الجزائر تؤجل زيارة وزيرة خارجية اسبانيا للمرة الثانية على خلفية الصحراء الغربية والحدود البحرية

حسين مجدوبي
حجم الخط
8

مدريد-“القدس العربي”:

أقدمت الجزائر على تأجيل زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية الى الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وهو ثان تأجيل للزيارة، الأمر الذي يدل على عدم رضى الجزائر على دبلوماسية مدريد لاسيما في ظل النزاع الصمت الذي نشب مؤخرا حول الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط.

وكانت وزيرة الخارجية أرانشا غونثالث لايا قد برمجت زيارة الى الجزائر نهاية يناير الماضي ومباشرة بعد زيارتها الى العاصمة الرباط، لكن السلطات الجزائرية ألغت الزيارة في آخر ساعة، وجرى الاتفاق على غد الأربعاء، وفق جريدة الباييس.

وعلى بعد يومين من هذه الزيارة، توصلت وزارة الخارجية ليلة الاثنين ببرقية من نظيرتها الجزائرية يخبرها بتأجيل الزيارة الى يوم 4 مارس/آذار المقبل، الأمر الذي يخلف قلقا في مدريد بحكم رهان الخارجية على تقوية العلاقات مع المغرب والجزائر وتونس في المرحلة الحالية لتنتقل لاحقا الى الساحل. وكانت وزيرة الخارجية تنوي طرح مجموعة من الملفات ومنها مكافحة الهجرة بعدما تحولت الى مصدر رئيسي للهجرة السرية التي تصل الى شواطئ اسبانيا المتوسطية، ثم العمل على تقوية العلاقات الاقتصادية لاسيما وأن اسبانيا تستورد 50في المائة من الغاز من هذا البلد المغاربي. ومن ضمن الملفات الشائكة التي كانت مبمرجة في الزيارة، ملف الحدود البحرية بعدما أقدمت الجزائر على ترسيم حدودها البحرية ويفترض أنها ضمت مياه جزر الباليار المتوسطية الى ممتلكاتها البحرية، وهو ما يؤدي الى اعتراض مدريد.

وحصلت “القدس العربي” على مصادر سياسية اسبانية تنسب التأجيل الأول الى رفض الجزائر أن تأتي في مرتبة ثانية في الزيارة بعد المغرب. بينما السبب الثاني قد يكون مرتبطا بما تعتبره الجزائر تعرضها لحملة إعلامية قوية في الصحافة الإسبانية بعدما طفى الى السطح ملف الحدود البحرية، ولم ترى الجزائر بعين الارتياح تصريحات الوزيرة عندما قارنت بين المغرب والجزائر في مشكل المياه قائلة في ندوة صحفية الأسبوع الماضي “توجد لدى المغرب رغبة في تحديد المياه، بينما المرسوم الجزائري الذي يعود إلى سنتين يتضمن تصوراً حول كيفية تحديد المياه الإقليمية”.

ومن جهتها، نشرت جريدة كونفدنسايل تبريرا آخر ينسب تأجيل الزيارة الى احتجاج الجزائر بطريقة صامتة على دعم اسبانيا للمغرب في نزاع الصحراء.

وكانت مدريد قد نجحت خلال السنوات الماضية في إحداث توازن في علاقاتها مع المغرب والجزائر، ولم تعد تميل الى أي بلد بقدر ما تعزز العلاقات الاقتصادية على حساب السياسية لتفادي المشاكل. لكن يبدو أن الجزائر تعتقد في الاخلال بهذا التوازن مع الحكومة الجديدة بقيادة الاشتراكي بيدرو سانتيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    إسبانيا تدعم المغرب في النزاع على الصحراء الغربية مقابل سكوت المغرب عن النزاع على سبتة ومليلة! إسلوب مقايضة, لا أكثر ولا أقل!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول صحراوي مغربي:

      بسم الله الرحمان الرحيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}.
      أتحداك أن تأتينا بقرار أممي واحد يتحدث عن إستعمار، الأمم المتحدة تتحدث عن منطقة متنازع عليها وعن حل توافقي يرضي الطرفين وهذا الحل لن يكون على حساب وحدة المغرب الترابية ولو تطلب الأمر لا قدر الله حربا إقليمية سيذهب ضحيتها الشعبين الشقيقين المغربي والجزائر وستقسم أوطانهم وتخرب بنيانهم وسيرجع الجميع إلى القرون الوسطى وهذا كله من أجل مائة ألف مرتزق من دول الجوار بتندوف على حساب مائة مليون مواطن مغاربي فهل يقبل عاقل هذا ….. صحراوي مغربي وأفتخر

    2. يقول رجل المنفى:

      اسبانيا تدعم المغرب على حساب الصحراء العربية على حساب سكوت إسبانيا عن سبتة ومليلة

  2. يقول أبوسفيان:

    الجزائر لا تملك ما تقدمه لإسبانيا سوى الغاز والأموال لبعض الجمعيات الإسبانية التي تدعم إنفصال الصحراء المغربية عن وطنها الأم أما غير ذلك فهو مجرد عناد فارغ لأن ما تعانيه الجزائر على مستوى شرعية الحكم لا يؤهلها لفرض تصورها السادج للعلاقات الدولية وهو تصور مبني على إديولوجية السبعينيات

  3. يقول المهدي المهديوي:

    مسكين نظام الجنرالات يتصرف مثل أطفال الحضانة. يريد أن يضغط على دول عظمى ديمقراطية لتنحاز إلى جانبه في خندق الشعارات البائدة التي عفى عنها الزمن ههههه
    بينما اتجه العالم نحو الإتحاد و السلام و التعاون الإقتصادي بغض النظر عن الخلافات الجانبية.
    و هنا يتفوق النظام المغربي ب أشواط كبيرة : *إذا وجدت نفسك لا تسير للأمام ف إعلم أنك ترجع للخلف * حكام الجزائر تنطبق عليهم هذه المقولة
    تبون يتهم ما سماه لوبي مغربي ب إفساد العلاقات بين فرنسا و بلده وهو السبب في توجه الإستثمارات الفرنسية نحو المغرب خصوصا مصنع رونو و بيجو( أكبر مصنع للسيارات في القارة الإفريقية )
    بينما الحقيقة هي أن فرنسا و العديد من الدول الكبرى تتوجه نحو الإستثمار في المغرب لأن مسؤوليه انشغلوا في بناء بلدهم حتى أصبح ثاني أفضل بنية تحتية في القارة .كما أن المغرب هو صاحب أكبر ميناء تجاري في حوض البحر الأبيض المتوسط. متفوقا على دول عظمى مثل : اسبانيا فرنسا.إيطاليا…
    أما حكام الجزائر فقد انشغلوا ب الخرافات و تجييش المشاعر و الأوهام . و إعتمدوا كليا على الغاز و هذه أصبحت ورقة ضعيفة خصوصا مع دخول المغرب-موريتانيا-السنغال إلى نادي المنتجين للغاز و قريبا سوف تصبح هذه الدول مصدرا بديلا لجنوب أوروبا

  4. يقول Ali:

    لماذا لا تخطو الجزائر مثل ما فعلت مع ساحل العاج عندما استدعت سفيرها هناك في ابيدجان. أم أن ساحل العاج ليست هي اسبانيا. بالله الجنرالات جعلت من الجزائر جمهورية “تنظيف الحي”une République corvée-quartier.

  5. يقول ولد الحاج:

    اسبانيا باعت الصحراء الغربية للمغرب من اجل ان يسكت عن مطالبه باسترجاع سبتة و مليلية المحتلتين و لكن الشعب الصحراوي تصدى لهما و كافح الاستعمار الاسباني وواصل الكفاح ضد المستعمر المغربي الذي تكبد خسائر فادحة في الارواح و المعدات حتى وقف اطلاق النار سنة 1991 و مازال مستعد لاستاناف الكفاح المسلح حتى خروج الاحتلال من كل اراضيه المحتلة.

  6. يقول المجاهد:

    تحليلاتكم غير سوية، المشكل المطروح بالتأكيد حول الحدود البحرية، فإسبنانبا بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة تريد فرض صوتها على الرئيس عبدالمجيد تبون، بالرغم من أن قرار الجزائر ترسيم الحدود البحرية مع اسبانيا كان منذ اكثر من سنتين، وهذا الترسيم حسب المواثيق الاممية، أما قضية الصحراء فلا اعتقد ذلك.

إشترك في قائمتنا البريدية