نيودلهي: وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى نيودلهي، الثلاثاء، في زيارة قد يخيم عليها التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في المطار في استقبال ولي العهد السعودي الذي يرغب في إقناع الهند، أسرع الاقتصادات الكبيرة نمواً، باستهلاك المزيد من النفط السعودي.
وصل بن سلمان إلى نيودلهي بعد زيارة استمرت يومين إلى باكستان التي يتصاعد التوتر بينها وبين خصمها الهند بسبب هجوم انتحاري في كشمير، الخميس الماضي، أسفر عن مقتل 40 على الأقل من عناصر الأمن الهندية.
وأعلن تنظيم “جيش محمد” المتمركز في باكستان مسؤوليته عن الهجوم، ما أثار دعوات في الهند إلى الرد بشكل حاسم.
ومن المتوقع أن يكون هذا التوتر بين الجارتين النوويتين، والذي يتسبب في تزايد القلق الدولي، ضمن أجندة محادثات بن سلمان مع مودي، الأربعاء.
والإثنين، صرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير “هدفنا يتمثل بمحاولة خفض تصعيد التوتر بين البلدين الجارين والبحث عن مسار لحل هذه الخلافات سلميا”.
وعرض رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الثلاثاء، إجراء تحقيق في الهجوم في حال اثبتت الهند تورط إسلام أباد فيه، ولكنه توعد بأن ترد بلاده في حال تعرضها لهجوم.
ورفضت الهند تصريحات خان وطالبت اسلام اباد بالقيام بتحرك “موثوق وواضح” بشأن التفجير الانتحاري.
وقبل هجوم الخميس كان النفط وغيره من قرارات الاستثمار هي المهيمنة على أجندة زيارة ولي العهد السعودي.
وحاليا، تزود السعودية الهند بنحو 20% من احتياجاتها من النفط الخام وترغب في استبعاد خصمها اللدود إيران كمصدر نفط للهند.
وفي مرحلة من المراحل، تجاوزت إيران السعودية العام الماضي في كميات النفط التي تحصل عليها الهند من المصدرين، إلا أن إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران يلحق بقطاع النفط الإيراني أضرارا كبيرة.
كما سعى مودي في السنوات الأخيرة الى استقطاب الاستثمارات السعودية لمشاريع البنى التحتية الرئيسية.
وقال كبير تانيجا الباحث في مؤسسة “اوبزيرفر ريسيرتش فاونديشن” في نيودلهي “أعتقد أنه رغم هذا الهجوم، ستبقى العلاقات الاقتصادية المفيدة للبلدين، نقطة التركيز في الاجتماعات”.
وأضاف أن “الهند والسعودية تعرفان ما تريدان من بعضهما البعض: فالهند ترغب في أن يكون لها تأثير على أسعار النفط، بينما السعودية، التي تحاول تنويع اقتصادها، تتطلع إلى الدخول إلى السوق الهندية الواعدة”.
وتابع تانيجا إن الهند ستستهدف “دعم السعودية غير المشروط لباكستان”.
ويقوم ولي العهد السعودي بجولة تشمل ثلاث دول آسيوية فيما تسعى بلاده إلى إصلاح سمعتها بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول نهاية العام الماضي.
ومن المقرر أن يغادر بن سلمان الهند في وقت متأخر من الأربعاء الى الصين في زيارة تستغرق يومين.
وذكر محللون أن الجولة هي جزء من محاولة تقرب من آسيا التي تعتبر سوقاً متزايداً للنفط، ورسالة إلى الغرب حيث يواجه ولي العهد انتقادات حادة بسبب قضية خاشقجي.
(أ ف ب)