غزة- “القدس العربي”:
بالرغم من تباهي إسرائيل بمنظومة “القبة الحديدية” التي اخترعتها للتصدي لصواريخ المقاومة التي تطلق من قطاع غزة، وعملها على تسويق هذه المنظومة المتطورة في دول العالم وبينها الدول العربية المطبعة، إلا أن ما كُشف مؤخرا عن “فتك” هذه المنظومة بمشغليها على الأرض، يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل عملها.
ويدور الحديث حاليا عن تسجيل إصابات بمعدلات مرتفعة في صفوف الجنود والضباط الإسرائيليين الذين توكل لهم مهمة تشغيل هذه المنظومة.
ووفق ترجمة موقع “عكا” المختص بالشأن الإسرائيلي لتقرير نشرته صحيفة “زمن إسرائيل”، ذكر أن باحثين من الجامعة العبرية، أعدوا مؤخرا دراسة تفيد بأن جنود “القبة الحديدية”، أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بثماني مرات من أي شخص عادي، رغم أن الجيش الإسرائيلي زعم وجود أخطاء كبيرة في الدراسة، وتعهد بنشر دراسة تفند ذلك.
ووفق التقرير، فإنه من المقرر أن ينشر النظام الطبي في الجيش الإسرائيلي قريبا، نتائج دراسة واسعة النطاق في مجلة علمية، يرفض الادعاء بوجود فرصة الإصابة بالمرض بين جنود “القبة الحديدية”.
وبدا أن الأمر مرده طمأنة الجنود الإسرائيليين العاملين في هذه المنظومة، وعدم دفعهم لترك عملهم خشية من الإصابة بالسرطان.
وبالعودة إلى التقرير، فقد ذكر أن الباحثة موران ديتش، التي تقوم بتحضير الدكتوراه في جامعة “بار إيلان” حول مرضى السرطان، قامت بتأسيس مؤسسة تهتم بمرضى السرطان وتحاول توفير العلاج لهم.
وأشارت إلى أنه قدم إليها الكثير من الجنود الذين أصيبوا بالسرطان من “القبة الحديدية”، ووحدات الدفاع الجوي الأخرى، لافتا إلى أنها شعرت أن شيئا ما كان يحدث.
وقالت: “تواصلنا مع الجيش الإسرائيلي وطلبنا منه بيانات محققة من خلال عمل مشترك بيننا”، لكنها قالت إن طلبها قوبل بالرفض، والتجاهل بشكل كامل.
وتلا ذلك أن قدم بعض الجنود طلبات إلى وزارة الجيش للاعتراف بالإعاقة، حيث تم رفضها على أساس عدم وجود صلة بين طبيعة عملهم وإصابتهم بالمرض، ما دفع بعضهم إلى اللجوء الإجراءات القانونية التي لا تزال جارية.
ووفق التقرير الإسرائيلي المنشور، فإن ستة من بين هؤلاء الجنود، قضوا جراء الإصابة بالسرطان.
ويدور الحديث أن الإصابة بأعداد مرتفعة بين الجنود العاملين في منظومة “القبة الحديدية”، مردها تعرضهم لإشعاعات ومستويات عالية من ترددات الردارات، ما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وبسبب البلبلة التي أحدثها التقرير، ردّت وزارة الجيش على ذلك بالقول إن “الإشعاع الذي يتعرض له جنود القبة الحديدية هو إشعاع غير مؤين، ينبعث أيضا من هواتفنا المحمولة وشبكة Wi-Fi والبلوتوث، ولكن بكثافة أعلى بكثير، وقد تمت دراسة مسألة ما إذا كان هذا الإشعاع يضر بالصحة تقريبا منذ اليوم الأول للهواتف المحمولة، وما زال العلماء لا يملكون إجابة قاطعة”.
هذا وقد أكد الباحثون الذين أعدوا الدراسة، أنه يتم استخدام الإشعاع اللاسلكي لأغراض عديدة، مثل الاتصالات الخلوية المعروفة، ولكن في المجال العسكري يكون متوسط التعرض للإشعاع أعلى بـ50 ضعفا من الأنظمة المدنية في إسرائيل.
ويدور الحديث أن الدراسة أجريت على أساس إصابة 46 جنديًا من نظام الدفاع الجوي بمرض “السرطان”، خاصة وأنه في عام 2011، كان هناك عدد كبير نسبيا من الجنود المرضى، حيث تم تحديده “عاما رئيسيا في البحث”، بعد أن تمكن الجنود الذين خدموا في ذلك العام من إخبار الباحثين أن 250 جنديًا خدموا في “القبة الحديدية” في ذلك الوقت.
وقد قارن الباحثون النسبة المئوية للجنود المرضى ببيانات من السجل الوطني للسرطان، وخلصوا إلى أن الإصابة بالسرطان كانت أعلى 8 مرات بين جنود “القبة الحديدية” في ذلك العام مقارنة بأقرانهم في عموم السكان.
ويؤكد الباحثون على ضرورة الاعتماد على أقوال الجنود في ظل عدم وجود بيانات رسمية من الجيش، ولكن من ناحية أخرى فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو سبب عدم تعاون الجيش الإسرائيلي مع الباحثين وعدم إعطائهم بيانات.
ووفق القائمون على الدراسة، فإنه ينبغي إقامة جسر ترابي لفصل مكان تواجد الجنود في معظم الأوقات عن الرادارات، وأكدت على ضرورة زيادة الوعي بين الجنود بشكل أكبر.