القاهرة ـ «القدس العربي»: هرم أبو الغيط ومن قبله هرم عمرو موسى، وهرمت كذلك كثير من الوجوه التي ظلت متعاقبة في آلة صنع القرار في عالمنا العربي، حتى من ظهروا لاحقا ساروا على المنوال نفسه، بل هرول المزيد منهم نحو طلب الرضا من المحتل الغاصب لأحد أشرف بقاع الأرض، بينما ما زال الشعب الأبي في القدس والضفة والقطاع وسائر البلدات المناضلة، مصرا على رفع الحرج عن كل مواطن عربي ومسلم، مكتفيا بفائض دمه الذي يروي شجرة الحرية، التي ما زالت تنبت فوق جسد عربي يقاوم الموت.. هي لحظة فاصلة تلك التي تمر بها القضية الفلسطينية الآن، فبينما يواجه الشعب المحتل حربا بلا هوادة في غياب، أي دعم من أي نوع، تبقى العواصم العربية وكذلك الإسلامية غير راغبة، سوى في استهلاك الكلام القديم نفسه، الذي توارثته الأجيال المتعاقبة.
وفي صحف أمس الثلاثاء 7 مارس/آذار ظل الهم الاقتصادي فارضا نفسه بقوة رغم سعي عدد من الكتاب تسويق الأمل، وسط أغلبية باتت مقتنعة بأن المستقبل يحمل لها مزيدا من المتاعب.. ومن أبرز التصريحات الوزارية: أكدت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، أن الحكومة لا تتدخل في الرواتب والحسابات الشخصية للمصريين المقيمين في الداخل أو في الخارج. وشددت وزيرة الهجرة، في تصريحات صحافية، على أنه لا توجد نية لاستقطاع جزء من رواتبهم أو من تحويلاتهم الشخصية التي هي ملك لهم، مضيفة أن الدولة المصرية تدعم بقوة أبناءها في الخارج، وتحرص على حماية وحفظ حقوقهم وحل مشاكلهم. وأضافت السفيرة سها جندي أن وزارة الهجرة تتواصل مع مختلف الجاليات المصرية في كل أنحاء العالم وتستمع إلى مقترحاتهم ومتطلباتهم، وتقدم لهم البرامج التي تصب في مصلحتهم، وتعمل جاهدة على ربطهم بوطنهم وتشجيعهم وتحفيزهم وإشراكهم في مسيرة التنمية الجارية في البلاد. ومن الحملات الأمنية: قامت الجهات المختصة، بتحرير 2400 مخالفة لقائدي السيارات، لعدم الالتزام بتركيب الملصق الإلكتروني، خلال 24 ساعة، على مستوى الجمهورية. ومنحت وزارة الداخلية، مالكي المركبات مهلة لتركيب الملصق الإلكتروني، وناشدتهم بسرعة التوجه لوحدات المرور التابعين لها، لتركيب الملصق، ومدت الوزارة ساعات العمل داخل وحدات المرور لمساعدة المواطنين. ومن أخبار المحاكم: عاقبت محكمة جنح الجيزة، طبيب أسنان معروفا بالحبس عامين وغرامة 20 ألف جنيه، بتهمة الإهمال الطبي الجسيم الذي تسبب في حدوث عاهة مستديمة لإحدى السيدات، وكشفت أقوال الشاكية عن “أنها ذهبت للطبيب على أمل أن تحصل على ما بات يعرف بابتسامة هوليوود، وخرجت بلا أسنان نهائيا مع غرغرينا في الفك وتآكل في عظام الفك وامتداد التآكل إلى الجيوب الأنفية، بعدما انخدعت بلقاءات الطبيب في البرامج الطبية في القنوات الفضائية، وذهبت لعمل تبييض للأسنان السفلى وتجميل لأسنان الفك العلوي مع زراعة ضرسين”. وكشفت المحكمة عن أن المتهم أصر على أنه يجب عمل أسنان الابتسامة كلها، 8 علوية و8 سفلية كعادته مع ضحاياه، وتبين أن الضحية دفعت 750 ألف جنيه أملا في ابتسامة ساحرة لكنها انتهت لمأساة.
الطبع يغلب التطبع
عهدنا من الإسرائيليين، حكاما ومحكومين، التنصل من الاتفاقات، والمضي قدما في تنفيذ أجندة تحكمها عقيدة دائمة عنوانها: محو كل فلسطيني من الوجود. تابع طلعت إسماعيل في “الشروق”: حالة التفاؤل التي أحاطت بلقاء العقبة الأمني الذي حضره مسؤولون من الولايات المتحدة والأردن ومصر، تبخرت على وقع اقتحام مئات المستوطنيين الإسرائيليين لبلدة حوارة التابعة لمحافظة نابلس في الضفة الغربية، بتحريض وزراء في الحكومة الإسرائيلية، قبل أن يقتلوا فلسطينيا ويصيبوا المئات في اعتداء وحشي تخلله إشعال النيران في عشرات المنازل والسيارات المملوكة لفلسطينيين. إحراق حوارة بنيران الحقد الإسرائيلي تم بعلم مسبق من جيش الاحتلال، وفقا لصحيفة «يسرائيل هيوم» التي قالت إن جهاز الأمن فشل في منع الهجوم، في الوقت الذي كان واضحا فيه أن المستوطنين يجهزون لاعتداءات واسعة في حوارة، انتقاما لمقتل مستوطنين اثنين، وسط حملة تحريض على «السوشيال ميديا»، حيث كتب دافيد بن تسيون، أحد غلاة المستوطنيين على «تويتر» إنه «يجب محو قرية حوارة اليوم»، وهي التغريدة التي حظيت بإعجاب من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سيموتريتش وزميله المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي. وعلى الرغم من تراجعه، تحت ضغوط أوروبية وأمريكية، عن تصريحات دعا فيها إلى محو حوارة من الوجود، معتبرا أنها «زلة لسان» رفض سيموتريتش، اعتبار ما حدث من المستوطنين واقتحامهم حوارة وإضرامهم النار في منازل وسيارات الفلسطينيين «إرهابا»، وقال إن حديثه عن ضرورة قيام دولة إسرائيل بمحو حوارة خرج وسط «جيشان المشاعر»، فهل هو حقا مجرد جيشان مشاعر؟ لعل التاريخ الدموي الإسرائيلي خير مكذب. ولأن الإرهاب الصهيوني صناعة رسمية إسرائيلية، كان طبيعيا أن تطلق الأجهزة الأمنية سراح عشرة مستوطنين جرى توقيفهم من بين 300 مستوطن شاركوا في إحراق حوارة، حيث زعمت الشرطة الإسرائيلية أنها لم تعثر على أدلة تدين المستوطنين، متجاهلة البيوت والسيارات المحترقة وما وثقته الكاميرات، بل إن الوزير المتطرف بن غفير هاجم بشده إصدار وزير الدفاع أمرا باعتقال مستوطنيين اثنين إداريا، واتهمه بالمساس «بالروح المعنوية للمناضلين المدافعين عن إسرائيل».
لا أحد ينصفهم
جريمة إحراق حوارة، تلقي ظلالها الآن، كما أشار طلعت إسماعيل على مصير اجتماع أمني ثان للفلسطينيين والإسرائيليين مقرر عقده في شرم الشيخ خلال شهر مارس/آذار الجاري، خاصة أن الإسرائيليين ضربوا عرض الحائط بمخرجات لقاء العقبة، فلا وقف للتصعيد في الأراضي المحتلة ولا تجميد للاستيطان، لأن «ما تم في الأردن سيبقى في الأردن» حسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تتمسك حكومته ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، واقتحام البلدات الفلسطينية. حسب تصريحات لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، الذي ترأس الوفد الفلسطيني في لقاء العقبة، فإن الحضور الفلسطيني للاجتماع الثاني في شرم الشيخ ليس مضمونا، مطالبا الأمريكيين بإجراءات ضد إسرائيل قبل «أن يذهب الفلسطينيون إلى شرم الشيخ». وقال إنه قدم للإسرائيليين قائمة من 13 إجراء أحادي الجانب طالبت السلطة الفلسطينية بوقفها، مثل شرعنة الاستيطان، وعنف المستوطنين والانتهاكات للوضع الراهن في الحرم القدسي. المسؤول الفلسطيني الذي قال إن القيادة الفلسطينية لا تثق بإسرائيل نهائيا، لم يوضح ما إذا كان يثق في الأمريكيين الذين ينخرطون الآن في المفاوضات بشكل مباشر، ليس حبا في الفلسطينيين، ولكن خشية الفوضى التي يمكن أن تتولد عن استمرار التصعيد الإسرائيلي، واستمرار شرعنة الاستيطان والتحريض على قتل الفلسطينيين برصاص المستوطنين في حوارة وغيرها برعاية حكومية. الواقع دائما ما يكذب التمنيات، ويجلي الأوهام، فلا إسرائيل تريد وقفا للتصعيد، ولا واشنطن تسعى لإنصاف الفلسطينيين، ولكنها حلقة مفرغة سيدور فيها الفلسطينيون في ظل «السلام الإبراهيمي» المزعوم.
التخلي عنها خيانة
كارثة حقيقية تتعرض لها الدولة الفلسطينية، فما تفعله إسرائيل من وجهة نظر الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد”، “برطعة” حقيقية في المنطقة، عندما يتم التصويت في الكنيست بالإجماع على ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني، ومن قبله قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، فهذا معناه، تكريس سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا معناه أيضا القضاء تماما على فلسطين. الذي يحدث هو أن الأراضي الفلسطينية تضيع على مسمع ومرأى من القيادات الفلسطينية والدول العربية، وكل ما يملكونه هو الشجب والإدانة والاستنكار، وهذه السياسة العقيمة لا تجدي ولا تنفع في مثل هذه الأمور.. ولا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة بشأن هذا الموقف المعوج.. نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية وراء كل هذه “البرطعة” الإسرائيلية في المنطقة، ونعلم أن القرار الإسرائيلي نابع من الإدارة الأمريكية، وهذا مربط الفرس، لا بد من موقف عربي موحد في هذا الصدد يرد ويحسم الأمور ويمنع ضياع الأرض الفلسطينية. مصر من قبل تبنت القرار العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكعادتها تعمل بكل ما أوتيت من قوة للضغط على الولايات المتحدة، لوقف الجرائم الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، ولكن ماذا فعل الأشقاء العرب في هذا الشأن سوى الشجب والإدانة والاستنكار، وهي كما قلت سياسة مرفوضة جملة وتفصيلا.. والدول العربية لديها القدرة بأموالها الكثيرة واستثماراتها الواسعة في الولايات المتحدة أن تضغط على واشنطن، من أجل ردع الكيان الصهيونى.
آن الأوان
واصل الدكتور وجدي زين الدين تحذيره من المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، والشعب الذي يتعرض لحرب بربرية شبه يومية من قبل قطعان المستوطين، بدعم الحكومة الإسرائيلية وأعرب الكاتب عن أمله في أن يكون لكل الأشقاء العرب دور فاعل في هذا الشأن. يحضرني في هذا المقام الدور البطولي الذي قام به الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز الذي اتخذ قرارا حكيما خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول عندما ضغط بسلاح البترول، مما كان له أعظم الأثر خلال الحرب مع العدو الصهيوني. نحن الآن في حاجة شديدة وحاسمة لأن تكون هناك وسائل ضغط فاعلة على أمريكا وإسرائيل، ومن نعم الله أن الدول العربية لديها وسائل كثيرة للاستخدام في هذا الشأن، لكن لا يتم تفعيلها، ما يطرح علامات استفهام كثيرة؟ لقد آن الأوان للأمة العربية أن تفيق من غفوتها التي طالت، بدلا من الاستيقاظ وقد ضاعت فلسطين، كما حدث في الأندلس قديما.
قدوة لليائسين
ما زال “فخر العرب” يحصد الثناء وبين من أشادوا به محمد البهنساوي في “الأخبار”: لمن ضاقت به الدنيا، لمن عاندته الظروف، لمن أصيب بيأس من ظلم تعرض له، أو شاهد من هو دونه يرتقي على كتفيه، ولمن شعر بقرب حلمه وفجأة يتسرب من بين يديه، لمن عركته الدنيا وحاولت فرمه بين عجلاتها التي لا تتوقف، لمن سقط مرة خلال رحلته واعتقد أنها نهاية المطاف، لمن هاجمه سفيه بسبب ودون سبب، لكل هؤلاء أناشدهم التوقف لحظة تأمل أمام الأسطورة العالمية، فخر مصر والعرب، محمد صلاح، عندها سيدركون أنهم الجناة وهم أنفسهم الضحية. صلاح الذي لم يكتف بالوصول للقمة ساعيا لمزيد من النجاح والتميز ليذهب بقمته لمكان يصعب على غيره بلوغه، لم يكن كل هذا اعتباطا أو مصادفة، لكنه الحلم والإصرار والعمل على تحقيقه مهما كانت الظروف معاكسة، الحلم الذي بدأ يراوده منذ نعومة أظفاره أن يصبح فقط لاعب كرة محليا، لكن بدأ حلمه يكبر معه، وكان وجوده في قرية صغيرة في محافظة الغربية كفيل بأن يغتال حلمه في مهده، لكنه صبر وثابر وبدأ المشوار، تحمل في تلك السن المبكرة مشقة ومعاناة الخروج يوميا من منزله السادسة صباحا والسفر للقاهرة، والعودة العاشرة مساء متنقلا بين عدة مواصلات، أو يضطر للمبيت خلسة على كرتون أسفل مدرجات النادي، مكتفيا من مطاعم القاهرة بالكشري توفيرا للنفقات، وبعد تألقه مع نادي “المقاولون” واقتراب حلمه كثيرا في الالتحاق بالزمالك ليجد نفسه مرفوضا من القلعة البيضاء، كان هذا أيضا كفيلا بقتل حلمه من جديد، والاكتفاء بالجبل الأصفر، لكنه ليس هذا المستسلم، فحمل رحاله إلى أوروبا بادئا مع بازل السويسري، متحملا صعوبة الحياة هناك، ثم تشيلسي الإنكليزي، حيث لم تكن تجربة ناجحة، ولأنه لا يعرف اليأس، وبالإصرار والثقة بالله والنفس، غادر الدوري الإنكليزى إلى إيطاليا ليعود منها ملكا متوجا من جديد على عرش الكرة الإنكليزية. لم يلعن صلاح يوما الظروف، ولم تخلق داخله أي غصة على وطنه وقريته وأهله وناسه، بل العكس تماما، حمل للجميع كل الخير في نفسه الصافية الهادئة، لنجد أياديه البيضاء تمتد بأعمال الخير بأرقام فلكية من القاهرة للغربية والدلتا وغيرها، هذا ما نعرفه فما بالنا بما هو مستتر.
غيوم وفدية
يشهد حزب الوفد اعتصاما شارك فيه عدد من الأعضاء، وبدوره كشف المهندس ياسر قورة القيادي السابق في حزب الوفد، في تصريح لـ”فيتو”، أن الاعتصام سلمي، لافتا إلى أن أنه لا أحد يقتحم بيته والوفديون لهم مطالب شرعية. وأوضح قورة أن الوضع السياسي والأداء المالي في حاجة إلى وقفة، والمطلب الأساسي هو إقالة الدكتور عبد السند يمامة من رئاسة الحزب، لافتا إلى أن الأداء الحزبي لا يليق بحزب الوفد. وترجع أحداث حزب الوفد الساخنة منذ تولي الدكتور عبد السند يمامة رئاسة الحزب، وما تلاها من قرارات أدت إلى تفاقم الأحداث وراء بعضها. وكان القرار الأول الذي أشعل النيران داخل بيت الأمة هو فصل فيصل الجمال أمين الصندوق الأسبق من الحزب، ومنعه من الدخول وكانت هذه هي بداية الشرارة داخل حزب الوفد، خاصة أن فيصل الجمال كان من الداعمين بدرجة كبيرة ليمامة في انتخابات رئاسة الحزب السابقة، في مواجهة المستشار بهاء أبو شقة. ويتزعم حاليا فيصل الجمال المعتصمين داخل حزب الوفد، وهو من أوئل المطالبين بإقالة الدكتور عبد السند يمامة من رئاسة الحزب مؤكدا أنه معتصم داخل مقر الوفد، حتى إقالة الدكتور عبد السند يمامة. وحصل فيصل الجمال خلال الفترة الماضية على حكم قضائي بالعودة إلى حزب الوفد وغرامة مالية له من الحزب بعد قرار فصله من قبل رئيس الحزب وينضم أيضا الدكتور ياسر قورة، الذي كان داعما أيضا للدكتور عبدالسند يمامة في الانتخابات السابقة في مواجهة منافسه المستشار بهاء أبو شقة.
