القاهرة ـ «القدس العربي»: وضعت صحف القاهرة الصادرة أمس الخميس 19 سبتمبر/أيلول نصب عينيها هدفا واحدا لم يحد عنه الكتاب ألا وهو الدفاع عن الرئيس السيسي والمؤسسة العسكرية في وجه حرب الفيديوهات والهاشتاغات، التي بدأت تمطر ناراً فوق سماء العاصمة، ورؤوس كبار السلطة، الذين استنفروا كافة رجال المؤسسات الأمنية والعسكرية لمواجهة أي حراك محتمل، استجابة للدعوة التي أطلقها الفنان والمقاول محمد علي، الذي اتهمه نقيب الصحافيين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات بأنه «ولد صايع» وتحداه: « أن يظهر ورقة واحدة تثبت صحة كلامه».
الدولة القوية لا يرعبها هاشتاغ ولا يسقطها مقاول… والحديث عن الثورة يؤرق مضاجع كتاب النظام
وتناولت عناوين صحف الخميس، العديد من القضايا الموضوعات المهمة، ويأتى على رأسها: وزير الدفاع لقوات الصاعقة: مصر هي الكتلة الصلبة التي تحفظ أمن واستقرار المنطقة.. وحرص الوزير على نقل تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة للضباط والجنود. السيسي يستقبل رئيس وزراء السودان، ويؤكد مساندة القاهرة لإرادة وخيارات الشعب السوداني. «الداخلية»: مقتل 9 إرهابيين بينهم قيادي في «لواء الثورة». وشنت «اليوم السابع» هجوما حادا على المقاول محمد علي ومن يسير على دربه، عبر ملف حمل عنوان: الرقص على إيقاع الإخوان في شارع محمد علي.. قصة فيلم هابط. ومن التقارير الرياضية اهتمت صحف أمس الخميس بصراع الصفقات بين الأهلي والزمالك وبيراميدز.
من أجل عيون الرئيس
جاءت معظم مقالات كتاب صحف الخميس داعمة للرئيس السيسي والمؤسسة العسكرية: مرسى عطا الله في «الأهرام» وتحت عنوان : «الصدمة والانهيار» اهتم بالهجوم على الفنان والمقاول محمد علي والناشط مسعد أبو فجر، وأكد الكاتب على: «أن مشهد تصاعد حرب الأكاذيب والشائعات ضد مصر باستخدام الفيديوهات الملفقة والمفبركة لبعض المطاريد والفارين خارج البلاد، خير دليل على حالة الارتباك والصدمة التي تسيطر على كل أطراف حلف الشر والكراهية، وأن مفهوم الوطنية ومفهوم الانتماء لتراب هذا الوطن عند غالبية المصريين أكبر وأعمق من أن يكون مجرد إطار سياسي، وإنما هو جوهره وحقيقته منذ آلاف السنين».
جزاء الإحسان
أما حمدي رزق فقد وصف في «المصري اليوم»: «من يتفرجون على مؤامرة قنوات الشائعات والأكاذيب ضد الرئيس السيسي، بدون أن يحركوا ساكنًا، بـ«التولي يوم الزحف» أو الهروب من الحقائق المتواجدة على أرض الواقع، مؤكدا على أن الرئاسة في مصر أشغال شاقة وليست نزهة خلوية، وأن السيسي قام بالفروض جميعًا، وأن الشعب المصري يقف مع رئيسه ووطنه، متابعاً: وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهذا الشعب يعرف تمامًا من يُحسن، هذا شعب وفيّ للأوفياء، مخلص مع الخلصاء، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، ولا عزاء لمقاولى هدم الأوطان».
تجدد الحركة
«واهتم محمود خليل في «الوطن» بحركة الشارع المصري التي تتجدد بشكل دائم، والتي شبهها بوقوف المصريين بجوار اللواء محمد نجيب خلال الحركة المباركة، ولكن تخلو عنه بعد ذلك»
ربك لن يتخلى عنك
فيما أشار فاروق جويدة في «الأهرام» للارتباط الروحي بين الإنسان وربه، قائلاً: «نحن نعيش الحياة ونعلم أن هناك من يراقبنا في كل شيء.. إن نفسك قد تضللك وفي الناس من يخدعك ولكن ربك لن يتخلى عنك».
