الرئاسة التونسية «تتبرأ» من السترات الحمراء والمعارضة تربطها بأحد أجنحة «النداء»

 حسن سلمان
حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي»: أكدت الرئاسة التونسية أنه لا تربطها أية علاقة بحملة السترات الحمراء، متهمة بعض الأطراف بمحاولة «الإساءة» إلى مصداقية الرئيس التونسي عبر ربطه بهذا الأمر، فيما اتهمت المعارضة أحد «شقوق» حزب نداء تونس بدعم هذه الحملة بهدف إثارة الفوضى وإسقاط منظومة الحكم والتمهيد لإعادة النظام الرئاسي.
وكان رياض جراد، المتحدث باسم حملة «السترات الحمراء»، أكد في تصريحات صحافية أنه تلقى رسالة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، نقلها مستشاره السياسي، نور الدين بن تيشة، الذي قال له في اتصال هاتفي (نقلا عن قائد السبسي) «ثقتنا كبيرة في الشباب التونسي وتونس أمانة في رقابكم»، وهو ما يؤكد الدعم «الضمني» للرئيس التونسي لهذا الحراك.
إلا أنه أكد انه لم يتصل بأي من أفراد هذه الحملة، مشيرا إلى أن «ما قيل هو من محض الافتراء ولا أساس له من الصحة، سيما وأن رئيس الجمهورية على نفس المسافة من الجميع و(هو) لم يكلف احدا بالحديث باسمه أو نقل رسائل لجهة معينة كما ادعت هذه المجموعة».
ودوّنت، سعيد قرّاش، الناطقة باسم الرئاسة التونسية على صفحتها في موقع «فيسبوك» «ان الانخراط في حملة لا مسؤولة ضد رئيس الجمهورية ومؤسسة رئاسة الجمهورية بترويج الإشاعات التي فيها مس مقصود من مصداقية رئيس الدولة والممثل الوحيد لها دستوريا، يترجم رغبة من يقف وراء فبركة الإشاعات في المس من استقرار البلاد عبر المس من هيبة رئاسة الدولة وجدية رئاسة الجمهورية، والحال ان القاصي والداني يشهد بأهمية نشاط وإشعاع المؤسسة داخليا وخارجيا بفضل ما يقوم به رئيس الدولة من مجهودات على جميع المستويات من اجل مصلحة البلاد ووحدتها واستقرارها رغم كل الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ما كان منها داخليا أو اقليميا أو دوليا».
وأضافت «فلا يمكن باي حال ان نلصق برئاسة الجمهورية مبادرات لسترات حمراء أو صفراء أو قوس قزح. على الوطنيين والوطنيات الصادقات والصادقين التصدي لهكذا اشاعات هدفها ارباك البلاد وإفقاد التونسيات والتونسيين الثقة بدولتهم ومؤسساتها وبرئيس الدولة الحامي لها والساهر على خدمتها دستوريا».
وكانت السفارة الأمريكية في تونس فنّدت ما ذكره منسّق حملة «السترات الحمراء»، نجيب الدزيري، حول لقائه بالسفير دانيال روبنشتاين، مشيرة إلى أن الدزيري التقى فقط المستشار السياسي في السفارة.
من جانب آخر، اعتبر غازي الشواشي، الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي أن حملة السترات الحمراء هي ترجمة للصراع القائم بين «شقوق» حزب نداء تونس، مشيرا إلى أن «أحد الشقوق وراءه رجال أعمال معروفين يرغبون بإشعال النار في البلاد، وطلباتهم معروفة هي إسقاط نظم الحكم وإرجاع النظام الرئاسي يرغبون بإشعال النار في البلاد، هؤلاء هم من يقفون وراء حملة السترات الحمراء».
وأضاف «هذ الأمر لا يمكن أن يصدقه التونسيون، لأن تظاهرات السترات الصفراء وقعت في بلاد مستقرة (فرنسا) ولديها مؤسسات، وكانت عفوية ومواطنية، ووقعت فيها تجاوزات وهذا أمر طبيعي، ولكن تم تجاوها وتفاعلت معها الدولة الفرنسية ، في حين أننا في تونس نعيش وضعا هشا، فالإرهاب يهددنا وهناك منظومة قديمة تنتظر الفرصة للعودة (وتقويض الديمقراطية). ونحن ضد هذه الدعوات المشبوهة التي تعطي فرصة للمخربين كي يشعلوا البلاد، وخاصة أننا على أبواب انتخابات ومسار الانتقال الديمقراطي لدينا هش وحساس ودقيق ويجب أن نحافظ عليه وننجح في المحطات الديمقراطية، حتى يقوى عود الدولة والبرلمان وننجح بمجابهة هذا النوع من التحركات».
ومنذ الإعلان عنها قبل أيام، لم تحظَ حملة «السترات الحمراء» بدعم الأطراف السياسية في تونس، حيث اعتبرت المعارضة أنها ترجمة للصراع الدائر بين رأسي السلطة التنفيذية، في ظل ورود معلومات عن تمويلها من قبل رجال أعمال مقربين من حزب نداء تونس، فيما ربطتها الحكومة برجال أعمال تم إيقافه في وقت سابق في إطار الحملة ضد الفساد، التي يقودها رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية