الجنرال والنملة

الأبطالُ المعدمون ماتوا
ولم يبق إلا الممثلون
لم يبق من أثرِ الأرض سوى
أطلال مملكة
وجنودٌ طيّبون تركوا أسماءهم
في سِفرٍ ناقص،
أخفاهُ الجنرال/
٭ ٭ ٭
تخونني العبارةُ
أقعُ على شبيهي ولا أعرفهُ
يمسني ظلُ غيري،
أظنهُ أنا
يخونني أبي
يضعُ فوق ظهري حبةَ حنطةْ
يدمنُ النظرَ إليّ
بقناعِ آدمي
وأنا أوشك أن أكونَ نملة
٭ ٭ ٭
كيف لا أؤمنُ بكَ، سيدي الجنرال، وأنا أراك
قال: لا تخش فأنا لا أرى
قلتُ: ويلٌ أي
قال: إمسح شفتيك
أعزيكم» فقد صرتُ رسولاً إليكم
أيها النملْ
٭ ٭ ٭
رأسُ المتعة إسقاطُ المجاز قبعةَ
البداهة، ليخرج أرنبُ الحقيقة، ضريراً
وجاءَ في الكتاب»،
رأس الحكمة مخافةُ الجنرال/
٭ ٭ ٭
يلقحُ ذكر النملِ بيوضَ السلالةِ
وينفخ في أذنِ المولود،
بسم الجنرال
٭ ٭ ٭
أعبر النهرَ فوق جثةِ أخي
تصبح مسألةُ التنازلِ عن السلطة
قضاءً وقدرا»
٭ ٭ ٭
ما الحكمةُ من قطعِ رأسي؟
مادامت الأفكار تنتقلُ بالعدوى
ما الفائدة من جلدي؟
ما دام دمي،
فاسداً
٭ ٭ ٭
لو أن امرأةً واحدةً لم تنكح
لبقيت الدعوةُ داخل غرفةِ النوم
وكفانا الله شرَ القتال/
٭ ٭ ٭
أفكر أن أكون غيري
خارجَ القاعةِ والعِمامة
خارجَ الوراثةِ والمعلقة
خارجَ القافلةِ والموسيقى العسكرية
أفكرُ أن أكون ديناصوراً
تسبقتني عصا إشعياء
إلى العهد القديم»
٭ ٭ ٭
يا إخوتي في الطريق
قدمُ الجنرال ثقيلةْ
ونحن مهددونَ بالانقراض
يا إخوتي لا تخشوا تحطم الطائرة
فالصندوقُ الأسود
هو قلبي
٭ ٭ ٭
ما حاجتي للتاريخ؟
أنا بالكاد أتذكر
ما جدوى العودة؟
ما نفعُ الحقائب؟
وأنا بلا وطنْ
٭ ٭ ٭
أستطيعُ النومَ
وعلى كفي بصمة القاتل
أجدُ الراحةَ
وفي عنقي دم المحارب
أجدُ اليقين بعينين مغمضتين/
٭ ٭ ٭
الحاضرُ تكرارٌ مأساويٌ للمعجزة المستقبل متهم بالحاضرْ
والماضي يمسح للشخصين الضالين حذاء الرحلة
٭ ٭ ٭
الأعمى يرى الحاضرَ بقدمٍ عرجاءْ
الانتهازيُ يركبُ ظهرَ الأخير
ويعلق رجليه
الأعور الدجال
يضحكُ من غباء الأسطورة

***
تجارُ الناسوت
الأصوليون الملتحون من اليمين إلى اليسار
يلعبون الطاولة،
ويقلبونها معاً/
***
لا تسألني لماذا أقاتل ؟
أنا لا أعلم
لا تسألني لماذا سأموت خلف بندقية موجهة وراء جدار ساقط؟
لئلا أموتَ جوعاً
***
يدهشني أبي في تفلته من اللغةِ الصفراءً
على صحيفةٍ يوميةْ
يطلقُ ضحكةً ساخرةً تختصرُ المشهد/
***
لم يدرس أبي لغة أجنبية
يحمل لهجته المحلية،
قسطاً يسيراً من حاجاته الأولى
ليرسمَ لنا خريطةَ الطريق
***
يُسجن، ينفى
يلعن على منابر اتحاد الكتاب
أكون معهُ
حين مُنح وسام الاستحقاق،
وهو ميت
***
لم يتقبل كهنةُ البلد أصابعه
لم يقرؤوه يوماً
دفنوا جسدهُ كنملةٍ تحت حائطٍ وبكوا قليلاً
***
أحفظ تقاطيع وجهي في المرآة
يخطفه سيدي الجنرال
أمرُّ اسمي
في كتاب الأغاني» أو الكامل في التاريخ»
أجده منحولاً
***
لأني لا أعرف من أنا تماماً، أدخل قبر ابن خلدون، أعيد قراءة مقدمته
أقفز إلى ذاتي
من نافذة مغلقة
***
لم أحفظ بعد تأثير الكافيين
على النشيد الوطني
مع كل خطوة
يقوم بها الجنرال
يبول مواطن في سريره
***
الفولار» المدرسي شكلٌ تقدمي للوعي الثوري
البندقية التشيكية منهج ٌسري في مقاومة الملل من الخطاب المتحاذق قبل المراهقة
الجامعة انتكاسة للحركة التي وقفت حرساً على الجبهة
***
أدخل من باب كنط
لأعرف كيف يفكر الله في خلده،
يرميني اللاهوت
خارجاً/
***
أقف مع جني يعمل تاجر عقارات»
في شارع الفردوس»
يهمس بأذني:
هات درهماً ثمن الآخرة/
***
تبّسم سيدي الجنرال
ليس لي مسكنُ لأعود إليه
ولا شجرةً تعلو
تبلغ سقفَ ربها،
لتجد الرحمة
***
تبّسم جنودك الطيّبون
يرمون ليّ الرغيف
جمر القناعةِ، عاطفةَ النشيد
تبّسم من شرفةِ قصرك
المرفوع فوق ظهور النمل
لكَ عبدٌ يصدقُ حكمة سيجارك
وبريق الماء خلف نظاراتك الشمسية
يصدقُ كل ما تقول
***
تبّسم أغفر لي جرأتي
أنا هاربٌ من غير قدمين أو نعل
نطعٌ يسير خلف ظلك
لا أصلح أن أكون نبيّاً
يحمل بشارتك إلى هؤلاء
أو هاتفاً يبلغهم
أوامرك العرفية
***
سيدي الجنرال
لستُ أحداً لأتحدث إليك
لستُ شيئاً واضحاً
ليتطفل غبارُ كلامي جلد حذاءك
لستُ مرئياً ولا موجوداً
لا أعرف لي
اسماً، ولا رقم هوية، أو صورة ملونة على جواز سفر
أخرج إلى الحياةِ من ثقب في جدار
تعلمت تفادي الضوء، كتم النفَس
أدخل الموت
من خرم إبرة لأخيط ذيل نجمةٍ
تزين بزتك
سيدي الجنرال
***
لي ستةُ أرجلٍ
عكاز واحد
أعاني الإمساك، ضعف الحواس، الأمية، تفتت العظام،
ونقصاً في الموهبة
لم أغادر إلى جهة خارج القاع
لا أعرف ما يسمون مدينتي
إلا ما حفظته عنك من تاريخ المكان
***
سيدي الجنرال
أكتب إليك بصفتي نملة
جل ما ترجوه،
حفنة سكر

٭ شاعر من سوريا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية