الرئيس اللبناني يبدي استعداده للإدلاء بإفادته في انفجار مرفأ بيروت

سعد الياس
حجم الخط
2

بيروت-“القدس العربي”: لليوم الثالث على التوالي، استمرت الحرائق تنهش الجبال والغابات في شمال لبنان وواصل الجيش اللبناني بمساندة الطوافات وبمشاركة الدفاع المدني والأهالي عمليات إخماد النيران المندلعة في القبيات وعندقت وجبل أكروم والجوار، وتجدّدد اشتعال النار في خراج بلدة بزال العكارية. وكانت الحرائق خرجت عن السيطرة في منطقة جبل أكروم عند الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، وتوسعت رقعة النار ليلاً بشكل كبير في محلة قرنة الديبة، واقتربت من البساتين والحقول الزراعية وبعض المنازل التي غادرها ساكنوها تخوّفاً من تغيير اتجاه الرياح ليلاّ واندفاعها باتجاه ممتلكاتهم. وناشد الأهالي الجهات المعنية العمل على مساعدتهم بسرعة وإيفاد سيارات الإطفاء التي حضر بعضها إلى المنطقة التي تشهد حضور عدد كبير من أبناء المنطقة كمتطوعين، للمساهمة في عمليات إخماد النار والحدّ من تقدمها باتجاه المنازل.

على صعيد الحريق المنتظر في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، أفيد أن مجموعات من المحتجين ستتحرّك في 4 آب/أغسطس للتظاهر مع أهالي الضحايا أمام مقرات رسمية أو على طرقات حيوية حيث سيتم التنديد بعدم تعاون البعض مع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وعدم التجاوب مع رفع الحصانات واعتماد آليات وعرائض لتأجيل الاستحقاق، وتمّ في بعض الأماكن رفع لافتات كتب عليها” وحدو طارق بياخد بيطارنا”.

وفي ظل معلومات عن طلب القاضي بيطار الحصول على إذن بملاحقة مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا من المجلس الأعلى للدفاع، برز موقف لرئيس الجمهورية ميشال عون يعرب فيه عن استعداده للإدلاء بإفادته حيث أبلغ المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات استعداده المطلق للإدلاء بإفادته في انفجار المرفأ إذا رغب المحقّق العدلي بالاستماع إليه. وقال الرئيس عون لعويدات” لا أحد فوق العدالة مهما علا شأنه والعدالة تتحقّق لدى القضاء المختص التي تتوافر في ظلّه ضمانات القضاة والمتقاضين معاً”. وأشار رئيس الجمهورية في خلال استقباله عويدات وبعد مرور سنة على الانفجار وتجهيل المسؤول إلى “ضرورة إحقاق العدالة كاملة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، وقد أصبحنا على مشارف أيام معدودة من الذكرى السنوية الأولى لهذه الفاجعة الإنسانية والعمرانية والتي تركت ندوباً في جسد الوطن ولدى كل مواطن، سيما أهالي الضحايا البريئة التي أزهقت أرواحهم أو أثخنت بجراح أو خسارة الرزق الغالي”.

وبعد موقف عون، أعلن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل المدّعى عليه من قبل المحقق العدلي عبر حسابه على “تويتر”، أنه “انسجاماً مع ما أعلنه فخامة رئيس الجمهورية، نؤكد كما قلنا منذ اليوم الأول استعدادنا للمثول أمام المحقق العدلي في جريمة المرفأ للإستماع إلينا والخضوع للتحقيق أمام القضاء المختص، وبالتالي لم يعد مبرراً عدم القبول برفع الحصانات عن الجميع من دون استثناء”.

وفي وقت تواصل “كتلة المستقبل” جولتها على الكتل النيابية لتسويق التوقيع على اقتراح تعليق الحصانات من أعلى الهرم لغاية آخر موظف، غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حول موضوع رفع الحصانات كاتباً ” برافو نقابة محامي بيروت، برافو نقابة محامي طرابلس، مش برافو للمجلس النيابي..سنتابع رفع الحصانات حتى النهاية”.

قائد الجيش

وبسبب ذكرى الانفجار ستغيب الاحتفالات بعيد الجيش اللبناني الـ 76، وقد وجّه قائد الجيش العماد جوزف عون في المناسبة أمرا اليوم إلى العسكريين جاء فيه”يحلّ الأول من آب هذا العام ولبنان يقف على عتبة الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ المشؤوم الذي أصاب قلب العاصمة وأودى بحياة 206 شهداء، بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية هي الأقوى في تاريخنا الحديث وسط استمرار تفشّي وباء كورونا”.

وقال” أيّها العسكريون، رغم الأزمات المتلاحقة والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، تتجه الأنظار إلى المؤسسة العسكرية التي تبقى محط آمال اللبنانيين بعدما أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التي حازت ثقة الشعب ودول العالم بفضل أدائكم الذي أظهرتموه في جميع الظروف، والاحترافية في تأدية مهامكم على اختلافها وتشعباتها، ومواكبتكم السريعة لأي طارئ واعتمادكم أقصى معايير الشفافية في التعامل مع الملفات ذات الطابع الإنساني والأمني واستجابتكم الضرورية والملحّة التي تؤمن استمرار عدد من القطاعات الحيوية.
لا تسمحوا لأحد بأن يستغل رداءة الوضع المعيشي للتشكيك بإيمانكم بوطنكم ومؤسستكم، فلبنان أمانة في أعناقنا ومن غير المسموح تحت أي ظرف إغراق البلد في الفوضى وزعزعة أمنه واستقراره. إن تحديات إضافية سوف تعترضنا، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها بكل حكمة وصبر وتأنٍّ. لا تدعوا الفتنة تتسلّل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر بتحقيق مآربهم. كونوا على قدر تطلعات شعبنا وتطلعات المجتمع الدولي الذي ينظر إليكم باحترام وتقدير ويسعى لمساندتكم ودعمكم”.

وأضاف قائد الجيش”وسط هذه المهمات الاستثنائية، تبقى عيننا ساهرة على الحدود لمواجهة خطر العدو الإسرائيلي الذي رفع مؤخراً وتيرة تهديداته للبنان وهدّد بشن حرب جديدة وضرب صيغة العيش المشترك، كذلك الإرهاب الذي يتحيّن الفرص لمحاولة الظهور مجدداً. كونوا يقظين لمواجهة هذه التحديات التي تضاف إليها مكافحة المخدرات والتهريب والهجرة غير الشرعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مو لبناني:

    بعد ازالة كل الأدلة وبعد رسايل الدعم من الفاتيكان وحلف الصليب قرر عون ان يبق البحصة بعد ان رأى ان جريمة قتل الحرير ضاعت في دهاليز الامم المتحدة والحلف الصليبي رغم انها كلفت ٣٠٠ مليون دولار

  2. يقول سامح //الأردن:

    *يا سيادة الجنرال عون سامحني:-
    (اللي اختشوا ماتوا من زمان)؟؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد.

إشترك في قائمتنا البريدية