ينبغي على كل من يحكم هذا الشعب المصري أن يحترم إرادته وأعرافه وتنوعه أكثر مما يحترم أسرته، وكل الأسر المصرية – في الغالب الأعم – تشهد هذا التنوع أيضا، فيدرك الحاكم أن في مكونات هذا الشعب، المسلم والمسيحي، والرجل والمرأة، والكبير والصغير، والاسلامي والليبرالي أو العلماني، والمتعلم والأمي والفلاح والعامل، ومن لا عمل له ومن يتعاطى، ومن يدخن ومن لا يدخن، ومن يصلى ومن لا يصلي كسلا وسهوا أو نكرانا، وإدراك أن علمانية مصر ليست مثل علمانية أتاتورك في تركيا، ولا الحبيب بورقيبة أو بن علي في تونس ولا علمانية الغرب. فمن بين أصدقائنا العلمانيين والليبراليين من يؤدي أركان الاسلام كاملة، ومنهم من يحافظ على عقيدته المسيحية وأخلاق النبوة، ومنهم من يتحلى بأخلاق الدين السمح في كثير من أمور حياته، ومنهم من يتميز أداؤه فيتخذ الوسطية في الرأي والممارسة وكذلك في الاعتقاد أو العبادة من دون غلو ولا شطط.
أقول هذا الكلام بمناسبة الحكام الذين يعيشون في تحديات سياسية ومجتمعية لا يجدون منها مخرجا، وبسبب التعصب المذموم، خصوصا ممن هم في السلطة والحكم، لفريق من الشعب دون آخر. مصر اليوم تمر بمرحلة عصيبة جدا، بل هي على مفترق الطرق، إما أن تكون وإما ألا تكون، ويدعو كثير من المصريين اليوم إلى الخروج في المظاهرات التي دعا إليها الفريق أول السيسي، لا بأس بهذا ضمن تنوع الآراء والتحليلات، ولكن مع السلمية الكاملة والسعي الى معرفة الجوهر من دون النظر أو التركيز فقط على الشكل، لأنه يكون أحيانا خادعا، وأدعوه تعالى أن تكون تظاهرات يوم الجمعة 26/7/2013 سلمية، إذ أنني أكتب هذا المقال قبل يوم الجمعة، وبعضهم ينظر إلى خطاب الفريق أول السيسي بأنه دعوة الى حرب أهلية.
سألني كثيرون عن رأيي في الخطاب الشهير، الذي يدعو فيه رجل عسكري الشعب الى تظاهرات حاشدة، ويطلب من الشعب أن يفوضه والقوات المسلحة والشرطة في مواجهة العنف والارهاب، لو أن البلد كانت مستقره وآمنة، والحاكم المعزول على كرسيه يسوس البلاد بما يؤدي إلى تقدمها ونموها، ويفي بوعوده الكثيرة، ورضا الشعب عنه واضح، ودعا الفريق أول السيسي هذه الدعوة لكانت دعوة غريبة ومستهجنة، ولن يستجيب لها الشعب، بل سيقاومون تلك الدعوة بكل قوة، وهم صف واحد وراء الحاكم العادل المحبوب، ولكن الوضع غير ذلك تماما. الحاكم المعزول لم يستجب لطلبات الشعب، ولم يستمع لشكاواهم العديدة، وتحمل الشعب أزمات عديدة في الخبز والمعيشة والبنزين والكهرباء والسولار والمرور والعنف والبلطجة والانفلات الأمني، حتى بلغ ذلك العنف الذروة في مشاهد لم يتوقعها أحد أبدا، ولا تحدث الإ في الأفلام والأحلام، مثل إلقاء الأولاد من أعلى السطوح، وضعف الشفافية وعدم الوفاء بالوعود حتى بشأن الجنود المقتولين أو المخطوفين في سيناء، كل ذلك فضلا عن عدم الوفاء بالوعود والعهود العديدة. ولم يقرأ الحاكم ومَنْ وراءه، المشهد السياسي والاجتماعي قراءة صحيحة، حتى قالوا عن 30 يونيو زوبعة في فنجان، وأن من ملأ الميادين في تلك الليلة هم قلة قليلة أقل من 200 ألف أو بالمئات، وأنهم لم يتحملوا البقاء في الميادين أكثر من 5 أو 6 ساعات.
ثم جاءت اعتصامات مملكة أو إمارة رابعة العدوية والنهضة وغيرهما، مما شابها بعض أعمال العنف التي تزايدت في الأيام الأخيرة ولم يتحدد مصدرها باليقين، فضلا عن لغة التكفير الغريبة عن أعراف الشعب المصري، التي ينفر منها حتى الذوق السليم ولو لم يكن مسلما. أقول إمارة رابعة العدوية قياسا على الامارات الاسلامية التي قامت يوما ما في أفغانستان والعراق والصومال وحتى سورية، تلك الامارات التي يقيمها بعض من ينعزلون عن المجتمع، ولو عزلة شعورية ويحلمون بالمجتمع الاسلامي، من دون الاعداد السليم للدعوة، وأحيانا يقيمون فيه الحدود حسب ما يفهمونه، وكأن هذه هي الشريعة الاسلامية. ما أسوأ تلك التفسيرات التي تشوه صورة الاسلام، وتنفر الناس من الدعوة الوسطية الجميلة.
