إن ما يجري بالعالم العربي في الوقت الراهن هو حرب شاملة ضد الإسلام، وقد بدا ذلك بجلاء مند أن أعلنها جورج بوش يوم قال ‘من ليس معنا فهو ضدن’، وهي حرب بين أهل الحق والباطل وقد بينها الله تعالى في محكم التنزيل (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وإن قضية إعلان الحرب على الله وعلى هذا الدين قديمة، والله تعالى حذرنا أن المعركة بين الدين وأعداء الدين هي جوهر الصراع في الكون إلى يوم يبعثون، ومهما حاول أعداء الأمة الإسلامية أن يصبغوا مختلف التزييفات على طبيعة المعركة ويلبسونها لبوسا اقتصاديا أو سياسيا أو غيره فإن القضية قضية دين وقضية عقيدة، ألم يسبق أن قال هؤلاء الدين يشنون حربا صليبية على المسلمين اننا نعيش صراع الحضارات وأعطوه غطاء قانونيا وتنظيريا وفلسفيا، وبأن هذا الصراع سينتهي بنهاية الإسلام وبنهاية التاريخ أي بنهاية انتصار التوجه الغربي. وقد بدا جليا أن مسألة الحرب الفكرية والسياسية التي تقودها منظمات دولية أو ما اصطلح على تسميتها بعولمة القيم أي أن ينفى الدين الإسلامي من على الأرض ويصبح مكانه الدين الذي تقره أمريكا وتفرضه على الشعوب. وعلى العالم العربي قاطبة أن يعلم جيدا أن الحرب المشنونة على المسلمين بداية من افغانستان مرورا بالعراق ونهاية بسورية هي حرب على الإسلام، وطفق الغرب وبعض العرب يزينون هذه الحرب بحقوق الإنسان كمقدمة لاستهداف ثوابت الأمة التي طرحها مبعوث العناية الإلاهية مند حوالي 14 قرنا ونيف، وهو غطاء فكري وثقافي حتى لا تبقى الكلمة للإسلام وحتى لا يصل الإسلام للحكم وما يجري حاليا بمصر هي قضية عقدية بامتياز مهما حاول الأعداء أن يجعلوا منها قضية ديمقراطية ومسألة حكم فقط، وكان يخطط لما يقع الآن بمصر العلمانيون إثر تدفق تسونامي الإسلام في 25 من يناير لخلق البلبلة وتعكير صفو الحياة حتى يقال ان مرسي صاحب الشرعية الذي وصل عبر الإرادة الشعبية بمصر فاشل وأن دولة من حجم مصر أكبر منه في محاولة منهم الإطاحة بحكم الإسلاميين إلى الأبد بإيعاز من الصهيونية والعلمانية الذين سخروا فقراء مصر للانقلاب على الشرعية وبدعم من بعض العرب الذين يريدون في الأرض علوا وفسادا. وما يثير العجب أن طغاة مصر يؤازرهم إعلام مأجور وقضاء فاسد، وصهيونية يستبد بها الخوف من حكم الإسلام في مصر خططت مليا مند نجاح ثورة 25 يناير ونفذت جرائمها استجابة لنوازع الشر في نفوسها، فأعمى الحقد حتى بعض المشايخ العارفة بالله في الأزهر فتصرف الجميع بمنطق فاشي عنوانه الرغبة الصريحة في تصفية حسابات شخصية وإقصائية لفصيلة تخاف الله وتؤمن به حق الإيمان بمصر من حجم الإخوان المسلمين.. إن الله متمم نوره ولو كره الكافرون.