نواكشوط- «القدس العربي»- أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي بدأ أمس مأموريته الرئاسية الثانية بعد أدائه القسم، أنه «سيقوم بمهمته كاملة بصفته رئيساً لكل الموريتانيين، مع بذل كل الجهد في سبيل تقدم وازدهار موريتانيا ورفاه شعبها».
جاء ذلك في خطاب ألقاه الرئيس الموريتاني في حفلة تنصيب رسمية نظمها المجلس الدستوري وحضرها رؤساء السنغال ومالي وغامبيا وغينيا بيساوو وتشاد، ومثلت فيها الدول الأخرى بوفود وزارية، ووازتها المعارضة الراديكالية باعتصام رافض لها ولمخرجاتها.
وخصص الرئيس الموريتاني حصة كبيرة من خطابه لاستعراض منجزات مأموريته الأولى، مؤكدا « أن موريتانيا قطعت خلال السنوات الخمس الاخيرة أشواطا متقدمة في مجالات شتى، كصون المقدسات الاسلامية وتثمين التراث الثقافي وتوطيد الوحدة الوطنية واستتباب الأمن وضبط الحالة المدنية وترسيخ الديموقراطية ومحاربة الفساد والقضاء على مخلفات الرق».
وقال «إن إرادته الدائمة في الانفتاح وإشاعة الحريات وفرت مناخا مناسبا لعمل سياسي وطني مسؤول، كما تعززت أركان المدونة الانتخابية من خلال جملة إجراءات تضمن الشفافية، فأدخلت درجة أكبر من النسبية مكنت من إنصاف النساء وتوسيع قاعدة التمثيل البرلماني، وقد أفضت هذه الإصلاحات الجوهرية الى إنشاء لجنة وطنية مستقلة للإنتخابات مكلفة بتنظيم الانتخابات والإشراف الشامل عليها».
وفيما يخص تعهدات المستقبل قال الرئيس الموريتاني «إنه سيجري إصلاحات في قطاع القضاء تعزز استقلاليته وتضمن مهنيته وترسخ سلطة القانون».
وأكد ولد عبد العزيز أنه «سيسهر على مواصلة محاربة الفساد، واستحداث الآليات القانونية الملائمة للقضاء نهائيا على الرشوة والممارسات المخلة بقواعد الحكامة الرشيدة».
وقال «إن سياسات اقتصادية حازمة نفذت خلال المأمورية الماضية ومكنت من تحقيق معدلات نمو تجاوزت 6 في المئة ، كما مكنت من استغلال أمثل للموارد المعدنية ومن استصلاح مساحات زراعية واسعة».
وفي مجال الأمن قال الرئيس الموريتاني «إن التحديات الإقليمية والدولية تحتم عليه بذل جهود مضاعفة في مجالات التأهيل والتكوين والتجهيز والرفع من جاهزية القوات المسلحة وقوات الأمن، حماية للمواطنين وممتلكاتهم ولمواجهة مختلف أشكال التهديد المحتملة لأمن البلاد».
وأشار ولد عبد العزيز إلى «أنه سيعمل على تعزيز المكانة المتميزة التي تحظى بها موريتانيا إقليميا ودوليا في مجال الأمن والدفاع والتي تفرض المساهمة في الجهود الإقليمية والدولية في مجال حفظ السلم الأهلي في الدول الافريقية الشقيقة التي تواجه تحديات أمنية حادة».
وفيما يخص السياسة الخارجية قال ولد عبد العزيز «إنها عرفت خلال المأمورية المنصرمة حيوية أهلت موريتانيا لاسترجاع مكانتها عربيا وإفريقيا وعلى المستوى الدولي».
وأكد ولد عبد العزيز «أنه سيتصدى بحزم لدعاة النعرات العنصرية والشرائحية والفئوية والقبلية التي تهدد بتفكيك نسيج موريتانيا الاجتماعي ولحمتها الوطنية».
وتخالفت ردات الفعل وتعددت التعليقات حول خطاب الرئيس بين من يراه خطابا بالغ الأهمية، ومن يراه خاليا من أية نظرة واضحة للمستقبل.
وقد نالت فقرة ختم بها الصغير ولد امبارك رئيس المجلس الدستوري خطابه إعجاب الكثيرين حيث أكد «أن الشعب الموريتاني أصبح أكثر طموحا وأشد إلحاحا وأثقل تكليفا للسلطة التنفيذية التي يختارها فلقد تحررت إرادته في بناء مؤسساته على أقوى الأسس وتحررت طموحاته في بلوغ أقوى المؤشرات التنموية وهو يستحضر نماذج هنا وهناك وله الحق في ذلك لما يمتلك من تنوع في الانسان والموقع والثروة «.
عبد الله مولود