الفريق أول السيسي متهم من بعضهم بأنه قاد انقلابا على الشرعية، وأنه خائن وعميل، وقيل في حقه ما قيل ظلما وعدوانا، فأراد أن يشرح في خطابه للشعب العلاقة مع الرئيس المعزول، والنصائح العديدة التي أبداها للرئيس بشأن الأمن القومي. أنا هنا لا أدافع عن الفريق السيسي ولكن تفزعني تلك الاتهامات بلا دليل والاشاعات، خصوصا من جانب الاسلاميين الذين يجب أن يقدروا الكلمة حق قدرها، ‘ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد’. أعتقد أن الفريق أول السيسي لديه معلومات دقيقه عن مخططات عنف أو إرهاب أو تخريب، وهو يدرك من خلال تلك المعلومات أن الوطن يتعرض لأخطار أو مؤامرات داخلية أو خارجية، فسارع في ضوء الوضع الأمني المتردي والتربص القائم والانقسام، والقراءة الخاطئة لثورة 30 يونيو، واعتبار دعمها من قبل القوات المسلحة وحمايتها انقلابا على الشرعية، رغم أن تلك القوات نفسها هي التي حمت ثورة 25 يناير، أو على الأقل لم تفعل ما فعلته أجهزة أخرى أو جيوش أخرى في البلاد التي حولنا. سارع الفريق السيسي في دعوة المصريين للحشد لعدة أمور، أن يرى العالم كله، ومن زعموا أنه انقلاب، دعم وترحيب الشعب المصري بما قامت به القوات المسلحة، وكذلك تفويض تلك القوات مواجهة العنف والارهاب الذي يهدد أمن الوطن وسلامته ووحدته، كما حدث في بلدان أخرى عديدة، منها أفغانستان والعراق والصومال وسورية اليوم، ولا أظن أن هناك في مصر من يريد أن يرى نساءنا وأولادنا يتسولون في شوارع السودان أو غيرها من البلاد المجاورة. جاءت دعوة السيسي للحشد – لاستشعاره كما أعلن من قبل في الكلية الحربية – بأن الأمن القومي المصري في خطر، بسبب الاختلاف بين القوى السياسية وخشيته من تحول الصراع السياسي الى صراع ديني.
أعجبني كذلك في الخطاب ما قاله ‘إحنا ناس بنخاف ربنا واللي بيخاف ربنا لا يخشى شيئا على الاطلاق’، وقوله أيضا ‘ كنا مخلصين وشرفاء ونخشى الله ومن يخشى الله لا يغلبه أحد’. قيم عظيمة أشار إليها الفريق أول السيسي، أرجو أن يتعلمها أو يعمقها الشعب تتمثل في، الخوف من الله وخشيته وحده مع محبته، وعدم الخوف ممن هم دونه على الاطلاق، وتتمثل تلك القيم كذلك في الاخلاص والشرف، وتتمــثل في أن النصــــر من عند الله تعالى، ومن يخشى الله تعالى لا يغلبه أحــــــد أبداً. أنا أشعر بالسعادة بأن الجيش المصري على قلب رجل واحد، وهذا من فضل الله تعالى، ثم من حظ مصـــر، حتى لا نرى ما يسمى بالجيـــــش المصري الحر مثل ســورية، وكأن بقية الجيش عبيد وعملاء وخونة، أو من أصل يهودي، وهــي – للأسف الشديد- تهمه تصل وسبقت الى كل مسؤول كبير آخر، من أجهـــزة إطلاق الاشاعات في المعارضة أو الأجهزة المختصة أو من المراقبين الخـــارجيين، وربما بعضهم يكون يهوديا ممن احتلوا بلادنا ويعرف أن الشعب المصري لا يقبل اليهود الاسرائيليين المعتدين على بلاد العرب والمقدسات.
وصل الحوار بين القوات المسلحة والرئيس المعزول إلى طريق مسدود، خصوصا بعد مهلة الأسبوع ومهلة الثماني والأربعين ساعة للمصالحة المجتمعية، التي لم تتم ولم يقدرها مرسي حق التقدير، ولا يزال التيار الاسلامي في مجمله لا يقدرها حق قدرها، ولا دعوة الانتخابات الرئاسية المبكرة التي كان من الممكن أن تحفظ للوطن آمنه وسلامته ووحدته، وتحفظ للقوى السياسية وحركة تمرد، سلمية الحركة والتنافس السلمي بدلا من الصراع الذي نراه اليوم ويكاد يشمل الجميع بدرجات متفاوتة ويكاد يشل حركة المجتمع.
إن هذا الوطن بحاجة الى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في ضوء دستور خال من المواد المعيبة، التي أصر مرسي ومَنْ وراءه على ضرورة الاستفتاء على الدستور رغم إدراكه أن بالدستور مواد معيبة.
‘ كاتب مصري
ما كنت أظن أن يصل بك الخلاف مع الأخوان الى هذا الحد يا دكتور, الحقيقة أنك بحاجة الى مراجعة طريقة و توقيت طرحك لرأيك الذي لم توفق به أبدا و من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فليقل خيرا أو يصمت حتى لا تكون مشارك في جريمة اسالة الدماء في مصر…
لا حولولا قوة الا بالله , اللهم انا نسألك حسن الختام.
احسنت
حسبنا الله ونعم الوكيل ,ونعم المولى نعم النصير ,اللهم انتقم من الظالمين ومن عاونهم وايداهم وبرر ظلمهم ,اللهم انتقم ممن امداهم بالمال اللهم ارانا فيهم عجائب قدرتك ياالله ياعزيز يا جبار السماوات والارض انتصر للمظلومين يارب فرج كربهم وارحم الشهداء و اشف الجرحى يا الله نصرك الذي وعدت يا رب العلمين ياالله يا الله يالله يالله يا الله ياالله .
الا لعنة الله على الظالمين ,الالعنة الله على المجرمين الاالله على الخائنين , الالعنة الله على المنافقين ,الا لعنة الله على المفسدين ,الالعنة الله على الفاسقين .
لا حول و لا قوة إلا بالله أعجبني تعليق يأم إسراء من لندن
اعتذر لك يا أخ كمال بالنيابة عن تعليقات القراء فنحن شعوب عاطفية أن لم تكن سطحية وأرجوك أن تواصل سبر أغوار الحقيقة واعجب من يطالبونك بعدم قول الحقيقة بحجة أن الظرف والتوقيت غير ملائم وكان لقول الحق أوقات
لاتهتم بهم فانت مثل الكاتب المحترم عبد الوهاب الأفندي
ما سبب تدفق المليارات على مصر بعد 30 يونيو. لماذا لم يدعم مرسي قبل أن يعتزل(يختطف)، بل ما حدث العكس حيث التآمر عليه من فلول النظام البائد و دول البترودولار. حسني مبارك حكم مصر لعقود حيث إنتشر الفساد المالي والسياسي و ازدادت نسبة البطالة والامية والتضخم التجاري، ولم يفعل الجيش شيء تجاه النظام الحاكم في ذالك الوقت حيث إمتلأت السجون بالمعتقلين السياسيين وكل من يطلب بحق مشروع،بل مهمة الجيش كانت حماية الحدود لدولة الاحتلال وهدم الانفاق وغلق المعابر على فلسطين مرات عدة. قبل أن أطرح السؤال التالي أعرف بنفسي أنني لا أنتمي لجماعة الاخوان أو أي حزب آخر أنا مغربي من المهجر وأتأسف على الوضع الحالي في منطقتنا حيث أعتقدت أن النظام الامني القمعي سقط مع سقوط النظامين التونسي والمصري وإجراء انتخابات نزيهة فيهما ولكن تدخل الجيش المصري في السياسة وعملية إغتيال التي وقعت في تونس و ما قالت دولة العالم الحر (أمريكا) أنها لاتريد التدخل في شأن مصر أو تدلي برأيها لو أنه ما حدث في 30 يونيو إنقلاب العسكري إذ عليها إعطاء مجال من الوقت للجيش حتى يتم القضاء على الصف الثاني أنصار الرئيس المنتخب ثم تبارك بعدها العملية وسوريا خير مثال على ما أقول وسؤالي ليش بتحصرون إخواتنا في غزة وتعتقلون جنود حزب الله وحماس أو كل من يقف ضد التوسع الاستيطاني الاسرائيلي حيث مدعومة هي بكل أنواع السلاح والمال من الغرب كافة وتحسين صورتها في الاعلام الغربي والعربي، أما نحن العرب فدورنا القتال ضد بعضنا بعض وفلسطين وسوريا والعراق خير مثال لذالك.
المسلم كيس قطن لا تنطلي عليهالأوهام التي سقتها فكشفت عن الحقيقة التي تدافع عنها للأسف هناك ناس كالأفعى يغير جلده حسب ميل الهواء وها نحن نستقبل المجزرة تلو الأخرى من الرجل الذي يقول بنخاف ربنا !!!
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (الأعراف 175-177، تفسير ابن كثير، مجلد 2، صفحة 268)
عجبا ، ولكن لا عجب فقد أصبحت المداهنة خبزكم اليومي، أصبحت ملكيا أكثر من الملك