صحف مصرية: الجرائم الإلكترونية تدق ناقوس الخطر وضحاياها الجيل الجديد وممثلة تشتكي ساويرس لدى السيسي

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لأن معظم الصحف باتت تهدر أعمار القراء في المعارك الصغرى، والاستغراق في تسويق الفضائح، وكأننا أمام مؤامرة معدة سلفاً لتدخل الأغلبية في متاهة تلهيها عن قضاياها الكبرى، لأجل ذلك كان من حسن الطالع تلك الشهادة التي أطلقها الروائي الراحل ماركيز، وأعادها للأذهان عبد الله السناوي في الشروق «أعلن عن إعجابي غير المحدود ببطولة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الإبادة، على الرغم من إنكار القوى العظمى أو المثقفين الجبناء، أو وسائل الإعلام، أو حتى بعض العرب لوجوده». هكذا وقع وحده على بيانه، كأنه رسالة إلى الضمير الإنساني وإلى المستقبل الذي نعاني من وطأته الآن من فرط عمق الألم الفلسطيني وفداحة الخذلان العربي. السؤال الذي يطرح نفسه هل كان خيال الروائي الكبير يدرك ما ستصل إليه القضية، حيث بات الأشقاء أول من باعو فلسطين وتآمروا عليها.. إن العواصم التي كانت تنفي حتى وقت قريب وجود علاقات مع الكيان الصهيوني، باتت تهرول علانية نحو تل أبيب، وفي مقدمتها أبوظبي والمنامة، أملاً في نيل رضا نتنياهو، باعتباره بوابة العبور لنيل رضا ساكن البيت الأبيض».

الصحف تهاجم العلمانيين… ونبوءة ماركيز عن فلسطين تتحقق وأبوظبي والمنامة دليلا خيانة

اللافت في صحف أمس الخميس 9 يوليو/تموز غياب الهجوم على رموز وأنصار تيار الإسلام السياسي، والتحول نحو العلمانيين وقوى اليسار التي وجدت نفسها في مواجهة هجوم عبر أكثر من منبر إعلامي، بدون مقدمات إنذار
ومن تقارير صحف أمس الخميس، إعلان رئيس الوزراء إحالة 5937 مخالفة في مجال البناء العشوائي للنيابة العسكرية.. بينما أشارت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، إلى تراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد من 10518 حالة خلال الفترة من 23 يونيو/حزيران حتى 29 يونيو، لتبلغ 8404 حالات خلال مدة مماثلة من 30 يونيو الماضي حتى 6 يوليو/تموز الجاري. وأضافت الوزيرة أنه منذ بدء الجائحة تم اتخاذ حزمة من الإجراءات الاحترازية، التي كان لها دور واضح في تسطيح منحنى الإصابات، وإعطاء فرصة للنظام الصحي لاستيعاب الأعداد، بحيث لا تتزايد بصورة مفاجئة، ما يؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية، كما حدث في بعض الدول.

نوبل للقتل

في ظل حالة الخذلان التي تعتري السياسيين والمثقفين العرب لم يجد عبد الله السناوي في «الشروق» وسيلة لرفع الغطاء عن حالة الهوان العربي سوى أن يعيد التذكير بشهادة الروائي العالمي الراحل غابرييل ماركيز: «القيم الإنسانية التي دعت ماركيز للانتصار للقضية الفلسطينية، في بيان لم يوقعه سواه شيء آخر، عالم مختلف، نحتاج من وقت لآخر أن نستدعيه للذاكرة. «لن ننسى نحن الذين نقاوم فقدان الذاكرة الوعاء الفكري لممارسة النازية، ارتكز هتلر على نظرية المجال الحيوي لتحقيق مشروعه التوسعي باحتلال أراضي الغير، وقد قال بيغين صراحة أن الأرض المحتلة في 1967 هي ممتلكات يهودية ليس من حق أحد أن يطالب باستعادتها». «بدت جائزة نوبل في السلام، بالإضافة إلى كامب ديفيد، إذنا دوليا بالقتل الذي لا يجرمه أحد». «وقد تمكنت أجهزة الإعلام التي يسيطر عليها اليهود من إقناع البلهاء في الغرب بهذه الأكاذيب، مستثمرة عقدة الذنب عند القتلة، فباركوا المزيد من المذابح. لولا أن العالم استيقظ فجأة على أن هناك شيئا اسمه الشعب الفلسطيني. ولم يلفت الانتباه إليه تمثيله الدبلوماسى أو مشاركته في المحافل الدولية. ما لفت الانتباه لوجوده هو ذلك الأنين الصادر عن شعب يتعرض للإبادة «تهامس الجميع على استيحاء: الظاهر أن هناك شعبا فلسطينيا، وأنه لسبب ما توارى عن الأعين طوال هذه السنوات. الشعب الفلسطيني بالفعل ظل مختبئا في منطقة اسمها تجاهل الآخر. اسمها: ليل الضمير البشري».