وزير متفائل
ذهب أسامة سرايا الكاتب في “الأهرام”، للقاء وزير الزراعة بقلب يرتجف لكنه عاد مطمئنا على ما يبدو: “دبرنا يا وزير”، عنوان شهير للكاتب الصحافى صلاح حافظ كان في ذهني وأنا أحاور السيد القصير وزير الزراعة، الذي ذهبت إليه وفي ذهني أن أسأله: متى تبدأ مصر نهضة زراعية؟ فبادرني: في مصر نهضة زراعية غير مسبوقة، والفلاحون المصريون مواكبون عصرهم، وسوف يتفوقون في عالم الإنتاج. القمح يا سيادة الوزير: هل سوف نستغني عن استيراده؟ أجاب: نحن نعمل على تحقيق أفكار جديدة، وهي الأمن الغذائي، حتى لا نفقد المزايا النسبية، أو ما نسميه الاعتماد المتبادل، ونحن نزرع 3.5 مليون فدان، كما أن الأمن الغذائي النسبي نحن نحققه بجدارة، وهذا لا يعني الاكتفاء الذاتي، ولكن يعنى الإتاحة.. مصر تستهلك 18 مليون طن قمح لإنتاج الخبز ومشتقاته، ونحن وفرنا للفلاح هذا العام 75% من البذور المعتمدة (القمح المحسن)، والعام المقبل ترتفع إلى 100%، ما يجعل إنتاجنا الحالي يتزايد بنسبة أكثر من 30%، حيث تزيد إنتاجية الفدان، هذا بجانب الحقول الإرشادية التي وصلت إلى 3 آلاف حقل توفر الدعم الفني لكل الريفيين، والمنتجين للقمح، وإذا أردنا تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح يجب أن نزرع أرض مصر كلها (9.7 مليون فدان مقسمة كالتالي: 7.5 مليون فدان، 50% فيها محاصيل استراتيجية (قمح، وذرة، وفول)، ومليونا فدان زراعات دائمة (نخيل) نصدر منها 5.6 مليون طن، ومنتجات طازجة 3.3 مليار دولار، أي أن صادراتنا الزراعية 4.2 مليار دولار، والمصنع منها وصل إلى 5.7 مليار دولار. كما أننا نعيش – يقول القصير- في عالم متداخل، ولكن دعني أصف لك الحال في بداية الأزمة الروسية – الاوكرانية، ونقص القمح في العالم، كانت مصر تتمتع بميزة نسبية (حصة وازنة من إنتاجنا)، وقدرة فائقة على التخزين (بعد مشروع الفول) في الصوامع، والسعات التخزينية التي رفعت طاقة التخزين إلى 5.3 مليون طن، والتخزين الحديث عبر الصوامع يوفر فاقدا يصل إلى 20%، كما يصل إلى المستهلك فائق الجودة، إذن نحن أمام مشروع يدار بأسلوب علمي.
1000أمل
نشر الزميل أشرف أمين تحقيقا متميزا عن العملية رقم 1000 (زرع كبد) في الصفحة الثالثة في “الأهرام”، وأشاد به عبد المحسن سلامة في “الأهرام”، حيث نجح فريق العمل في كلية طب المنصورة في إجرائها خلال الفترة الماضية، ما جعل مركز جراحة الجهاز الهضمي في جامعة المنصورة يسجل اسمه بأحرف من نور، ضمن أهم المراكز الطبية الإقليمية، والدولية. كلية طب المنصورة حفرت اسمها ضمن القلاع الطبية المتميزة في مصر، والعالم العربي، ونجحت في إقامة العديد من المراكز الطبية المتميزة التي استطاعت أن تكون ضمن أرقى المراكز العالمية. كانت البداية في مركز علاج أمراض الكلى وجراحة المسالك البولية، الذي أسسه العالم الجليل الدكتور محمد غنيم، والذي أصبح من أكبر المراكز الطبية، والعلمية في الشرق الأوسط. الآن يبرز نجم مركز جراحة الجهاز الهضمي بعد أن نجح في إجراء العملية رقم 1000 لزرع الكبد من متبرع حي. بدأ المشروع على يد الراحل الدكتور فاروق عزت عام 2004 لتبدأ رحلة طويلة، ومثيرة أبطالها أصحاب المعاطف البيضاء من الأطباء، وفريق العمل من المساعدين والتمريض. في الشهر الماضي كانت الحاجة حميدة هي البطلة رقم 1000 التي أجرت جراحة زرع الكبد بعد أن تبرعت لها ابنتها سارة بفص من كبدها، في ملحمة طبية وإنسانية رائعة. في يونيو/حزيران المقبل من المقرر افتتاح مركز جديد إضافي بتكلفة 500 مليون جنيه، ما يسهم في مضاعفة إجراء عمليات الزرع إلى 4 عمليات أسبوعيا بدلا من 2 حاليا، ما يتيح القضاء على قوائم الانتظار تماما. نتيجة السمعة الطيبة، والأداء المتميز، فإن المركز قام بإجراء أكثر من 60 حالة زرع كبد لمرضى عرب، وأفارقة، لتظل المنصورة قلعة الطب في مصر، والعالم العربي.
قاب قوسين
جاء رجل إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يسأله: “متى الساعة؟”، لم يوبخه الرسول لأنه سؤال عقيم لا فائدة منه، ولم يعنفه، ولم يقل له إن هذا السؤال لا يفيدك شيئا، وإنه ضمن الغيب المحجوب عني وعن جميع الرسل. ولكنه وفق ما أشار إليه الدكتور ناجح إبراهيم في “الوطن” صرفه عن السؤال الذي لا يفيد إلى ما يفيده وينفعه، بالتفاتة دعوية رائعة تعلمه الأنفع والأجدر بالمعرفة، فقال للرجل: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»، فهذه علامة عامة تربي الرجل والأمة كلها على حفظ الأمانات والعهود بكل أنواعها. هذه هي عبقرية النبي الكريم الدعوية التي ينبغي أن يتعلم منها الدعاة كيف يصرف المدعو من الجدال العقيم، والمسائل التي ينبغي على المدعوين ترك الخوض فيها، ولكن برفق جميل والتفاتة رائعة وحكمة بالغة. ويكرر الرسول، صلى الله عليه وسلم، هذه اللفتة الرائعة مع رجل آخر سأله السؤال نفسه: «متى الساعة؟»، فكرر معه الالتفاتة الدعوية الرائعة، ولكن بطريقة أخرى مفيدة ورائعة، فسأله: «وما أعددت للساعة؟»، قال الرجل الخلوق المتواضع: «والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام، ولكن حبَّ الله ورسوله». وكأنه يقول بضاعتي قليلة من صيام النوافل وقيام الليل ونوافل العبادات، ولكني أعددت قلبا نابضا بحب الله ورسوله، فإذا بالرسول يطرب لقلب هذا الصحابى المحب، فيهتف فيه وفي أمته كلها والمحبين جميعا: «أنت مع من أحببت يوم القيامة»، فإذا بالرجل يتهلل فرحا بهذا القرار الرائع والفوز العظيم لمحبي الله ورسوله. وإذا بالصحابة الذين سمعوا هذا الوسام يفرحون فرحا ما بعده فرح، حتى إن سيدنا أنس بن مالك، راوي هذا الحديث، وأحد محبي الرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول تعليقا على هذا القرار النبوي: «فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من فرحنا بقوله أنت مع من أحببت يوم القيامة».
عباقرة الدعوة
من عبقرية سيدنا أنس الدعوية أنه كان يدعو ليل نهار كما أخبرنا الدكتور ناجح إبراهيم: «اللهم إنى أحبك وأحب رسولك وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم». عباقرة في الدعوة إلى الله اجتمعوا معا بالنبي الكريم، الصحابي الذي سأل السؤال، وأنس بن مالك، خادم رسول الله الذي شهد الواقعة، أنس بن مالك ذلك الغلام لم يكن مجرد خادم بسيط للنبي الكريم، بل كان عبقريا في الدعوة إلى الله وفهم الدين، تشرب ذلك من معين النبوة الصافي الذي لا كدر فيه ولا جفاء. خدم الأنبياء عادة ما يكونون من كبار الأولياء والأصفياء، فالله لا يختار النبي حسب، بل يختار له زوجاته ووزراءه وحوارييه وخدمه. من عبقرية سيدنا أنس بن مالك الدعوية أنه رفض أن يحدث الحجاج بن يوسف الثقفي – وكان جبارا في الأرض – بحديث العرنيين، وكانوا مرضى فائتمنهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، ليعيشوا إلى جوار إبل الصدقة ويشربوا من ألبانها حتى تتحسن صحتهم بعد إصابتهم بالحمى، فلما دبت العافية في أبدانهم وزال المرض عنهم قتلوا حارس إبل الصدقة وسرقوا الإبل، فتم القبض عليهم، وقطع رسول الله أيديهم وأرجلهم من خلاف لأنهم مفسدون في الأرض. خاف أنس أن يحدث الحجاج بهذا الحديث حتى لا يتخذه الحجاج تكئة لقتل الناس بالإثم وأخذ الناس بالشبهات وسفك دماء الأبرياء، إنه يعلم أين يضع علمه وفقهه، فلا يضع عناقيد اللآلى في أعناق الخنازير كما يقول المسيح، عليه السلام.
لأنها ضعيفة
وجدت وزيرة التضامن الاجتماعي التي تعرضت لهجوم برلماني مؤخرا من يدافع عنها.. منى ثابت في “المشهد”: الدور على وزيرة التضامن الدكتورة نيفين القباح، مجلس نوابنا انشغل وانفعل وسن أسنانه عليها في جلسة مٌدهشة.. ناح فيها على جوعى تكافل وكرامة، وختمها بإقرار إعفاءات ضريبية للشبعى. نوابنا استشاطوا من وزيرة متميزة العلم والخبرة، تغزل برجل حمار مسحول، تدير وزارة كوارث إنسانية وكوارث سوء تربية وتعليم.. تسلمتها من الدكتورة غادة والي العظيمة، لكونهما متماثلتان في قوة إدارة الوزارة الوحيدة المطالبة بالعدل والرحمة لـ120 مليون مواطن. أدهشتني حيثيات حدة هجوم نائبين عليها مؤخرا، أولهما ندد بضآلة ما تدفعه لمستحقي برنامج تكافل وكرامة شهريا – 450 جنيها للأسرة- مقارنة بسعر الكندوز قال النائب: ” أين الكرامة والتكافل وكيلو اللحم بـ 300 جنيه، يعني المعاش قيمته كيلو وربع “- فكرني بالثورة الفرنسية – مطالبا بتغيير وزاري أيده زميل نائب، مطالبا بمساءلتها عن شطب آلاف متقدمين لبرنامج التكافل، وبطء إجراءات تسجيلهم وتعضيدا لهما، أضاف نائب ثالث اتهاما بتعسف موظفي وزارتها مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مفهوم أن الأكثر إزعاجا -لأغلب- نوابنا المنتخبين، هي أوجاع المعدمين، إلا من بطاقة رقم قومي، لكن من فرط حماس شحن الهجوم عليها “وأفلت منهم” التلميح بإهمال ذوى الهمم، لأننا رأيناهم أخيرا.. أطلوا على الحياة وضياؤهم ساطع.
كيلو لحمه لا غير
بثبات أعلنت الوزيرة الحقائق التي غفل عنها مهاجموها، وأيضا مستمعوهم الكرام وفق ما أشارت إليه منى ثابت، أجابت “القباج” في الجلسة نفسها: 40 مليون مواطن ملأوا استمارات طلب تكافل وكرامة على الموقع تخضع بياناتهم لمراجعة وتحقيق جهات في الرقابة الإدارية، ويتم تفضيل الأكثر فقرا بعد الفحص.. هذا العام تضاعف عدد المستفيدين مليون أسرة، وارتفعت الموازنة إلى 25 مليار جنيه.. وما يُصرف لهم هو مساعدة وليس معاشا، يضاف إلى دعمهم بخدمات اجتماعية (تأمين صحي وتعليم مجاني وتموين) تعادل ألف جنيه.. وختمت الوزيرة “أنتم الذين توافقون على ميزانية التكافل، لو أردتم التوسع زودوها”. لم يعلق أحد لأن باقي الجلسة كان مخصصا لتصويت “موافقون” على تيسيرات استيراد سيارات المصريين في الخارج، وعلى إعفاء ضريبي للمكونات المستوردة لإنتاج المحمول محليا، أنشأت الوزيرة قاعدة بيانات ومجموعات بحث، لفرز طلبات تكافل وكرامة.. فمنعت تكرار استباحة عشرات آلاف قادرين لبطاقات التموين.. وصل الدعم لمستحقيه، وغضب نواب أهملوا تقصي الحقائق، وقراء السيرة الذاتية للوزيرة كثيرون وأنا منهم، أخذنا على وزيرة التضامن عدم حماية الطفل شنوده، وإقرار سلخه من هويته ونزعه من كفالة أبوين لم يعرف سواهما يوما.. لكن ثقتي كبيرة في توظيف علمها وخبراتها لإصلاح العوار الإنساني للقانون مستقبلا، بمساندة كل من المجلس القومي للمرأة، ورحمة العدالة الناجزة قريبا. أما نوابنا المتألمون من عجز المعدمين شراء كيلو وربع كندوز طازة من “الجزار”.. لو مصرون على إقالة الوزيرة، افتكروا عجز ورثة ملاك العقارات القديمة في أرقى الأحياء، عن شراء فرخة برازيلي من “الجمعية”. سيادة وزيرة التضامن، حيثيات المقصلة المُعدة لك ولأمثالك، هي تاج الشرف والكرامة.
كارثة منسية
يهتم الدكتور محمد أبو الغار في “المصري اليوم” بقضايا يغفل عنها الكثيرون رغم أهميتها: القبض على أكثر من نصف مليون مصري من تعداد 12 مليونا، أثناء الحرب العالمية الأولى، وترحيلهم إلى فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وسيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وجزر اليونان، باستخدام القوة الجبرية، كارثة كبرى في تاريخ مصر. هذه الكارثة لم نقرأها في كتب المدرسة ولم نقرأ عنها في كتب التاريخ العامة. وبمناسبة نفاد الطبعة الأولى من كتابي عن الفيلق المصري في زمن قياسي، أود أن أشرح ما الذي لفت نظري إلى هذه المصيبة، وكيف توصلت إلى المعلومات والمصادر المختلفة، وتأثير هذه الكارثة في مصر. أول من لفت نظري هو الصديق الراحل أليس جولدبرج أستاذ التاريخ الأمريكي، الذي كان زائرا دائما للمحروسة، والذي نشر بحثا منذ ثلاثين عاما عن أحوال الفلاحين الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة أثناء الحرب العالمية الأولى، وهي دراسة مُفصّلة توضح تدهور أحوالهم الاقتصادية بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، بسبب الحرب وبسبب هجرة الفلاحين القسرية إلى الفيلق. ونسيت الموضوع لعدة سنوات.. ثم قرأت دراسة راينهارد شولتز عن الموضوع نفسه، ثم قرأت مذكرات سعد زغلول أثناء تحضيري لكتاب “أمريكا وثورة 1919″، ذكر فيها اختطاف الفلاحين، وكذلك مذكرات الرافعى التي ذكرت أن بريطانيا اختطفت مليون فلاح. وصدر كتاب كايل أندرسن عن جامعة تكساس عام 2021، وفيه دراسة عميقة تفصيلية حفزتنى على دراسة الفيلق المصري.. وكانت النقطة المهمة التي ذكرها أندرسن هي ذكره أهمية الملازم الإنكليزى فينابلز، ما دفعني للبحث عن مذكراته وخطاباته التي أرشدنى الدكتور خالد فهمي إلى أنها محفوظة في المتحف الإمبريالي الحربي في لندن، فسافرت إلى هناك وكنت قد تواصلت مع المتحف، وزودني بالمذكرات والخطابات. المذكرات كانت مكتوبة أصلا على الآلة الكاتبة، ولذا كانت واضحة، وترجمتها بسهولة، ولكن الخطابات كانت مكتوبة بحبر عمره أكثر من مئة عام فكان باهتا جدا وكان صعبا للغاية في قراءته، ولكن في النهاية أتممنا المهمة.
خطى مشيناها
نظرا لأهمية كتاب أندرسن، فقد ذهب الدكتور محمد أبو الغار بصورة من غلافه، وقابل مديرة المركز القومي للترجمة، وأوصى بشدة بترجمة الكتاب إلى العربية، وأخبرته أن الكتاب في برنامج المركز، وأوصاها أيضا بكتاب آرون جاكس عن الاستعمار الاقتصادي لمصر. تابع الكاتب، قابلت مترجم كتاب أندرسن وأخبرني أن الترجمة تسير بخطى جيدة. وخلال هذه الفترة تواصلت عدة مرات مع أندرسن تليفونيا وفي البريد الإلكتروني، وقال إنه ينوي الحضور إلى مصر بعد نشر كتابه، ووعدته بالمساعدة لتعريف المصريين بهذا الكتاب المهم. وقد شكرت أندرسون في مقدمة كتابي، وبالطبع أضفت إلى مراجع كتابي النقاط التي استفدت منها. وبعد ذلك، رجعت إلى المراجع المصرية وبحثت عن كل من مذكرات سعد زغلول وعبدالرحمن الرافعي وبعض مَن عاصروا الفيلق أو كتبوا عنه، ومن بينها مذكرات قرية للدكتور عصمت سيف الدولة، وكتاب الدكتورة لطيفة سالم، وكتاب عباس خضر «خطى مشيناها»، وحوليات أحمد شفيق باشا. وهناك مؤرخون ذكروا الفيلق في أبحاثهم مثل لويس عوض ومحمد شفيق غربال وعالية مسلم، وصلاح عيسى في كتابه “رجال ريا وسكينة”، وآخرون تم ذكرهم بالتفصيل. ثم يأتي كتاب دافيد ودوارد “جحيم في الأرض المقدسة”، وأخيرا كتاب أرون جاكس المهم عن الاقتصاد المصري في الحرب العالمية الأولى. ومن الأمور المفيدة كان الحصول على تقرير اللجنة البريطانية لدراسة التمييز بين من حارب أو ساعد البريطانيين في الحرب. والمفاجأة كانت اكتشاف أن هناك أستاذ أمراض عيون في بريطانيا اكتشف مرض التراكوما الذي كان يصيب المصريين بالعمى، عام 1913 في أسيوط، وطلب الطبيب من بريطانيا إنشاء معمل أبحاث له في القاهرة لإتمام دراسته عن التراكوما وعلاجه.. وفعلا أنشأت بريطانيا مستشفى للرمد في الجيزة.
بل هي في حكم الميت المحنط، شكل بلا جوهر، والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين عاجلا غير آجل ????????????????
على الدول العربية الانسحاب من الجامعة العربية الميتة