لا يخلو النقاش الوطني والنخبوي الأردني هذه الأيام من التعبير عن الشعور بـ «الصدمة» من الأداء العشائري المجامل لتنظيم داعش بعد تمكن الدولة الإسلامية من إسقاط طائرة أردنية وأسر الطيار معاذ الكساسبة.
سبب «الصدمة» المركزي عند الكثير من المحللين والرسميين يتعلق بمستوى الخطاب لداعش من قبل عشيرة الكساسبة والمناشدات التي توجهها حتى شخصيات سياسية للتنظيم المصنف بالإرهاب للحفاظ على حياة الطيار .
السيناريوهات متعددة في هذا الإطار فبعض الآراء تجمع على أن الصدمة الأعمق يمكن ان تولد إذا ما فكرت داعش بسيناريو الإفراج عن الطيار الأسير تكريما «للعشائر الأردنية»..هذه كارثة بكل المقاييس لخطط المشاركة في التحالف ضد داعش والإشتباك معها وإن كانت غير متوقعة.
لا يخفي مسؤولون كثر إلتقيتهم شخصيا قلقهم من الإصرار الإجتماعي في محيط عشائر الجنوب تحديدا على مخاطبة داعش بإعتبارهم أخوة في الإسلام والقلق يتزايد مع السعي المتواصل لعائلة الكساسبة للإفراج عن ولدها بعيدا تماما عن منطق الحكومة الرسمي بل أن والد الطيار الأسير طالب الحكومة بالصمت في قضية إبنه.
تلك مفارقة مؤلمة لأصحاب القرار وسط إعتقاد وتصور مسبق بأن المجتمع يتفاعل مع المنطق الرسمي في التناقض مع داعش ويؤيد «الحرب على الإرهاب».
المهم أن طبقة من المسؤولين إكتشفت اليوم بان المزاج الشعبي يتهافت عند اول ثمن يدفعه الأردنيون ولا يبدو المشهد وكأن التناقض مع داعش «عقيدة وطنية» عند الأردنيين وتلك حصريا المسألة التي ينبغي أن تبحث بجدية وعمق.
أحد المسؤولين بدا منزعجا وهو يسألني: ماذا سنقول للأمريكيين ولغيرهم في التحالف وهم يراقبون المناشدات التي ترسل لداعش بإسم فعاليات في المجتمع الأردني ؟.
إقتراحي شخصيا للرجل أن لا يقول شيئا فمع بقاء المسافة الفاصلة الطويلة بين الدولة والناس في اغلب القضايا وليس في قضية داعش وتداعياتها فقط لا بد من الإستمرار في الشعور بالصدمة ولابد من القول بأن عائلة الطيار الأسير من الصعب توجيه اللوم لها وهي تتأمل الإفراج عن إبنها.
ببساطة وبصراحة ظهرت الدولة الأردنية باجهزتها وخبرائها خارج سياق التأثير العميق في المجتمع وكأنها بمثابة «الزوج المخدوع» ولذلك سبب برأينا المتواضع يتعلق بالخمول والكسل وعدم الكفاءة وغياب المهنية عن الطبقات الوسيطة بين الحكم والناس حيث لا يشعر الناس بوجود مطبخ حقيقي للقرار ولا تأثير من أي نوع للإعلام الرسمي البائس وحيث لا يوجد «مؤمنون» حقيقيون وجذريون بقدر ما يوجد مقلدون و«مخبرون» وسياسيون وبرلمانيون من النوع الرديء الذي أفرزته عبقرية تزوير الإنتخابات .
بالنسبة للأردنيين لابد من التأكيد بأنهم جميعا موحدون خلف مسألة لا تقبل القسمة ولا الخصومات وتتمثل في أن الشارع الأردني اليوم وبصرف النظر عن الجدل السياسي حول التحالف لن يقبل بأقل من عودة الطيار الشاب سالما لذويه بأي طريقة ومهما كانت الكلفة.
لا يمكن بكل الأحوال التشكيك بان الحضن الإجتماعي الأردني تقلقه تصرفات داعش ولا يتفهمها بكل الأحوال ولا يعتبرها جزءا من منظومة أخلاقيات الإسلام كمجتمع مسلم رغم أن الإنضمام للتحالف أصلا مسألة إختلف معها البعض من البداية .
ولا يمكن لأي صاحب قرار حكيم ومتعقل الإرتهان لوجهة النظر التي تقول بان الأردن بعيد عن مسرح عمليات داعش وبالتالي الحرب ليست حربه فالأردن وسط المعمعة والحريق والتحديات الأمنية التي تواجهها المملكة العربية السعودية تقبع في عمق الأمن الوطني والقومي الأردني وبالتالي مع ما يحصل في الجوار السوري والعراقي لا مجال لإغماض العينين وتجاهل ما يجري ولا مجال لترك المايكروفون في المنطقة برمتها للمتشددين الذين يقطعون الرؤوس بمناسبة وبدونها .
الأردن طرف شاء الأردنيون أم رفضوا وعلى كل النقاشات التي تدور في السياق أن تتعامل مع المستجدات على هذا الأساس وإن كنت شخصيا أشك بخلفيات ونوايا كل فكرة التحالف وأجزم بوجود «دواعش» متعددة وإسناد إقليمي واحيانا دولي مخابراتي لكل المشاهد المؤلمة في سوريا والعراق.
معاذ الكساسبة طيار مقاتل ورجل عسكري وفي الإشتباكات العسكرية يقع ضحايا وأسرى وتحصل مثل هذه المشكلات ومن واجب المناقشين للمسألة ان يواصلوا نقاشاتهم على هذا الأساس فالشاب الطيار وقع أسيرا في معركة حربية كان ينفذ فيها الأوامر ولا يليق بالأردنيين الخضوع لمنطق داعش بعد ثمن من هذا النوع مع الحرص الشديد بكل الأحوال على الأسير ورفضنا للمساس به بأي شكل من الأشكال .
اتفهم حنق بعض المسؤولين ومخاوفهم لكن اتفهم أيضا مبادرات أقرباء الطيار الأسير ومشاعرهم .
وكنا جميعا نتمنى لو لم تقع الحرب أصلا ولم تفرض على الأمة مثل هذه المعركة المخجلة التي تؤشر قبل كل شيء على أننا امة متخلفة تبني مستقبلها بالصراع الدموي وتخفق في الوصول إلى مرتبة متقدمة على الصعيد الحضاري البشري عبر الشذوذ الجماعي إما على صعيد مخالفة أحكام الإسلام المعتدل أو على صعيد الفساد والإستبداد والإرتماء في أحضان الأعداء مما يتسبب أصلا في وجود متطرفين.
٭ مدير مكتب «القدس العربي» في الأردن
بسام البدارين
لرب ضارة نافعه
وها هو الأردن قد أوقف طلعاته الجويه الغير مفيدة له
الطيار الأسير يعتبر ثروة لداعش من حيث فك المسجونين والفدية الضخمة
ميزة الأردن الوسطية ومتى انظم لحلف ما خسر تلك الوسطيه
ولا حول ولا قوة الا بالله
ومن واجب المناقشين للمسألة ان يواصلوا نقاشاتهم على هذا الأساس فالشاب الطيار وقع أسيرا في معركة حربية كان ينفذ فيها الأوامر ! أين وقعت المعركة الحربية ومن إعتدى على من ؟ ليس بهذه البساطة يمكن تحليل الأمور! الرسول الأكرم قال (ما قام الإسلام إلا بمال خديجة وسيف علي) وهذا دلالة واضحة جدا على مكانة وأهمية المال والسلاح في إنتشار الإسلام لذلك لايجب أن يخوض المثقفون معارك كلامية في تصنيف الإسلام على نحو إسلام معتدل وإلام متشدد وإسلام رخو وماشابه ذلك …
أحسنت. هذا ما يجول في خاطري وما أجمل ان يعبر الكاتب عن فكر القارئ.
من حفر حفرة لاخيه وقع فيها ، التطبيل و التصفيق لداعش و اخواتها لابد ان يصنع مجتمع متطرف و متعاطف مع من صفق الاعلام لهم ، وقت الحصاد كل يحصد ما زرع .
كل ما اقرا خبر او تعليق لانصاف الدواعش او العدول عن محاربتهم ( اشعر كم هو بشار الاسد حكيم عظيم ورجل معركة وموقف وليس هو من انصاف الرجال ) .. من اول يوم قال الاسد : يجب قتل ومحاربة الذءاب واتباعهم انصاف الرجال ,
أبدعت اخوي الكروي بس على علمك الاردن أوقف مشاركته في الحرب. معتقد ذلك.
حياك الله دكتور نوف
خبر توقف الطلعات الجوية الأردنية فوق سوريا أتى من القدس العربي
وأنا أثق بمصادر قدسنا العزيزه
شكرا لك وللجميع
ولا حول ولا قوة الا بالله
لاافهم مشاركة الاردن فى كل حروب العالم( العراق-ليبيا…) وكأن التحالف الدولى يحتاج الى الاردن…قولوا لا ولو مرة واحدة