الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون: لولا اغتيال رابين لتحقق السلام مع الفلسطينيين منذ أكثر من عقدين

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”:
قال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، إنه لولا اغتيال رئيس حكومة الاحتلال الراحل اسحق رابين، لكان السلام مع الشعب الفلسطيني قد تحقق قبل عقدين ونيف.

وخلال احتفالية خاصة بالعرض الأول للفيلم الإسرائيلي “أيام مرعبة” حول يغئال عمير قاتل اسحق رابين، قال كلينتون إن رابين كان يدرك أن حياته في خطر، ولو “بقي بيننا لتوصلنا لاتفاق سلام”. وبمشاركة عائلة رابين ومنتجي الفيلم الإسرائيلي يارون زيلبرمان ورون لشام والزوجين كلينتون، تم عرض الفيلم عن يغئال عمير تمهيدا لإطلاقه في دور السينما الأمريكية.

وبعد انتهاء العرض شارك كلينتون وداليا رابين وزيلبرمان في ندوة حول الفيلم، فقال الأول إنه بعد ربع قرن أيضا ما زالت مشاهدة الفيلم قاسية وغير ممكنة، لافتا إلى أن قتل رابين كان أصعب يوم في حياته كرئيس للولايات المتحدة، عدا عن تبعات الاغتيال على الأحداث في الشرق الأوسط.

وتابع: “أحببت كثيرا رئيس الوزراء رابين وزوجته وكريمته داليا وكل أسرته، وقد عرف أنه في خطر. كان واعيا لذلك، لكننا طالما نرى مشاهد مشابهة تتكرر دائما. في نهاية المطاف هذا سؤال خاص بالهوية وهل أنت تؤمن بإمكانية إحراز مصالحة وترى أن التنوع أفضل من الانشقاق. هذه أقدم قصة في العالم لكنها موجعة أكثر هنا. أؤمن أنه من الناحية العملية لو كان رابين على قيد الحياة لتوصلنا لاتفاق قبل عام 1998 ولكان العقدان الأخيران يبدوان مختلفين تماما. هذه ما أريد قوله”.

كما قال كلينتون إن الانعكاسات التاريخية لهذا الاغتيال السياسي ليست بالضرورة واضحة جدا، لكن هذا الشاب الصغير يغئال عمير حصل على مبتغاه وهذا أمر مأساوي. وأضاف: “لكن جدير بكم أن تعلموا أيضا: رأيتم ما حصل في الولايات المتحدة بعد توقيع اتفاق أوسلو 2 فقد كانت هذه أول عملية تسليم أرض. كان ذلك مدة زمنية قصيرة قبيل اغتيال رابين، وكانت هذه آخر مرة التقينا فيها. قبل ذلك جمعنا لقاء خاص داخل البيت الأبيض، قام رابين خلاله بتوقيع تسع خرائط تشمل تفاصيل حول الضفة الغربية، شوارعها ومفارقها وكافة النقاط”.

كما قال كلينتون إنه في “مرحلة معينة كان يفترض أن أتلقى مكالمة هاتفية وكنت شاهدا على توقيع رابين وتوقيع ياسر عرفات وبعدما أنهيت المكالمة، مَثُل رابين وعرفات أمامي، فقال رابين: عندي مشكلة فهناك معبر تقول الخريطة إنه لنا لكن عرفات يقول إننا اتفقنا على نقله للجانب الفلسطيني. كانت هذه عمليا نقطة مهمة جدا فانتحيت بهما جانبا داخل إحدى زوايا البيت الأبيض وقلت لهما: يا أصدقائي لقد كنت في أريحا مرة واحدة ضمن زيارة حج للبلاد لا زيارة لمعاينة الواقع. ستضطران لحل هذا الإشكال بدوني وقريبا”.

وأضاف: “بعد عشر دقائق سألتهما ما فعلتما؟ فضحك رابين وقال: هو محق. هذا يتبع له. هذه غلطة. سنوقع الخريطة وسأعطيه الشارع في يوم الإثنين. عندها قلت: تمام.. نستطيع فعل ذلك ولكن حسب القانون الدولي واضح لمن يتبع هذا الجزء. عندها تدخل عرفات وقال: كلمته أقوى من كل اتفاق مكتوب”.

وتساءل كلينتون: “هل تتخيلون وجود أشخاص كهؤلاء يتبادلون هذه الثقة اليوم؟”.
وزعم كلينتون في مداخلته أن عرفات “فقد شجاعته في نهاية المطاف، لكن النقطة هنا أن رابين وقف خلف رؤيته وسار في طريق طيبة، فكان رجلا كبيرا. والفيلم مؤثر جدا؛ لأنه يذكرنا سريعا كيف يمكن أن نفقد الجوانب الطيبة فينا وتفويت الفرص، وعلينا أن نكون واعين لذلك في حياتنا. لن أنسى ذلك أبدا. بعد كل ما شهداه قال عرفات: كلمته أقوى من كل اتفاق مكتوب. تخيلوا وفكروا بذلك عندما تعودون للبيت. هذا فيلم رائع لأنه من الصعب مشاهدته”.

ويحاول فيلم “أيام مرعبة” تسليط الضوء على شخصية يغئال عمير قاتل رابين، واستعراض ما جرى قبيل ذلك اليوم في الرابع من نوفمبر/ تشرين ثاني 1995 من وجهة نظره. وهناك مراقبون محليون يرون بأن الفيلم يسلط الضوء على هوية الإسرائيليين لا على قاتل رابين، ودوره في قتل اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية