الجزيرة الإنكليزية تنقل للمتابع الغربي الحقيقة عن أول مونديال عربي 

سليمان حاج إبراهيم 
حجم الخط
0

الدوحة- “القدس العربي”: سجلت قناة الجزيرة الإنكليزية حضوراً لافتاً في الساحة الإعلامية الدولية، وكان لها دور بارز في كشف الحقيقة عما يدور في المنطقة من أحداث، وتحديداً على ضوء الحملة الغربية التي تتعرض لها قطر، أول دولة عربية وشرق أوسطية تنظم الحدث.

وقامت “القدس العربي” بجولة في مقر قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنكليزية، وفي استديوهاتها التي تتابع الحدث أولاً بأول. ورصدت “القدس العربي”، مضمون قناة الجزيرة الإنكليزية الذي تقدمه، والذي يبرز الأبعاد الغائبة عن الجمهور الغربي وغير الغربي المتحدث باللغة الإنكليزية. ويعد الأمر أحد الأهداف الأساسية  للقناة، أي تعريف هذا الجمهور العريض سواء الغربي، أو الإفريقي والآسيوي أو الجيل الثاني والثالث من أبناء العرب بما يدور في هذه المنطقة.

وتؤكد العديد من التقارير والدراسات التي ترصد الإعلام الناطق باللغة الإنكليزية، أن دور الجزيرة حيوي لسد هذا الفراغ، لأن القنوات التي لا تنتمي إلى هذه المنطقة سواء كانت إفريقية، أو آسيوية أو أوروبية، لا تملك أدوات الوصول إلى عمق الخبر، وإلى الأبعاد الخفية من الأخبار في هذه المنطقة. والتقت “القدس العربي” إبراهيم هلال، مدير إدارة تحرير الأخبار في قناة الجزيرة الإنكليزية.

وتحدث هلال عن تغطية الجزيرة لمونديال قطر، وكشف أن الجزيرة الإنكليزية التي لها جمهور واسع في كل دول العالم، خططت لهذا الحدث قبل انطلاق صافرة المونديال بشهور، لأنه ليس حدثاً رياضياً فحسب، وإنما حدث ثقافي اجتماعي اقتصادي سياسي. ويعتبر أن تنظيم كأس العالم في دولة من دول “العالم الثالث”، ودولة عربية إسلامية خليجية ودولة صغيرة الحجم، مثل قطر، هو حدث فريد من نوعه.

ويستطرد أن التأثيرات غير الرياضية على دولة قطر من حيث البنية التحتية، ومن حيث التنوع الثقافي الذي تريد دولة قطر إظهاره للعالم، وكذلك من حيث هذه المساحة الجغرافية المحدودة، يجب أن تعكس التنوع الثقافي العالمي ليس فقط لـ32 منتخبا يشاركون في البطولة فحسب، ولكن لكل دول العالم التي ستشاهد فعاليات الساحرة المستديرة. ويضيف إبراهيم هلال أن الهدف الأساسي من التغطية، أن تعكس استعدادات المنظمين، وإظهار الحدث من كل جوانبه، وكيف أن الدولة التي ستنظم هذا الحدث جاهزة لتقديم الصورة الثقافية لكل الدول التي ستشارك، والدول التي ستشاهد، بالإضافة إلى تغطيات مماثلة من كل دول العالم.

ويؤكد المسؤول عن تحرير أخبار الجزيرة الإنكليزية، أن القناة وضعت خطة مسبقة، تشمل الدول الـ31، بالإضافة إلى قطر، مع تحضير تقارير ميدانية مستمرة للاستماع إلى وجهات نظر المحللين الرياضيين والسياسيين، وصناع القرار. وتشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية، وأيضاً بشكل أساسي الجمهور. كما تضمنت خطة القناة المسبقة، تحضير مواد من بعض الدول التي انتُقيت بعناية رغم أنها لن تشارك في الحدث الرياضي، ولكن جمهورها مهووس بالكرة، مثل إيطاليا أو الدول التي هناك جوانب أخرى للنقاش فيها، مثل تقرير من غزة “الجمهور الغزاوي كيف يشاهد المباريات، وكيف أنه لم يجد إمكانية الحضور والخروج من القطاع بسهولة. أي وجود عدد من الزوايا لهذه التغطية كي لا تكون تغطية رياضية كروية فقط، ولكن أيضا بشكل أساسي تغطية شاملة.

وسألت “القدس العربي” إن كانت القناة تحاول أن تقدم الحقيقة للمتابع الغربي الذي لا يعرف المنطقة بشكل واضح، أو ليست لديه معلومات دقيقة عن المنطقة أو يستقيها من مصادر أخرى. وأكد إبراهيم هلال أن هذا أحد الأهداف الأساسية  لتأسيس القناة منذ عام 2006، وتقدم الأبعاد الغائبة عن الجمهور، سواء الجمهور الغربي، أوغير الغربي المتحدث باللغة الإنكليزية، لأنها اللغة العالمية.

وأكد أن استطلاعات الرأي تثبت منذ الانطلاق خلال 16 عاما إلى يومنا هذا، أن نسبة المشاهدين  لقناة الجزيرة الإنكليزية ليست فقط  في الغرب. وكشف أن “هذه النقطة كنا دائماً منتبهين لها، نحن لا نخاطب فقط الجمهور الأوروبي أو الأمريكي، والكندي، ولكن بالأساس هناك الملايين من المشاهدين في إفريقيا وآسيا، وهو جمهور يستحق الاهتمام”. وأوضح إبراهيم هلال أنه بالإضافة لهذه الفئات، هناك جمهور واسع يتشكل من الجيل الثاني من العرب المقيمين في الغرب، وأبناؤهم من الجيل  الثاني والثالث لا يتحدثون العربية بطلاقة، ولكنهم  يتحدثون الإنكليزية أحيانا كلغة أولى  في كثير من الدول، ويحتاجون إلى معرفة ما يدور في المنطقة التي انحدر منها آباؤهم، وأجدادهم.  ويستطرد أن من الأهداف الأساسية  للجزيرة الإنكليزية، تعريف هذا الجمهور العريض سواء الغربي، أو الإفريقي، أوالآسيوي، أو الجيل الثاني والثالث من أبناء العرب بما يدور في هذه المنطقة. ويوضح قائلاً: “لماذا نركز كثيراً في مناقشاتنا على هذه المنطقة؟ ليس فقط لأنها المنطقة التي نبث منها، لكن لأنها مليئة بالأخبار بشكل أساسي، وهناك ما يجري في العراق وفي السودان، وليبيا، وما يدور في فلسطين بالتأكيد، وإيران، وأفغانستان”.

 

 

ويضيف مدير التحرير في قناة الجزيرة الإنكليزية، أن هذه المنطقة على امتدادها حبلى بالأخبار بشكل يومي، ولهذا هناك دور للجزيرة في سد هذا الفراغ، لأن القنوات التي لا تنتمي إلى هذه المنطقة، سواء كانت إفريقية، أو آسيوية، أو أوروبية، لا تملك أدوات الوصول إلى عمق الخبر، وإلى الأبعاد الخفية من الأخبار في هذه المنطقة. فهذا دور أساسي ليس فقط لأنها تنتمي إلى هذه المنطقة، ولكن لسد الفراغ  الهائل في الإعلام العالمي.

وحول الانتقادات التي قد تتعرض لها الجزيرة الإنكليزية، بما أنها تبث من هذه المنطقة، من قبيل أنها تميل أكثر لوجهة نظر الدولة التي تبث منها، يؤكد إبراهيم هلال أن “هذه تهمة لا تستند إلى أي أدلة”. ويوضح أن نسبة التغطية لقطر خارج كأس العالم لا تزيد عن نسبة تغطية الأخبار في أي دولة أخرى، وهي تتعامل مع ما يدور في الدولة التي تبث منها، مثلما تتعامل مع ما يدور في أي دولة أخرى في العالم. ويستطرد أنه بالعكس، هناك الكثير من الجمهور القطري يعبر عن استيائه، ويعتبر أن القناة لا تقدم ما يكفي من التغطية لما يدور في قطر. ويشدد إبراهيم هلال أنه خلال تغطية كأس العالم، وبما أن قطر أصبحت هي محور الاهتمام العالمي، كان لزاماً عليها ألّا تنظر إلى هذه الدولة حيث مقرها الرئيسي، وكأنها من من المريخ أو الفضاء الخارجي.

وحول التغطية لكأس العالم، جهزت الجزيرة الإنكليزية مجموعة تقارير، عن التنوع الثقافي في قطر، ويقول إبراهيم هلال: “أعتقد أنه من النادر أو بالأحرى من المستحيل أن تجد دولة في العالم تنظم بطولة بحجم كأس العالم، ويوجد فيها من المقيمين الرسميين الشرعيين، وليس الزوار أو القادمين من أجل البطولة، هذا التنوع، من الجنسيات، يضاف لهم القادمون لمشاهدة كأس العالم من مليون أو مليوني شخص من المشاهدين، حيث إنه داخل دولة قطر يوجد تنوع لافت من الجمهور، ومن ينتمي إلى كل الدول التي ستشارك في هذا الحدث الاستثنائي.

ويضيف هلال أنه لا توجد دولة في تاريخ كأس العالم تصادف فيها وجود مشجعين مقيمين لكل الدول التي ستأتي إليها. ويوضح قائلاً: ” في هذه الدولة وهذه المساحة الجغرافية المحدودة، ما يعكس ثقافات متنوعة، حتى قبل أن تستضيف هذه الدولة بطولة كأس العالم، وقبل أن يبدأ الحدث، ولهذا كان لزاماً علينا أن نغطي ذلك”. ويشرح هلال الفكرة بالتأكيد أنه أي شخص إذا زار سوق واقف على سبيل المثال حتى قبل بداية بطولة كأس العالم سيلمس بشكل واضح ذلك التنوع والغنى، فيلاحظ أشخاص من خلفيات وجنسيات متعددة، ومن قارات العالم، مثل العربي، والنيجيري، والغاني، والكاميروني، والكندي، والبريطاني. ويؤكد مدير التحرير في قناة الجزيرة الإنكليزية، أنه حتى داخل غرفة الأخبار في القناة، لديها هذا التنوع أيضاً، وبالتالي الجزيرة محظوظة بهذا التنوع الذي يشكل مصدر قوة، لأنه عندما تكون هناك حاجة لسماع وجهة نظر، أو فهم تفاصيل خاصة بدولة أو لها بثقافة معينة، هناك من يمثلها داخل غرفة الأخبار.

وعينت شبكة الجزيرة مؤخراً الإعلامي المصري إبراهيم هلال مدير التحرير في قناة الجزيرة الإنجليزية. وأصدر القرار الدكتور مصطفى سواق المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة.

وقبل هذا التعيين كان هلال يشغل منصب مستشار تحرير في شبكة الجزيرة.

وتتجاوز خبرة الإعلامي المصري ثلاثة عقود في الإعلام، وسبق أن عمل في التلفزيون المصري، وراديو وتلفزيون بي بي سي، ثم التحق بقناة الجزيرة العربية مع انطلاقتها.

ولاحقاً كان هلال من الفريق الذي أشرف على إطلاق قناة الجزيرة الإنكليزية.

وتدرج إبراهيم هلال في مناصب القيادة في قناة الجزيرة العربية حيث سبق أن شغل منصب مدير الأخبار.

وقبل بداية البطولة، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، أن بلاده تتعرض لحملة تشويه غير مسبوقة منذ إعلان تنظيمها كأس العالم، مشدداً أن قطر لن تتراجع عن دورها الإيجابي، ورحب بالجميع خلال بطولة كأس العالم التي تنظم لأول مرة في دولة عربية وفي الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية