أنطاكيا – «القدس العربي» : أكد الدكتور إبراهيم الجباوي، عضو «الجبهة الوطنية الديمقراطية – جود» أن اللجنة التحضيرية لا زالت تدرس الخيارات البديلة بعد منع الحكومة السورية عقد مؤتمر «جود» قائلاً لـ«القدس العربي» «لم نقرر أي خيار للآن، ولا بد من عقد المؤتمر عاجلاً أو آجلاً».
وعن الرسائل التي أراد النظام تصديرها من خلال منع انعقاد مؤتمر «جود» وتضييقه على تحركات قيادات «هيئة التنسيق الوطنية» قال الجباوي، النظام سعى، ولا يزال، إلى الحل وفق رؤيته التي تقوم على العسكرة، وهو لا يقبل أن يكون لديه معارضة في المناطق التي يسيطر عليها. وأَضاف الجباوي، أن عقلية النظام السوري لم تتغير، بحيث لا زال يمنع الحريات، كما هو حاله منذ اندلاع الثورة السورية، التي طرحت منذ بداياتها شعارات سلمية.
بعد منع سلطاته عقد مؤتمر «جود» وتهديد من يشارك فيه… نائب رئيس «الائتلاف»: هذا النظام لم ولن يتغير
وبين أن «جود» مشروع يهدف إلى توحيد المعارضة السياسية، التي تهدف إلى استبدال النظام الاستبدادي، والبدء في مرحلة انتقالية، وإعادة هيكلة الجيش والأمن، معتبراً أن النظام لم يتعلم من كل التجربة السابقة، وللآن لا زال يعيد الممارسات بالأدوات ذاتها. يأتي ذلك، بعد عرقلة أجهزة النظام الأمنية عقد المؤتمر الذي كان مقرراً السبت، عبر إيصال رسائل احتوت على تهديدات لقيادات كانت مشاركة في المؤتمر، توازياً مع محاصرة مقر انعقاد المؤتمر.
ويبدو أن محاولات النظام الهادفة إلى إجهاض تشكيل «جود» وهي كيان تحالفي معارض مكون من أحزاب وكيانات عربية وكردية وتركمانية بتوجهات مختلفة، تقوده «هيئة التنسيق الوطنية» بهدف تجميع كيانات المعارضة في الداخل السوري والخارج، لم تثن المكونات عن المشروع الجديد. وحسب مصادر من داخل «جود» فإن النظام منع انعقاد المؤتمر بحجة عدم الحصول على ترخيص من لجنة «شؤون الأحزاب» التابعة له، بحيث يتعارض كلياً قيام «جود» بطلب الإذن من النظام، مع مسودة رؤيتها السياسية، التي تعتبر أن النظام «فاقداً للشرعية». ومن المرجح أن تُقدم «جود» على الإعلان عن الجسم السياسي التحالفي من خلال مؤتمر اقتراضي على «الإنترنت» بعد عرقلة النظام لانـعقاد المؤتـمر.
ووصفت نائب رئيس الائتلاف، ربا حبوش، منع النظام السوري عقد مؤتمر «جود» بـ «التصرف الهمجي» وقالت لـ«القدس العربي»: «لم نستغرب ذلك، فالذي قصف الشعب السوري بالبراميل، وواجه الورود بالمظاهرات بالرصاص الحي، وخنق الأطفال بالأسلحة المحرمة دولياً لا يستغرب عنه أي تصرف إجرامي».
وأضافت حبوش أن على السوريين جميعاً خاصة في مناطق النظام أن يدركوا أن هذا النظام لم ولن ولا يتغير، وتابعت حبوش: «النظام لا يفهم ماذا تعني معارضة اصلاً، ولن يقبل بأي أحد لا يسبح ولا يقدس رأسه المجرم، ومخطئ من يعتقد أن هذا النظام سيتغير يوماً، هو لا يفهم إلا بالقتل والإجرام وتصفية المعتقلين في السجون والزنازين».
وحمّل بيان صادر عن المكتب الإعلامي لـ»جود» النظام والحكومات الداعمة له، والدول المؤثرة في المشهد السوري، مسؤولية أمن معارضة الداخل وسلامتهم، وطالب بتدخل دبلوماسي ودولي وأممي لحفظ سلامتهم، وكف يد النظام وأجهزته الأمنية عن قمع الحراك الوطني المدني السلمي في سوريا. وأضاف في بيان وصل لـ«القدس العربي» أن «اللجنة التحضيرية تعتبر أن منع النظام لعقد المؤتمر، انتهاك لكل الشرائع الدولية وحقوق الإنسان، وعمل إجرامي قمعي يضاف إلى سجل النظام الزاخر بكل ما يشين».
وشدد البيان على أن مكونات «جود» لن تتنازل عن حقِها في النضال السلمي ضد الاستبداد والقمع والقهر والفساد، وعملِها ضد القتل والتدمير، مبيناً أن «المكونات تدرس ما يمكن فعله لمتابعة ما بدأت من مسعى لتوحيد قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية وتعاضدها مع السوريين في كل مكان بالداخل والخارج لتحقيق حلمهم بالحرية والكرامة والحياة».
وبعد توارد الأنباء عن عرقلة النظام للمؤتمر، قال رئيس الائتلاف السوري، نصر الحريري، إن تعطيل أجهزة المخابرات لمؤتمر «جود» إجراء نمطي لنظام يعادي الحرية والديمقراطية والرأي الآخر، ولم يترك النظام مجالاً للعمل السياسي أو الاقتصادي أو المدني في سوريا منذ 50 عاماً، ولن يسمح بأي مبادرة داخلية ما لم تكن دمية تلتزم بأوامره.
وأضاف الحريري في حسابه على «تويتر» «ندعو الزملاء في هيئة التنسيق وباقي القوى والشخصيات الوطنية السورية لزيارة المناطق المحررة، وأهلاً وسهلاً بهم في عقد اجتماعاتهم في هذه المناطق، بعيداً عن سلطة هذا النظام القاتل وقمعه ووحشيته وهضمه للحقوق وانتهاكه للحريات وقضائه على أي مظهر من مظاهر الديمقراطية والحوار الوطني البناء».