في خدمة النظام
دعا القيادي السلفي الدكتور ياسر برهامي إلى حماية النظام المصري من الانهيار مؤكدا أن سقوط النظام هو سقوط للدولة، ومحذرا من الدعوة إلى التظاهر على خلفية اتهامات بالفساد، وجهها المقاول والفنان محمد علي للرئيس المصري وعدد من قيادات المؤسسة العسكرية. وألمح حسب صحيفة «الفتح» الناطقة بلسان حزب النور الذراع السياسي للدعوة السلفية في الإسكندرية إلى تشكيكه في اتهامات محمد علي للسيسي ونظامه، ووصفه بأنه «فاسق» مستشهدا بالآية القرآنية «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، من غير أن يوضح المقصود بالتبين المشار إليه، وقال إن الدعوة السلفية لن تشارك في تلك التظاهرات، لأنها ملتزمة بالإصلاح التدريجي. وأشار برهامي في بيانه إلى أن الكثير من أبناء الوطن ـ بمن فيهم «أبناء دعوتنا» على حد زعمه يعانون من الظلم والتهميش والإقصاء، لكن ذلك لن يدعوهم إلى التظاهر أو الاحتجاج، مطالبا السلفيين بأن يتمسكوا بطاعة الله وسنة رسول الله، حسب البيان، من غير توضيح للمقصود بتلك الطاعة وذلك الاتباع وحمل بيان برهامي عنوان «لم ولن نكون دعاة هدم».
حرب بيانات
تشهد القاهرة حرب بيانات بين الأحزاب الداعمة للسلطة وخصومها، ووفقاً لـ«الأهرام» قال «حزب مصر الحديثة»، في بيان إنه في ظل حالة التسخين واستعادة مشاهد التحريض على الفوضى، وتقويض أركان الدولة من أسماء وشخصيات اختارت من الخارج ملاذا، ومن قوى إقليمية داعما، ومن جماعات إرهابية نصيرا ومرشدا، فإن الحزب يبدى استنكاره الشديد. تزامن هذه الحملة المقبلة من خارج حدود الوطن مع بيان حزب تيار الكرامة الذي يكيل الاتهامات لمؤسسات الدولة، مرددا عبارات ومفردات الجماعة الإرهابية نفسها، بما يجعله في خندق واحد وعلى أرضية مشتركة مع تلك الفئة الضالة دينيا وسياسيا، ويخدم أهدافها الخبيثة التي لا تخفى على أحد. وأضاف الحزب أنه وإذ يقدر دور الأحزاب السياسية باعتبارها جزءا من النظام السياسي، التى وصل عددها الآن 104 أحزاب، وضرورة ممارستها لهذا الدور في إطار من الشرعية والقانون، إلا أن هذا لا يعني في أي حال وعلى وجه من الوجوه الخروج من العباءة الوطنية، وقواعد العمل الحزبي الذي يقيم الدولة ولا يقوضها، ويساند مؤسسات الوطن ولا يخربها، ويدعم النظام ليس فقط من باب النقد، وإنما بتحمل المسؤولية والمشاركة وطرح الحلول للأزمات والمبادرات المبتكرة والخلاقة، والتعبير عن طموحات الشباب، وأمل هذه الأمة التي وجدت طريقها نحو الاستقرار، ولا تتحمل أي مغامرات غير محسوبة، بما يأتي على ما زرعنا وعلى وشك أن نجني حصاده. وأكد أن مثل هذه البيانات لن تحقق أي أهداف سياسية وإنما تصب مباشرة لمصلحة هؤلاء الذين يتربصون بِنَا جميعا أفرادا وجماعات وطنا وأحزابًا، مؤسسات وشعبا بدون تمييز».
ثورة أم وهم؟
من بين من حذروا المصريين من خطورة العودة للميادين مجدداً محمد أمين في «المصري اليوم»: «الثورات لا تُصنع في الفضاء ولا تنشأ في الفراغ.. الثورات لا تخرج من العدم.. ولا تحدث بالتسخين والنفخ في الشائعات والأكاذيب، الذين يتصورون خطأ أن مصر على حافة الثورة واهمون.. هذه ثورة الوهم.. هؤلاء هم الإخوان وأنصارهم.. فهل تتذكر المليونيات إياها، ودعوات الخروج على فيسبوك؟ من الذي كان يخرج؟ لا أحد كان يخرج مع أن الثورة كانت ساخنة، ومع أن الإخوان كانوا قد دخلوا السجون.. ومع أن رئيسهم كان محبوساً، وعندما مات مرسي في السجن، لم يخرج أحد لوداعه.. لا قامت ثورة ولا مأتم للعزاء.. فقط أذكرك بأن ما تسمعه كلام فارغ في الفضاء.. وهاشتاغات بلا معنى! ويرى أمين أن الغالبية العظمى من الشعب تتفهم حجم المؤامرات، التي تدبر لإشعال فتنة كبرى في البلد سيكون أثرها- لا قدر الله – مدمراً. ولا يداخلني أدنى شك في طهارة ونظافة يد الرئيس، وأن هدفه الأكبر والأعظم هو جعل مصر دولة لا تقل على الإطلاق عن أكبر وأعظم دول العالم.. وأرى أنك قد لامست عصباً في غاية الحساسية، حين تحدثت عن فكرة الأولويات لتكون في الحسبان. ويعترف الكاتب بأن هناك الكثير من المواطنين يجدون صعوبة في تلبية أقل متطلبات الحياة في حدها الأدنى لكفاية أسرهم مذلة السؤال. ويختلف أمين مع الرئيس، خاصة ما يتعلق بقصور الرئاسة، مؤكداً على أن «لدينا من القصور الكثير التي لا يشغلها أحد»! ويصر الكاتب على أننا لا نعيش ظروف ثورة.. إنها وهم الثورة فهناك إنجازات لا ينكرها إلا الإخوان، فقط نحتاج إلى تغيير كبير في السياسات، افتحوا النور لتسقط خفافيش الظلام».
إعلام أخرس
كثر الحديث في الفترة الماضية عن أن الإعلام فشل في المواجهة، مما أدانه الرئيس وبدورها تسأل كريمة كمال في «المصري اليوم»: «هل كان الإعلام قادرا على الأداء الصحيح؟ وتعترف كريمة: الواقع أن من يتأمل حال الإعلام أخيرا يدرك أنه قد وصل إلى مرحلة من التردي غير مسبوقة وإنه لأسباب باتت معروفة تسببت في موات الإعلام إكلينيكيا. لم يترك الإعلام لحاله وحدث له ما حدث، فهل نحتاج إلى إعادة النظر في ما تم بحيث نعيد للإعلام مهنيته؟ ليس هناك ما يشدك إلى القراءة.. متابعة للبرامج التلفزيونية تنقلك بالريموت من محطة إلى أخرى تجعلك تشعر بأنه لا رأي لا معلومة لا خبر.. الإعلام المصري أصبح طارداً لأنه لم يعد مهنيا. لم تعد العلاقة بينه وبين القارئ أو المشاهد محكومة بما يريده هذا القارئ، بل باعتبارات أخرى. مهنية الإعلام هي الفيصل في نجاحه أو فشله، وهي التي تؤثر على مدى مصداقيته ووصوله إلى الجماهير، وعندما يتم القضاء على هذه المهنية يسقط الإعلام في هاوية الفشل.. إن ما تم في الإعلام أجهض كل ما يمكن أن يقوم به من وظيفة. وما حدث في الفترة الأخيرة أكبر دليل على ذلك.. كان هناك كثير من التساؤلات وفشل الإعلام في أن يجيب عنها، لأنه فقد بوصلة الأداء الصحيح ولم يعد قادرا على أن يقوم بما عليه القيام به، وارتبك ما بين ما يجب أن يقوم به وما يفرض عليه وقف مربوطا مشلولا عاجزا خائفا».
حقك يا سيسي
الزعيم السيسي صار منهجًا ينبغي تدريسه في مراحل التعليم المختلفة، هكذا يعلنها صريحة أيمن أبو زيد في «الوفد»: «لا أبالغ أن ما حققه السيسي منذ قبوله نداء شعب مصر الحقيقي بإنقاذ مصر من براثن ومخالب أهل الشر، تم بأسلوب عبقري والذي عنونته بـ«التجربة السيساوية»، ثم زدت عليها بعنوان «التجربة السيساوية اليونياوية». درس السيسي جيداً وبتأنٍ وبروية كل أساليب من سبقه من الزعماء الذين أحبوا مصر، وأرادوا لها الخير، وميّز بين شقين في أسلوب كل منهم، حيث استفاد من الشق الإيجابي. وحرص على تجنب الوقوع في الشق السلبي. وعندما فتح أبو زيد مسيرة بطولة وإنجازات السيسي وجده قد درس جيداً وتحديداً إيجابيات مسيرة كل من باني مصر المفتتة «محمد علي باشا»! ثم سعيد باشا ثم الخديوي إسماعيل ثم محرر مصر الزعيم عبدالناصر.. ثم بطل مصر المنتصر الزعيم السادات.. وبصرف النظر عن ذكر وسرد إيجابيات كل من الزعماء الذين قدموا الكثير لمصرنا الغالية.. وجدت أن القاسم المشترك السلبي بينهم جميعاً هو وقوعهم في فخ الانفعال. نعم ولا أبالغ أنه الانفعال الذي حاد بكل الزعماء الذين ذكرتهم عن استمرار مسيرة الإنجازات والبناء إلى التوقف عنها، والرد برعونة على إساءات مستفزة له زجاً به في فخ توقف مسيرة البناء… وصولاً لاستنزاف قوى موارد التنمية في صراعات خارجية لا جدوى منها… انتهاء بتمكين قوى التآمر من الانقضاض على مصرنا الغالية وهدم ما تم وإعادة مصر دوماً للمربع صفر».
السيسي لن يغيب
عن علاقة الشعب المصري بالرئيس عبدالفتاح السيسي، يقول عماد فؤاد في «الوطن»: «إن من يراهنون على الوقيعة بين الطرفين، فاتهم أن السيسي في عيون المصريين ليس مجرد رئيس للجمهورية، لكنه قائد الجيش البطل الذي انحاز لإرادة الملايين، واستجاب لمطلبهم بضرورة الخلاص من حكم الجماعة الإرهابية، وكان يمكنه أن يؤثر السلامة، ولا يغامر بمنصبه كوزير للدفاع، ولم يقف أمام المصير الذي كان ينتظره هو وأولاده وأحفاده ونسله لعشرات السنين لو لم تنجح ثورة 30 يونيو/حزيران – لا قدر الله. السيسي في يقين المصريين ليس فاسداً، كما أنه – وهذا هو الأهم- ليس مُفسداً. الشعب المصري تأكد أن ثقته في السيسي «المخَلِّص» كانت في محلها، وزادت مساحتها، ومنسوب شعبية الرجل فوق الحد الآمن واللازم ليُنجز ما وعدنا به بأن نرى مصر مختلفة تماماً عن تلك التي تولى زمامها. أما عن الجيش المصري، وحتى لا نبدو مغالين في الإشادة به، وهو شرف لنا، فلنقف معاً أمام رأي العدو قبل الصديق. ويشير الكاتب إلى أن الشعب المصري مؤمن تماماً بأهمية الحفاظ على دولته الوطنية. «المحروسة» في وجدانه الجمعي، ويقدمها للعالم بصفتها «أم الدنيا»، وأنه ثار على حكم من لا يعرفون «يعني إيه كلمة وطن»، فور اكتشافه حقيقة نواياهم الخبيثة».
جيشنا مننا
من أبرز المدافعين عن الجيش أمس الخميس محمد بركات في «الأخبار»: «في إطار العلاقة المتفردة وبالغة الخصوصية بين الشعب المصري وجيشه، التي كانت ولاتزال محل متابعة واهتمام كبيرين، من كل محطات ومراكز الرصد والتحليل الإقليمية والدولية في المنطقة والعالم، نستطيع أن نخلص إلى ملاحظة جديرة بالفحص والتأمل. هذه الظاهرة اللافتة، كانت دائما موضع تأمل واهتمام كبيرين من الجميع، نظرا لما تشير إليه وتؤكده من وجود علاقة بالغة العمق والخصوصية، بين الشعب المصري وجيشه. ونحن نتحدث هنا عن واقع لفت أنظار الكل، ودفع الجميع للتسليم بوجود هذا الرباط الوثيق والمتفرد بين الجيش المصري وشعبه، منذ نشأة الدولة المصرية وحتى اليوم، مرورا عبر كل العصور والسنوات. وأدق وصف وأبلغ تعبير، يحاول الإلمام والإحاطة بخصوصية هذه الرابطة وتفردها، عما هو قائم ومعمول به بين جميع الدول وجيوشها، هو أنها بالفعل رباط وثيق والتصاق طبيعي ودائم وامتداد واقعي لا يتوقف ولا ينفصم، بين الكل الذي هو الشعب والجزء الذي هو جيش الشعب. ففي الجيش النسيج نفسه والمكون للمجتمع المصري بكل فئاته وجميع مستوياته، أي أنه النسيج نفسه والمكون الشعبي العام للمجتمع المصري كله بطول وعرض خريطة الوطن، من أسوان وحتى السلوم. يضيف بركات: من يعرف جيش مصر يعلم أنه يضم بين جنباته، وفي صفوف ضباطه وجنوده كل أبناء الأسر والعائلات المصرية، التي يشتمل عليها كل الشعب على تنوع فئاته ومستوياته الاجتماعية، بحيث أصبح لكل منا ابن أو أخ أو قريب أو جار في الجيش، فهو بالفعل والواقع جيش الشعب المصري.. جيشنا جميعا».
مافيا المدارس
نتحول نحو أزمة يهتم بها كل بيت ويرصدها محمود دياب في «بوابة الأهرام»: «مع بدء العام الدراسي، وقبيل دخول المدارس هناك مافيا تبرعات المدارس؛ وهم غالبية مديري المدارس الحكومية والخاصة، الذين يجبرون أولياء الأمور على التبرع إجباريًا؛ سواء ماديًا أو عينيًا للمدرسة؛ بحجة أن ميزانية المدرسة غير كافية للصرف على احتياجاتها؛ على الرغم من أن هناك تعليمات وتصريحات من وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي بمنع الحصول على تبرعات من أولياء أمور الطلبة؛ ولكن معظم المديرين يضربون بهذه التعليمات عرض الحائط، ويجبرون أولياء الأمور على دفع أموال نقدية أو أشياء عينية رغمًا عنهم. ويقوم أولياء أمور الطلبة بدفع هذه المبالغ النقدية أو العينية مجبرين وصاغرين لهؤلاء المديرين، ولا يحصلون على أي مستند مقابل هذه التبرعات الإجبارية؛ لأنها غير قانونية، ومجرمة من قبل وزارة التربية والتعليم؛ ولذا فإن هذه التبرعات لا يعلم أحد أين تذهب، هل للصرف على إصلاحات بالمدرسة فعلاً؟ أو إلى جيوب هؤلاء المديرين، مادام يتم تحصيلها في الخفاء وبدون سند قانوني؟ ويؤكد الكاتب هناك من القيادات في الإدارات التعليمية يعلمون بأمر هذه التبرعات الإجبارية ولا يحركون ساكنًا، وحتى عندما تأتي لجان المتابعة للتفتيش على المدرسة لا يهتمون ولا يسألون أولياء الأمور؛ الذين يتصادف وجودهم في المدرسة وقت وجود اللجنة، هل قاموا بدفع أموال أو سلع عينية لمدير المدرسة أم لا تحت بند تبرعات؟ وهناك من لجان المتابعة التي تأتي للمدرسة للمنظرة والتعالي على العاملين في المدرسة ومعاملتهم بأسلوب غير جيد، بصفتهم أصحاب سلطة وسلطان عليهم».
إحذر يا سامح
«يدعو سليمان جودة في «المصري اليوم» سامح شكري، وزير الخارجية، إلى أن يراجع حديثه عن ملف سد النهضة، المنشور في صدر الصحف، صباح (أمس)، ثم يدعوه إلى أن تكون المراجعة جذرية، لا لشيء إلا لأنه أدرى الناس بأن المقدمات تؤدي دائمًا إلى نتائجها، وبأننا اليوم في أشد الحاجة إلى سياسة مختلفة تمامًا مع إثيوبيا. فالوزير شكري قال في مؤتمره الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الفرنسي، إننا منفتحون على المشاورات مع الجانب الإثيوبي للوصول إلى توافق في الملف. وهو يعرف أكثر منا جميعًا أن اجتماعًا لوزراء الري المصري، والسوداني، والإثيوبي، انعقد في القاهرة أول هذا الأسبوع، وأن الوفد الإثيوبي رفض.. نعم رفض مجرد مناقشة الطرح الذي قدمناه في الموضوع. وهذا ليس كلامًا من عندي كما يقول الكاتب الذي يتساءل: إذا كانت هذه هي الروح التي حضروا بها الاجتماع وغادروه، فهل تتوقع يا سيادة الوزير أن يؤدي الانفتاح عليهم إلى شىء؟ تقديري أنه لن يؤدي إلى أي شيء.. ثم أن معالي الوزير يتحدث في المؤتمر الصحافي عن استعدادنا لتحمل قدر من الأضرار في ماء النيل، وإن هذا هو مبدؤنا من البداية! وهذا لم يحدث مطلقًا يا سيادة الوزير، لأن مبدأنا منذ اللحظة الأولى كان تمسكًا منا بأن حصتنا من مياه النهر ثابتة، وأننا لا نقبل المساس بقطرة واحدة فيها.. هذا هو المبدأ الثابت الذي دخلنا على أساسه أي حوار حول السد. أما أن نتحمل قدرًا من الأضرار، فهذه نغمة جديدة تمامًا، وأتمنى أن نتوقف عنها كليًا، وأن ندرك أن عواقبها ستكون إغراء المفاوض الإثيوبي بالضغط علينا أكثر وأكثر، متصورًا أنه يستطيع الحصول على تنازلات».
النيل غاضب
«ما هو أفضل سيناريو لمصر في ما يتعلق بأزمة سد النهضة ؟ الإجابة حسب عماد الدين حسين في «الشروق»، أن تعلن إثيوبيا أنها تراجعت عن بناء السد تماما، بعد أن اكتشفت عيوبا هندسية فيه، أو تخفض سعته التخزينية من 74 مليار متر مكعب إلى النصف. غير أن الكاتب يرى أن هذا السيناريو حالم، لأن السد صار مشروعا قوميا لكل الإثيوبيين: إذن ما هو أفضل سيناريو واقعى لمصر؟ الإجابة على لسان الكاتب: أن تعلن إثيوبيا تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع مصر، وتطلعنا على جميع مراحل بنائه الفنية، وقواعد الملء وآليات التشغيل حتى تطمئن مصر تماما، ثم تعلن إثيوبيا أنها ستملأ خزان السد في فترة زمنية لا تقل عن سبعة أعوام، بحيث لا تؤثر كثيرا على حصة مصر. الرئيس السيسي كان صريحا يوم السبت الماضي في مؤتمر الشباب، حين أعلن أن هناك ضررا سيقع على مصر في كل الأحوال، وأننا سنقبل الضرر الذي يمكننا تحمله. سؤال آخر: ولماذا ترفض إثيوبيا ــ منذ الإعلان عن بناء السد في إبريل/نيسان 2011ــ التوصل إلى اتفاق مع مصر، بحيث يزيل شكوكها في ما يتعلق بمخاطر السد؟ الإجابة المحتملة أن أديس أبابا تراهن على شراء واستهلاك الوقت بصورة منهجية، وضحت أكثر في اجتماع وزراء ري مصر والسودان وإثيوبيا، قبل أيام في القاهرة. وهو الاجتماع الذي تعثر بسبب إصرار إثيوبيا على الحديث في الإجراءات وليس صلب القضايا الفنية المهمة. ويعترف الكاتب بأن إثيوبيا نجحت إلى حد كبير. وأغلب الظن أنها تراهن على وضع مصر أمام الأمر الواقع، حينما يكتمل بناء السد، ووقتها تعلن أنها غير ملزمة بالاستجابة للمطالب المصرية».
