الجزائر: التجمع الوطني الديمقراطي يتجه لانتخاب رئيس البرلمان بن صالح أمينا عاما له
11 - ديسمبر - 2013
حجم الخط
0
الجزائر ـ ‘القدس العربي’ ـ من كمال زايت: يعقد التجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر مؤتمره في الـ24 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وذلك لانتخاب أمين عام جديد، بعد قرابة سنة من فراغ خلفته استقالة الأمين العام السابق أحمد أويحيى، في حين تشير كل المعطيات إلى أن عبد القادر بن صالح رئيس البرلمان والذي يشغل منصب الأمين العام بالنيابة سينتخب على رأس التجمع في هذا المؤتمر. وأشارت مصادر من داخل التجمع لـ’القدس العربي’ إلى أن الأمور حسمت ‘فوقيا’ لصالح عبد القادر بن صالح، الذي يسير شؤون الحزب مؤقتا منذ قرابة السنة، أي منذ أن قرر الأمين العام السابق أحمد أويحيى رمي المنشفة، تحت ضغط معارضة داخلية، فهم منها بأنه لم يعد مرغوبا فيه ‘فوقيا’، ففضل الخروج من الباب قبل أن يلقى به من النافذة، مثلما حدث لمسؤولي أحزاب آخرين فضلوا تحدي الإرادة ‘الفوقية’، وقرروا المعاندة والمغالبة إلى آخر رمق. وأوضحت المصادر ذاتها أن اختيار بن صالح هو تكريس للوضع القائم، فهذا الأخير معروف باستقامته وبخصال رجال الدولة الذين لا مجال معهم للاجتهاد، فهو قليل الكلام، قليل المبادرة، بدليل أنه ومنذ أن تولى تسيير شؤون التجمع بالنيابة لم يقم بأي حركة استثنائية، إلى درجة أن الحزب كان قد بدأ يعرف نوعا من التململ، ولكن ولأن الإرادة ‘الفوقية’ مع بن صالح، فإن ذلك التململ مر على أنه سحابة صيف لا ترى بالعين المجردة. وأشارت إلى أن تثبيت بن صالح في منصب أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي يأتي في إطار نفس سياسة الدفع بعمار سعداني على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، وهو مع التجمع يمثلان حزبا السلطة اللذين ولدا من رحم واحد، وبن صالح خلافا لسلفه لم يعلن ولم يبدي أي نوايا للترشح للرئاسة، فبن صالح لا يكف ولا يمل من تكرار دعمه لبوتفليقة غير المشروط، حتى وإن كان قد انزعج من مسارعة عمار سعداني أمين عام جبهة التحرير الوطني للإعلان عن أن بوتفليقة سيترشح لولاية رابعة. وأوضحت المصادر نفسها أن المؤتمر المرتقب للتجمع الوطني الديمقراطي سيعلن تأييده لبوتفليقة إن رغب في الترشح لولاية رابعة، مؤكدة على أنه بصرف النظر عن الجدل الذي أثير حول هذه النقطة، فإن الرئيس ما زال محافظا على صمته، ولم يعلن بعد عن نواياه بشأن الانتخابات القادمة، وهو من عادته ألا يستشير أحدا، ولا يخبر أحد عن نواياه. وأشارت إلى أن عدم تحمس بن صالح للمبالغة في الحديث عن الولاية الرابعة، مرده رغبته في ترك الإعلان عن هذا القرار للرئيس نفسه، وأنه لهذا السبب انزعج من الإعلان المتكرر لعمار سعداني بخصوص ترشح بوتفليقة مجددا في الانتخابات الرئاسية القادمة.