استعيروا ضمير ماركيز

تابع الكاتب عبد السناوي في «الشروق» رصده لشهادة ماركيز «هناك بلا شك أصوات كثيرة عن امتداد العالم تريد أن تعبر عن احتجاجها ضد هذه المجازر المستمرة حتى الآن، لولا الخوف من اتهامها بمعاداة السامية». وذكر السناوي بمدى تألم الروائي العالمي الراحل لمأساة الفلسطينيين وخذلان العالم لقضيتهم العادلة، «أنا لا أعرف هل هؤلاء يدركون أنهم هكذا يبيعون أرواحهم في مواجهة ابتزاز رخيص، يجب عدم التصدي له بغير الاحتقار. لا أحد عانى في الحقيقة كالشعب الفلسطيني، فإلى متى نظل بلا ألسنة». وواصل السناوي إلقاء الضوء على الشهادة التي لم تفقد بريقها «أنا أعلن عن اشمئزازي من المجازر التي ترتكبها يوميا المدرسة الصهيونية الحديثة، ولا يهمني رأي محترفي الشيوعية، أو محترفي معاداة الشيوعية، أنا أطالب بترشيح آرييل شارون لجائزة نوبل في القتل. سامحوني إذ قلت أيضا أنني أخجل من ربط اسمي بجائزة نوبل». وفي النهاية سأل عبد الله السناوي، الذي هاله حالة العجز التي ترتقي لمستوى الخيانة، التي باتت تتمدد في معظم عواصمنا العربية، خاصة عقب قرارات الحكومة الاسرائيلية الأخيرة من اعتداء على ما تبقى من أراض فلسطينية: كم عربيا مستعدا اليوم أن يتحدث بمفردات ماركيز، أو أن يرشح نتنياهو لجائزة نوبل في القتل».

أنقذونا من ساويرس

وجهت الفنانة الشهيرة إنعام سالوسة، استغاثة عاجلة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن «أبراج زايد»، في مدينة الشيخ زايد في أكتوبر التي يمتلكها الملياردير ورجل الأعمال نجيب ساويرس وأسرته، وناشدت سالوسة الرئيس التدخل لوقف المشروع الذي سيحيل المدينة الراقية لكيان مشوه ينضم للأحياء والمدن العشوائية، التي تعمل الدولة على تصحيح أوضاعها. وشهدت هذه الأزمة تطورات جديدة، حيث ظهرت مستندات تؤكد إخطار ومخاطبة وزارة الطيران المدني بشأن إقامة المشروع المثير للجدل. وأشارت الوثائق إلى أن المحضر أبلغ وزير الطيران المدني، بالحضور أمام محكمة القضاء الإداري في القاهرة للاستماع لطلبات الأهالي. وكانت الفنانة إنعام سالوسة، قد قالت في استغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر «فيسبوك»: «أنا مواطنة مصرية أشكو إليك، وقضيتي لا تخصني وحدي بل تخص آلاف الأسر ممن يسكنون في مدينة الشيخ زايد التي ستصبح مدينة نصر ببناء أبراج من 20 دورا بالمخالفة للقانون، ورفعنا قضية ولكنها رفضت شكلا بعد عام وأكثر من التقاضي». وأضافت الفنانة أنها وأهالي الشيخ زايد «طلبوا ردا من وزير الطيران كونها قريبة من مطار سفنكس، وهل هناك تعارض؟ ولكن بدون استجابة». مشيرة إلى أنه «تم تسليم الحديقة المركزية للمدينة للمستثمر وضمها إلى مشروع الأبراج 60 فدانا تقريبا، وتغير نشاطها من منفعة عامة إلى منفعة خاصة، وتغير اسمها من زايد إلى زد». من جهتها، أعلنت وزارة الطيران المدني أنه «لم تتم مخاطبتها من قبل الفنانة إنعام سالوسة أو أي جهة أخرى بشأن إقامة مشروع أبراج زايد في الشيخ زايد.

شهداء يجمعهم هدف

احتفت حبيبة محمدي في «المصري اليوم» بالتاريخ المشترك بين مصر والجزائر، حيث باءت كل محاولات التفرقة بينهما بالفشل. وقدمت الكاتبة دليلاً جديداً يكشف عن رسوخ العلاقات بين الشعبين، ومظاهر الوحدة والتضامن بينهما، الشهداء عادوا، لتُدفن رفاتهم في أرض بلادهم الطاهرة، إذن، بعد 170 عامًا، الجزائر تستعيد رفات 24 بطلًا.. ما يدعو للفخر أن من بين الرفات جمجمة شهيد مصري، شارك في المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، مع إخوته الجنود الجزائريين، هو الشهيد موسى الدرقاوي، صاحب الجمجمة رقم 5942. وحسب المصادر، فإن موسى بن الحسن المصري الدرقاوي، وُلد بالقرب من مدينة دمياط شمال مصر، وفي سنة 1822 ذهب إلى دول مجاورة، ثم انتقل بعد ذلك إلى طرابلس في 1826، ويعتقد المؤرخون أنه وصل إلى الجزائر عام 1831، بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر. وأضافت الكاتبة: كان المشهد مبهرًا ومهيبًا، والصورة عظيمة، حيث ينحنى رئيس الدولة لموكب رفات الشهداء، خلال مراسم استقبال رسمية وعسكرية، أشرف عليها الرئيس الجزائري، في مطار «هواري بومدين» الدولي، وألقى النظرة الأخيرة لتوديعهم إلى مثواهم الأخير في مقبرة «العالية»، في مربع الشهداء الخالدين. تبقى الوحدة العربية هي الأصل والجوهر في العلاقات العربية، وأي خلافات هي أعراض زائلة. أما العلاقات بين مصر والجزائر، البلدين العظيمين والحبيبين، فقديمة، قدم التاريخ والحضارة والإنسانية.

تهديد إيراني

اهتم سليمان جودة في «المصري اليوم» بخبر إعلان إيران تدشين ممر تجاري بديل لقناة السويس، يستطيع توصيل البضائع الهندية إلى شمال أوروبا، بدون حاجة إلى المرور بالقناة. وقال الكاتب: «ليست هذه هي المرة الأولى التي يجرى فيها الكلام عن ممر تجاري بديل للقناة، وفي كل مرة كان يتبين أن طريق القناة، ربما يكون أطول من سواه، ولكنه الأضمن، والأكثر أمنًا، والأقدر على أن يصل ما بين شمال العالم وجنوبه، بدون عوائق تقف في الطريق. ولا أحد يستطيع أن يخمن ما إذا كان هذا الممر الإيراني سوف يكون قابلًا للاستمرارية، ولا ما إذا كانت تكلفة النقل من خلاله سوف تكون ذات جدوى.. فالإيرانيون يتحدثون عن اختصار الوقت، ولا يتحدثون عن احتمال تلف السلع، بسبب تعدد مراحل النقل برًا وبحرًا، ولا يذكرون شيئًا عن التكلفة التي تبقى عنصرًا حاكمًا في الموضوع. وفي كل الأحوال تبقى القناة مصدرًا من مصادر العُملة الصعبة، التي كلما زاد تدفقها، خف الضغط على الجنيه مقابل الدولار. وقد أبدى المحافظ طارق عامر قدرة واضحة على دعم مركز العُملة الوطنية منذ اتخاذ قرار الإصلاح الاقتصادي في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وكان الجنيه على موعد مع استرداد عافيته هذا العام، لولا وباء كورونا الذي فاجأ الاقتصاد عندنا وعند غيرنا.. ومع ذلك، فلا يزال الجنيه متماسكًا رغم ضغوط عواقب كورونا عليه، ورغم أن قرارات الإصلاح قد رتبت أعباء مضافة على الكثير من الناس. ويرى الكاتب أن السياسة النقدية التي يتبعها البنك المركزي تظل في حاجة، بالتوازي، إلى سياسة مالية أكثر رشادة من جانب الحكومة، وتحتاج أكثر إلى سياسة صناعية وزراعية تعزز كل نشاط إنتاجي وتدعمه دون سواه».

نحتاج معجزة

الكارثة التي يخشاها جميل مطر في «الشروق» هي أن تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية في موعدها، ويفوز ترامب بولاية ثانية: «المستحيلات التي اتمنى وقوعها، تبدأ بأن يرفض الرئيس ترشيح الحزب الجمهوري له رئيسا لولاية ثانية، وتنتهي بأن تعترف المؤسسات الدستورية الأمريكية بحقي أنا المواطن المصري وملايين غيري من جميع الجنسيات أن نصوت في هذه الانتخابات، كما يصوت المواطنون الأمريكيون بعد أن نالنا من نتائج أفعال ترامب ما ناله مواطنون أمريكيون كثر. وعبّر الكاتب عن دهشته من موقف الأغلبية الجمهورية من تصرفات ترامب. يسكتون حتى صار كذب الرئيس محل سخرية أطفال المدارس والمتدربين من المراهقين على لعبتي كرة القدم والبيسبول في كل أنحاء أمريكا. أي جيل هذا الذي ينشأ الآن في أمريكا، ويستعد ليرث السياسة والمبادئ، ويدير المؤسسات الدستورية، جيل نشأ مع رئيس يكذب ولا يخفي عنصريته، خاصة مع الملونين والمسلمين. استطاع ترامب خلال السنوات الأربع التي قضاها رئيسا أن يفرض على قاعدته في الهيئة التشريعية القبول العملي بأن يكون شعار الرئاسة الأمريكية في عهده «أنا وقاعدتي أولا» وليس أمريكا أولا. لم تكن أمريكا اعتباره الأول عندما طلب من الرئيس الأوكراني حديث العهد بوظيفته، التدخل لإجراء تحقيق يمس سمعة السناتور بايدين، المرشح المحتمل لمنافسته بعد سنوات أربع على منصب الرئاسة. لم تكن أمريكا في اعتباره عندما هدد مساعديه في البيت الأبيض، والحكومة بالفصل والملاحقة إن ساعدوا المحقق موللر المكلف بتقرير عن أخطاء وتجاوزات الرئيس خلال العامين الأولين من الحكم. أذكر أثناء الحملة الانتخابية التي جاءت بدونالد ترامب مرشحا، أنني وآخرين لم نهتم الاهتمام الواجب في أوجه قصور ترامب. مال الظن عندنا إلى فكرة بين أفكار كثيرة استطاعت الثقافة الأمريكية أن تحقنا بها أيديولوجيا واقتصاديا، عبر عقود كانت أمريكا خلالها المتحدث الأول والأعظم في عالم السياسة، وقتها كنا نقاوم وكانت أقوى. اعتقدنا متأثرين بهذه الفكرة أن منظومة القيم الأمريكية سوف تجبر الرئيس المنتخب على الاصطفاف بكل الاحترام وراء هذه المنظومة».

الراحمون يرحمهم الله

من بين الغاضبين أمس محمود خليل في «الوطن»: «لقد وصلنا إلى حالة لا بد أن نتوقف عندها، فلا يعقل أن نجد بيننا من يشمت في وفاة فنانة راحلة أو كاتب معروف (رحم الله الجميع)، أو يغل يده عن مساعدة إنسان مريض، لمجرد أنه يختلف معه في الرأي. أما الجهل والجنون الحقيقي فتظهر أعراضه عندما تجد الشامت يتحدث بسخافة عن أن الراحل الآن بين يدي الله ويحاسب على ما جنت يداه، مربط الجنون هنا يتمثل في «التأله» على الله تعالى، وهو سلوك لا يخرج إلا عن جاهل أو معتوه. التأله على الخالق العظيم جهل وجنون. والله تعالى أمرنا في القرآن الكريم بإتيان «الجميل» وترك «القبيح» عند الاختلاف مع الآخر، مهما فعل بك. فإذا صبرت فليكن صبرك «جميلاً»، وإذا هجرت فليأتِ هجرُك «جميلاً» وإذا صفحت فاصفح صفحاً «جميلاً». كلنا يذكر قصة نبي الله يعقوب مع بنيه، عندما كادوا لولده الأثير «يوسف»، وطرحوه أرضاً وتسببوا في تغريبته الطويلة عن أبيه وأمه. كان إخوة يوسف وهم يخبرون أباهم بمصرع ولده الأثير على يد ذئب يعلمون أن أباهم لا يصدقهم: «وما أنتَ بمؤمنٍ لنا ولو كُنا صادقين»، ويعقوب كان واثقاً في أنهم نالوا من ولده، وليس أمرّ على نفس الأب من الإساءة إلى أحد أبنائه المتفردين بمحبته، ورغم ذلك واجه النبي المحنة بالصبر «الجميل». وردَّ عليهم قائلاً: «بل سوَّلَت لكم أنفسُكم أمراً فصبرٌ جميلٌ واللهُ المستعانُ على ما تصفون». والصبر الجميل هو الصبر البريء من «الشكوى»، يكتفى صاحبه بالنظر وانتظار رحمة ربه. ويبقى أننا بشر، وأحياناً ما نضجر ونضج، ونجد أنفسنا في حاجة إلى الشكوى. في تلك اللحظة على العاقل أن يشكو إلى ربه كما فعل يعقوب «قال إنما أشكو بَثِّي وحُزني إلى الله وأعلمُ من الله ما لا تعلمون».

