الجيش الاسرائيلي يستعد لأسوأ سيناريو

حجم الخط
0

يحاول الجيش الاسرائيلي أن يُسكّن الجو الهستيري، الذي يظهر من خلال رؤية مئات المواطنين المتجمهرين امام مراكز توزيع الأقنعة الواقية.
ورغم الظل الثقيل الذي تلقيه حرب يوم الغفران قُبيل ذكراها السنوية الاربعين، يُبينون في الجيش أن هناك احتمالا ضئيلا فقط لأن تُجر اسرائيل الآن الى المواجهة العسكرية المقتربة بين الولايات المتحدة وسورية. إن الاحتمال ضئيل لكن الاستعداد واجب؛ وهذا هو السبب لسلسلة خطوات الاستعداد، التي أجازها أمس المجلس الوزاري المصغر بجلسة خاصة.
أخذت تتضح نافذة زمن الهجوم الامريكي على سورية. وهو يتعلق الآن بتطورين الاول يسبق القصف المخطط له، والثاني يجب أن يحدث بعده. يبدو في هذه المرحلة أنه سيصعب على الولايات المتحدة أن تهاجم قبل أن يغادر مراقبو الامم المتحدة سورية وستفضل الادارة الامريكية إنهاء القضية قبل المؤتمرات الدولية التي تنتظر الرئيس باراك اوباما منذ منتصف الاسبوع القادم. ولهذا فان الموعد المحتمل للهجوم هو تقريبا بين يوم الخميس ويوم الاثنين، مع تحفظين وهما أن نظام الاسد قد يحاول تأخير خروج المراقبين باحثا عن بوليصة تأمين؛ ويوجد دائما احتمال أن توافق واشنطن على جهد مصالحة دبلوماسية آخر في اللحظة الاخيرة.
بعد التحذيرات التي صدرت أمس عن رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان، جاءت مرحلة التهدئة. فاسرائيل كما تُبين القيادة للمواطنين الآن ليست طرفا في هذا الأمر. والهجوم شأن امريكي وقد يتحقق الاحتمال الضعيف لتدخل اسرائيلي بسبب الجوار بين اسرائيل وسورية فقط، ولأن الرئيس بشار الاسد قد يريد الانتقام باختيار هدف اسرائيلي. ويُدرج خبراء الاستخبارات، كما قلنا آنفا، هذا السيناريو بأنه ذو احتمال منخفض، بحجة أنه سيحرز الهدف العكسي الذي يرمي الاسد اليه. إن النظام السوري معني بتقصير المواجهة مع الامريكيين وباحتواء أضرارها والعودة الى صراعه مع المتمردين. فاذا أشرك اسرائيل في الصراع فسيزيد الخطر على بقائه، بل على بقاء الرئيس الشخصي.
ومع ذلك كله تستعد اسرائيل لاسوأ سيناريو ايضا، فقد أجاز المجلس الوزاري المصغر للجيش الاسرائيلي أمس عدة ‘درجات’ ممكنة لتجنيد رجال الاحتياط، في فرق خاصة. وسيُجند في هذه المرحلة نحو من ألف جندي لقيادة الجبهة الداخلية ولمنظومة الدفاع الجوي ولاعمال مختلفة في سلاح الجو وشعبة الاستخبارات. وفي الوقت نفسه ستُنشر بالتدريج البطاريات الاعتراضية للقبة الحديدية، وقد نُشرت بطاريتان في منطقة الشمال وسيوزن بعد ذلك نشر بطاريات أخرى.
وقد نُشرت الى جانبها منظومات الاعتراض الاخرى بطاريات حيتس وصواريخ باتريوت. ورُفع في قيادة الجبهة الشمالية الاستعداد في الوحدات المنشورة على طول الحدود. وسيتقرر في الجيش الاسرائيلي غدا هل بامكان الجنود الخروج في عطل السبت، أم يُحدد ذلك في بعض الوحدات التي قد تكون ذات صلة بالضرورات الدفاعية. وتتوقع اسرائيل أن تحصل على إنذار مسبق من الامريكيين بموعد الهجوم، لكنه قد يُعطى قبل قصفهم بساعات معدودة فقط، خشية تسرب المعلومات. إن الصلة بين الجيشين وثيقة جدا الآن حتى بين رئيسي الاركان بني غانتس ونظيره الجنرال مارتن دامبسي.
وسيتم تعزيز قيادة الجبهة الداخلية التي لم يثبت مركزها الهاتفي لضغط المتوجهين اليه خلال النهار. ولم يتقرر الى الآن فتح مراكز اخرى لشبكة البريد لتوزيع أقنعة واقية، رغم الصفوف الطويلة. ويبدو هذا قرارا عجيبا شيئا ما ربما يتغير بعد ذلك.
إن الذي لا يقوله جهاز الامن للمواطنين بصوت جهير بقدر كافٍ هو أنه ليس عنده ما يكفي من الأقنعة الواقية للجميع. وقد جهد نحو من 60 في المئة من المواطنين أن يتزودوا بالأقنعة حتى الازمة الحالية. ولم تُخصص الحكومة نفقة لانتاج أقنعة واقية اخرى تكفي الجميع، ولا تستطيع خطوط الانتاج في المصانع أن تثبت للمعدل المطلوب لذلك. ولا توجد أية قدرة في الوقت القصير الباقي على منح كل طالب قناعا واقيا بحيث إن تقدير احتمال الاطلاق من سورية على اسرائيل المنخفض (واستعمال السلاح الكيميائي، بيقين) يصبح أكثر حرجا.

هآرتس 29/8/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية