الدوري الإنكليزي من كوكب آخر!

في وقت حسم فيه مصير الدوريات الأوروبية الكبرى منذ مدة لصالح الريال والانتر والبياسجي وباير ليفركوزن، لا يزال الصراع مستمرا في الدوري الانكليزي الممتاز بين السيتي وأرسنال من أجل التتويج باللقب بعد فوز السيتي على توتنهام في لندن، والذي حسم المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال لصالح أستون فيلا العائد الى المسابقة بعد أكثر من أربعين عاما من الغياب.
وبانتهاء صراع توتنهام وأستون فيلا على مركز مؤهل لدوري الأبطال، سيكون التشويق في انتظار الحسم بين تشلسي والمان يونايتد لأجل مكان في دوري المؤتمرات، ما يؤكد مجددا أن الدوري الانكليزي هو الأقوى والأفضل والأكثر اثارة ومتعة في جميع مبارياته بدون استثناء، ويتميز عن غيره من الدوريات فنيا وبدنيا وتكتيكيا، وحتى إعلاميا وجماهيريا. تواجد نجوم الكرة وأفضل مدربي العالم في الدوري الإنكليزي واستقطابه رؤوس الأموال والاستثمارات المحلية والأجنبية ساهم بقسط كبير في الرفع من مستوى اللاعبين والأندية حتى ولو استمرت السيطرة من طرف السيتي خلال السنوات الخمس الماضية رغم المنافسة القوية من أرسنال وليفربول، مقابل تراجع مستويات المان يونايتد وتشلسي وتوتنهام، وتألق أستون فيلا ونيوكاسل وبرايتون، رغم غياب الأندية الاندية الانكليزية عن نهائيات المسابقات الأوروبية لهذا الموسم بعد خروج أرسنال والسيتي من ربع نهائي دوري الابطال، وخروج أستون فيلا من نصف نهائي دوري المؤتمرات.
سيتي غوارديولا مرشح للحفاظ بتاجه بعد أن دفع بكبار المدربين للهروب من منافسته على غرار مورينيو وأنتونيو كونتي وكارلو أنشيلوتي وتوماس توخيل ويورغن كلوب هذا الموسم، حيث تفصله مباراة واحدة أخيرة أمام وستهام لضمان التتويج، في انتظار نهائي كأس الاتحاد الانكليزي ضد المان يونايتد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أملا في تحقيق رباعية أخرى تاريخية خلال موسم واحد لقي فيه منافسة شديدة من أرسنال وليفربول وأستون فيلا الذي قدم له خدمة كبيرة عندما فاز على ارسنال في لندن قبل شهر في منتصف أبريل/ نيسان بين مباراتي ربع نهائي دوري الأبطال ضد البايرن، وتمكن بفضلها من احتلال المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال.
أرسنال من جهته بقي صامدا الى غاية آخر جولة من عمر الدوري، اذا يكفيه تعثر السيتي ولو بالتعادل وفوزه على ايفرتون لكي يتوج بلقب يبحث عنه منذ عشرين عاما، يكون مستحقا لو تحقق بعد سنوات من التألق، خاصة منذ مجيء المدرب ميكيل أرتيتا الذي بقي منافسا فريدا لغوارديولا على لقب دوري بقي أيضا لسنوات الأفضل والأقوى والأكثر متعة، خطف الأنظار من دوري اسباني انحصر فيه الصراع بين الريال والبارسا، ودوري ايطالي استعاد فيه الانتر سيادته، ودوري ألماني سقط فيه البايرن ودورتموند على يد باير ليفركوزن أفضل فريق أوروبي على الإطلاق بعد تتويجه بلقب البوندسليغا لأول مرة في تاريخه، وبلوغه نهائي كأس ألمانيا و نهائي الدوري الأوروبي.
تتويج السيتي باللقب سيكون السادس في سبع سنوات، لكن ولا مرة كان سهلا، وليس مضمونا هذا الموسم قبل جولة واحدة على نهاية دوري قد يخفي سرا لا نعرفه حتى يصفر الحكم نهاية مباراة السيتي ووستهام الأحد المقبل.
إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية