يشارف دور المجموعات في كأس العالم على الانتهاء، وتعرض بعض المنتخبات الكبرى فيه لصدمات، ولاقى العرب تقلبات عاطفية واضحة، وباتت شجرة دور الستة عشر واضحة للجميع، والعيون كلها تتجه إلى سباق البقاء الأهم في الأدوار المتقدمة من المونديال.
لكن دور المجموعات ترك لنا دروساً يمكننا الاستفادة منها، والتعلم أكثر بشأن معادلات هذا المونديال، التي تكون بعض الأحيان بغاية البساطة، وفي أحيان أخرى في قمة اللامنطقية والتعقيد.
ولعل الدرس الأول الذي بات واضحاً للجميع، بأن كرة المنتخبات أقل تعقيداً من كرة الأندية من حيث التفاصيل التكتيكية، فالتحركات الجماعية أقل عدداً، والأفكار التفصيلية لا يمكن تطبيقها خلال أسبوع من التحضير، فلم نجد فريقاً يشبه مانشستر سيتي أو ليفربول أو أي من الفرق ذات الشخصيات التكتيكية المتقدمة.
هذا الدرس يعيدنا إلى حقيقة أن المدرب الأفضل في المونديال، هو عادة ذلك المدرب الذي يعرف كيف يختار أفضل تشكيلة لديه، ويضع أفضل لاعبيه في أحسن الأماكن بالنسبة لهم، ليلعبوا بشكل جيد، فالجودة تصنع فارقاً حقيقياً في المونديال، تماماً كما أن الفريق الأقرب للنجاح عادة هو الفريق الأكثر اتحاداً، والأكثر هدوءاً في غرفة ملابسه.
بالتالي عمل المدرب المونديالي أقل تعقيداً من عمل المدرب في عالم الأندية من الجانب التكتيكي، لكن قيادته وتأثيره ودوره الإداري أمور تصنع الفارق، وهذا درس مهم نتعلم منه عندما نختار مدربين لنا في مونديالات مقبلة.
أما الدرس الثاني، فهو التطور الذهني الحاصل لدى لاعبي كرة القدم في العالم، وأهمية هذا العنصر الحاسم في تحديد المنتصر من المواجهات، فوجدنا بعض المنتخبات يخسر لسوء التحضير الذهني للبطولة كما حدث مع قطر، وبعضها يخسر لسوء تقديرها لصعوبة المباريات مثل اليابان أمام كوستاريكا، وبعضها يتقدم بسبب ثباته الانفعالي في الأوقات الصعبة كما فعلت السنغال وأمريكا على سبيل المثال.
وهناك درس ثالث لا يمكن تجاهله، مفاده أن من أن يتأهل ويتقدم هو من يستفيد من فرصه، فكرة القدم لم تعد بسهولة الماضي، التي يمكنك فيها خلق عدد كبير من الفرص بسبب تفوقك بالجودة، فهناك منتخبات عدة ندمت على عدم الاستفادة من فرصها، كما فعلت تونس والسعودية أمام أستراليا وبولندا على الترتيب، وكذلك الإكوادور أمام هولندا، فتسجيل الفرصة هو نصف الطريق نحو التأهل.
وفي رحلة مونديالنا العربي الجميل، ظهر جلياً كدرس رابع لنا بأن تداخل الرياضة بالسياسة، وتوظيف الأولى لصالح الثانية، وصل حداً لا يمكن التراجع عنه، وجعل من تصريحات وقوانين سابقة تحظر هذا الخلط بلا أي قيمة.
فالوزراء الغربيون أصروا على رفع شارات تعكس قيماً جديدة لديهم، ومقتحمو الملاعب بعثوا رسائل مختلفة، كما أن الصحافة الغربية اختارت المواضيع التي تريد تغطيتها من مونديال متنوع الزوايا، فتناست لأول مرة زوايا الثقافة والأحداث المجتمعية، وركزت على القضايا الاختلافية فقط.
والدرس الخامس الأكيد أن كل مونديال ينجح بأهل منطقته، فما زلنا لا ننسى نجاح مونديال 2014 بفضل جماهير أمريكا الجنوبية وليس جماهير البرازيل فقط، وفي هذا المونديال ساهمت الجماهير العربية بشكل عام، وجماهير الفرق المشاركة بشكل خاص بإضافة الشغف على الملاعب، وتوفير المقاطع الأجمل للسوشيال ميديا عبر المنصات المختلفة.
تأثير جماهيري عربي جعل موقع “غلوبو” البرازيلي الرياضي الأكبر في بلاده يصف جماهير السعودية بأنها إحدى العلامات المميزة لكأس العالم، ووصفهم بقول جميل “البحر الأخضر”، فتلك الجماهير خلقت قصصاً وشعارات وجدليات، أشهرها بالتأكيد “أين ميسي؟”، الذي ردت عليه جماهير الأرجنتين بالنهاية “أين سالم؟”.
هي بعض الدروس التي ينبغي التوقف عندها، للاستفادة منها في تجارب مستقبلية، والآن يتغير الكلام والتفكير تماماً مع وصولنا للدور ثمن النهائي، فالتفكير واضح لكل الفرق، والحسابات سهلة للغاية، الفوز يعني التأهل، والخسارة تعني الخروج.
الآن يكشف بعض المنتخبات عن أنياب خبأتها في دور المجموعات، بعد أن خزنت بعض طاقتها وأفكارها وأسلحتها للأدوار التي لا تقبل القسمة على اثنين أبداً، والآن قد نرى تصاعداً في أداء منتخبات خيبت الظن في الدور الأول لكنها نجت، ونتفاجأ بتراجع رهيب لمنتخبات بذلك كل ما لديها في دور المجموعات.
الآن فعلاً بدأ الحسم، وبدأت مرحلة “لا فرصة ثانية”، وهي مرحلة انكسر تحت ضغطها أكبر النجوم وأفضلهم في الماضي.
الدرس السادس وهو تأثير الأعباء والإديولوجيات الدخيلة فمنتخب ألمانيا على سبيل المثال لم يكن تواضع مستوياتهم الفنية السبب الوحيد لخيبة النتائج بل حتى حمل عبئ ايديولوجيا الالوان أخرجهم من اجواء المباريات حتى قبل دخولها خصوصا مع ردود الفعل الشرسة التي قابلها بهم الإعلام العربي.
اهم درس هو انه لا سلطة للحكام على الرياضة والرياضين وجمهورها
الحكام لهم خياراتهم التي تخدم الكرسي وباي ثمن وشعوب امتنا لها خياراتها التي تخدم قضايا التحرر على جميع الاصعدة وبمختلف اشكاله
مقال رائع ما هي فرص المغرب للعبور للدور ربع النهائي عندي احساس اسبانيا لم تعد مخيفة قادرون على العبور باذن الله اتوقع عبور كل من السنغال فرنسا المغرب سويسرا هولاندا الارجنتين اليابان وكوريا الجنوبية تذكر تعليقي يا عواد
مقال جيد ، احسنت ولله
لك كل تحيه