علمانيون متعصبون

سخر سيد علي في» الأهرام» بسبب ما وصفه بالتراشق «الأحمق» بين نفر من العلمانيين ومعارضيهم بسبب جملة قالها الفنان يوسف الشريف، بأنه يرفض المشاهد الساخنة، انتفضوا في حملة تشويه شرسة ومفتعلة – في ما يبدو – لإثبات وجودهم بخطاب متعصب إزاء كل ما هو ديني، وكأنّ الدين والعلمانية، كما يشير الكاتب، لا يمكن أن يلتقيا، تماماً مثلما يتسم الخطاب. وقد فشل العلمانيون في أي اختبار دخلوه بداية من رفض الآخر، ومرورا برفضهم الاحتكام لصناديق الانتخابات وقهر الرأي المعارض ورفض الحريات الشخصية لمخالفيهم، ثم مساندة الاستبداد بلا حياء سياسي أو إنساني، وربما عمد بعضهم للزج بخصومه في السجون بادعاءات غير حقيقية، وهم يعتبرون أي شخص لديه أي قدر من التدين عدوا محتملا ويضعونه في خانة الإخوان الديني بالتعصب ضد كل ما هو علماني. ولذا فإن أكثر الناس إساءة للعلمانية هم أدعياء العلمانية في مصر؛ فهم ليسوا علمانيين ولكن «أدعياء»، وهم سبب إدراج العلمانية في الوعي العام بوصفه مصطلحا «سيئ السمعة» ذلك لأن العلمانية تقف على مسافة واحدة من الجميع، ومن الأديان والأيديولوجيات والأفكار والأحزاب والمذاهب الفلسفية، وتحفظ للجميع حقوقهم في التعبير عن وجودهم، وتكف أيدي المخالفين عنهم. ولكن العلماني المصري مختلف فهو يرى نفسه «وحده لا شريك له» الذي له الحق في الحياة. أما المخالفون فلا حقوق لهم بما فيها حق الحياة والوجود والتعايش معه تحت سقف وطن واحد، ولذلك فهم المعادل اللاديني للتيار التكفيري والإرهابي، وصحيح لدينا بعض العلمانيين ولكنهم بلا علمانية.. بلا تيار حقيقي يسري في نخاع المجتمع.
مثير للقلق
معلومات جديدة تثير القلق وتزيد الخوف، عن فيروس «كورونا المستجد» المسؤول عن وباء «كوفيد- 19»، اهتم بها محمد بركات في «الأخبار» توصل إليها مجموعة كبيرة من العلماء تضم «239» عالما من المتخصصين في علم الفيروسات، وتقدموا بها إلى منظمة الصحة العالمية لتصحيح المفاهيم السائدة والمنتشرة حول قدرة الفيروس على الانتشار والعدوى. المعلومات الجديدة التي تصل إلى حد الحقائق العلمية، تؤكد قدرة الفيروس على الإصابة وعدوى الأشخاص عن بعد نسبي، وليس فقط من خلال القرب أو الملاصقة في الاختلاط، وذلك من خلال الانتقال عبر الهواء، لما هو أبعد من متر أو مترين. وكان السائد والمعلوم حتى الأمس القريب وطوال الستة شهور الماضية، أن الفيروس ينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص أو الأشخاص غير المصابين عبر المخالطة اللصيقة أو القرب الشديد، ولذا كان ينصح دائما بالابتعاد عن المصاب أو المحتمل أن يكون مصابا، في حدود مترين لضمان السلامة، نظرا للظن بعدم قدرة انتشار الرذاذ الحامل للفيروس إلى أكثر من مترين في الهواء. ولكن مجموعة العلماء توصلت إلى أن الفيروس يمكن أن يتواجد وينتشر في الهواء، عبر جزيئات وجسيمات دقيقة من الرذاذ المنبعث من الشخص الحامل للفيروس، ويمكن أن يبقى عالقا في الجو فترة من الوقت تكفي لانتقاله إلى الشخص السليم فور استنشاقه. هذه المجموعة من العلماء سارعت بنقل المعلومات الجديدة إلى منظمة الصحة العالمية، طالبة بنشرها في كافة الدول حتى يأخذ الناس حذرهم. وقانا الله ووقاكم وكل البشر، من الفيروسات العالقة في الهواء، وحمانا وحماكم وكل البشر من شرور الوباء، ورفع عنا وعنكم هذا الابتلاء انه سبحانه الشافي المعافي القادر على عباده».

الحال على حاله

عثر مصطفى عبيد في «الوفد» على تقرير يبلغ عمره مئة عام، وكان عنوانه «إحياء الصناعة المصرية»: «أكثر من مئة عام مرّت وما زال التقرير حيًا ينطق بالهموم نفسها والأوجاع ذاتها، بل والحلول نفسها. استغرب بشدة، كيف قرأناه ولم نهتم، وكتبناه في الصحف والكتب ولم نعمل به، وظللنا نُكرره بكسل ونعيد ترديد وصاياه في رتابة طوال الأزمنة، بدون تفعيل أو تطبيق حقيقي وجاد. في عام 1916 أي منذ 104 سنوات بالتمام، طلب حسين باشا رشدي، وكان رئيسا لوزراء مصر من إسماعيل باشا صدقي وهو أحد الكوادر الإدارية المُبشرة التي تلقت تعليما أوروبيا، تشكيل لجنة للتجارة والصناعة، وإعداد تقرير عن إحياء الصناعة المصرية. إن إسماعيل صدقي لا يُذكر في كتب التاريخ إلا مقرونا بالاستبداد ومتصفا بالطغيان، لكن أحدا لا يلتفت لوجهه الآخر كمصلح اقتصادي بارع. في ذلك الوقت ضم إسماعيل صدقي إليه كلا من طلعت حرب باشا، وأمين يحيى بك ويوسف قطاوي باشا، وعددا محدودا من المستثمرين الأجانب، درسوا معا مشكلات الصناعة المحلية، ثم قامت اللجنة بزيارة أكبر مصنع منسوجات في القاهرة، وأهم ورشة صابون في الإسكندرية، وعدد من المنشآت الصناعية الأخرى، وانتهت إلى روشتة مقنعة لإحياء الصناعة المصرية. لإصلاح أحوالها، لتنميتها وتحويلها إلى صناعة حقيقية قادرة على الوصول إلى العالمية. أشار الكاتب إلى أن المُدهش في الأمر أن الروشتة تضمنت وضع نظام جمركي قائم على زيادة الجمارك على السلع تامة الصنع، التي لها بديل محلي، وإعفاء المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج تماما من الجمارك، واقترحت اللجنة كذلك فتح مدارس صناعية وفنية متنوعة، وكان تصور صدقي باشا أن مستقبل مصر في التعليم الصناعي والفني، وليس في التعليم الجامعي. كما اقترحت اللجنة منح إعفاءات وإعانات لبعض المشروعات، ولا شك في أن شيئا من تلك التوصيات لم يجد طريقا للتطبيق الفعلي، وهو ما جعل التقرير صالحا كروشتة لإنقاذ الصناعة المصرية طوال القرن الماضي».

