تونس – “القدس العربي”:
أمر الرئيس التونسي، قيس سعيّد، الجيش بالانتشار في الشوارع لفرض احترام الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فيما حذّرت الحكومة من تكرار السيناريو الإيطالي في البلاد، مشيرة إلى أنها لن تتهاون في تطبيق القانون ضد المخالفين.
وأعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس قيس سعيد، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمر بـ”نشر عدد أكبر من القوات العسكرية في كامل تراب الجمهورية التونسية مع تكثيف الدوريات ووضع نقاط أمنية وعسكرية في كل الأماكن، بهدف الحفاظ على الأمن ومقاومة كل التجاوزات وحث المواطنين على ملازمة بيوتهم واحترام الإجراءات التي تم اتخاذها تجنباً للتجمعات والتنقلات التي ليس لها أي مبرر”.
وأعلنت وزارة الدفاع أنها بدأت منذ ظهر الإثنين بـ”تعزيز الدوريّات العسكريّة المشتركة مع قوّات الأمن الدّاخلي لمزيد إحكام تطبيق مقتضيات الحجر الصحّي بالليل والنهار وفرضه على كلّ المواطنين محافظة على صحتهم وسلامتهم”.
فيما أكد وزير الدولة لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية ومكافحة الفساد، محمد عبو، أن كل من يوجد في الشارع دون مبرر سيعاقب طبقاً للقانون، مشيراً إلى أن عناصر الجيش والأمن منتشرون في جميع الشوارع لردع المخالفين.
وأضاف: “وفقاً لقرار الحجر الصحي العام، فإن الناس ملزمون بالبقاء في منازلهم، وفي هذه الحالة يصبح الخروج منها استثناء (وليس العكس)، وستتم مراسلة جميع الوزارات للتقليص من الموظفين المباشرين”.
كما أشار إلى أن “الاحتجاجات في ظل الظروف التي تعيشها البلاد مرفوضة. كما سيتم اتخاذ إجراءات خاصة لحماية السجناء من فيروس كورونا داخل السجون”.
وكانت وزارة الصحة التونسية أطلقت صيحة فزع كبرى، محذرة التونسيين من تكرار السيناريو الإيطالي في البلاد، في ظل عدم احترام المواطنين لتعليمات الحجر الصحي.
وأعلنت نصاف بن علية، رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة (تابع لوزارة الصحة) ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد إلى 89 حالة (نصفها في العاصمة والولايات المحيطة بها)، لكنها أشارت إلى احتمال وجود عدد كبير من الحالات غير المسجلة في البلاد.
وأطلقت بن علي صيحة فزع داعية التونسيين إلى الالتزام الكلي بتعليمات الحجر الصحي، وأضافت: “قد تفقدون أحبابكم وأقاربكم إذا لم تلزموا بيوتكم”.
كما دعت السكان القاطنين في المناطق المجاورة لبؤر الفيروس بعدم مغادرة منازلهم أو الانتقال إلى مناطق أخرى، مضيفة: “إذا لم نطبق إجراءات العزل فيا خيبة المسعى” .
وكان شكري حمودة، مدير الصحة العامة في وزارة الصحة، أكد، الأحد، أن تونس دخلت المرحلة الثالثة من فيروس كورونا (التي تسبق الوباء)، مشيراً إلى تسجيل أربع بؤر أساسية لانتشار الفيروس، في منطقتي البحيرة والمرسى التابعتين للعاصمة وسكرة التابعة لولاية أريانة، فضلاً عن جزيرة جربة التابعة لولاية مدنين.
من جانب آخر، أكد رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، استعداد مجلس نواب الشعب للتفاعل السريع مع الطلبات التشريعيّة للحكومة للخروج من الأزمة الراهنة، مشدداً على أهمية “تعزيز قيم التضامن والوحدة الوطنية والانسجام في جهود جميع الأطراف الرسمية وغير الرسمية لإنقاذ الأوضاع وتفادي السيناريوهات الأسوأ”.
وكان رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، أكد أنه سيتوجه إلى البرلمان ليطلب “تفويضه” لإصدار مراسيم لاتخاذ التدابير المستعجلة لمكافحة فيروس كورونا.
وأثار تصريحه انقساماً داخل الأحزاب الممثلة في البرلمان، حيث رفضت كل من حركة النهضة وحزب قلب تونس هذا الأمر، فيما رحب به حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب.
فيما دعا اتحاد الشغل إلى منع كل التجمّعات ووقف كلّ الأنشطة غير الحيوية وخاصّة وسائل النقل المكتظّة، وردع كل من يخرق الحجر الذّاتي أو الإجباري وكذلك الحجر الشامل.
أصدر رئيس الجمهورية #قيس_سعيد أمرا ينص على أنه يحجر جولان الأشخاص والعربات بكامل تراب الجمهورية خارج أوقات منع الجولان بين 22 مارس و 4 أفريل، إلا لقضاء الحاجيات الأساسية أو لأسباب صحية مستعجلة.
كما ينص الأمر على منع كل تجمع يفوق ثلاثة أشخاص بالطريق أو الساحات العامة.#TnPR— Présidence Tunisienne – الرئاسة التونسية (@PresidenceTn) March 23, 2020