إدعوا لمصر
دعوة كرم جبر للقراء عبر «الأخبار»: «عاوزكم تقرأوا الكلام ده كويس أوي وتفهموه أوي أوي، وتحاولو تنشروه علشان أي حد مغيب يفوق ويصحى، ويحمد ربنا على النعمة اللي أحنا فيها»: اليورو = 18.3 جنيه.. الدولار = 16.3 جنيه.. الريال = 4.35 جنيه.. الجنيه المصري = كام؟.. تعال كمل الجنيه = 134.50 دينار عراقي.. فاكر العراق بلد النعيم والنهرين؟ الجنيه = 24.50 ليرة سورية، سوريا وما أدراك ما سوريا؟ الجنيه = 170.50 ليرة لبنانية، بلد السحر والجمال الذي مزقته الطائفية.. الجنيه = 27.50 ريال يمني، اليمن السعيد الذي أصبح حزينا. دعوتك ألا تتكرر مثل هذه السيناريوهات.. في البلد اللي فيها 20 رغيف عيش في البطاقات بجنيه وبتصرف للمواطنين زيت وسكر وجبنه فيتا ببطاقة التموين ببلاش، ومهما وصل الغلا عمر ما يكون فيها ثوره جياع. الكلام ده للناس العقلاء فقط..عندنا مشاكل اقتصادية؟ أيوة عندنا؟ عندنا مشاكل مزمنة في التعليم والصحة؟ بالهبل.. عندنا أزمة فساد في الذمم والنفوس؟ طبعا عندنا، إلا من رحم ربي..عندنا غلاء في الأسعار والتجار جشعه وبتتلاعب بقوت الناس؟ حدث ولا حرج. طب ممكن أسأل كام سؤال تاني؟ ولادك بيروحوا النادى كل يوم؟ أيوه..صيفت السنة دي؟ أيوة.. بتنزل تسهر للفجر مع صحابك عادي؟ أيوه..عندك لا قدر الله جيش منقسم ومنشق؟ لأ والحمد لله.. جزء من بلادك محتل؟ الحمد لله برضو لأ..عندك قواعد عسكرية بتنتهك سيادتك على أرضك؟ الحمد لله رب العالمين، مفيش».
حقها علينا
انتهى منتصر جابر في «الوفد» إلى أن: «الفساد له رائحة تكشفه، المفسدون مهما حاولوا التخفي فإن فسادهم يفضحهم.. ولو تمكن كل المفسدين من إخفاء فسادهم بعض الوقت، فلن يتمكنوا من إخفائه كل الوقت.. ومع ذلك لو اجتمعت كل أجهزة الدولة، مهما كانت قوتها، لمنع الفساد ومحاربة المفسدين لن تستطيع بمفردها، ما لم يشارك الشعب في المواجهة.. وسلاح المشاركة الشعبية هنا هو الوعي العام، وتعد السينما أحد، وأهم مصادره. صحيح هناك مصادر عديدة ومتعددة للوعي والمعرفة، ولكن تبقى السينما بسحرها وجماهيرية مبدعيها وشعبية نجومها هي الأكثر جاذبية.. فإذا كنا جادين في محاربة الفساد والمفسدين.. لا بد من السينما! ويعلن جابر دعمه للمؤلف وحيد حامد لأنه، من أهم، وأكثر، كتاب السيناريو في مصر الذين واجهوا الفساد والمفسدين بشكل واضح وصريح، وبمنهجية وبخطة مدروسة، لا عشوائية فيها، تعكس همومه الصادقة بالظاهرة، وانشغاله الوطني بمخاطرها.. وبالاصرار والصبر الذي واجه بهما التطرف والإرهاب باعتبارهما الوجه الآخر للفساد، حيث لم يتوان من مواجهة الفساد بفيلم تلو الآخر، وبمعالجات سينمائية بديعة ومبدعة، تتميز بالسهولة والبساطة، وبلا إنشائية أو خطابية مملة، بل بتشويق وإثارة لا يقلان عن الأفلام التجارية ولكن بطريقة مخلصة لموضوع الفيلم ومضمونه وبشكل يحترم عقلية ووجدان المتفرج».
تونس إلى أين؟
«جاءت الجولة الأولى من الانتخابات التونسية، التي اهتم بها أشرف البربري في «الشروق» لكي تعيد إلى الأذهان العبارة الرائعة التي كانت شعار ثورات الربيع العربي المجيدة بنصوص دساتير بلادها «الإجابة تونس». ففي الجولة الأولى عاقب الشعب التونسي نخبته السياسية المؤسسية على فشلها في تحقيق طموحاته، فأطاح بمرشحين لم يكن أحد يتصور أن تخرج الرئاسة عنهما. فلا وزير الدفاع ولا رئيس الوزراء، وحتى مرشح حركة النهضة الفرع التونسي لجماعة الإخوان، ولا حتى الرئيس الأسبق نجحوا في الوصول إلى جولة الإعادة، واختار الأشقاء في تونس مرشحين اثنين قادمين من بعيد جدا، للاستمرار في السباق. الأول أستاذ القانون قيس السعيد، الذي يخوض الانتخابات بدون حملة انتخابية حقيقية ولا دعم حزبي، ولا حتى برنامج انتخابي واضح، والثاني نبيل القروي يخوضها من وراء أسوار السجن، بعد أن تم حبسه في بداية المعركة الانتخابية بتهم الفساد وغسيل الأموال. يواصل التوانسة إبهارهم للعالم الذي اعتاد على انتخاب أو تنصيب الرئيس ثم الإطاحة به وسجنه، ليأتوا هم فيسجنوا المرشح ثم ينتخبوه للرئاسة. ورغم أن خيارات الشعب التونسي في الجولة الأولى من الانتخابات جاءت مفاجئة للكثيرين، وربما مثيرة لتحفظات، أو حتى قلق البعض، فإن هذا الشعب العظيم أعاد تأكيد الحقيقة الأهم في أي تحول ديمقراطي حقيقي، وهي البديل دائما موجود، وأن السؤال «من هو البديل» ليس سوى مجرد كلام غير صحيح، يستهدف الإبقاء على الأوضاع الراهنة، مهما كانت سيئة. فالديمقراطية قادرة باستمرار على إنتاج البدائل عندما يتم فتح الساحة للمنافسة الحقيقية».
الزنانة تهدد العالم
«تزايدت خلال الشهور الماضية أنباء حروب الطائرة المسيّرة أو الطائرة بدون طيار أو الزنانة.. وهي طائرة كما يؤكد محمد بسيوني في «الوطن»، «توجه عن بعد أو تبرمج مسبقاً على مسار تسلكه لتحقق أهدافاً عسكرية أو بحثية. أصبحنا أمام سلاح خطير يستخدمه الإرهابيون بسهولة وبلا رادع دولي لحماية أرواح البشر أثناء النزاعات المسلحة، حيث كثيراً ما تخطئ الزنانة وتصيب المدنيين، لأن نسبة تحقيق هدفها لا تزيد على 75٪ بالمقارنة بالطائرة الحربية.. والزنانة صغيرة الحجم ومجهزة بكاميرات وتستطيع حمل قذائف أو متفجرات.. وتستخدم في المهام الصعبة والخطرة للطائرة الحربية.. وقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية، حيث لا يتعرض المتحكم في الطائرة لأي خطر مباشر، ولا يعرف أحد مكانه أو شكله.. كما أن 76 دولة في العالم تنتج أنواعاً متعددة من الزنانات، فأصبح الحصول عليها سهلاً وسعرها يبدأ من 250 دولاراً، ما يجعلها متاحة للجميع.. والأغرب كما يشير الكاتب إلى أن التدريب عليها يتطلب 3 شهور فقط وبتكلفة لا تذكر، وكانت أولى التجارب العملية على الزنانة في بريطانيا 1917 كأهداف متحركة للمدفعية.. واستخدمت عملياً في حرب أمريكا ضد فيتنام في الستينيات.. وفشلت إسرائيل في استخدامها وأسقطها الجيش المصري المنتصر بحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ثم نالت الزنانة سمعة عالمية في حرب أمريكا ضد العراق 2003.. واحتكرت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل تصنيعها طويلاً ثم أنتجت الصين 25 موديلاً من الزنانة الرخيصة 2011.. وطورت المقاومة الفلسطينية الزنانة في 2014 واستخدمتها أحياناً ضد إسرائيل المحتلة.. يبدو أن الزنانة ستكون الأداة الرئيسية في الصراعات المسلحة والسياسية في الفترة المقبلة».