الجزائر – «القدس العربي» : طغت الازمة الليبية والمالية والقضية الفلسطينية على أعمال المؤتمر الوزاري لدول عدم الانحياز، الذي افتتح أمس بالعاصمة الجزائرية بحضور شخصيات بارزة، يتقدمها الرئيس البوليفي ايفو موراليس.
وأشرف عبد المالك سلال الوزير الاول الجزائري على افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري، واستقبل عددا من كبار الضيوف الذين حضروا هذه الدورة ال17، يتقدمهم الرئيس البوليفي الذي كان ضيف شرف لهذا المؤتمر، كما حضر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأمين عام منظمة التعاون الاسلامي، وكذا لخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي السابق الى ليبيا، فضلا عن وزراء خارجية عدد من الدول المغاربية والإفريقية.
وقرأ عبد المالك سلال كلمة للرئيس بوتفليقة وجهها الى المشاركين في المؤتمر، مؤكدا على العالم يواجه تحديات جديدة، وفي مقدمتها التحديات الأمنية المتمثلة في الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وهي آفات بالغة الأثر.
وأوضح أن الإرهاب يهدف للنيل من النسيج السياسي والاقتصادي لدولنا، كما يسعى تدريجيا الى توسيع مساحات اللاأمن واللاستقرار كما هو الامر في منطقة الساحل حاليا، مشيرا الى ان ما يبعث على الارتياح هو أن المجموعة الدولية أصبحت تعي خطورة هذا التهديد، وانها قررت التصدي لها بطريقة منسقة وتوافقية.
واعتبر نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجيل الذي أسس حركة عدم الانحياز عرف كيف يساعد دول القارة الافريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية على التحرر من نير الاستعمار، فان القضية الفلسطينية بقيت تراوح مكانها.
وان دول الحركة التي تدعم القضية الفلسطينية وتخصص قرارا لها يؤكد أهميتها ووذلك لتأثيرها على الأمن والسلم في العالم، وعلى الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يتطلب تحركا دبلوماسيا متواصلا من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية والانسحاب لخط الرابع من يونيو 1967.
ومن جهته أشاد محمد عبد العزيز وزير الخارجية الليبي بمستوى التعاون والتنسيق بين بلده والجزائر، وذلك في منذ مشاركة الجزائر في مؤتمر طرابلس حول امن الحدود منذ حوالي سنتين، تنسيق على كامل المستويات من خلال تبادل زيارات وزراء الداخلية ورؤساء المخابرات، وكذا التعاون بين البلدين في إطار اتحاد المغرب العربي، وان الجزائر كانت من الدول السباقة في في تقديم الدعم لليبيا في المجال الأمني وخاصة أمن الحدود.
واعتبر أن الجزائر مهتمة بالبعد الإقليمي الأمني، وخاصة فيما يتعلق بتأثير الوضع الأمني لليبيا على المنطقة، موضحا أن اجتماع دول جوار ليبيا الذي عقد على هامش مؤتمر دول عدم الانحياز، ريح قناعة بأن دول المنطقة هي التي يجب ان تتولى قضاياها الأمنية، دون اللجوء الى دول من خارج المنطقة للقيام بهذا الدور.
وشدد عبد الله ديوب وزير الخارجية المالي على ان بلاده ما زال يواجه خطر الإرهاب، وان العمليات التي قامت بها قوات منظمة التعاون لدول غرب افريقيا وكذا العمليات التي قامت بها القوات الفرنسية لم تقض على الإرهاب بشكل نهائي، مشيرا الى أن الأحداث الاخيرة التي شهدتها منطقة كيدال خير دليل على أن التحديات الأمنية التي تواجهها مالي كبيرة.
كمال زايت