الجنرال غانتس يهدد بشن هجوم ضد غزة ويؤكد قدرة تل أبيب على ضرب المنشآت النووية الإيرانية بمفردها ويستبعد انتفاضة ثالثة في الضفة

حجم الخط
0

غزة ـ الناصرة ـ ‘القدس العربي’ هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بشن هجوم واسع ضد قطاع غزة الخاضع لحكم حركة حماس، حال استمرت عمليات إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، وأكد في ذات الوقت وهو يستعرض قوة جيشه قدرة تل أبيب على ضرب المنشآت النووية الإيرانية بمفردها.
وقال الجنرال غانتس خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أنه حال استمرت الخروقات لتفاهمات وقف إطلاق النار في غزة فإن ذلك ‘قد يؤدي إلى القيام بعملية عسكرية جديدة في القطاع قد تكون أوسع من عملية عامود السحاب’.
وأرست مصر في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، أنهت حرب ‘عامود السحب’ وتنص التهدئة على وقف الهجمات المتبادلة، غير أن خروقات سجلت في الأسابيع الأخيرة، حيث ادعت إسرائيل تعرضها لقذائف صاروخية، ونفذت عدة هجمات ضد غزة.
وقال الجنرال غانتس أن مصر تبذل في الأسابيع الأخيرة ‘جهودا ايجابية’ لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، لكنه قال أن ‘المسؤولية ملقاة في نهاية الأمر على قيادة حماس في غزة’.
وفي سياق حديثه واستبعد غانتس اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، لكنه توقع أن تكون التحديات المستقبلية في الضفة مختلفة عما واجهته إسرائيل في الماضي، معربا عن أمله في أن يستنكر قادة المستوطنين عمليات تدفيع الثمن، حيث قال أنها ‘تمس بسمعة إسرائيل وبالمستوطنين أنفسهم’.
ويشن المستوطنين بين الحين والآخر هجمات ضد المناطق الفلسطينية، تحت عنوان ‘تدفيع الثمن’ إذ يقومون بكتابة شعارات معادية، وكثيرا ما يقومون بحرق أشجار ومساجد.
وتطرق الجنرال الإسرائيلي إلى الملف النووي الإيراني، وقال مهددا ان جيشه ‘قادر على ضرب المنشات النووية في إيران بمفرده إذا اتُخذ قرار بهذا الشأن’.
وقال بارزا في حديثه عناصر قوة الجيش الإسرائيلي أن لديه القدرات العسكرية، مضيفا ‘عندما سيتخذ القرار فانه يستطيع أن ينفذه’.
ولم يغفل الجنرال غانتس ردود إيران ضد إسرائيل حال تم الهجوم، وقال ‘جيش الدفاع يأخذ بعين الاعتبار الردود والنتائج المحتملة لمثل هذه الضربة، مطالبا بأن يتم النظر للملف الإيراني من ‘منطلق استراتيجي’.
وأكد قائد الجيش أن الاعتذار الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتركيا بخصوص عملية اقتحام سفينة ‘مرمرة’ جاء بموافقته الكاملة، وقال ان هذا الاعتذار ‘لا يمس الوحدة البحرية الخاصة التي نفذت عملية الاقتحام’.
وشملت المقابلة التي أجريت مع غانتس بمناسبة عيد الاستقلال الحديث عن الملف السوري الساخن، وأعلن استعداد الجيش الإسرائيلي كذلك لاحتمالات نشوب حرب مع سورية بأي لحظة، لكنه رغم ذلك استبعد نشوبها في الوقت القريب.
وقال ‘بسبب التغييرات الإقليمية تواجه إسرائيل لأول مرة منذ عقود طويلة واقعا جديدا حيث قد تضطر إلى مواجهة معركة متعددة الجبهات’.
أما رئيس الدولة شمعون بيريس فقد قال خلال حفل بمناسبة عيد الاستقلال ان ‘إسرائيل حسمت الحروب في الماضي وستتغلب أيضا على الإرهاب’.
وأضاف ‘إسرائيل هي انتصار لأبنائها أكثر مما هي انتصار لمساحة أراضيها غير أن المخاطر المحدقة بها لم تزل بعد’.
ورأى أن المخاطر تتمثل بالقيادة الإيرانية التي قال انها ‘مصابة بالجنون’، ومنظمة حزب الله التي قال انها ‘حولت الروح الدينية إلى مخزن من الصواريخ’، وحركة حماس التي قال انها ‘حولت قطاع غزة المكتظ بالناس إلى برميل من البارود’.
وفي حديث مع المفكر الفلسطيني، د. عادل سمارة، أمس الثلاثاء قال لـ’القدس العربي’ إنه لا يستبعد البتة أنْ تقوم إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية لوحدها مع غطاء جوي أمريكي، معتبرا تصريح الجنرال غانتس تصريحا خطيرا جدًا، ويدُل بشكل غير قابل للتأويل بأن إسرائيل تتجه إلى التصعيد والتلويح بالحرب، لافتًا إلى أنه حتى الآن، اكتفى أقطاب دولة الاحتلال بالتلويح بالضربة العسكرية وضرورة بقائها مطروحة على الأجندة، ولكن تصريح غانتس هو أول تصريح لقائد عسكري أو سياسي إسرائيلي يتحدث بصراحة عن هجوم منفرد على إيران.
علاوة على ذلك، قال د. سمارة إن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تخشيان جدًا من الهزيمة في سورية، وخصوصا على ضوء التقارير التي تؤكد بأن الجيش العربي السوري أحدث انعطافة إيجابية في حربه مع المعارضة المسلحة في مناطق عديدة من بلاد الشام.
مضافًا إلى ذلك، قال د. سمارة لـ’القدس العربي’ إنه لا يستبعد أنْ تكون تفجيرات بوسطن من صنع أل أف.بي، آيْ لتبرير العودة إلى إجراءات جورج دبليو بوش البوليسية والعرفية كي يخفف اوباما من انشغال الناس بالأزمة الاقتصادية، وربما تدخل أكثر ضد سورية، مشددًا: لا تقولوا إن أمريكا لا تقتل أمريكيين. فقرابة 60 ألف أمريكي قتلوا في فيتنام؟ وأكثر من خمسة آلاف قتلوا في العراق ومئات الآلاف أصيبوا بمختلف أنواع الهوس والأمراض النفسية في العراق؟ وخلص إلى القول إن رأس المال لا يقلق في أي دم يسيل طالما يتحول إلى دولارات وبراميل نفط وغاز، على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية