نواكشوط ـ «القدس العربي»: أكد الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، أن “عملية التهدئة التي أرساها بعد وصوله للسلطة قبل عامين والتي صبغت الحياة العامة في موريتانيا، مكنت من خلق مناخ من الثقة يبشر بوضعية تسمح بالتطلع إلى مستقبل يسوده المزيد من التفاهم، خاصة وأن الشعب قد قدم، حسب قوله، دليلاً على قدرته على مواجهة التحديات المختلفة والحقيقية والتي تتطلب في كثير من الأحيان حلولاً فورية وشاملة”.
جاء ذلك في مقابلة شاملة مع الوكالة الموريتانية للأنباء (حكومية) أمس أجريت بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال، وتحدث فيها الغزواني عن حصيلة سياساته وعن توجهات نظامه خلال الفترة الباقية من مأموريته.
وقال: “ليست السياسة بالتأكيد لعبة لاسترضاء المجتمع ولكنها بالنسبة لي ممارسة تسمح للفاعلين الذين يمارسونها بتكريس جهودهم لخدمة المصلحة العامة، ونحن نعتقد أن جميع الفاعلين السياسيين يعملون بشكل فعلي من أجل تحقيق الرفاهية للجميع، لذلك، هناك حد أدنى من الخيارات يمكننا التفاهم عليه والذي من خلاله نستطيع معاً ترتيب الأولويات”.
وعن أولوياته اليوم، أضاف الرئيس الغزواني: “إن في المقام الأول تدعيم القاعدة الصلبة التي بدأنا نشيد عليها؛ ودون أن نغفل ما ورثناه من أشياء إيجابية، فإننا سنواصل نهجنا المتمثل في تعزيز الشفافية بخصوص إدارة الشأن العام من خلال جعل آليات الرقابة أكثر فعالية وفرض مبدأ المساءلة”.
وقال: “كما سنسعى جاهدين إلى تعويض النقص الحاصل فيما يتعلق بربط مختلف أطراف البلاد من خلال توسيع شبكة الطرق وتوفير الكهرباء وتأمين الإمداد بالمياه، وتعزيز التغطية الصحية، كما يتحتم علينا أيضاً أن نغرس روح العمل باعتباره قيمة ووسيلة لترقية الفرد والمجتمع؛ وهنا من اللازم التذكير بأن مفهوم الأمن الغذائي يعد ضرورة فيما يعنى استقرار وتنمية البلاد”.
وأشار الغزواني إلى “أن هناك حاجة ملحة لدعم فئات المجتمع الأكثر هشاشة لتمكينها من اكتساب المهارات الذاتية للنهوض واستعادة حقها في العيش بكرامة”.
وأكد “أنه أراد في البداية تحسين أداء المؤسسات لكي تتمكن من أن تكون ضامنة حقيقية للاستقرار وتحقيق العدالة”، مبرزاً “أن أولويات نظامه اليوم هي الدفاع عن وحدة الأراضي وحماية المواطنين”.
وقال: “في عالم تتعدد فيه التهديدات وتتشعب، يصبح استقرارنا أحد عوامل إشعاعنا دولياً، كما أنه يضمن تنفيذ البرامج التنموية الاقتصادية، بيد أنه لا يمكن تحقيق هذا الأمر إلا في ظل احترام الحقوق وتعزيز الحريات، لذا فقد عملنا من أجل تطوير المجتمع المدني وتهدئة العلاقات بين الفاعلين السياسيين والمجتمعيين، ونحن على يقين من أنه يمكننا إيجاد معادلة منصفة ومربحة تحقق المبتغى فيما يخص المواءمة بين مؤسسات قوية وصلبة ومناخ عام هادئ”.
وشدد الرئيس الغزواني في ثنايا حديثه، التأكيد على أن “فصل السلطات يشكل بالنسبة لنا خياراً لا رجعة فيه”.
وبخصوص مسألة تقييم حصيلة المنجزات، قال الرئيس الغزواني: “هذا أمر يجب أن يترك للشعب ولكن من جهتي، أعتقد أنه منذ توليت مقاليد السلطة، تم اتخاذ خطوات مهمة في سبيل تنفيذ هذا البرنامج على الرغم من التحديات الطارئة التي لم تكن في الحسبان مثل جائحة كوفيد-19”.
وأضاف في الأخير: “مجملاً عندما أعيد التفكير في الأمر، أدرك أن البرنامج الذي رسمناه كان متكاملاً وحينها أشعر بالراحة ليس فقط لشموليته وإنما كذلك لأننا في الواقع سلكنا الطريق الصحيح الذي يمكننا من تنفيذه”.
وحملت مقابلة الرئيس الغزواني مع الوكالة الرسمية رسائل عدة وردوداً موجهة لمنتقديه الذين يواصلون حملاتهم التدوينية المنتقدة لبطئه في الإصلاح، ولجمود توجهاته نحو التغيير، ولاستمرار مظاهر الفساد في حكومته.