جنون مباريات ربع نهائي دوري الأبطال والدوري الأوروبي لهذا الموسم وسيناريوهات مبارياته ونتائجه، لا يعادلها ولا يفوقها اثارة ومتعة سوى الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يبقى بتفاصيله وتقلباته الأحسن والأجمل من دون منازع، خاصة بعد الذي حدث في الجولة الثانية والثلاثين التي شهدت خسارة الرائدين أرسنال وليفربول على أرضيهما، وفوز السيتي بالخمسة على لوتون تاون، لينفرد بالريادة، وسط مؤشرات توحي الى أنه الأوفر حظا للحفاظ على تاجه بالنظر الى الرزنامة المتبقية إلى غاية نهاية الموسم والتي تبدو فيها الأفضلية نظريا للسيتي الذي لم يبق له سوى توتنهام كمنافس قوي، في حين ينتظر أرسنال وليفربول مباريات أكثر صعوبة على الورق، لكن حقيقة الميدان وخصوصيات الدوري الإنكليزي قد تخفي العجب.
قبل الجولة الثانية والثلاثين، كانت كل التوقعات توحي باستمرار الارتباط بين ثلاثي المقدمة الى جولات قادمة، لكن السيتي عاد الى الريادة منفردا وبشكل غير متوقع للمرة الأولى منذ الجولة الثانية عشرة، وكأنه استفاد من 6 نقاط بفوزه وخسارة الملاحقين، ما يرشحه للتتويج بالنظر الى ما تبقت له من مباريات تبدو في المتناول ضد برايتون ونوتنغهام فورست وولفرهامبتون وفولهام ووستهام وتوتنهام في أخر جولة يوم 19 مايو/ آيار المقبل ليصبح أول فريق إنكليزي يتوج بلقب البريميرليغ للمرة الرابعة على التوالي.
أرسنال الذي خطف الريادة من ليفربول منذ أسابيع، أضاعها بعد خسارته الأولى خلال سنة 2024 على ميدانه أمام أستون فيلا، ما يجعل مأموريته معقدة في بقية المشوار الذي سيواجه فيه الجارين تشلسي وتوتنهام، ويجد في طريقه المان يونايتد، اضافة الى ولفرهامبتون وبورنموث وايفرتون، وهو أصعب جدول للثلاثي الذي ينافس على اللقب، ما يؤجل حلم التتويج باللقب الذي لا يزال يجري خلفه منذ عشرين عاما، لكن لسوء حظ ميكيل أرتيتا أنه جاء في زمن غوارديولا والسيتي الذي يسيطر على كل البطولات والمسابقات المحلية منذ سنوات.
ليفربول من جهته، مني بهزيمة غير منتظرة تماما أمام كريستال بالاس، كانت الأولى له في الدوري على ميدانه من أكتوبر/ تشرين الاول 2022، والثانية على التوالي في جميع المسابقات بعد خسارته المذلة أمام أتالانتا في ذهاب ربع نهائي الدوري الأوروبي، في وقت كان فيه الفريق يحتاج الى مزيد من التركيز لانقاذ موسمه وتقديم أجمل هدية لمدربه الألماني يورغن كلوب الذي يسعى الى المغادرة متوجا باللقب الغالي، لكن يبدو أن المهمة صارت معقدة رغم رزنامته المتبقية التي تبدو في المتناول مقارنة بأرسنال، حيث يواجه فولهام وايفرتون ووستهام وتوتنهام وأستون فيلا وولفرهامبتون، لكن يبقى كل شيء متوقفاً على مردود السيتي ونتائجه في نهاية الموسم.
يحدث هذا في وقت صنع باير ليفركوزن الحدث بتتويجه بلقب البوندسليغا من دون خسارة في جميع المسابقات، ويتوجه ريال مدريد في اسبانيا نحو التتويج بالليغا من دون منازع، ويتوجه الانتر نحو التتويج بالكالتشيو بسهولة، وكذا يفعل باريس سان جيرمان في فرنسا من دون منافس، لتبقى الاثارة سيد الموقف في أفضل دوري في العالم من دون منازع وأكثرها متعة وتشويقا الى غاية آخر نفس.
اعلامي جزائري