث بحث قرار الرئيس ترامب الانسحاب من سوريا بطريقة تؤكد على هزيمة التنظيم وحماية الأكراد. وأضاف على أن الأكراد يجب عليهم الوقوف بثبات قبل التوصل لصفقة مع موسكو. وأضاف أن الأتراك لن يقوموا بعمل عسكري لا يتم التنسيق فيه بشكل كامل وموافقة أمريكية. وقال إن القوات الأمريكية ستظل في قاعدة التنف في جنوب سوريا. وعبرت الدول الحليفة بمن فيها عن قلقها من قرار ترامب وتأكد هذا من جرح اثنان القوات الخاصة البريطانية في شرق سوريا.