بيروت – «القدس العربي» : شهدت بيروت وبعض المناطق اللبنانية احتجاجات غضب في الساعات القليلة الماضية اعتراضاً على إنقطاع التيار الكهربائي بسبب عدم فتح اعتمادات جديدة لشراء الفيول أو بسبب انتظار بواخر في عرض البحر لافراغها في المعامل بسبب العاصفة التي تأثّر بها لبنان منذ ايام ، علماً أن الكهرباء هي التي تسبّبت بحوالى 40 مليار دولار من الدين العام.
ولم تكد منطقة في لبنان لم تخضع للتقنين القاسي في الكهرباء ، ما جعل العديد من المواطنين يعتصمون ويعمدون إلى قطع الطرقات تعبيراً عن رفضهم لهذا الواقع ولافتقاد وسائل التدفئة.وفي هذا الاطار، تمّ تنفيذ اعتصام امام مبنى مؤسسة كهرباء لبنان في مار مخايل ، وإعتصم اهالي الطريق الجديدة امام فرع مؤسّسة الكهرباء في منطقة الدنا بالتزامن مع قطع الطريق عند تقاطع المدينة الرياضية.ونفّذ محتجون اعتصامات امام مداخل شركة الكهرباء في كل من صيدا والنبطية وطرابلس.
وفي عاليه إعتصم الاهالي وناشطون امام شركة كهرباء عاليه بعدما وصل التقنين إلى حدود 18 ساعة، ورفع المعتصمون شعار «لما بتنقطع الكهرباء ما تولّع شمعة ولّع ثورة». ولم يختلف الامر في حلبا – عكار، حيث انتشرت دعوات للاعتصام أمام شركة الكهرباء، كما توجّه غاضبون من بعلبك إلى مبنى مؤسسة الكهرباء في دورس، ومبنى المالية الإقليمية في المحافظة، وأقفلوا الباب الخارجي للمبنى، مردّدين شعارات مندّدة بسلطة المال.
وما ساهم في توسيع حالة الاحتجاج هو التقارير بأن الكهرباء لن تتحسّن قبل يوم الثلاثاء المقبل في انتظار إفراغ حمولة البواخر من الوقود. وقبل استفحال الاعتراضات، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انه بناءً على توجيهات وزيرة الطاقة ندى البستاني، وبفعل الجهود التي بذلها موظفو معمل دير عمار ومنشآت النفط، تمّ عند حوالي الثامنة من مساء الخميس، ربط باخرة الغاز أويل بمربط منشآت النفط، وباشرت تفريغ حمولتها في خزانات المعمل، وبالتالي باشر فنيو المعمل برفع طاقته الانتاجية تدريجياً وصولاً إلى وضع طاقته القصوى على الشبكة، ومع استكمال إعادة وضع مجموعات الإنتاج التي انفصلت عن الشبكة بسبب العاصفة، من المتوقع ان تعود التغذية الكهربائية إلى ما كانت عليه بدءاً من منتصف ليل الخميس/الجمعة.
ناشطون هتفوا «لما بتنقطع الكهرباء ما تولّع شمعة ولّع ثورة»
وأشار البيان إلى أن «مؤسسة الكهرباء ستعمد إلى إطلاع المواطنين عبر بيانات لاحقة على أي مستجدات تتعلق بالتغذية الكهربائية، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتأثيرها على سير العمل في المؤسسة».
وكانت الخشية إنتشرت من أن يؤدي الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي إلى إحجام اصحاب المولّدات في الاحياء والقرى عن الاستمرار بتزويد الكهرباء إلى المنازل بفعل الكلفة العالية التي ستترتّب عليهم نتيجة استعمال مادة المازوت من جهة ونتيجة سعر صرف الدولار من جهة أخرى. إلا أن عدداً من أصحاب المولدات أعلن عن الاستمرار في تزويد هذه الخدمة للمواطنين مهما كان الثمن.
وكانت قيادة الجيش أوضحت في بيان ظروف الاشكال الذي حصل مع مواطنين في البداوي في طرابلس، ولفتت في بيان إلى «أن عدداً من الشبان أقدموا على قطع الطريق العام في منطقة البداوي بواسطة الحجارة الاسمنتية، وعلى الفور تدخلت الوحدات المنتشرة في المنطقة لفتح الطريق، فأقدم هؤلاء على رشق عناصر الجيش بالحجارة وقنابل المولوتوف، ما أدى إلى إصابة 14 عسكرياً بجروح مختلفة، وقد تمّ توقيف 8 أشخاص لارتكابهم أعمال شغب والتسّبب بإصابة العسكريين أثناء قطع الطرقات في المحلة».
على صعيد آخر، وقع إشكال أمام بلدية بيروت عندما وصلت مجموعة من المنتفضين وأطلقت هتافات ضد رئيس البلدية والمحافظ مطالبة برحيلهما بسبب الفساد والتلزيمات بالتراضي، ما إضطر مجموعة أخرى من أبناء بيروت إلى رشقهم بقناني المياه وإتهامهم بأنهم ليسوا من بيروت، وعملت عناصر قوى الأمن الداخلي على الفصل بين المتظاهرين .وتمّ قطع السير عند تقاطع جريدة «النهار» وسط بيروت وتحويله إلى الطرق الفرعية. إلى ذلك، نفّذت مجموعة شبان وقفات احتجاجية أمام محلات صيرفة في شارع الحمرا .وهتف المحتجون بشعارات منها: «ليرتنا هي الخيار لا يورو ولا دولار».
وتأتي هذه الوقفات الاحتجاجية في وقت وصل فيه سعر صرف الدولار إلى حوالي 2400 ليرة لبنانية. وأمام مبنى ديوان المحاسبة في بيروت نُفّذ ايضاً اعتصام احتجاجاً على عدم توقيع العقد بين وزارة الاتصالات واوجيرو وللمطالبة بتمرير العقود الجديدة بين شركتي الخليوي بمناقصات شفافة بعيداً من المحاصصة.