لندن- “القدس العربي”:
يرسم وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ ثلاثة خيارات محتملة قد يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اعتماد واحد منها في حربه ضد أوكرانيا، ولذلك يدعو هيغ “الغرب إلى الاستعداد للخطوة التالية التي قد يخطوها بوتين والعمل على مساعدة أوكرانيا في تحقيق نصر أسرع باستخدام صواريخ أطول مدى ودبابات قتالية متطورة”، لكنه يعترف في النهاية أن أراضي أوكرانية (بالحد الأقل) ستبقى تحت سيطرة بوتين.
الوزير البريطاني السابق الذي كان أيضا نائبا عن حزب المحافظين لمدة 26 عاما، يشن في مقالته في صحيفة التايمز هجوما عنيفا على الرئيس بوتين ويصفه بأنه “وقع في ورطة ولا يمكنه الاعتراف بذلك وأن الدعاية الروسية لا تعترف هي أيضا بالخسائر التي لحقت بالجيش الروسي ومن الأمثلة على ذلك هو القول إن البارجة الروسية موسكفا غرقت في البحر بسبب الأجواء العاصفة، على الرغم من أن الطقس كان جيدًا، وأن الانسحاب من جزيرة الأفعى كان بادرة حسن نية وأن الانفجارات المدمرة في قواعد القرم كانت مجرد حوادث عديدة وأن الانسحاب المتهور مؤخرًا من خاركيف كان بمثابة إعادة تجميع”.
ثم يضيف: ”سيقول الكرملين أي شيء بدلاً من الاعتراف بأن خطأ بوتين كان تاريخيا بحق البلد الذي أراد التنمر عليه وتدميره رغم أن بوتين يصر على اعتبار أن كل شيء يسير وفق الخطة“.
ويذهب وليام هيغ إلى رسم ثلاثة خيارات محتملة أمام الرئيس بوتين وكلها تنطوي على مخاطر كبيرة، ولذلك سيتجنب الاختيار لبضعة أسابيع ويشن – بدلا من ذلك – مزيدا من الهجمات على محطات الطاقة وإمدادات المياه والسدود لأنه يأمل أن تثير أسعارُ الغاز الذعرَ في أوروبا”.
ويلخص هيغ تلك الخيارات المحتملة بالتالي:
“الاحتمال الأول هو قيام بوتين بالدعوة إلى التعبئة الكاملة للاقتصاد والمجتمع الروسيين لحرب تقليدية شاملة من خلال استدعاء مليوني جندي احتياطي، وتحويل عمل المصانع إلى إنتاج الذخيرة، وطلب تقديم التضحيات من جميع النواحي.
لكن خطورة هذا الخيار تكمن في أنه يتطلب وقتًا لتحقيقه، ويمكن أن يؤدي إلى انهيار الدعم الشعبي إذ إن الدلائل قوية جدا على أن الشباب الروس لا يريدون التجنيد للقتال.
الاحتمال الثاني هو التهديد باستخدام أسلحة دمار شامل أو استخدامها فعليًا عبر أسلحة تكتيكية ضد بلدة أو وحدة عسكرية معينة.
هذا هو الخيار الأكثر جنونًا لأنه سيوحد العالم كله ضد بوتين، ولن يُكسبَه الحربَ إلا إذا قام بتكرار ذلك عدة مرات ما سيؤدي إلى إثارة انقلاب داخلي للإطاحة به.
الخيار الثالث هو ما يسمى (يوما قتاليا) ومحاولة العيش للقتال مرة أخرى في المستقبل، عبر الانسحاب تحت عنوان “إعادة التجمع” نحو خطوط أكثر تحصينا، وتقديم وقف لإطلاق النار وإلقاء اللوم على الجميع ما عدا نفسه كأن يقول إن الغرب تآمر على روسيا.
والخطورة (على بوتين) هنا هي أن الحقيقة ستُظهر أن الروس قد هُزموا في الوقت الحاضر وسيصبحون أكثر فقرًا في المستقبل وسيكون رئيسهم ضعيفًا للغاية”.
ويختم وليام هيغ مقاله في التايمز بإعلان عدم معرفته أي الخيارات سيتخذها بوتين لكنه يرى أن قادة الغرب الذين سيجتمعون في نيويورك هذا الأسبوع هم بحاجة إلى الاستعداد والتأثير على اختياره وأن أفضل طريقة هي مساعدة أوكرانيا الآن على تحقيق نصر أسرع، بصواريخ أطول مدى من الولايات المتحدة ودبابات قتال رئيسية، بما في ذلك الأعداد الكبيرة الموجودة لدى ألمانيا. فهذه أيضًا هي أفضل طريقة لدفع بوتين إلى الانسحاب لحفظ ماء الوجه مع بقاء أقل مساحة ممكنة من الأراضي الأوكرانية تحت سيطرته.
الواضح ان بوتين يريد انهاء الحرب سريعا وهذا مالايريده الغرب وامريكا .ولتحقيق هذا الهدف وفي الوقت الذي كثف فيه الاكرانيين ضرب الدونباس واستهداف المدنيين بالصواريخ فليس امام بوتين الاالتحرك وضم المزيد من الاراضي وبوقت سريع ولتحقيق ذلك لا استبعد اعلان التعبئة العامه وتسريع عمليه التصنيع العسكري وفي الفترة الاخيرة كان هناك تركيز من جانب الروس على ضرب البنيه التحتيه وربما دفع بحركة لجوء جديده لايتحملها الاوروبيين اما الخيار النووي فهو مستبعد ولاتحتاج اليه والخيارالاخر الضغط من خلال استخدام الطاقه ولا احد يمكن ان يتنبا بشتاء دافي على اوروبا مع استمرار هذا الوضع …المهم ان الحرب الدائرة هي حرب قوى كبرى وليست حرب عاديه يفرض فيها المنتصر شروطه …
يقول نابوليون بونابارت، يجب دائما أن تترك للعدو ثغرة في المعركة حتى يتمكن من الإنسحاب، كي لا تتكبد خسائر فادحة.
حذاري من دبّ أهوج جريح