في “خطوة مفاجئة”..تبون يقرر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة في انتظار موقفه من الترشح لولاية ثانية- (فيديو)

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في قرار مفاجئ جاء عقب اجتماع ضم كبار المسؤولين في الدولة. وتقرر بذلك، تقديم الموعد الذي كان كانون الأول/ديسمبر إلى أيلول/سبتمبر المقبل أي بنحو 3 أشهر.

ووفق بيان لقصر المرادية، ترأس، اليوم، عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني اجتماعًا خُصّص لدراسة التحضيرات للانتخابات الرئاسية المقبلة، حضره رئيسا غرفتي البرلمان ورئيس المحكمة الدستورية والوزير الأول ورئيس أركان الجيش ومدير ديوان رئاسة الجمهورية ووزير الداخلية ورئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.

وبناء على الاجتماع، ذكر بيان الرئاسة أنه تقرّر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة، حُدّد تاريخُها يوم السبت 07 أيلول/سبتمبر 2024، على أن يتم استدعاء الهيئة الناخبة يوم 08 حزيران/يونيو 2024، ما يعني دخول الجزائر من الآن أجواء الانتخابات.

وأظهرت الرئاسة مقطع فيديو صامت عن الاجتماع الذي ظهر فيه الرئيس مرتاحا وهو يتبادل الكلام والابتسامات مع الحاضرين، وهي إشارة قد تفهم على أن هذا القرار لم يكن وليد سياق أزمة. ولم يصدر عن الاجتماع عدا ذلك، أي إشارة سياسية أو توضيح عن سبب إجراء انتخابات مسبقة، وهو ما يفتح الشهية للتأويل على مصراعيها، حول الأسباب التي دفعت لهذا التقديم.

واللافت أن هذا القرار جاء بعد نحو شهر من تأكيد وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن ”الانتخابات ستجرى في موعدها المنصوص عليه في الدستور احتراما للدستور وللشعب الجزائري الوحيد صاحب السيادة”.

توجد سابقة شبيهة، حين قرر الرئيس زروال إجراء انتخابات رئاسية مسبقة سنة 1998، والتي جاءت بالرئيس الراحل بوتفليقة للحكم، لكن مع الفارق في أن  زروال حينها استقال من منصبه كرئيس متخليا عن الحكم.

وفي التاريخ الجزائري القريب، توجد سابقة شبيهة، حين قرر الرئيس اليامين زروال إجراء انتخابات رئاسية مسبقة سنة 1998 وهي الانتخابات التي جاءت بالرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة للحكم، لكن مع الفارق في أن الرئيس زروال حينها استقال من منصبه كرئيس للجمهورية متخليا عن الحكم.

ولا يوجد في السياق الحالي ما يوحي بتكرار هذا السيناريو، فكل المؤشرات تؤكد أن الرئيس عبد المجيد تبون سيمضي للترشح لولاية رئاسية ثانية، وينتظر أنصاره من أحزاب الموالاة فقط الإشارة لمناداته للترشح وبدء الحملة الانتخابية لصالحه. ومن بين المؤشرات تصريح ، مؤخرا، لرئيس مجلس الأمة صالح قوجيل (الرجل الثاني في الدولة دستوريا)، الذي قال أنه من حق الرئيس تبون الترشح لولاية ثانية.

ومن أبرز علامات انسجام نظام الحكم في الجزائر حول خيار العهدة الثانية، دعوة رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، للالتفاف حول مشروع الجزائر الجديدة الذي يتبناه الرئيس عبد المجيد تبون في كلمة له بداية هذا العام.

وأعقب ذلك حديث افتتاحية مجلة الجيش في الجزائر، وهي لسان حال المؤسسة العسكرية، المثني على ما تحقق في ظرف أربع سنوات من حكم الرئيس تبون والذي يبعث على الأمل حسبها ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته.

ويرى مراقبون أن هذه الرسائل الصادرة عن الجيش إشارة لدعم صريح ببقاء الرئيس تبون في الحكم لعهدة ثانية في بداية سنة انتخابية في البلاد.

وفي خطابه الأخير أمام البرلمان بغرفتيه نهاية السنة الماضية، دعا نواب في البرلمان الرئيس عبد المجيد تبون (78 سنة) للترشح لعهدة رئاسية ثانية، عندما كان يلقي خطابا للأمة حول حصيلة 4 سنوات في الحكم. وأبدى الرئيس تأثرا بتلك الدعوات لكنه لم يقدم جوابا صريحا مكتفيا بالقول إن الكلمة تعود للشعب.

وكان سؤال العهدة الثانية قد طرح على الرئيس تبون من قبل جريدة لوبينيون الفرنسية في تموز/جويلية 2020، ولم تكن إجابته مستثنية تماما لذلك، حيث قال: “من حيث المبدأ، تم انتخابي لفترة واحدة. وبحلول نهاية هذه العهدة، يعتريني أمل في أن تكون المشاكل الاجتماعية والاقتصادية قد تم معالجتها ولو جزئيا، ويجب أن تكون هناك شروط أخرى بالنسبة لي للتفكير في ترشيح جديد”. ثم قال في حوار، العام الماضي،  مع وسائل إعلام جزائرية أن “الحديث عن ولاية رئاسية ثانية سابق لأوانه، مشيرا الى أن اهتمامه منصب على استكمال تجسيد التزاماته وأن كل شيء سيأتي في حينه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية