(1) تحتفل الجامعة العربية في آذار/مارس القادم بمرور سبعين عاماً على إنشائها كأول هيئة تعاون إقليمي أو دولي، سابقة إنشاء الأمم المتحدة ببضعة أشهر، ونواة الاتحاد الأوروبي بأكثر من عقد من الزمان. وفي هذا الأسبوع، سجل مجلس التعاون الخليجي مرور خمسة وثلاثين عاماً على تشكله كإطار تعاون أوثق بين دوله، في ظل عجز وشلل الجامعة العربية، في وقت أحدقت فيه الأخطار بدول الخليج بعد اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية. ولكن رغم هذا السجل الحافل فإن التعاون العربي ـ على الأقل في البر والتقوى- لا يزال بعيد المنال.
(2)
تناولت دراسات عديدة أزمة التعاون العربي خلال العقود الماضية، خاصة بعد نجاح تجارب لاحقة (أوروبا، جنوب شرق آسيا، أمريكا اللاتينية وأفريقيا). وقد عزت الدراسات الفشل إلى الاستقطاب الحاد أيديولوجياً، والتنافس بين الدول والزعماء، وعدم وجود المقومات البنيوية للتكامل، وكثرة التدخلات الخارجية.
ركز محللون كذلك على غياب الديمقراطية باعتباره النقطة المحورية، لأن التكامل يتطلب تنازل الحكام عن بعض سلطاتهم لمؤسسات التعاون، وهو ما يشق على الأنظمة الدكتاتورية التي لا تطيق مشاركة السلطة مع شعوبها، ناهيك عن مؤسسات خارجها.
(3)
تغلب مجلس التعاون الخليجي على بعض هذه الصعوبات بسبب العلاقات الشخصية بين الزعماء، واستشعار الخطر المشترك، وكذلك الدور المهيمن للسعودية. ولكن حتى هذه العوامل لم تكن كافية لاستمرار التعاون. فهناك اختلافات مهمة بين الدول والأنظمة ظلت تتزايد مما تطلب تغيير المعادلات، وهو ما لم تتم مراعاته.
(4)
في بداية الأمر، كانت الكويت هي الحالة العصية على الاندماج، بسبب وضعها الاقتصادي المتميز، ووضعها السياسي الخاص، كونها دولة برلمانية تتمتع بحريات واسعة، مما صعب اندماجها في تركيبة أوتوقراطية. وإذا كان الغزو العراقي في عام 1990 قد أعاد الكويت إلى بيت الطاعة، إلا أن الدور الأمريكي في تحريرها عزز مؤسساتها الديمقراطية كما عزز النفوذ الأمريكي، مما جعل من الصعب إعادة إدماجها تحت هيمنة إقليمية.
(5)
اقتصادياً تغيرت المعادلات كذلك. فالإمارات أصبحت الاقتصاد الخليجي الثاني بعد السعودية، وتشهد نمواً متسارعاً وتنويعاً لمصادر الدخل. قطر التي حلت في المركز الثالث تشهد انطلاقة في كل المجالات، حيث بلغ دخل الفرد فيها ضعف الإمارات وثلاثة أضعاف السعودية. وهذا بدوره يتطلب مراعاة الأوزان الجديدة في أي معادلة.
(6)
في بدايته، بشر الربيع العربي بفتح المجال لتقارب عربي غير مسبوق، خاصة في ظل تجاوب الشعوب العربية مع بعضها. وقد تفاءلت منظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة بذلك فأخرجت في مطلع هذا العام تقريراً يبشر بالتكامل العربي ويعدد إيجابياته. ولكن كما نعلم، فإن أزهار الربيع العربي حملت ثماراً مرة عندما اندلعت ثورات الردة، وتحولت الساحة العربية إلى ميادين لحروب باردة وساخنة تضاءلت أمام شراستها حروب الماضي وأضغانه. وقد وجد الخليج نفسه في قلب هذه المعمعة التي أوشكت أن تمزق لحمته.
(7)
مشكلة العرب هي الخلط المستمر بين الهيمنة والقمع ومفاهيم الوحدة. حدث هذا عندما أرسل عبدالناصر جنوده إلى اليمن ومخابراته إلى سوريا لتحقيق وحدة الحديد والنار، أو حينما غزا الأسد لبنان وصدام العراق. (لاحظ أننا نتحدث عن أفراد لا دول، فالدول لا وجود لها في قاموس الزعامات وحساباتها). شهدنا نفس الشيء خلال الأشهر الماضية حينما تعرضت قطر للابتزاز والضغوط حتى تنصاع وتخضع. وليس هذا هو بحال الطريق الأمثل للوحدة و»التعاون». فالمطلوب ليس هو ابتلاع الدول وهضمها وإلغاء وجودها كما تم إلغاء الشعوب، وإنما تعاون يقوم على التعدد والتنوع الذي يثري ويقوي.
(8)
في وقت سابق، سعى هتلر لتوحيد أوروبا بقوة السلاح تحت قبضته، واتبع ستالين النهج نفسه في أوروبا الشرقية. ولم يؤد ذلك إلى وحدة أوروبا، وإنما أشعل الحروب فيها وأهدر طاقاتها. ولم تتوحد أوروبا حقيقة إلا عندما اتبعت منهج التراضي داخل دولها أولاً ثم بين هذه الدول. وهذا هو الطريق الصحيح الذي يجب أن تتبعه الدول العربية في الخليج وغيره.
(9)
ما تزال التجربة الخليجية، رغم الملاحظات عليها، هي التجربة الرائدة في التعاون عربياً. ويسرف الكثيرون في انتقاد دول الخليج وتبخيس إنجازاتها في مجال البناء والتطور، ويصرون إلى عزو ما حققته إلى النفط. وفي هذا إجحاف كثير، لأن عائدات دول الخليج من النفط لا تزيد كثيراً عن دخل دول (مثل ليبيا والعراق والجزائر) يمتاز بعضها فوق ذلك بثروات مائية وزراعية وبشرية لا يتوفر مثلها في الخليج. ولكن دول الخليج تميزت على الآخرين بحسن إدارة مواردها وعدم إهدارها في المغامرات والحروب الداخلية والخارجية. فليس النفط وحده هو الذي صنع الازدهار في الخليج، ولكن حسن إدارة عائداته.
(10)
التعاون الخليجي ظل حتى وقت قريب نموذجاً واعداً، ولكنه يحتاج إلى تطوير حتى يستوعب المتغيرات: في داخل كل دولة أولاً، ثم في الخليج ككل، ثم في المنطقة فالعالم الذي اختلف كثيراً عما كان عليه قبل 35 سنة. في تلك الفترة، كان العراق مع الخليج ضد إيران وسوريا عامل توازن بين الجانبين، وكانت الولايات المتحدة في طريقها لتصبح القطب الأوحد. أما اليوم، فإن أمريكا في تراجع، والعراق في جيب إيران وسوريا تحت حذائها واليمن تحت إبطها، في حين تتقاتل دول الخليج فيما بينها، وتفتح معارك في غير معترك. فكما كان للقذافي جبهة في تشاد، أصبح للخليج جبهة في ليبيا، وكما كان لعبدالناصر يمنه أصبح للخليج مصرها. ومن الحكمة ألا ننتظر حزيران آخر في نفس غفلة تلك الأيام.
٭ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
د. عبدالوهاب الأفندي
أعتقد أن مشكلة العرب فكريه في الأساس. وقد ذكر أبوالفرج بن الجوزي، في كتابه «أخبار الحمقي والمغفلين» ، أن «عقول الناس على قدر زمانهم». وبالرغم من الطابع الفكاهي لهذه الكتاب، نجد أن به كماً مقدراً من الحكمة ومحاولات جاده للتحليل طبائع وخصائص النفس البشرية. وقد دهشت من ادراك إبن الجوزي لعلاقة الكسب الحضاري للبشر بالثقافة السائدة بينهم والتي عرفها علماء الإجتماع مؤخراً. فدبي قدمت دليلا دامغا علي ان مآساة العرب الحالية اصلها فكري وأن الانسان العربي قادر علي تفيؤ مقعده المرموق بين الامم اذا توفرت له العقول المفكرة التي تقدر موطئ القدم قبل الخطو. ومن الجميل أن دبي اصبحت واضعة معايير وتمارس بطريقة غير مباشرة peer pressure (أي ضغط مجاراة الانداد) علي جميع الدول العربية وتجبرها علي حذو النعل بالنعل. الرخاء الإقتصادي يجلب معه وعي الناس بحقوقهم والإمارات في طريقها أن تصبح مثل الكويت دولة بها حريات ولا تضيع فيها حقوق الناس بسهولة.
غلطة الشاطر التي وقعت فيها دبي هي الإخفاق في انتهاج سبيل وسط يوفق بين الاصالة الاسلامية والانفتاح الاقتصادي (الايلاف بين عبادة رب هذا البيت وتجارة رحلة الشتاء والصيف). ومن الطريف ، والمحزن معا، أن سبب هذا هو عقدة الخواجة الناجمة عن عدم إدراك أن ما يسمي بالإقتصاد الحر (أو الرأسمالي) هو اقتصاد اسلامي الجذور. فاللبنه (اي الطوبة) الأساسية التي يقوم عليها صرح الإقتصاد الحر هي العقد وأشتراط الوفاء به والقائم علي القاعدة الشرعية الحاذقة القائلة بأن (العقد شريعة المتعاقدين). هذا بالإضافة الي أفكار إبن خلدون (مثل الحكومة الصغيرة الرشيقة، تخفيض الضرائب ومنع تدخل السلطان في التجارة) التي قال عنها مالك بن نبي، آخر فيلسوف أنجبته الأمة العربية، ما معناه: أنها ظلت بين ظهرانينا لا يستفيد منها الناس الي أن اعاد الغرب تقديمها الينا. أي بمعني آخر متلازمة الحمار حامل الأسفار. نعم! الرخاء الإقتصادي متاح لكل الأمم إلا من أبي، ومن تجاهل أفكار ابن خلدون فقد ركل النعمة واختار، بحسب إبن الجوزي، أن يكون من «المبخوسين حظوظا يوم القسمة».
انتاج الجزائر من النفط لا يمثل3بالمئة من الانتاج الخليجى (الاحصائيات موجودة على الانترنيت وعدد السكان فى الجزائر39مليون نسمة ) الخليج العريى تحت الهيمنة الواضحة لامريكا… لا يمكن ان تكون نمودجا
لك الله يا صحاب هذا القلم …
مالانفهمه في دول الخليج هي اذدواجيتها في بعض القضايا التي لا تحتاج الي تعمق و بحث وتحليل خاصه في مايخص الشعوب العربيه .
فمثلا لماذا تدعم السعوديه والامارات الرئيس المصري الحالي ولاتدعم الرئيس السابق مرسي..؟
اسئله كثيره بحاجه الي اجابه ولكن من يجيب..!
حينما كنت ادرس في الجامعة في كلية التجارة كان عندنا في السنة 73 اي في السنة الرابعة جاءنا دكتور مصر في كتيب من 150 صفحة عن اقتصاديات الدول العربية انها تستطيع بما لديها من امكانيات مادية وبشرية واراض تكوين قوة اقتصادية تتفوق على امريكا واليابان فيما لو اتحدت ولكن كانت المصيبة ان تكوين الجامعة العربية كانت لخدمة انكلترا واصبخت بعدها عن طريق امريكا وسلطتها على دول الخليج لا تقوم بشيء مفيد الا انها تجتمع وتتفرق وتقرر كالمثل الذي يقول تمخض الجبل فولد فاءرا رعم ان هذه الدول كانت تخرج علماء بعد ان يتخصصوا في الدول الخارجية ولكن يظهر ان الاوامر لم تكن تسمح لهم بالعودة لبلاده لتكوين صناعة او مشاريع منتجة فكانت امريكا تستفيد منهم بتشجيهم للبقاء ومن يرفض تتسبب في مقتله كما مع كثير من العلماء منهم كامل حسن الصباح الذي انتج حوالي 50 اختراع واخر من ال الجارودي وغيره مثل شفيع حمزة الذي سرق اختراعه لطاءرة الهليكوبتر وغيره كثير وحتى ان هذه الدول الخليجية نفسها التي لديها امكانيات مادية لم تفكر في انتاج صناعي كما فعلت باكستان رغم ان امكانيات باكستان ليست كدول الخليج ولكنها تدفع المليارات لامريكا لشراء السلاح ودفع العملات لبعض الامراء رفع الفضاءح التي سربت بصراحة من امير فلان الى قاءد الحرس الى فلان وفلان وفضيحة صيحة اليمامة اشهر من نار على علم لذلك تعتبر هذه الدول ولو انها تبني بنايات فوق السحاب لكنها لم تبن مصانع لانتاج السلاح وتصديره كما تفعل اصغر الدول واقل امكانيات مادية منها وتتفاخر بالابراج التي عندها رغم انها من علامات الساعة التي حدث عنها الرسول ص 0