التذكرة الإسرائيلية و”سينما التطبيع”: 5 دول أخرى ببطولة بن سلمان

حجم الخط
1

عند الحديث عن الدول العربية والإسلامية الخمس في قائمة المرشحين لإقامة علاقات مع إسرائيل (يرفض ترامب ذكرها بالاسم) من المنطقي البدء بالمغرب: فالملك محمد السادس يمنح يهود بلاده حرية شبه كاملة، ويقفز الإسرائيليون للزيارة بلا مشاكل ويديرون أعمال استيراد وتصدير، كما أن المواطنين المغاربة يأتون إلينا. غير أن الملك يفضل في هذه المرحلة التركيز على مكانة المغرب الإفريقية، ويطلب توسيع الأراضي التي تحت سيطرته في الصحراء الغربية. ومن ناحية إسرائيل، فإن العلاقات مع المغرب هي الأفضل من بين الدول العربية، حتى بدون المظلة الرسمية.

كما أن قصة عُمان، التي يضغط الرئيس ترامب على أن تكون التالية في الدور، مشوقة. فوزير خارجيتها القديم (23 سنة في المنصب) يوسف بن علوي، لم يخفِ علاقاته مع إسرائيل، بل وزار الضفة الغربية والقدس. عزل ابن علوي من منصبه قبل بضعة أشهر، ويمارس الضغط الأمريكي الإسرائيلي الآن على خليفته بدر البوسعيدي. قلة سيتذكرون بأن عُمان كانت الدولة العربية الوحيدة التي أيدت علناً مبادرة السلام للرئيس السادات، وقلة أقل بكثير لن ينسوا بأنها بعثت فور اتفاقات أوسلو بدبلوماسي تولى رئاسة ممثليتها في تل أبيب. ولكن في العام 2000 في أعقاب الانتفاضة الثانية، غادر دون أن يُعين له بديل. وظلت العلاقات من خلال مبعوث إسرائيلي خاص، بروس كشدان، وسفراء غير مقيمين. ستعلن عُمان، حسب التقديرات، عن إقامة علاقات في غضون أسابيع قليلة، رغم أن ترامب يأمل بهذا قبل الانتخابات الأمريكية.

دولة أخرى في القائمة تبعث على حب الاستطلاع هي إمارة قطر الصغيرة. فهي تسمح -ضمن قيود معينة– بدخول الإسرائيليين إلى عاصمتها الدوحة. ولها مبعوث خاص إلى غزة، محمد العمادي، الذي يتوقف في طريقه إلى القطاع لعقد لقاءات خفية في إسرائيل، ومحادثوه مفعمون بالثناء على أساليبه. إذا واصلت قطر عنادها (وهي التي تضم القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط-قاعدة العُديد في الصحراء العربية)، فسيضطر ترامب بالاختيار بين التصميم القطري على الرفض الذي يأتي من خصمها الأكبر، السعودية واتخاذ القرار. هكذا بحيث أن قطر، حالياً، تواصل الرقص في الساحتين: الأمريكية والإيرانية.

الدولة التالية هي النيجر، وهي دولة نامية وغير عربية في غربي إفريقيا، مع نحو 23 مليون من السكان المسلمين، والتي 0.3 في المئة فقط من سكانها مسيحيون – ولكنها دولة علمانية. تتم علاقاتها الخارجية في الظل مع دول في العالم الإسلامي، وفي الغرب مع فرنسا أساساً. معظم سكانها صغار السن، والتكاثر الطبيعي عالٍ جداً. كما أنه لا يزال هناك استخدام للعبيد المحليين.

الدولة الأخيرة في القائمة هي السعودية. الفرضية هي أن ولي العهد الشاب محمد بن سلمان لو كان هو الحاكم الحصري، لكانت بلاده أول من قفز إلى العربة. في قصوره، مع فريق المستشارين الشبان، يقيم علاقات علنية مع الولايات المتحدة وعلاقات سرية مع مبعوثين إسرائيليين كبار جداً. إسرائيل والسعودية منسجمتان في رؤيتهما للخطر الإيراني – السعوديون قد يكونون حتى أكثر قلقاً – ولكن بن سلمان أبلغ واشنطن والقدس بأنه ينتظر حتى انتخاب الرئيس المقبل. وفي هذه الأثناء فإنه المطبع الأكبر للعلاقات: يهنئ اتحاد الإمارات والبحرين بالاتفاقات مع إسرائيل، ويدفع أموال التعويض من السودان للأمريكيين، ويحث دولاً عربية أخرى على “اتخاذ الخطوة الشجاعة” التي لا يمكنه، لأسبابه، أن يسمح بها لنفسه.

بقلم: سمدار بيري

 يديعوت 27/10/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعود السعودي:

    ليس دفعا عن السعودية فهي نظام ملكي مستبد بل للحقيقة الجيوسياسية ، لن يجرؤ ملك سعودي على التطبيع الرسمي العلني ولو كان نيوم بل هو تطبيع صامت غير مباشر وسيبقى ..وازيدكم تذكيرا هذا النوع من التطبيع السعودي قائم مع اسرائيل مع عقد اتفاقية شراء جزيرتي تيران وصنافير…ولديّ الوثائق الرسمية لهذا التطبيع المتبادل بين الطرفين عام 2016.

إشترك في قائمتنا البريدية