بيروت: عاهد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اللبنانيين بشق طريق الخلاص للوطن، مؤكّداً عدم التراجع عن معركته ضد الفساد أو التراجع في موضوع التدقيق المالي الجنائي.
جاءت تصريحات الرئيس عون خلال كلمة وجّهها مساء اليوم السبت إلى اللبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال السابع والسبعين.
وعاهد الرئيس عون اللبنانيين “البقاء على وعده بحفـرِ الصخرِ مهما تصلَّب لشقِّ طريقِ الخلاصِ للوطن”.
وأكد الرئيس عون أنه “لن يتراجعَ أو يحيدَ عن معركته ضد الفساد المتجذِّر في مؤسساتِنا، على الرغم من كونِها معركةً غير متكافئةٍ راهناً مع منظومةٍ متماسكة، وأنه لن يتراجعَ في موضوعِ التدقيق المالي الجنائي مهما كانت المعوقات، وسوف يتّخذُ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لإعادةِ إطلاقِ مسارِه المالي”.
ودعا الرئيس عون نوّاب الأمة إلى “القيام بواجبهم التشريعي الذي على أساسه أولاهم الناس ثقتهم”. كما دعا الإعلام “إلى خوض هذه المعركة بكل صدق وشفافية، فهنا الساحة الحقيقية لمحاربة الفساد”.
وقال عون “لا قيامَ لدولةٍ قادرةٍ وفاعلة في ظل الفساد، والبداية هي في فرضِ التحقيق المالي الجنائي، ثم عبر إقرارِ مشاريعِ واقتراحاتِ قوانينِ الإصلاحِ والمحاسبة، والانتظام المالي الموجودةِ في مجلسِ النواب وفي مقدّمِها استعادةُ الأموالِ المنهوبة والمحكمةُ الخاصة بالجرائمِ الماليّة، والتحقيقُ التلقائي في الذمةِ الماليّة للقائمينَ بخدمةٍ عامّة… وأقلَّه إقرارُ قوانين تحفظُ وتصونُ كرامةَ الانسان، وأولُها قانونُ ضمان الشيخوخة”.
وسأل رئيس الجمهورية “أوَلَم يَحُنِ الوقت بعد، في ظلّ كلِّ تلك الاوضاعِ الضاغطة، لتحريرِ عمليةِ تأليفِ الحكومةِ العتيدة من التجاذباتِ، ومن الاستقواءِ والتستّرِ بالمبادراتِ الإنقاذية للخروجِ عن القواعدِ والمعاييرِ الواحدة التي يجبُ احترامُها وتطبيقُها على الجميع، كي يستقيمَ إنشاءُ السلطةِ الإجرائية وعملها؟”.
ودعا الرئيس القضاء “إلى الإسراعِ من دون التسرّع في التحقيق في انفجار مرفأ بيروت لأن لـلبنانيين، وخصوصاً لِمن طالتهم الكارثة مباشرةً، من جرحى وأهل الضحايا أو أصحاب الحقوق، الحقَ بمعرفةِ النتائج”.
وتطرق عون في كلمته إلى “المتغيرات والتحولات السياسية الجذرية دوليّاً وإقليميّاً، ومنها اعترافُ دولٍ عربيّةٍ عدة بإسرائيل وسيرُها نحوَ التطبيعِ الكاملِ معها، وفي ذلك، ومع الأسف، قبولٌ ضمني بضياعِ القدسِ والجولان، فضلاً عن ارتفاعِ وتيرةِ الضغوطِ الأمريكية قُبيلَ تسلُّمِ الإدارةِ الجديدة، كما عودةُ روسيا إلى ملفِّ النازحين”.
ودعا عون إلى “إطلاقُ حوارٍ وطني لبحثِ ما تفرضُه في جميع القطاعات السياسية، والأمنية والدفاعية لنستطيعَ مواكبةَ هذه المرحلة”، وذلك “للخروج معاً بموقفٍ موحّد يُحصّنُ لبنان ولا يسمحُ بأن يكونَ ضحيةَ التفاهماتِ الكبرى وكبشَ محرقتها”.
وشدد على “أنَ لبنان متمسّكٌ بحدودِه السياديةِ كاملةً، ويأملُ أن تُـثمِرَ مفاوضاتُ ترسيمِ الحدودِ البحرية الجنوبية، فيسترجِعَ حقوقُه كاملةً بالاستنادِ إلى المواثيقِ الدولية، وتصحيحُ الخطِ الأزرقِ وصولاً إلى الحدودِ البريةِ المرسومةِ والثابتةِ والمعترف بها دولياً”.
وتوجه الرئيس عون في كلمته الى العسكريين معتبراً “أن دورهم في هذه المرحلة محوري ليس فقط بحماية الحدود والدفاع عنها، إنما بصون الوحدة الوطنية التي يسعى كثيرون لضربها”، وعاهدهم أنه “لن يتنازل عن أي حق للبنان، ولن يوقّع على أي مشروع لا يصبّ في مصلحته”.
ودعا عون اللبنانيين إلى الوقوف “وقفةً واحدة حقاً، فتضغطَون حيثُ يجب، وترفعون الصوتَ في المكانِ الصحيح لكسبِ هذه المعركة، لأنها المعركة الأساس في إنقاذ لبنان”.
(د ب أ)