■ يشتغل الفنان باقر نعمة علوان بتقنيات جديدة للتدليل على تصوراته وأفكاره، من خلال تعبيراته المفعمة بالانطباع والتجريد، وهو مسلك في أعماله يبعث الوهج والإبهاج الفني، ويشكل ينبوع التعبير بمختلف الأشكال والألوان، إذ للمبدع إمكانات تقنية هائلة، يوظفها لتثبيت المفردات التشكيلية وصنع رزمة من العناصر الفنية، ثم التعبير بأسلوب معاصر؛ فهو يتفاعل مع التشخيص، ومع الواقع بنوع من الانطباع وبنوع من التجريد والمرونة التشكيلية، فيتحكم في تدبير الفضاء ومغازلة السكون، بقدر ما قادته إليه تجربته الرائدة في هذا المجال.
إنها سمة تلوح في ابتكاراته التي يخلخل من خلالها التجريد. وإذا كان هذا يعكس حسن اختيار لديه، فإنه في الآن نفسه يتمثل المادة التشكيلية في عمقها الفني والجمالي، بناء على إرساء التخصص، وفق قاعدة من المعارف التشكيلية، وإن اختيار هذا النوع من المسالك في التشكيل يعد جرأة وأمرا لا يخلو من صعوبة.
يروم علوان التعبير العميق عما هو مخزون في دواخله من انفعالات وأحاسيس، تحمل رسائل لا تحدها حدود ولا أمكنة ولا أزمنة، وهي رسائل استمرار تدفق المعنى الفني، يؤكدها بأسلوب متفرد، فمن ثقافته وإدراكاته يسجل من خلال لوحاته أشكالا في ذات جماليات رائقة. ويبدو أن المجال الفني للتشكيلي يرتبط بالفن التعبيري التجريدي القائم على الانطباع؛ ويقوم على الاختزال اللوني إلى حد ما، وعلى الرمزية والإشارة، وبذلك تشكل أعماله التشكيلية المتنوعة نسيجا فنيا رائقا متناسقا، يحمل مجموعة من المفردات الفنية، التي تتداخل في ما بينها بشكل تدريجي، سواء عبر اللون أو العلامات أو الرموز. وتظل المقاربة مغمورة بكل سياقات المادة التشكيلية المشكلة للفضاء، تتسم بوجود وشائج قائمة بين التشكيل والمضامين المضمرة، التي يحملها منجزه التشكيلي عامة، والذي هو بدوره يخفي في عمقه دلالات قوية، ترتبط بالاستدراجات اللونية التي تعضدها الخطابات المخفية وراء حجب التجريد، لتظل رهينة التأويلات المختلفة والقراءات النقدية المتنوعة. وهذا ليس غريبا عن أعماله، لأن معظم بناءاته التشكيلية ومختلف التكوينات التي يرومها، تتصل بالمادة التجريدية في سياقات دلالية. لأن معظم الأشكال التي تستحوذ على أجزاء من الفضاء يثبتها المبدع وفق خاصيات تشكيلية دقيقة الوضع وهادفة المعنى. كما أنه من خلال التقنيات العالية التي يوظفها؛ غالبا ما يستهدف إضافات فنية جديدة تخترق الواقع، فيشكله بعين انطباعية وممارسة تجريدية، يراعي من خلالها الأسس الجمالية، وكذلك المفردات التشكيلية التي تبزغ في عمق المادة التشكيلية، وهي تُشكل عُدة من الأشكال والألوان والرموز والعلامات، التي تتوقف على مناحي متعددة من الجمال.
إن أعمال المبدع باقر نعمه علوان تتبدى فيها لمسات التشخيص المضمر، فماهية العمل الفني الممزوج بالعلامات والرموز والأشكال المختلفة تقود المادة التجريدية إلى إنتاج درجات من الجمال، وفق خاصيات التعدد اللوني ومقاربته بالتوظيف الشكلي للمفردات التشكيلية، وبمختلف عمليات تداخل العناصر الفنية؛ وهو ما يفصح عن درجة من الوعي الفني للتعبير بهذه المقاربة.
كما أن البناء التشكيلي يبدو مدججا بالطلاء والمسح اللوني، موازاة مع الكثافة الشكلية والعلامات التلقائية، باكتساح قوي للمساحة، الشيء الذي يحيل إلى مجال تشكيلي صرف، بإضافة تصورات واجتهادات تبعث الإيحاء وتكثف الرمزية. لذلك، فإن هذا التوافر يجعل من أعماله بؤرا للتشكيل المفتوح على مختلف العوالم التعبيرية، وبسياقات متنوعة، حيث تلعب فيها الحركة دورا رئيسيا، ما يجعل منها أعمالا تفاعلية بأبعاد حقيقية ملموسة من التجريد، وما يضمره من معنى. إنه عمل يبرز المادة التشكيلية في شكل فني يشرك الحس، كما يشرك العنصر البصري للقارئ، لأنه يروم تقنيات مختلفة وتوظيفات فنية وجمالية، تتركز في توزيع المساحة واللون، والعلامات والرموز، والكتل والتركيبات، والتكوينات الهندسية، والخطوط المشتبكة، على نهج الترجيع الموسيقي. وهو ما يدمج كل المفردات التشكيلية في الشكل العام لأعماله، فيتواصل مع منجزه، وفق رؤى تعبيرية وصناعات جمالية تؤثر في الشكل السطحي، كما أن بسط نوع من الاختلاف بين مفردات المادة التشكيلية وبعض العناصر الفنية، يسهم في توليد الدلالات، وصنع مجال جمالي، بمعية الإيقاعات اللونية والأشكال والرموز، التي تشكل ثقلا جماليا دالا على معاني. وهو ما يكسب أعمال علوان حيوية ورشاقة واستمرارية امتداد جمالي معاصر.
٭ كاتب مغربي
شكرا لصحيفة القدس العربي ولجميع كادرها المحترم والشكر موصول للدكتور الفنان الرائع محمد البندوري لاهتمامة بالفن التشكيلي العراقي وماكتبه عني وعن اعمالي ونشر عدد من لوحاتي وقراءة اسلوبي واعمالي بطريقة علمية ومهنية ..اسعدتني هذه المفاجئة الصباحية الجميلة..والف شكر للجميع..تحياتي
قراءة نقدية رائعة لفنان اروع ابدع في مجال التجريد الانطباعي .
الف شكر سيدتي الفاضلة الفنانة العراقية المميزة بشرى القداح
الف شكر لفنانتنا العراقية المميزة والساحرة باعمالها الانيقة ..شكرا لكلماتك الجميلة ..تحياتي لشخصك الرائع
باقر نعمه يستحق هذا المقال فهو من رواد الفن التشكيلي العربي وقدم مشاريع تشكيلية عربية ودولية في مستوى عالي فالشكر لكم دكتور محمد البندوري والشكر لجريدة القدس العربي على النشر الجميل
الف شكر للفنانة صديقتي العزيزة سامية على مفرداتك الانيقة والرائعة كروعة جوهرك..تحياتي
اولانحن لازلنانعيش القضية وانعني الفيروس الدي العالم لكن الفن في الوانه المتميزة يشق طريقه بنشاط مثل بين قوسين السينماالمسرح الشعرالقصة الرواية واخيراالتشكيل فالتشكيل العراقي لازال يبشر عشاقه بالصورالجديدة هده تنسي في لاخرى البعض وليس الكل يخضع لتحليل والنقد ولاخرى بدون نقاش لهامعنى واكثرمن رائعة وباختصارلا عن ضعف اشكرالقدس العربي الحريصة على نقل الخبرالفني وكدالك الأستاذ المحترم المحلل بلغة الفن لاغيره
عودة سريعة اقول الدي شغل العالم