في خدمة الأخلاق

أشاد محمود عبد الراضي في «اليوم السابع» بجهود الأجهزة الأمنية في مكافحة الفساد الأخلاقي: «على الرغم من التقدم العلمي، الذي يشهده العالم بأسره، خاصة في عالم الإنترنت والسوشيال ميديا، إلا أن البعض يسيئون استخدام كل شيء، يطوعون التكنولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم. وعلى الرغم من كون مواقع التواصل الاجتماعي أدوات للتعرف والتواصل بين الأشخاص، وكسر الحواجز الجغرافية والتغلب على بُعد المسافات المكانية، إلا أن البعض يحاول إساءة استخدام هذه المنصات الاجتماعية. منصات التواصل الاجتماعي تتحول في بعض الأحيان، مكاناً للتشهير والسب والقذف والخوض في الأعراض والتشكيك في الذمم وتداول الشائعات، مما يساهم في تدني الأخلاق، وخلط الأمور ببعضها وتشويه الآخرين. ومع زيادة استخدام المواطنين للإنترنت، زادت معه معدلات الجرائم الإلكترونية، فلك أن تتخيل أنه عندما تم إنشاء إدارة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات سنة 2002 في خطوة استباقية ونظرة مستقبلية لوزارة الداخلية، وهي إحدى إدارات الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات وأحد روافد قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تلقت أجهزة الأمن وقتها 7 بلاغات فقط، وفي عام 2016 تجاوز عدد البلاغات 7 آلاف بلاغ، ثم زادت البلاغات في السنوات القليلة الماضية. بالتأكد، يبذل قطاع التوثيق والمعلومات في وزارة الداخلية جهوداً ضخمة، في الحفاظ على الذوق العام، وحماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية التي تطل برأسها على مجتمعنا، وتدق ناقوس الخطر، مما يهدد أولادنا. ورغم البلاغات العديدة التي تتلقاها مباحث الإنترنت يومياً، ما بين بلاغات «سب وقذف وتشهير وإساءة استخدام لمنصات التواصل الاجتماعي»، إلا أنها تتحرك سريعاً، وترصد وتتابع وتقنن الإجراءات وتضبط، بهدف الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته، وحماية الذوق العام من فيروس السوشيال ميديا».

عواجيز الفرح

نتوجه نحو الصحافة وقضاياها بصحبة صالح الصالحي في «الأخبار»: «الكل يعلم كل ما دار ويدور داخل المؤسسات الصحافية التي تتشابه في ما بينها.. فالفصيل الصحافي نفسه موجود في كل المؤسسات.. وحتى الظروف الاقتصادية التي تمر بها المؤسسات واحدة.. لا تخفى على أحد.. فلم تعد هناك مؤسسة تربح وأخرى تخسر، فالكل يعاني من تداعيات اقتصادية، بعضها ارتبط بقانون السوق ومزاحمة الإعلام الإلكتروني. والبعض الآخر بسبب تدني إيرادات المؤسسات وتضخم العاملين فيها، خاصة بعد ثورة يناير/كانون الثاني. المهم أننا أمام مشهد لا يسأم أحد منا متابعته، فالشائعات المنظمة موجودة بأن يتولى فلان ويخرج من المشهد فلان، ولأول مرة لا يتم طرح أسماء جديدة.. الكل يعتمد على أسماء موجودة بالفعل. وظهر أسلوب جديد داخل الوسط الصحافي طبعا من غير الطامحين ليس لزهدهم في تولي المنصب، ولكنهم كما يطلق في الأمثال الشعبية «عوانس الفرح»، ابتدعوا أسلوبا جديدا وهو الرهان على من سيستمر ومن سيخرج من المنصب، معتمدين على جمع معلومات تؤيد رهانهم طبقا للشواهد.. ومحاولة البعض في المشهد نفسه إثبات أنه مستمر مستمر أو أنه سيتولى المنصب، وإذا حدث ولم يحصل عليه، فالإجابة جاهزة تعرضت لمؤامرة أبعدتني عن المنصب، طبعا لمواجهة حجم الشماتة والتشفي الذي يتمتع به الوسط الصحافي. نعود للطرق المشروعة الموجودة فعلا في المشهد وهي تقديم الطامحين لتولي المناصب السي. في الخاص بهم للجهات المسؤولة.. والكل طبعا يقدم حلولا سحرية لمشكلاتنا المزمنة، وآخرون يجمعون التوقيعات إما باستمرارهم وأخرى لتوليهم المنصب، على الرغم من أنه أسلوب قديم عاد للظهور في أعقاب ثورة يناير/كانون الثاني، إلا أنه إبداع صحافي يظن البعض أنه دليل على الشعبية. وعلى الرغم من أن الحضور قليل في المؤسسات إلا أن الوكلاء موجودون حتى في ظل التباعد الاجتماعي! لنصل لآخر فئة في المشهد وهي المحايدة التي تستعد لتقبل أي فريق وتقديم التهنئة له في أي وقت فهم ممن يرضون بالمقسوم».

أمين من الدقهلية

واقعة شهدتها إحدى قرى الدلتا، رواها محمد رمضان في «الوطن»: «بينما كان محمد صبري عبدالعزيز يقود مركبة «التوك توك» الخاصة به، ويفكر في حاله، وكيفية سداد ديونه، وقدمه التي تحتاج إلى عملية تحميها من البتر، وجد أمامه كيسًا أسود مليئًا بالذهب. لم يبال سائق التوك توك الذي يقطن في محافظة الدقهلية، بمشاكله الخاصة، وأصبح كل همه إعادة كيس الذهب إلى صاحبه. لاحظ محمد أن أهالي القرية يتحدثون عن حمدي فتوح، الذي فقد الذهب، ولم يفكر طويلًا، فأخذ زوجته وابنه، وتوجه إلى المحل، بعد أن أخفت زوجته الكيس بين طيات ملابسها، وأمام صاحب المحل أخرجت الكيس وسلمته له. طار صاحب المحل فرحًا بعودة الذهب، وأقسمت الزوجة عليه أن يفتح الكيس ويراجع الذهب قبل أن يغادروا المكان، فما كان من صاحب المحل إلا أن أخرج مبلغ 5 آلاف جنيه وأعطاها للرجل نظير أمانته. وعندما علم أهالي القرية بما حدث، طالب عدد منهم بالوقوف بجوار السائق الأمين، وأن يسددوا عنه ديونه، وأن يجمعوا له مبالغ تكفي لإجراء الجراحة في رجله المصابة بحروق. وقال محمد صبري، لـ«الوطن»، عندما عثرت على الكيس وضعته في جركن بجواري في التوك توك، واستكملت عملي، وانتظرت أحدًا يسأل عنه، وعندما ذهبت لصلاة المغرب، وجدت الناس يتحدثون عن فقد حمدي فتوح للذهب، فأخذته وتوجهت له في محله فورًا. وقال حمدي فتوح، تاجر الذهب، إنه تجمع لديه كمية من المشغولات الذهبية، وأرسلت عاملًا لديّ بعد الظهر بها إلى الورشة لإصلاحها، وفي طريقه لركوب المواصلات العامة سقط منه الكيس، وفيه كل المشغولات، فاتصل بي وهو منهار وأخبرني بما حدث، وأضاف فتوح لـ«الوطن»: نشرت ما حدث في كل مكان، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وفوجئت بالسائق ومعه زوجته ومعهما الكيس وبه كامل المفقودات».

كانت تحلم بالنجومية

انهارت الممثلة الشابة عبير بيبرس خلال استكمال التحقيقات معها بتهمة قتل زوجها عمدًا، وقالت إن الجريمة وليدة انفعال وقت حدوث المشاجرة التي سبقت الحادث مباشرة وإنها لم تخطط لقتل زوجها، أو الانتقام منه أو تعمد قتله، لكنها فقدت توازنها وأعصابها بسبب اعتداء زوجها عليها وصفعها على وجهها، عندما تشاجرت معه بسبب خلافاتهما الزوجية الدائمة، فاستشاطت غضبًا وأمسكت بزجاجة مكسورة وغرزتها في صدره فسقط على الأرض غارقًا في دمه. وأضافت المتهمة خلال جلسة استكمال التحقيق، بعد أن جدد قاضي المعارضات حبس المتهمة لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد: «طلبت من زوجي الطلاق عدة مرات بسبب معاملته السيئة، بس كان بيرفض، وكنا بنتخانق كتير لحد ما حصلت الكارثة في آخر مشاجرة بينا ومات فيها». قسم شرطة البساتين تلقى بلاغا من الأهالي، بوجود شخص متوفى في عقار في شارع شوقي عبدالمنعم تقسيم اللاسلكي دائرة القسم، بالانتقال والفحص، تم العثور على جثة صاحب شركة مقاولات، مقيم محل البلاغ، وبفحص الجثة، تبين أن فيها إصابات عبارة عن جرح طعني نافذ بالصدر، وتم نقله إلى مشرحة النيابة في زينهم. وبسؤال إحدى شهود العيان، أيدت خادمتها الإثيوبية الجنسية 30 سنة ومقيمة في العنوان ذاته.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية