بالإعلان عن حكومة عبد العزيز جراد، وأسماء الوزراء، تكون الجزائر في نظامها الجديد-القديم، قد أتمت مرحلة ظل نائب وزير الدفاع، الفريق القايد صالح (لروحه الرحمة والسلام) يلح عليها باستماتة. هذا من حيث المبدأ يوفر للجزائر دولة تخرجها من المؤقت وتدفع بها إلى مواجهة الأوضاع المستجدة والصعبة على الحدود وغيرها لاستعادة دورها الدولي والعمل على إبعاد شبح الحرب الذي أصبح علامة العصر الذي نعيش فيه.
الحدود الجزائرية، على الرغم من القوة الضاربة التي تتوفر عليها لمواجهة حرب كلاسيكية، إلا أنها مخترقة، ومن الصعب مواجهة معابرها السرية، فهي الطريق الأمثل لتهريب الممنوعات، بالخصوص المخدرات والأسلحة. هذه المعابر كانت إلى وقت قريب محمية من الكثير من الموجودين في جهاز الدولة نفسه، العصابة تحديدا وامتداداتها، إذ لا يمكن فهم طرق عبور المخدرات التي وصلت إلى سقفها قبل سنوات، بـ 701 كيلو من الكوكايين، دون حماية كبيرة. وما حدث من تهريب للمال العام في السنوات الأخيرة، والقضايا والفضائح ومنها قضية الخليفة، والبوشي، والكوكايين وغيرها، وقبلها شبكة الحاج بتو في فترة الرئيس الراحل محمد بوضياف، تضع الجزائر في وضعية محلية ودولية غير مريحة. في المظهر العام هناك دولة، لكن في العمق العصابة أو الدولة العميقة هي من كان يتحكم في التسيير، ولا علاقة لها بالشأن العام. تعتمد القوة والجبروت، والقتل السري، للشخصيات الفاعلة وطنيا. هذه الحدود التي تم إضعافها لا تحتاج فقط إلى منظومة دفاعية صاروخية وحدها، ولكن تحتاج إلى استراتيجية فعلية، تبدأ بتنقية الأجهزة المشرفة على الحرب ضد التهريب الخطير، وإلى شراكة فعلية مع الجيران وتحميلهم المسؤولية، وتحتاج أيضا إلى سياسة دولية وتعاون حقيقيَّين، لأن المرور عبر الحدود يفترض وجود رضى البلد المجاور.
الأسلحة التي يكتشفها الجيش الوطني الشعبي في الحدود الليبية، والنيجرية، والمالية وغيرها، تبين بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة شديدة الخطورة. ناهيك عن الوضع الاقتصادي الذي سبق أن شرحه بدقة رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، الذي تقول بعض الأوساط الإعلامية إنه رفض منصبا كبيرا اقترح عليه، وفضل أن يظل حَراكيا. معاينته شديدة الدقة كما وصفها في ندوته في فوروم جريدة ليبيرتي: مهمة النخب لإنقاذ البلاد. وألح على أن التسيير السيئ للبلاد هو الذي أفقر الجزائر، وأدى إلى ندرة مصادر تمويل الموازنة التي تعتمد كليا على النفط. الدخل من النفط تهاوى إلى الحضيض؛ من 63 مليار دولار في 2013، إلى 27 مليار في 2016 (-57٪)، بينما الاستيراد بلغ حوالي 50 مليار دولار، في غياب أي تخطيط حقيقي، فمن أين تأتي الدولة بالعشرين مليار دولار الناقصة؟ ليكون استيرادها في مستوى 2016 فقط؟ خمسة أسباب أدت إلى هذا الوضع: 1-مأسسة الرداءة والجهل، 2-عبادة الشخصية، 3-مأسسة الفساد، إذ إن الاقتصاد بين أيدي أفراد يتخذون القرارات خارج المؤسسات، 4-تشظي المجموعات التي على رأس السلطة، وهو ما يجعل البلاد عرضة لهزات شديدة الخطورة، يضاف إلى ذلك العنف لحل الخلافات لدرجة التوحش، 5- تسيد القدرية والفردانية في مواجهة المعضلات المجتمعية.
أمام هذه الوضعية لا حل إلا التجنيد الحقيقي لكل النخب بهدف الحفاظ على وحدة البلاد وتغيير سلمي للأوضاع. النتيجة أن الجزائر وجدت نفسها مسيرة بنظام أوليغارشي متسلط، توريثي وأبوي، يعيش من الريع النفطي بشكل متوحش. وضع بهذه الحساسية يفرض تغيرات عميقة في بنية النظام نفسه (بغض النظر عن الشكل الذي سارت عليه الانتخابات) والقدرة على قراءة الهزات المقبلة خارج الحسابات الضيقة، وهو ما لم يحدث. لقد انتخب رئيس الجمهورية (بغض النظر أيضا عن النسبة المئوية التي تبين وتؤكد أن النظام ميال إلى الرسكلة أكثر منه إلى التغيير). وأكدت حكومة عبد العزيز جراد على عقلية ترقيعية.
كان أفق الانتظار كبيرا، وليس المهم النقد اللاذع الذي وجهته مواقع الاتصال الاجتماعي لخيارات رئيس الحكومة، فهو سيد السفينة، لكن السؤال الثقيل: هل تستطيع هذه الحكومة القيام بالنقلة النوعية؟ لا تكفي فكرة التشبيب وهي خاصية إيجابية في المطلق، لكن الخبرة السياسية ضرورية في مثل وضع الجزائر. كيف تتم تنقية الأوضاع بوزراء لعبوا دورا سلبيا سياسيا. مثلا وزير التجارة كمال رزيق، فقد قال قبل استوزاره كلاما لا يليق بإنسان عادي، فكيف بوزير؟ ووجه سهامه لمنطقة القبائل من خلال صفحته على «فيسبوك» واصفا الحَراكيين بقطاع الطرق. وكان من ضحايا لغته العارية مصطفى بوشاشي، وزبيدة عسول، ومقران آيت العربي، واصفا إياهم بأبناء الحركة (الخونة)، (ما نشره في 03 آب/أغسطس 2019)، يضعنا هذا أمام سؤال ثقيل: كيف لرجل ساهم بشكل معلن في تمزيق البلاد بكلامه أن يصبح ممثلا لدولة؟ هناك اختلافات في الرؤى، هذا مفهوم، لكن أن يتحول ذلك إلى انحراف كلامي خطير، يصبح غير مقبول. وإلا ماذا يعني اختياره وزيرا، هل لصبّ الزيت على النار تجاه منطقة القبائل؟ ويمكن أن نقيس على ذلك الكثير ممن عينوا على رأس قطاعات حساسة كالصناعة وغيرها.
إضافة إلى المسالة الأخلاقية، كثيرون ممن كانوا حراكيين أصبحوا في الحكومة؟ هذا النوع من الردة يضع مصداقية أصحابها في حالة إحراج. كيف يمكن أن نصدق ونثق في شخص، قبل أيام كان في الحراك (صور الـ«فيسبوك» شاهد فاضح)، ولم تحدث أية هزة عظيمة جعلته يغير موقعه. هذا كله يعطي للحراك كل مبررات الاستمرار، لأن ما حدث حتى الآن لا ينبئ بأدنى رغبة من النظام في تغيير حقيقي. حتى إطلاق سراح الحراكيين تم بشكل مبتور ومنع من الاستفادة منه بعض أقطابه الذين يمكن أن يكونوا حلقة وصل حوارية تفاوضية بين الحراك والدولة لإيجاد الحلول التي تضمن وحدة البلاد، وانتقالها التاريخي نحو الجمهورية الجديدة. مع هذه الحكومة الضعيفة، تراجعت الجمهورية الثانية مسافات أطول إلى الوراء.
الحياة ضمن القبيلة في عصر التكنولوجيا يمكن أن يكون أرحم من العيش تحت أنظمة سلبت الإنسان كل مقومات حياته. ولكن القبيلة قضي عليها لما تمثله من قوة تصد لكل مستخرب على غرار فرنسا التي طمست معالم القبيلة فاختلط الحابل بالنابل لا بل أكثر من ذلك أبيدت قبائل بأكملها.
أصبحت القبيلة فردا لا وزن له أمام التشرذم الذي خول للمعتدي النيل من حقوق شعب لا يقدر أن يتحد لمجابهة أرباب الفساد السياسي والإقتصادي.
لا عليك يا استاذ من تصريحات الوزير قبل الاستوزار وهو رأي مواطن جزائري على كل حال..هم يقطعون أوصال الجزائر والجزائريين في كل سانحة هؤلاء الذين ذكرتهم بسيماهم هم فعلا من نفس المنطقة و طالبو حتى بنظام فدرالي و بعلم هجين وووو ؟ ألا تعتقد أن هاته النخبة التي تكلمت عنها خرجت عن المعقول ؟ أم أنه حلال عليهم حرام علينا أن نذكر توجهاتهم التي تمس وحدة وكيان الأمة.. الشعب أو الجزائر العميقة من دون منطقة القبائل يرى الأمور من زاوية أخرى أستاذ..احتراماتي
أبادلك الرأي دكتور واسيني ، فترة وقف إطلاق النار بعد الثور عام 1962 علمتنا، نسبة كبيرة نعرفنا علي وجوهها أثناء مسرات الحـــــــــرك (الجمعي) كانت النوايا مقصدودة من ذي قبل وهو عمل نفاقي لاغبار عليه، كانوا يتحينون الفرصة للانقضاض بوضع أنوفهم في السلطة واختطاف ما يمكن اختطافه راجع ذلك لقلة حياء ومن فقد الحياء فقد كرامته وإنسانيته غريب امرهم حين بدعون النخبة
الذي ذهب الى الاتحاد الاوربي ليستجلبه في قضية داخلية ويستقوي به لفرض وجهة نظره على عموم الشعب الجزائري لا بختلف عن اي حركي من حركة ثورة التحرير..
من يجهل كل الشكوك التي تحيط بزبيدة عسول مثلا وعلاقاتها مع الخارج او من يجهل تصريحات بوشاشي حول الديمقراطية التي لا تحفظ حقوق الأقلية ومن يتجاهل الدور الذي لعبه اتباع حزكة الماك ليصب جم غضبه على طرف واحد لا يخدم وحدة الصف الذي ينادي اليها..
حاشى القبائل من اي وصف مشين فهم مكون أصلي للشعب الجزائري.. لكن المشكل يكمن في ايديولوجيا تبناها عدد من الكونات قوامها لا للعروبة ولا لإسلام الدولة وحاولوا فرضها بقوة الحراك بعد ان استولوا عليه..
اعتقد ان الدكتور وهو بحاول امساك العصى من المنتصف يضيع فرصة للنقد الحقيقي الذي تعودناه منه وهو النقد الذي يتجاوز البحث في النوايا ويركز على الأفعال..
هل يعتقد الدكتور ان الشعب الجزائري سيسكت ان تكررت المهازل التي كانت في عهد بوتفليقة؟
ان كان الأمر كذلك فالدكتور لا يزال بعيدا عن ااواقع الجزائري وعن تحولاته.
هل يعتقد الدكتور أن الشعب الجزائري سيسكت ان تكررت المهازل التي كانت في عهد بوتفليقة. ..!!!!!! الكلام هنا ليس لي..ولكنه لمن قال قبل شهور قليلة بأن عهدة بوتفليقة المقبلة هي إكمال لعقد من بناء الوطن والمؤسسات والمحافظة على أمن الجزائر وقوتها. …!!! نفس العقلية التي جعلت رئيس الأركان الراحل يتهجى الحروف مرحبا بعودة بوتفليقة الميمونة من سويسرا…مؤكدا على اخلاصه له. ..!!!! ونفس العقلية التي جعلت المنظر الإعلامي لبوخروبة يدبج مقالات مطولة. ..تفنن فيها في قلب الحقائق. …والتطاول على كل شريف رفض استمرارية الفساد والمفسدين…..!!!!
1)- نتمنى للحكومة الجديدة كل التوفيق والنجاح .
هناك إحساس عام جارف بأن الحكومة الجديدة “مسُوسة” ، مثلما يكون الأكل “مسوسا” إذا خلا من ملح الطعام .
مهما كانت النيات والتفسيرات فإن القائمة ، من 39 حقيبة ، كبيرة ومحشوة .
على كل حال هي حكومة انتقالية ، للتهدئة ولتصريف الأعمال ، إلى غاية تحضير دستور وقانون انتخابات جديدين .. ، وأيضا مراجعة كثير من أمور تسيير الدولة ، بعد عشريتين من الموالاة والجهوية الضيقة المقيتة ، التي كان دورها الأساسي هو التغطية على الفساد والإفساد .
من الجيد أن تكسب المعارضين الصادقين ، وليس المعادين الانتهازيين المطالبين بالحل السياسي ، لكن ليس من المفيد أبدا أن تفقد بسببهم ، أو من أجلهم ، النزهاء من الصادقين قولا أخلاقا وعملا والمتمسكين بالحل الدستوري .
صحيح أن الرئيس ، الذي لم يكمل عهدته الرابعة ، استغل سذاجة بعض الشخصيات الحزبية من نفس اللون المنافق (من طاجين : ينعل بو اللي ما يحبناش- أي ما يحبش تناسخ العهدات) ، الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي : على كرشو يخلي عرشو ، على حساب وطنيين أكفاء ونزهاء .. ، وذلك انتقاما من أحزابهم المتقوقعة رغم كثرة الثرثرة ، إلا أنه فقد بذلك تقدير واحترام بقية كل الألوان ، لأن اللون المنافق لم يقدم للبلاد إلا الفساد والخسران .
2)- كان من الأفضل لو أن الإفراج عن المعتقلين تم بعد صدور الأحكام القضائية وبعفو رئاسي ، وإلا كانت العدالة ، ما بعد 12/12 ، هي نفسها عدالة الليل والتلفون .
بل بالعكس تماما ، الجزائر في حاجة للأسماء الوازنة البارزة والمعروفة ، داخليا وخارجيا ، بكفاءاتها ونظافة أيديها ، وأما الأسماء (passe-partout) ، التي اتخذ قرار تعيينها في آخر لحظة ، ربما دون علمها ، فقط لأنها كانت (تشنطج) ضد التهدئة ، ضد الانتخابات وضد المترشحين لها أنفسهم ، لن تكون فائدتها عامة وذات مصداقية ، بل إن اختيارها هي صفعة للأسماء التي جادلتها ووقفت ضد أطروحاتها المدافعة عن “العصابة” ، الداخلية والخارجية ، وإلا كانت هذه الأطروحات ، من مثل : “الأنظمة الفاسدة تُغيَّر ولا تتغير، وأي تغيير يشترك فيه جزء منها هو مهزلة” ، هي وأصحابها كانوا على حق .
أظن أن غالبية الشعب الجزائري كانت تتطلع إلى رؤية الكفاءة والنزاهة والصدق تحتل المناصب القيادية ، حتى ولو كانت لا ترضي النظرة الجغرافية الضيقة ، ولم تكن تنتظر التعيين حسب معيار “المكافأة” . ماذا قدمت كوطة 33 في % ، للجزائر ، في المجالس المنتخبة المحلية والوطنية ، ما
3)- دام هدف الإجراء لم يكن في صالحها وإنما كان في صالح شخص واحد فقط ، وهو تكسير الدستور والمرور ليس بقوة القانون وإنما بقوة العفس والامتيازات الصارخة . أظن أن تعقيب أنيس جمعة في محله ، فلو طلبت مجموعة من خيرة أهل البلد مقابلة مسؤول ما لطرح مشاكل الدوار لما أعطيت لهم الفرصة لذلك ، أما لو قام عدد محدود من عامة الناس بقطع الطريق وحرق العجلات المطاطية لهرع إليهم نفس المسؤول ولبى طلباتهم الشخصية ، وتوزيع الحقائب ربما احترم هذه القاعدة .
شرائح التيار الإسلامي تريد كسب الشعب وتريد ، في نفس الوقت ، كسب ود السلطة ، أي سلطة قائمة ، فخسرت الجميع ، لا هي من هؤلاء ولا من هؤلاء .
الطرف الضاغط على السلطة ، عامة هو من لون واحد ، ولديه منذ عقود تكتيك واحد ومعروف ، وهو الابتزاز ، وكنا نتمنى أن لا يستجاب له هذه المرة لأنه تجاوز كل الوطن ، وليس كل الحدود الحمراء فقط ، والجزائر الواحدة كانت ومازالت تحت تصرفهم وفي مصلحتهم أولا وقبل كل شيء .
و رحم الله شهداء الوطن منذ 1830 .
ورحم الله الفريق أحمد قايد صالح ، الذي كان عظمة في حلق “العصابة” ومريديها ، من المزورين الفاسدين .