برلين ـ ‘القدس العربي’من علاء جمعة زار الرئيس الألماني يواخيم غاوك أمس الأحد مخيما للاجئين السوريين في كهرمان مرعش في تركيا. ووفقا للتلفزيون الالماني الذي عرض مشاهد الزيارة فقد رافقته في الزيارة صديقته داييلا شادت بالإضافة الى مسؤولين ألمان حيث استمع غاوك إلى آراء وإفادات عدد من اللاجئين حول ظروف معيشتهم في المعسكر.
واستقبل الأطفال السوريون الرئيس الألماني والوفد المرافق له بترحاب كبير، حيث قدموا الرقصات والأغاني الشعبية بالمناسبة. كما استمع غاوك إلى آراء ممثلي منظمات الإغاثة الإنسانية العاملة في المعسكر وتلقى منهم ملخصاً لطبيعة عملهم في هذا المجال وأشاد الرئيس الألماني بالجهود التركية المبذولة لإيواء اللاجئين السوريين وطالب الرئيس الألماني حكومة بلاده بضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، قائلاً ‘إنه تم فعلاً إنجاز الكثير في هذا المجال، إلا أنه لا يجب الركون إلى الراحة في هذا المجال’.
وزار غاوك أيضا القوات الألمانية العسكرية المنتشرة في المنطقة في إطار القوة الألمانية العاملة في خدمة بطارية صواريخ باتريوت التي نشرتها الحكومة الألمانية قبل سنتين لحماية الأجواء التركية من أي اعتداء سوري وذلك قبل اجتماع مقرر سيعقده مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في أنقرة اليوم الاثنين.
وكانت الحكومة الائتلافية قد توصلت في وقت سابق الى حل وسط بين أقطاب الحكومة المتعارضة بشأن استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، فبدلا من 20 ألف لاجئ جديد طالب باستقبالهم الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني وعدة مئات وعد بهم الائتلاف الحاكم للحزبين المسيحيين، فقد تم التوصل الى اتفاق يقضي باستقبال 5000 لاجئ سوري جديد ضمن الفترة المتمثلة بالربع الأول من العام 1014 وبفترة أقصاها حلول الربيع.
الإتفاق الذي أعلنت عنه صحيفة ‘دي فيلت’ الألمانية جاء نتيجة للإجتماعات المكثفة التي حصلت في مدينة أوسنابروك في ولاية نيدرساخسن شمال غرب ألمانيا وبحسب الصحيفة فإن الحكومة الألمانية تعهدت بأن الرقم المطروح سيظل قابلا للتقييم المرحلي بحيث يمكن زيادة أو تقليل العدد حسب الإمكانيات المتاحة، وبحسب تقارير وزارة الداخلية الألمانية فإن عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا وحدهم الى ألمانيا و تقدموا بطلبات لجوء الى السلطات المختصة قد بلغ منذ العام 2011 حوالي 21 ألف طلب لا زال معظمها قيد الدراسة، كما أن الحكومة الألمانية قد استقبلت 5000 آلاف لاجئ سوري جديد في آذار /مارس الماضي من العام الحالي، إلا أن هؤلاء منحوا إقامة مؤقتة لسنتين فقط قابلة للتجديد حسب الظروف السياسية لسوريا.
من جهة أخرى أشارت تقديرات هيئة حماية الدستور في ألمانيا (الإستخبارات الداخلية) إلى مقتل ما يزيد عن 20 إسلاميا ألمانيا في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا جاء ذلك خلال مقابلة نشرت أمس الأحد أجرتها مع مجلة ‘فوكوس’ الألمانية مع رئيس الهيئة لحماية الدستور هانز جورج مآسن.
وذكر مآسن أن الجزء الأكبر من الجهاديين الألمان في سوريا ينحدرون من التيار السلفي المتشدد ‘الذي زاد عدد أنصاره في ألمانيا إلى أكثر من ستة آلاف شخص وحذر من خطر إرهابي متنام يهدد البلاد في حال عودة هؤلاء الجهاديين من سوريا إلى ألمانيا ‘وربما عاد بعضهم ومعه خطط لشن هجمات داخل الأراضي الألمانية إلا إن جهاز الإستخبارات ليس لديه في الوقت الراهن إشارات محددة على هجمات يتم تحضيرها.
وكانت دراسة حديثة نشرتها صحيفة دي فيلت ومجلة دير شبيغل تفيد بأن عدد المقاتلين الألمان تزايد من 200 مقاتل نهاية العام الماضي الى 300 مقاتل بداية العام العام الحالي.
الى ذلك أفادت تقارير استخباراتية ألمانية بأنها كشفت عن وجود عدد من الجهاديين القادمين من مختلف أنحاء ألمانيا في منطقة شمال سوريا، حيث يشكلون ما يسمى بالمعسكر الألماني.
وكانت مجلة ‘دير شبيغل’ نشرت أنها تمكنت من الإطلاع على تقرير المكتب الفيدرالي الألماني لحماية الدستور، والذي أفاد بأن المخابرات الألمانية لاحظت مؤخرًا زيادة حادة في أعداد الإسلاميين الألمان المغادرين إلى سوريا بهدف الإنضمام للمعسكر الألماني وتقديم المساعدة للمجاهدين في الحرب ضد نظام بشار الأسد في سوريا، والتي وصفها التقرير بالموقع الأكثر جذبا للجهاديين حول العالم في الفترة الراهنة.
وأوضح التقرير أن نسبة كبيرة من المسلمين الألمان يدعمون المعارضة السورية، سواء عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية التي تقدر بمئات الآلاف من اليورو أو المساهمة فيها، كما رصدت وكالات الإستخبارات أن بعض الفعاليات يتم عقدها ليقوم خلالها بعض الأئمة بجمع التمويل اللازم لشراء الأسلحة ودعوة الشباب للإنضمام إلى المجاهدين في سوريا.