كمال زايت الجزائر ـ ‘القدس العربي’: تتزايد الأصوات التي ترتفع هنا وهناك مطالبة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لولاية رابعة، وهذا على الرغم من تصريحات منشورة في الصحافة منسوبة لمسؤول في الرئاسة (لم يكشف فيها عن هويته) والتي قال فيها إن بوتفليقة لا يريد الاستمرار في الحكم، لكن هذا لم يمنع مؤيديه من دعوته إلى الترشح لولاية رابعة، الأمر الذي زاد في حيرة ‘منافسيه’ أو الراغبين في الترشح لرئاسة الجمهورية.رغم أنه لم يعد يفصلنا إلا سنة واحدة عن موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر، إلا أن الغموض يبقى سيد الموقف، خاصة وأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يقل كلمته الأخيرة بعد، ومن المستبعد أن يقولها في الوقت الحالي، سواء كانت له النية في الترشح مجددا أم لا، وهو ما أدخل الراغبين في الترشح للرئاسة في حيرة من أمرهم، وجعلهم يفضلون الصمت وترقب التطورات التي تعرفها الساحة السياسية، قبل الإعلان عن موقفهم الأخيرة، لأن لا أحد من الأوزان الثقيلة يريد أن يلعب دور ‘الكومبارس’ في مسرحية معدة سلفا، ولا أحد له الاستعداد ليكون ‘أرنب’ فداء لولاية رابعة قد تكون محسومة سلفا، لذلك ينتظرون خروج الدخان الأسود من قصر المرادية (مقر الرئاسة) ويتأكدوا أن بوتفليقة لن يترشح مجددا.ورغم المقال الذي نشر قبل أيام في صحيفة ‘الخبر’ والمنسوب إلى مسؤول كبير في الرئاسة، فضل عدم ذكر اسمه، والذي يفترض أنه جاء ليطمئن الذين يخشون ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، بالتأكيد على أن هذا الأخير لا ينوي الاستمرار في الحكم، وأنه غير راض عن حصيلة حكمه، وعن أداء وزرائه أيضا، وأنه تأثر كثيرا بفضائح الفساد التي تم الكشف عنها في شركة سوناطراك، إلا أن المقال تضمن جملة واحدة يعتبرها المراقبون للشأن السياسي بأنها ‘مفتاح’ المقال، وهي استعداد الرئيس الترشح إذا طالبه الشعب بذلك، وهي إشارة ضمنية للجان المساندة والدعم (وما أكثرها) من أجل الشروع في قرع طبول الولاية الرابعة، يضيف ذات المراقبون.كما أن لويزة حنون زعيمة حزب العمل الذي كان يصنف مع المعارضة، لكن أضحى اليوم من الصعب تصنيف هذا الحزب، لأنه أضحى يهاجم المعارضين الذين يفترض أنه يقف معهم في نفس الصنف، حنون خرجت عن صمتها وفتحت النار على أحمد بن بيتور، رئيس الحكومة الأسبق، والذي كان أول من أعلن ترشحه للرئاسة، متهمة إياه بأنه يقف وراء الاحتجاجات التي عرفتها مدينة غرداية، جنوب البلاد، كما اتهمت حزب جبهة القوى الاشتراكية (المعارض) بأنه متورط في تحريك الاحتجاجات التي تعيشها مدن الجنوب، كما دعت بوتفليقة للترشح إلى ولاية رابعة، وأبدت استعدادها لمساندته في حملته الانتخابية. ورغم أن ترشح بوتفليقة مجددا يبدو صعبا نظريا، إلا أنه يبقى قائما ولا يمكن استبعاده من الحسابات، لكن هناك بضعة عوامل تعقد المهمة نوعا ما، أولها قضايا الفساد التي انفجرت على نطاق واسع، وتورط وزراء سابقين محسوبين على الرئيس فيها، كما أن الاحتجاجات التي تعرفها عدة مدن في البلاد منذ أسابيع، والتي من المرشح أن تتسع رقعتها، خاصة وأن الحلول التي اقترحتها الحكومة حتى الآن، أثبتت محدوديتها. وأخيرا يبقى موقف المؤسسة العسكرية، التي فضلت الصمت منذ فترة، لكنها ستقول كلمتها في الأخير، إذا رأت أن ترشح بوتفليقة لولاية رابعة ستكون فاتورته غالية، خاصة وأن ما يتردد في الكواليس يشير إلى أن الجيش يفضل وقوع تغيير على مستوى الرئاسة، خاصة في ظل تزايد فضائح الفريق الرئاسي، ووصوله إلى طريق مسدود على كل المستويات.qarqpt