الجميع يعلم أن الدوري الانكليزي الممتاز هو الأثرى في العالم، وأنديته مجتمعة تحظى بالمدخول الأعلى من بين كل أندية الدوريات الأخرى في العالم، ونجومه هم الأكثر مدخولاً وثراء، ومع ذلك فان الصمت كان مطبقاً على مساهمات هؤلاء النجوم في التخفيف عن معاناة مجتمعهم، بل عن معاناة موظفي أنديتهم، بالمساهمة عبر التخلي عن جزء من رواتبهم، حتى يوم أمس عندما وافق قائدو الاندية العشرين على اقناع زملائهم بالتخلي عن 30% من رواتبهم، رغم أن الأمر أعقد من ذلك بكثير.
هذا الاتفاق جاء بعد تعرض النجوم الى انتقادات لاذعة من كل حدب وصوب في بريطانيا في ظل المعاناة من فيروس كورونا، ولخص موقف رئيس لجنة العموم للثقافة والإعلام والرياضة جوليان نايت ما يشعر به كثيرون عندما نعت صمت نجوم الكرة بـ”غير مقبول أخلاقيا”، في ترجمة للشعور المتزايد في إنكلترا. وطالب نايت في رسالة الى الحكومة بفرض ضريبة محددة على الاندية التي تضع “موظفيها من غير اللاعبين على البطالة الجزئية مع الاستمرار في دفع أجور لاعبيها بشكل طبيعي”، حيث يمكن لأصحاب العمل أن يطلبوا من الحكومة دفع 80% من أجور الموظّفين التي تصل إلى 2500 استرليني شهرياً كحدّ أقصى، ليتمكّنوا من الاحتفاظ بموظّفيهم وعدم طردهم أثناء تفشّي الوباء. وأول من استغل الامر كان نادي توتنهام الذي اختار وضع 550 موظفا تحت حماية برنامج البطالة الجزئي الحكومي، الى درجة صدمت الجميع حتى لو أن رئيسه دانيال ليفي أعلن خفض راتبه وبعض المسؤولين 20%، لان في اليوم ذاته أعلن توتنهام عن أرباح بقيمة 87,4 مليون جنيه استرليني بدون الضرائب لعام 2019، أكثر من أرباح ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، بعد السنة الرائعة للنادي اللندني والتي بلغ فيها المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. وتبعه بهذه الاجراءات نيوكاسل الذي أغلق قسم الكشافين عن المواهب في النادي وسرح موظفي قسم عمليات التعاقدات، ومثله فعل بورنموث ونوريتش الأقل ثراء.
ورغم انتقاد وزير الصحة البريطاني مات هاتكوك الحاد لنجوم اللعبة، الا أن لاعبي الدوري الانكليزي مقيدون بأخذ قراراتهم، بسبب نقابة اللاعبين المحترفين، والتي يتقاضى رئيسها غوردن تايلر 2.2 مليون استرليني في العام، هو الاعلى بين رؤساء النقابات في البلاد، والذي أمر اللاعبين المنتسبين بعدم الموافقة على أي اقتراح بخفض الرواتب الا بعد استشارة النقابة، وشن هجوما لاذعاً على مسؤولي الاندية متهمهم باستغلال المساعدات الحكومية للحفاظ على ثراء ملاكها. وقال: “يجب على الأندية، باعتبارها شركات، التي تستطيع دفع رواتب لاعبيها وموظفيها أن تفعل ذلك. أي استخدام للمساعدات الحكومية بدون الحاجة المالية الحقيقية سيكون على حساب المجتمع ككل ومساهمة اللاعبين في دفع رواتب الموظفين من غير اللاعبين لن يخدم سوى مصالح الملاك فقط”. أي ان الصراع الحقيقي يكمن بين من يرى أن الاندية ثرية جداً ويملكها أثرياء جداً وباستطاعتهم الاستمرار في دفع الرواتب حتى مع طول أمد الأزمة، وبين من يرى أن على النجوم أصحاب الملايين أن يساهموا على الأقل في حماية موظفي أنديتهم غير اللاعبين، ولعب دور مجتمعي، على غرار ما فعلته غالبية النجوم حول العالم، ففي الدوري الألماني، توصل 16 ناديا من أصل 18 الى اتفاق مع لاعبيهم بخفض الأجور، ومن المتوقع أن يتبعهما الناديان المتبقيان قريبا. وفي إسبانيا، أعلن لاعبو برشلونة وأتلتيكو مدريد عن تنازلهم عن 70% من رواتبهم طالما استمرت حالة الطوارئ، وفي إيطاليا، وافق لاعبو يوفنتوس على التخلي عن رواتبهم لأربعة شهور، ووافق موظفو اليوفي على تخفيض رواتبهم 30%. ولكن هناك من ذهب الى أبعد من انتقاد نجوم الكرة، حيث اعتبر الخبير المالي في كرة القدم كيران ماغواير أن السياسيين يستغلون كرة القدم، موضحا: “لا توجه الانتقادات نفسها الى الصناعة المصرفية. لا توجه ضد المحامين الذين يتقاضون 10 آلاف جنيه في اليوم الواحد، أو الى المحاسبين، أو الأموال التي تذهب الى حسابات خارجية لتجنب دفع الضرائب”.
مهما يكن فان العالم غدا سيكون مختلفاً عما عرفناه في الامس، والأزمة الاقتصادية ستنال من الجميع، وبحسب التوقعات فان كساداً عظيما هو المتوقع لعام ما بعد كورونا، لكن الأهم اليوم وحالاً هو حماية الأرواح من هذا الفيروس اللعين. عافى الله الجميع.
السلام عليكم ، نجوم كرة القدم ليسوا وحدهم بمن يجب وصف تصرفهم ”غير مقبول أخلاقيا” بكل العالم كله حين سمح ليكون دخل هؤلاء بالملايين ودخل الأطباء فقط يكفي الرمق .
وعليه ليذهب العالم اليوم لهولاء ( النجوم ) ليجدو له العلاج .
قلناها سابقا وسنكررها دائما انه يجب اعادة النظر جملة وتفصيلا في اللرواتب الخيالية لهؤلاء فما الدي يقومون به لصالح البشرية حتى يعطوا الحق في التصرف شهريا بملايين الدولارات؟ من هم الان في الصفوف الامامية لمواجهة مخاطر وباء كورونا؟ اهم اللاعبون ام الاطباء والممرضون ورجال الاطفاء وقوى الامن والجيش وغيرهم من موظفي الادارات المعنية؟ من يضحي بحياته في هده الظروف الصعبة؟ اهم لاعبوا كرة القدم الدين يتقاضون رواتب خيالية دون وجه حق؟ يجب في اعتقادي المتواضع اعادة النظر في هده الرواتب الهائلة فليس من العدل والانصاف ان يتقاضى هؤلاء مبالغ خيالية في الوقت الدي يعاني فيه من هم اجدر بهم من الاطباء والاساتدة وقوى الامن والجيش وغيرهم من الصعوبات المادية فما الدي يقوم به اللاعبون في هدا العالم المليء بالظلم والجور؟