الخط الامني بين اسرائيل والخليج

حجم الخط
0

‘ ‘نحن نخسر وزنا والسفينة تغرق’، صرخ العنوان في الرسم الكاريكاتوري في الصحيفة السعودية ‘الشرق الاوسط’ في الاسبوع الماضي. وكان هذا الرسم واحدا من رسوم كثيرة نشرت في صحف الخليج في المدة الاخيرة وعبرت عن الشعور بالغضب وخيبة الأمل لدى السعوديين وسائر دول الخليج من السياسة الامريكية في الشرق الاوسط منذ كانت ثورات الربيع العربي، ولا سيما ازاء استعداد الادارة للتباحث مع ايران في برنامجها الذري. إن كلام المحللين السعوديين يشبه كلام نظرائهم الاسرائيليين الى درجة أنه لا يمكن الشعور بوجود فرق كبير في المواقف السياسية المختلفة من هذه القضايا.
إن تأييد الولايات المتحدة لعزل مبارك، وهو من أقرب اصدقاء اسرائيل والسعوديين، ورفضها أن تؤيد علنا الانقلاب العسكري الذي أفضى الى خلع مرسي، أثبتا جيدا وجود المصلحة المشتركة بين اسرائيل والعربية السعودية ودول الخليج في منع انتشار الاسلام المتطرف في المنطقة. وأفضت محاربة البرنامج الذري الايراني وهو برنامج يرمي في رأي كثيرين من المجموعة الاستخبارية الى انشاء هيمنة شيعية على الشرق الاوسط أولا مع إبطال لمكانة السعودية ودول الخليج السنية والاردن ومصر ـ أفضت الى حلف استراتيجي سري سني ـ اسرائيلي كان يرمي الى احباط برنامج ايران الذري، وانشأت كذلك بابا للتعاون يتجاوز ذلك مع ‘مجلس التعاون الخليجي’ وهو يشمل دولا كانت تعمل في عدد منها مكاتب مصالح اسرائيلية الى سنة 2009 وأُغلقت على أثر عملية ‘الرصاص المصبوب’.
إن استنتاج العربية السعودية ودول الخليج واسرائيل على أثر السلوك الامريكي مع الاسد في سورية، والى جانب سياسة اوباما الاستسلامية تجاه المشروع الذري الايراني واستعداده لبدء تفاوض مع روحاني دون أن يثبت جدية نواياه، هو استنتاج واحد وهو أن الولايات المتحدة ضعيفة ولا تريد أو لا تستطيع العمل في الشرق الاوسط، وأن يد الايرانيين الذين يضحكون في طول المسافة الى القدرة الذرية، هي العليا. وبدعم من روسيا يستمر الدعم الايراني لنظام الاسد (الذي يعارضه السعوديون ويؤيدون المعارضة كما تعلمون)، وسيستمر التآمر الشيعي في الدول السنية ويقوى الارهاب في الشرق الاوسط. وتجد دول الخليج التي يقلقها هذا الواقع نفسها متماثلة المصالح تماثلا مطلقا مع اسرائيل في هذه القضايا.
برغم أن الصلات الدبلوماسية بين اسرائيل وهذه الدول غير موجودة بصورة معلنة، تعمل تحت السطح قناة سياسية أمنية سرية ترمي الى تنسيق المواقف وتعزيز التعاون الذي زاد بصورة خاصة بسبب النشاط المشترك لاحباط برنامج ايران الذري. هذا اضافة الى التعاون الامني مع مصر ومع الاردن. وقد نُشر في معلومة سُربت في الماضي أن رئيس الموساد السابق مئير دغان زار سرا في 2010 العربية السعودية وتباحث مع قادتها في البرنامج الذري الايراني. وعبرت موافقة السعوديين، كما قالت مصادر اجنبية، على استعمال سلاح الجو الاسرائيلي للمجال الجوي السعودي في حال الهجوم على ايران، عن التعاون.
ويتم توثيق العلاقات ايضا دون دبلوماسية رسمية، ومن شبه المؤكد أن يقوى هذا الاتجاه مع ضعف التأثير الامريكي في المنطقة وعدم الشعور بالأمن.

اسرائيل اليوم 7/10/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية