التشكيلي المغربي عمان مبارك يعرض ‘جذور’ بالمعهد الفرنسي بالجديدة

حجم الخط
0

الدار البيضاء ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعيد فردي: يحتضن رواق المعهد الفرنسي بمدينة الجديدة في الفترة ما بين 24 ماي إلى 30 يونيو معرضا تشكيليا للفنان عمان مبارك، والذي يقدم فيه آخر إبداعاته الفنية ‘جذور’.
وباتت تجارب التشكيلي المتفرد تستلهم عديد النقاد المعانقين لعالم التشكيل والإبداع، انطلاقا من ما تحمله لوحاته من إعادة صياغة تاريخ إنسان ما قبل التاريخ. ففي أعماله تتحول الريشة لقلم ينقل تفاصيل تلك الفترة، والتي لم يصلنا منها غير نقوش صخرية، بتفاعله الاستثنائي معها تعود إلى الحياة.هكذا يحاور ذاكرتنا الموشومة ويعرض على أنظارنا أسرار مادة تلوينية قيد النشوء والتجلي، مكرسا حياته المهنية للتشكيل وحده وليس غير التشكيل دون أدنى تفكير في ارتياد أجناس تعبيرية أخرى.
خصوصية الفنان عمان مبارك
لوحات عمان تنقل الصراع من أجل البقاء. في إبداعاته تقترن الحياة بالأمل والتأمل والسفر عميقا في الذاكرة الإنسانية والمتخيل الكوني. فيها تغيب العزلة المطلقة وتتراجع عتبات البياض أمام مسالك الأثر والعلامة. لا بد من التنصيص على أن مقاومة الموت وتأجيله والافتنان بالحياة وتمديدها مداخل دلالية لإنتاج المعنى البصري وبناء صيغ التأويل الجمالي.
يبقى تحيين ذاكرة ما قبل التاريخ من منظور مبارك عمان عتبة مسعفة في إضاءة علاقة الحياة المتجددة بالفعل التشكيلي: فاللوحة سند ضد الموت واحتفاء معرفي معاصر بالجسد من داخل المنجز التصويري أو من خارجه.
لغة تشكيلية بروح الفنان البدائي
عمان مبارك المعادلة الصعبة في تجربة التشكيل المغربي الحديث هو نتاج خالص للمدرسة المغربية نهل من تجربتها وأغناها بإبداعاته كيف لا وهو القادم من مدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، والتي بها عمق مداركه حول ذاكرة الجدار.
فكان منذ معرضه الأول يسم لغته التشكيلية بروح الفنان البدائي (الأب الروحي للفنانين بتعبير بيكاسو) يبحر في أعماق ذاته الكبرى ويؤثث فضاءات جمالية لها متخيل الأسطورة وقلق الوعي البصري وتوهج الإبداع و بهائه. مستعينا في ذلك بعناصر من ذلك الزمن الغابر، التراب، الكلس، الحديد والنحاس والصباغات الطبيعية. مميزات إبداعية يعلق عليها بالقول:’ كنت حريص على توسيع دائرة تداول آثاري التشكيلية، مشتغلا على معادلة الداخل/الخارج والباطن/الظاهر وفاتحا أعمالي التصويرية على مناهل جديدة باسترفاد فن ما قبل التاريخ ومقاربة آثار الطفولة والذاكرة البصرية وشذرات التخييل’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية