للتو بدأ الموسم الانتخابي الجديد في الكويت، ومع احتدامه تطفو إلى السطح المعضلات النسوية المتجلية في كافة مجتمعاتنا الشرقية، وما المجتمع الكويتي سوى مثال. ما أن تبدأ الحملات الانتخابية، حتى تتجلى بوضوح الفروقات التي يتعامل بها المجتمع مع المرشح الرجل والمرشحة المرأة والأحمال الإضافية التي يفرض على المرأة حملها خلال مسيرة هذا العمل السياسي. مبدئياً، الشكل العام والمظهر الخارجي للمرشحات له حيز واضح من النقاش، وهو حيز يتعبأ في كثير من الأحايين بالسخرية أو بالتلميحات التشييئية التي هي مؤشر قوي تجاه الأهمية الكبرى التي يحتلها مظهر المرأة والدور الكبير الذي يلعبه هذا المظهر في تشكيل مستقبلها السياسي، حيث ارتفاع نسبة حسن المظهر أو قلته سيان، كلاهما حمولة عليها أن تتعامل معها إبان مسيرتها.
وخلال المقابلات القليلة التي جلستُ إليها منذ بداية الموسم، تردد السؤال: هل نجحت المرأة النائبة سابقاً؟ ما إنجازاتها؟ ولماذا يفترض بنا أن نختارها مجدداً؟ السؤال استشكالي بطبيعته لما يخلقه من تمييز للرجل عن المرأة في العمل السياسي، فلا أحد يسأل مثلاً حول النجاح السابق للنائب، ذلك أن النائب الذكر هو الأصل وهو العامل الثابت، لذا، سواء نجح أو فشل، لن يمثل ذلك كل أبناء جنسه ولن يعرض ذلك ذكوريته للمساءلة من حيث دورها في ممارسته السياسية. المرأة، أي امرأة، تبدو وكأنها ممثلة لكافة بنات جنسها، إن نجحت فهو لها، وإن فشلت فهو على كل بنات جنسها. والمرأة محاكمة بأنوثتها، وكأن أي إخفاقات تتعرض لها هي موعزة لكونها امرأة، أو هي متأثرة بجندريتها. وعليه، نجد أنه على المرأة أن تعمل ضعف الرجل لتنال نصف النجاح ولتنتهي في كل الأحوال بضعف النقد والتعزير.
ولكن، والسؤال عام هنا ولا يخص المشهد الكويتي بحد ذاته، ماذا لو لم تكن هناك مرشحة مقنعة؟ ماذا بعد؟ هذا السؤال مهم ولكنه يبقى محصوراً في النساء فقط كذلك، ويبقى حساساً جداً، تحديداً بالنسبة لفئتهن. ففي العموم، لا يخطر بالبال التساؤل حول ماهية التصرف فيما إذا لم يكن هناك مرشح مقنع، فأغلبية المرشحين رجال، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الادعاء بانعدام الكفاءة في كافة المرشحين الذكور، ففي ذلك انعكاس لفشل بل و»خلو» المجتمع بأكمله. أما النساء، وهن عادة المرشحات الأقل عدداً، فيمكن «قولبتهن» بالحديث عن انعدام الكفاءة النسائية الترشيحية جمعياً. هذا الحوار لا يشكل خطراً مجتمعياً، فإن اقتنع الجموع بغياب الكفاءة بين المرشحات النساء، بكل بساطة يمتنعون عن اختيارهن الذي هو غير مُلِح أصلاً، ويتوجهون للمرشحين، الموجودين دائماً، الذين لا يمكن أبداً ادعاء انعدام كفاءتهم الجمعية، ورقة الجوكر الرابحة باستمرار.
منطقياً ومصلحياً وحقوقياً، لا بد أن يكون للمرأة وجود واضح وقوي وتمثيلي لتعدادها المجتمعي في المجالس النيابية، ذلك أن التشريع، الذي عادة ما ينال قضاياها النسائية أكثر من غيرها، لا يحتاج فقط إلى منظورها، بل يتطلب عملها هي شخصياً، وجهدها في تحديد مصيرها. لا أنسى أبداً الجلسة البرلمانية الغريبة التي ناقش فيها النواب الكويتيون قانون قيادة المرأة المنقبة، لا أزال أتذكر مشاعري بوضوح، التي لربما كانت مشاعر كل الحاضرات للجلسة من المنقبات وغير المنقبات، كم هي لوحة برلمانية سيريالية تلك التي يتناقش على وجهها رجال ويتبادلون بين خطوطها الصراخ والصياح حول موضوع لا يعرفون عنه شيئاً، لم يختبروه في يوم، ولا يعرفون شيئاً عن أهميته وآثاره الحياتية اليومية مطلقاً. أين هي المرأة من القاعة التي يتصايحون ويتعاركون فيها خلافاً حول قضية يومية حياتية تخصها هي دون غيرها؟ أي غرابة استفزازية تجاهلية سياسية هي تلك التي تعيشها المرأة في المجتمعات العربية؟
الحقيقة التي يجب أن أقر بها أنني لن أختار مرشحة فقط لأنها امرأة، هي تحتاج أن تكون مقنعة، مقنعة إنسانياً، مقنعة عملياً وعلمياً وسياسياً، دون أن تدخل أنثويتها في مقياس ميزان القناعة هذا. حسناً، لربما ستدخل أنثويتها قليلاً وإيجابياً بحكم أنها فئة مميز ضدها، وهذا سيكون سبباً كافياً للدفع بها، إن كانت تستحق، للمنصب النيابي وإن لم تكن أفضل الأفضل. بكل تأكيد، أود أن أقيّم المرأة المرشحة من منطلقات محايدة وعادلة، ولكن لأن المجتمع يحيد عن العدالة ويقسو على المرشحة لأنها امرأة، كذلك نفعل «نحن» حين نحيد عن العدالة ونتساهل في تقييم المرشحة لأنها امرأة، فبخلاف أن معركتها أصعب بكثير، واستعدادها أقل بكثير نتيجة فرصها الأقل بكثير، والتي تسببت في غيابها الطويل عن المشهد.. فحين يميل ميزان المجتمع، تميل معه كل الموازين الأخرى.
حقيقة الأمر أنني أتمنى أن تصل الأصوات النسوية للمجلس، سواء كانت في قوالب جسدية ذكورية أو أنوثية، ولكن يا حبذا لو كانت هذه الأصوات النسوية نسائية كذلك، سيعتدل شيء من اعوجاج الميزان وسيعود شيء من الطبيعية للمشهد، وسيتحقق التنوع الصحي، وستحقق العدالة والإنسانية شيئاً من الانتصار الزهيد. يا لغرابة أن أتمنى أن «يا حبذا لو كانت هذه الأصوات النسوية نسائية كذلك»! في هذه المرحلة من الزمن، نحن –النساء- نعيش السيريالية حتى في تعابيرنا اللغوية.
كنت عضو عن المحافظة لأربع سنوات عن الأجانب,
وكنت عضو بالمجلس البلدي لثمان سنوات عن حزب العمال,
وفي هذه السنة أصبحت زوجتي عضو بالمجلس البلدي عن حزب الوسط!
لا أعتقد بأن هناك فرق بين مجهوداتي ومجهوداتها, إلا أنها أهدأ مني بالمناقشات!! ولا حول ولا قوة الا بالله
داود.
حزب العمال النرويجي حزب علماني, وكم شاهدت تعليقات لك ضد العلمانية والعلمانيين, لقد تركتنا في حيرة من أمرنا ياشيخ. أهل في القصة مقولة ” : ” أكل الغلة وسب الملة ؟ ”
تحياتي .
كنت أحل مشاكل اللاجئين بالبلدية بمواجهة المسؤولين مباشرة, أما اليوم فالدور لزوجتي!
أثارت زوجتي اليوم موضوع تشجيع شراء المنازل لللاجئين حتى يستقروا بالمدينة, ولكي تزداد نسبة الأطفال!!
وطالبت البلدية بإقراضهم مبلغ 20% من قيمة المنزل حتى يوافق البنك على إقراضهم 80% المتبقية!!! ولا حول ولا قوة الا بالله
زوجتي لم تنتخبني سابقاً عن حزب العمال بسبب ولائها لحزب الوسط!
أما أنا فانتخبتها ولاء لللاجئين, وهم من إنتخبها!! ولا حول ولا قوة الا بالله
أعترف بأن المرأة لا تقل مستوى بالعمل السياسي عن الرجل, وفي بعض الأحيان تكون بإلتزاماتها بالقضايا أفضل من الرجل!
عيب المرأة الوحيد هو أنها عاطفية بالقرارات أكثر بكثير من الرجل, أما الرجل فهو أفضل من المرأة بالأمور الإقتصادية لأنه براغماتي!! ولا حول ولا قوة الا بالله
حقيقة أن مظهر الرجل لا يشكل حيز مهم في عملية تقييم كفائته في مضمار عمله بخلاف الأنثى التي إن جمعت بين جمال المظهر وإتقان العمل المنوط بها تنال بسرعة البرق ثقة ومحبة الجميع وهذا الموقف الراسخ في اللاشعور لا علاقة له بمجتمعاتنا العربية فهو سائد في البلدان الغربية أيضا, تجربة عشتها شخصيا في مجال عملي في بلد غربي حيث كانت في فريق عملي موظفتان على نفس المستوى من الكفاءة وحسن التعامل في فضاء العمل, لكن إحداهن كانت تحضى بإعجاب وثناء زملائي في العمل أكثر من الأخرى لمجرد أنها تمتلك كإضافة رصيد من الجمال الظاهري يفوق ما لدى زميلتها! كنت أجد هذا الموقف يفتقد للإنصاف والموضوعية لكنها ربما الطبيعة البشرية تغلب على المنطق والعقل!ّ فلو خضنا تجربة تتبعنا خلالها ردة فعل جمهور من المتلقين (على سبيل المثال) بعد محاضرة للأستاذة ابتهال ثم طلبنا من مثقفة عربية أخرى ذات حسن وجمال أن تعيد نفس المحاضرة بحضور نوعية من المتلقين مشابهة للأولى في المحاضرة السابقة فسنجدهم إما أكثر إعجابا وإطراءا إن كانوا يوافقون المثقفة الحسناء توجهاتها أو أقل حدة في الإنتقاد إن كانوا يخالفونها الرأي!!! أعتقد أن الظاهرة هي مسألة سايكولوجيا وليست قضية ثقافة معينة.
في تقديري من الحكمة التحفظ على الحماسة و الدعوات التي تطلقها بعض الجمعيات الأهلية لدفع المرأة دفعا للعمل السياسي والمشاركة البرلمانية بحجة ضرورة القطع مع هيمنة الرجل على المشهد السياسي, بل أكتفي بالدعوة لتشجيع النساء اللواتي يرغبن بخوض غمار التدافع السياسي وتمكينهن من الوسائل والحقوق لإنجاح إندماجهن بيسر في الحقل السياسي بالديموقراطيات الناشئة. لأنني أومن أن حب ممارسة نشاط ما ثم إتقانه هما شرطان ضروريان لنجاح الفرد وتفوقه في عمله, أقدمت بلدان بعض الدول لفرض نسب محددة (Quota) للرفع من عدد النساء في مجالس نواب الشعب لكن ذلك لم يكن كافيا للرفع من مستوى حضور المرأة في القطاعات الحيوية ونيلها للحقوق المراد تحصيلها ﻷن البيئة الحاضنة لا تتوفر على الشروط الموضوعية لنجاح مشروع ترسيخ ثقافة الحقوق والحريات, أكتفي بضرب مثالين أولهما بالمشرق العربي حيث نسبة النساء في برلمان الإمارات هي 50% بينما سجل هذا البلد في مضمار حقوق المرأة والإنسان أسوأ من سيء, النموذح الثاني من إفريقيا حيث تناهز نسبة مشاركة المرأة في مجلس نواب الموزمبيق 42% بينما تصنيف هذا البلد في مؤشر الديموقراطية في مرتبة 120؟! في المقابل مشاركة المرأة في مجلس نواب الولايات المتحدة لا يتجاوز 24% وهي الديموقراطية الكبرى
تجدني دوما مشدودا لقراءة تعليقات الأستاذ الكروي (في السياسة و علم الإجتماع والفن والتاريخ والدين و…) إطلالات تضيف في كل مرة قسط وافر من المعارف لرصيد القراء بالإضافة إلى عمق الطرح والتحليلات الرزينة. حقيقة الأستاذ الكروي موسوعة ومنبع للعلم والمعرفة لا ينضب لكننا افتقدناه في الفترة الأخيرة, أرجو أن يكون المانع خير فمن ينير لنا السبيل في حلكة الزمن العربي الرديء من بعده؟
” لكننا افتقدناه في الفترة الأخيرة, ” إهـ
لم أفهم ماذا تقصد يا عزيزي ثابت؟ وعن أي كروي تقصد؟ ولا حول ولا قوة الا بالله
المرأة مبدعة في الشر إذا لم تجد من يشكمها وشرها الذي يعجز عن فعله الرجل قد استشرى زمن الرقمنة وكأن الجان أصبحوا يشاركون البشر “سوشالهم”.
للمرأة مكر وكره لا تتحمله الجبال فهي إذا ما سعت للسحر الأسود وللشعوذة ولتفتيت ركن من أركان المجتمع ألا وهي الأسرة فلن يعجزها أحد لعدائها الدفين الذي أسبابه أنانية الرجل الذي لم يحسن تأديبها. ففي تأديبها وتعليمها رقي للمجتع بل لبناء أمة تسود أمما لمآت السنين وإن العكس فهو التقهقر إلى حياة الغاب.
تحية للدكتورة ابتهال وللجميع
مع تعايشنا مع الموجة الدينية التي اجتاحت مجتمعاتنا ووجود العشائرية فالنساء لن يحصلوا على اي فوز مهم في جميع المجالات وحتى ان طالبنا بحقوق للمراة نفسها فالمراة المسلمة لن تنتخبها فالنساء ومجتمعاتنا بعد قرن من الزمان من تحررها من استعمار متخلف متمثل بالعثمانيين ومع نشوء دولنا الحديثة لا زالت مجتمعاتنا متخلفة عقليا وقد يبدو بعضها من الخارج فقط مواكبا للعالم في تحضره وتحرره من القيم البائدة
ماغون
قارن بين اردوغان وميركل وستعرف من هو الشر وقارن بين رئيسة وزراء نيوزلندا وترامب وستعرف اين يكمن الشر
الشر في الانجيلية الصهيونية، وخدامها الذين يحكموننا بالحديدوالنار،