الجيشان التركي والإيراني يواصلان عملية عسكرية مشتركة ضد المسلحين الأكراد على الحدود بين البلدين

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

إسطنبول –”القدس العربي”:
عقب يومين من الإعلان التركي، وبعد نفي سابق، أكدت طهران أنها تقوم بالفعل بعملية عسكرية مشتركة مع أنقرة ضد المسلحين الأكراد على الحدود بين البلدين وذلك عقب سنوات من الدعوات التركية لإيران والعراق بالتعاون المشترك في الحرب على المسلحين الأكراد الذين يتمركزون منذ عقود في المثلث الحدودي بين البلدان الثلاث.
والأربعاء، جرى اتصال هاتفي بين مساعد وزير الداخلية التركي محترم إنجي ونظيره الإيراني حسن ذو الفقاري تم خلاله بحث العملية المشتركة التي بدئها الجيشان التركي والإيراني في الثامن عشر من الشهر الجاري على الحدود بين البلدين.
ونسبت وسائل الإعلام التركية إلى المسؤول الأمني الإيراني قوله إن هذه العملية تأتي في إطار التعاون المشترك بين البلدين في الحرب على التنظيمات الإرهابية وحماية حدود وأمن البلدين إلى جانب محاربة عمليات التهريب على الحدود، واعتبر أن هذه العملية “العمليات المشتركة والمتزامنة ضد التنظيمات خطوة مهمة في العلاقات بين البلدين”.
من جهته، أكد بيان صادر عن وزارة الداخلية التركية، الأربعاء، عن امتنان تركيا للمرحلة التي وصل إليها التعاون الأمني بين تركيا وإيران في إطار الحرب على التنظيمات الإرهابية والعناصر التي تحاول الإخلال بأمن الحدود بين البلدين، والبدء فعلياً في تطبيق هذه التفاهمات بين البلدين على الأرض.
وأعلن بيان وزارة الداخلية التركية بشكل رسمي أن عملية مشتركة مع إيران بدأت في الثامن عشر من الشهر الجاري ضد مسلحي تنظيم العمال الكردستاني الكردي الناشط في تركيا وتنظيم الحياة الحرة الكردي الناشط في إيران.
وقالت مصادر تركية إن اتصال هاتفي آخر جرى بين قائد قوات الجندرما (الدرك) التركي الجنرال “عارف تشيتين” مع قائد حرس الحدود الإيراني الجنرال “قاسم ريزاي”، حيث جرى خلال الاتصال الاتفاق على مواصلة العملية العسكرية المشتركة على الحدود بين البلدين.
ونشرت وسائل الإعلام التركية صوراً لما قالت إنها مشاهد حصلت عليها من وزارة الداخلية للعملية العسكرية المشتركة على الحدود مع إيران، ويظهر جنود من الجيش التركي وهم يقومون بعملية تفتيش ودوريات في مناطق جبلية تكسوها الثلوج، لكن دون أن يظهر جنود إيرانيين إلى جانب نظرائهم الأتراك.
والاثنين، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أنّ بلاده وإيران بدأتا، تنفيذ عملية أمنية مشتركة ضد تنظيم “بي كا كا” على الحدود بين البلدين، وقال: “بعد زيارات متكررة قمنا بها لإيران وزيارتهم لنا، بدأنا اليوم (الاثنين) عملية أمنية مشتركة ضد إرهابيي بي كا كا، وسنكشف عن النتائج لاحقا”.
وطوال الأشهر الماضية، ضغط تركيا بقوة على طهران وبغداد من أجل تنفيذ عملية عسكرية واسعة لإنهاء تواجد تنظيم “بي كا كا ” في المناطق والجبلة والوعرة في المثلث الحدودي، حيث جرى الإعلان عن اجتماعات عسكرية وأمنية، وتحدثت مصادر تركية عن تعزيز التعاون الاستخباري بين البلدان الثلاث في الحرب على التنظيم.
وإلى جانب تنظيم بي كا كا الذي يركز نشاطه ضد تركيا، ينشط في المثلث الحدودي تنظيم حزب الحياة الحرة في كردستان (بيجاك) الذي يعتبر الفرع الإيراني للتنظيم المسلح ويشن هجمات ضد الجيش الإيراني انطلاقاً من شمالي العراق.
وعلى هامش الزيارة التي وصفت بـ “التاريخية” لرئيس أركان الجيش الإيراني عام 2017 أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة وطهران تناقشان القيام بعملية عسكرية واسعة ضد العمال الكردستاني في المناطق الحدودية.
وفي 2017، صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعد زيارة لرئيس الأركان الإيراني إلى أنقرة، أن عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في العراق مطروحة. من جهة أخرى، تنجز تركيا بناء “جدار أمني” على حدودها مع إيران لمنع تنقل المتمردين الأكراد في الاتجاهين بين البلدين.
وعلى وقع التطورات السياسية والعسكرية التي شهدها شمال العراق عقب استفتاء الانفصال، جددت تركيا عرضها على إيران والحكومة العراقية العمل العسكري المشترك ضد العمال الكردستاني في شمالي العراق، لا سيما عقب تراجع مسلحي التنظيم من مدينتي كركوك وسنجار، والخسائر الفادحة التي تلقاها داخل الأراضي التركية.
وعلى الرغم من أن تركيا تعترف بصعوبة القضاء الكامل على مسلحي التنظيم الذي يخوض حرباً مع الحكومة التركية منذ 40 عاماً خلفت قرابة 50 ألف قتيل من الجانبين، إلا أنها تأمل في عملية عسكرية تدمر جانباً مهماً من القدرات العسكرية التي يتمتع بها التنظيم الذي يتخذ من الجبال والمغارات والمناطق الوعرة مواقع له ولم تظهر أي مؤشرات على تضرره بشكل كبير من الغارات اليومية للجيش التركي على مواقعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية